منهج مثالي ميتافيزيقي مناقض للمادية الجدليّة - في نقد كتاب محمّد الكحلاوي ، - مئوية ثورة أكتوبر الإشتراكية 1917-2017 - إنطلاقا من الشيوعية الجديدة
ناظم الماوي
2022 / 3 / 25 - 21:10
3- منهج مثالي ميتافيزيقي مناقض للمادية الجدليّة :
لعلّ القرّاء قد لاحظوا ممّا تقدّم هناتا كبرى في منهج مؤلّف الكتاب الذى ننقد و الذى من المفترض أن يكون متبنّيا للمادية الجدلية و الماديّة التاريخيّة و مطبّقا إيّاهما فتعاميه عن تطوير لينين للماركسيّة إلى ماركسيّة - لينينيّة و بالتالى ، في خضمّ الصراع الطبقي و صراع الخطيّن صلب حزبه و صلب الحركة الشيوعية العالمية ، تطويره للنظريّة الثوريّة التي قادت في إنشاء الحركة الثوريّة و تعزيزها و إنتصارها ، يعدّ بلا مراء مثاليّة ذاتيّة فجّة . و كذلك هي مثاليّة عمليّة تناسى الخوض في نقائص تجربة ثورة أكتوبر الإشتراكية و دكتاتورية البروليتاريا في الإتحاد السوفياتي .
و إذا علمنا أنّ القانون الجدلي الجوهري هو قانون التناقض / وحدة الأضداد ، و إذا علمنا و إستوعبنا تلخيص ماو تسى تونغ لهذه الحقيقة الماديّة الموضوعيّة على النحو التالى :
" تعتبر الفلسفة الماركسية أن قانون وحدة الأضداد هو القانون الأساسي للكون . وهو قانون مطلق الوجود سواء فى الطبيعة أو فى المجتمع البشري أو فى تفكير الإنسان . فبين الضدّين فى تناقض ما توجد وحدة و صراع فى آن واحد ، و هذا ما يبعث الحركة و التغيّر فى الأشياء. إنّ التناقضات موجودة فى كلّ شيء ، إلاّ أنّ طبيعتها تختلف بإختلاف طبيعة الأشياء . فالوحدة بين الضدّين فى التناقض الكائن فى كلّ شيء محدّد هي ظاهرة مقيّدة ، و مؤقّتة ، و إنتقاليّة ، و هي لذلك نسبيّة ، امّا الصراع بينهما فإنّه يبقى مطلقا دون تقييد ."
( ماو تسى تونغ ، " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب " 27 فبراير- شباط – 1957 ؛ صفحة 226 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ) ، أمكننا بيسر إدراك ميتافيزيقيّة السيد الكحلاوى الذى يذكر عمليّا الإنجازات و يسقط نقيضها ، الإخلالات و يذكر الحركة الثوريّة و يسقط النظريّة الثوريّة . هذه منه عندئذ مثاليّة ميتافيزيقيّة مناهضة للمادية الجدلية على طول الخطّ .
و كمثال آخر عن هذه المثاليّة الميتافزيقية الفجّة ، نحيل القرّاء على الفصل الرابع من الكتاب و عنوانه " هجوم القوى الرجعيّة على ثورة أكتوبر الإشتراكية " و فيه يعدّد الكاتب في سبع نقاط أوجها من الحملات على هذه الثورة العظيمة . و جدليّا يتوقّع المرء أن ينتقل الكاتب إلى الضفّة الأخرى من النهر أي إلى المظهر أو الطرف الآخر من التناقض هجوم/ دفاع فيطلع القرّاء على المظهر أو الطرف الذى إنبرى للدفاع عن هذه الثورة و مكاسبها في وجه تلك الحملات المسعورة و كيف أنجز ذلك و على أيّة أسس و إلى أي مدى أفلح في مسعاه و ربط ذلك بالظرف الراهن وما إلى ذلك ، لكن هيهات! إنتقائيّة الكحلاوى المثاليّة الميتافيزيقيّة تمنعه من رؤية نقيض المهاجمين أي المدافعين و على الأرجح أنّ هذه الرؤية الإحاديّة الجانب مردّها أنّ حزب الكحلاوى و أمثاله من المجموعات الوطنية الديمقراطية ، نبتات طفيليّة لا إمتداد تاريخي لها داخل الحركة الماركسيّة – اللينينية عبر العالم التي قادها ماو تسى تونغ على رأس الحزب الشيوعي الصيني و تاليا إلتحقت به أحزاب أخرى منها حزب العمل الألباني للتصدّى للتحريفية المعاصرة و رفع راية التجربة الإشتراكية السوفياتية عاليا في وجه جميع الذين شنّوا عليها حربا شعواء و لنقد النقائص و إقتراح كيفيّة تجاوزها ...( و لنا عودة للموضوع ). هذه بعض المعطيات التاريخية التي يتجنّبها الأمين العام لذلك الحزب بمثاليّة ميتافيزيقيّة لا يحسد عليها .
و نزيد إلى ما تقدّم أنّ السيّد الكحلاوى يتناول حدثا تاريخيّا جللا مثل ثورة أكتوبر الإشتراكية دون أن يسلطّ الضوء على حركته أي إمتداده التاريخي ماضيا و مستقبلا . فهو بالكاد يعرّج على كمونة باريس سنة 1871 ليشير في جملة في الفقرة ج من " الواقع الذاتي لثورة أكتوبر الإشتراكية " ضمن " أسباب نجاح ثورة أكتوبر الإشتراكية " ، ( ج – العبرة من فشل التجارب الثوريّة السابقة ) ، إلى أنّها " عمّرت سبعين يوما " في حين أنّ دروس تجربة كمونة باريس عظيمة و قد كتب عنها ماركس و لينين عدّة مقالات و في كتابه المنارة ، " الدولة و الثورة " خصّها لينين بفصل ( الفصل الثالث ) و أكثر مبرزا الدروس المستخلصة و مدى أهمّيتها .
و لعلّ أحدهم قال و ماذا في هذا ؟ فيكون الردّ هذا إنكار و دفن لأمر جلل في تاريخ الحركة الشيوعية العالمية . هذه الدروس بحجم جبال الهيمالايا في الماركسيّة فهي تعدّ من أمّهات نقاط التمايز بين الماركسيّة و التحريفيّة ؛ و منها ضرورة تحطيم الدولة الرجعيّة أم " تحسينها " و ترميمها و العمل الإصلاحي في إطارها خطّ من خطوط التمايز بين الشيوعيين الثوريين حقّا و الشيوعين الزائفين الإصلاحيين . و حالئذ ، يثور منطقيّا سؤال يا ترى لماذا يهيل محمّد الكحلاوى التراب على هكذا دروس و هكذا مسألة جوهريّة ؟ و نترك لكم الإجابة آخذين بعين الإعتبار سياسات حزبه الجديد و تحالفاته .
ولا ينبغي أن ننسى أنّ كمونة باريس و دروسها كانت و لا تزال محور صراع صلب الحركة الشيوعية العلمية إلى يوم الناس هذا . ففضلا عن ما تعرّض له ماركس و لينين بالنقد من تيّارات متباينة ، هناك في هذه الحقبة من الدهر وهذه الفترة من العصر، عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ، من أدعياء الشيوعيّة من يدير ظهره إلى التجربة السوفياتيّة و التجربة الماوية في الصين و الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى كقمّة ما بلغته الإنسانيّة في تقدّمها نحو الشيوعيّة ، بما هي إمتداد تاريخي و مراكمة إنطلاقا من كمونة باريس و تطوير لها ، ليجعل من الكمونة بديلا و هدفا ومثلا أسمى يعالج، على حدّ زعم هذه النظرة الخرقاء ، قضيّة إعادة تركيز الرأسماليّة في البلدان الإشتراكية . و كأمثلة ملموسة على ذلك ، نلفت النظر إلى أنّ الشهيد شكرى بلعيد طوال سنوات قبل الإنتفاضة الشعبيّة 2010-2011 ، قد دافع عن أفكار مشابهة . و اليوم في تركيا ثمّة من الماويين تاريخيّا من يذهب إلى إعلاء راية الكمونة على أنّها النموذج الذى يجب أن يحتذى شأنهم في ذلك شأن الخطّ التحريفي الذى خرّب الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) .
و هؤلاء و غيرهم من متبنّى هكذا أفكار عوض النظر إلى التناقض قطيعة / إستمرار صلب الحركة الشيوعية العالميّة و بناء التجارب السوفياتيّة و الصينيّة خاصة على أساس دروس التجارب السابقة و منها كمونة باريس ، يقلبون الأمور رأسا على عقب فيولّون وجوههم شطر الماضى بدلا من النظر إلى كامل السيرورة و خاصة إلى المستقبل . هؤلاء وأمثالهم يطلق عليهم أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية / الشيوعية الجديدة ، نعت " بقايا الماضى " ، لا طليعة المستقبل.
و قد عالج بوب أفاكيان ، مهندس الخلاصة الجديدة للشيوعية / الشيوعيّة الجديدة ، علاقة الكمونة إيّاها بالتجربتين السوفياتيّة و الماويّة في الصين في عدّة كتابات منها كتابه " ماتت الشيوعيّة الزائفة ...عاشت الشيوعية الحقيقيّة ! " ، سنة 1992، ( عرّبه و قدّم له و نشره على الحوار المتمدّن شادى الشماوي – أنظروا محتوياته في الملحق الثاني لهذا المقال ) الذى خصّص جزئه الثانى للردّ على ماويّين من الهند إرتدّوا و أضحوا يعلون راية الكمونة كنقيض لتجارب البروليتاريا العالمية التالية لها ، فكتب على وجه الضبط ضمن " الديمقراطية : أكثر من أيّ زمن مضى بوسعنا و يجب علينا إنجاز أفضل من ذلك " فقرات طويلة شارحا حقيقة : " أفق كمونة باريس : الثورتان البلشفيّة و الصينيّة كإمتداد و تعميق لها ".
و عليه بداهة أنّ السيّد الكحلاوى و حزبه من بقايا الماضى ، لا من طليعة المستقبل و تتراكم الأدلّة المثبتة لذلك و منها دليل ساطع آخر في الكتاب موضوع الحديث حيث لا يطرح صاحبنا نهائيّا السؤال الحارق اليوم ، محلّيا وعربيّا و عالميّا، بالنسبة للحركة الشيوعية في جميع أنحاء المعمورة ، بعد قرن من ثورة أكتوبر الإشتراكيّة ، و بعد أكثر من نصف قرن من الإنقلاب التحريفي أواسط خمسينات القرن الماضي إثر وفاة ستالين ، و صعود التحريفيّة إلى السلطة أي صعود البرجوازية الجديدة إلى السلطة و إعادة تركيز الرأسمالية هناك ، و بعد خسارة الصين الماويّة الإشتراكية و نهاية مرحلة من تاريخ الحركة الشيوعية العالمية ، " كيف ننجز ما هو أفضل مستقبلا ؟ " .
بإختصار شديد بمثاليّة ميتافيزيقيّة جليّة و بإرتباك منهجي بيّن ، يطمس الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي معالما من ثورة أكتوبر كما يطمس إمتدادها التاريخي ماضيا و مستقبلا .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
و الروح الثوريّة للماوية المطوَّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعيّة – الشيوعيّة الجديدة
( عدد 46 - 47 / ماي 2021 )
حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم ( الكتاب الثاني )
في نقد كتاب محمّد الكحلاوي ، " مئوية ثورة أكتوبر الإشتراكية 1917-2017 " إنطلاقا من الشيوعية الجديدة
ناظم الماوي
إنّ الثورة الشيوعيّة تقطع من الأساس كلّ رابطة مع علاقات الملكيّة التقليديّة ، فلا عجب إذن إن هي قطعت بحزم أيضا ، أثناء تطوّرها ، كلّ رابطة مع الأفكار و الآراء التقليديّة .
ماركس و إنجلز ، " بيان الحزب الشيوعي"
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هذه الإشتراكيّة إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتوريّة الطبقيّة للبروليتاريا كنقطة ضروريّة للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقيّة ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليه و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعيّة التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه .
كارل ماركس ، " الصراع الطبقي فى فرنسا 1848-1850 "
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
والحال ، أنّنا نريد أن نعيد بناء العالم ... و بعد هذا نخاف من أنفسنا . و بعد هذا نتمسّك بقميصنا القذر ، " المألوف " ، " العزيز "... لقد آن لنا أن نخلع القميص القذر ، لقد آن لنا أن نلبس ثيابا نظيفة .
( لينين ، " مهمّات البروليتاريا في ثورتنا " 30 أفريل 28 ماي 1917 ؛" المختارات في 10 مجلّدات " – المجلّد 6 ( 1915- 1917) ، دار التقدّم ، موسكو ، 1977 )
----------------------------------------------------------------------------------
من المهمّ أوّلا أن نبيّن بالمعنى الأساسي ما نعينيه حين نقول إنّ الهدف هو الثورة ، و بوجه خاص الثورة الشيوعيّة . الثورة ليست نوعا من التغيير فى الأسلوب و لا هي تغيير فى منحى التفكير و لا هي مجرّد تغيير فى بعض العلاقات صلب المجتمع الذى يبقى جوهريّا هو نفسه . الثورة تعنى لا أقلّ من إلحاق الهزيمة بالدولة الإضطهادية القائمة و الخادمة للنظام الرأسمالي – الإمبريالية و تفكيكها – و خاصّة مؤسساتها للعنف و القمع المنظّمين، و منها القوات المسلّحة و الشرطة و المحاكم و السجون و السلط البيروقراطية و الإدارية – و تعويض هذه المؤسسات الرجعية التى تركّز القهر و العنف الرجعيين ، بأجهزة سلطة سياسية ثوريّة و مؤسسات و هياكل حكم ثوريّة يرسى أساسها من خلال سيرورة كاملة من بناء الحركة من أجل الثورة ، ثمّ إنجاز إفتكاك السلطة عندما تنضج الظروف – و فى بلد مثل الولايات المتحدة سيتطلّب ذلك تغييرا نوعيّا فى الوضع الموضوعي منتجا أزمة عميقة فى المجتمع و ظهور شعب ثوريّ يعدّ بالملايين و الملايين تكون لديه قيادة شيوعية ثورية طليعية و هو واعي بالحاجة إلى التغيير الثوري و مصمّم على القتال من أجله.
و مثلما شدّدت على ذلك قبلا فى هذا الخطاب ، فإنّ إفتكاك السلطة و التغيير الراديكالي فى المؤسسات المهيمنة فى المجتمع ، حين تنضج الظروف ، يجعل من الممكن المزيد من التغيير الراديكالي عبر المجتمع – فى الإقتصاد و فى العلاقات الإقتصاديّة و العلاقات الإجتماعيّة و السياسيّة و الإيديولوجيّة و الثقافة السائدين فى المجتمع . و الهدف النهائي لهذه الثورة هو الشيوعيّة ما يعنى و يتطلّب إلغاء كلّ علاقات الإستغلال و الإضطهاد و كلّ النزاعات العدائية المدمّرة فى صفوف البشر، عبر العالم. و على ضوء هذا الفهم ، إفتكاك السلطة فى بلد معيّن أمر حاسم و حيويّ و يفتح الباب لمزيد من التغييرات الراديكاليّة و إلى تعزيز النضال الثوري عبر العالم و مزيد التقدّم به ؛ لكن فى نفس الوقت ، رغم أنّ هذا حاسم وحيويّ ، فإنّه ليس سوى الخطوة الأولى – أو القفزة الكبرى الأولى – فى النضال الشامل الذى ينبغى أن يستمرّ بإتّجاه الهدف النهائيّ لهذه الثورة : عالم شيوعي جديد راديكاليّا .
( بوب أفاكيان ، " العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا ، لكن بوسع الإنسانية أن تتجاوز الأفق " ، الجزء الثاني - " بناء الحركة من أجل الثورة " ، الثورة 2011 ؛ والفصل الثالث من " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " ، ترجمة شادي الشماوي – مكتبة الحوار المتمدّن )
----------------------------------------------------------------------------
فى ما يتّصل بالعلم و المنهج العلميّ و خاصة النظرة و المنهج العلميّين للشيوعيّة ، من الحيويّ أن نجتهد للحفاظ على روح منهج التفكير النقديّ و الإنفتاح تجاه الجديد و تجاه التحدّيات المقبولة أو الحكمة الموروثة . و يشمل هذا بصورة متكرّرة إعادة تفحّص ما يعتقد فيه المرء نفسه و / أو الآراء السائدة فى المجتمع إلخ على أنّها حقيقة : بشكل متكرّر معرّضين هذا لمزيد الإختبار المساءلة من قبل تحدّيات الذين يعارضونه و من قبل الواقع ذاته ، بما فى ذلك طرق التطوّر الجاري التى يمكن أن يضعها الواقع المادي تحت أضواء جديدة – يعنى المكتشفة حديثا أو مظاهر الواقع المفهومة حديثا التى تضع تحدّيات أمام الحكمة المقبولة .
بوب أفاكيان، " تأمّلات و جدالات : حول أهمّية الماديّة الماركسيّة و الشيوعيّة كعلم و العمل الثوري ذو الدلالة وحياة لها مغزى "؛ جريدة " الثورة " عدد 174 ، 30 أوت 2009
مقدّمة عامة لثلاثيّة :
" حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم "
قبل قرن و بضعة عقود ، في خطابه على قبر رفيق دربه ، قال فرديريك إنجلز ، أحد مؤسّسي الشيوعيّة ، إنّ كارل ماركس كان قبل كلّ شيء ثوريّا . و اليوم ، من له عيون ليرى الحقيقة الماديّة الموضوعيّة دون نظّارات إنتهازية من أيّ صنف ، يلاحظ دون عناء كبير أنّه تمّ تشويه الماركسيّة / الشيوعيّة على نحو لم يسبق له مثيل ليس عربيّا فحسب بل عالميّا أيضا ذلك أنّه تحت ضغط الحملات الرجعيّة و الإمبريالية المناهضة للشيوعيّة و بالتواطؤ معها – ضمن أسباب كثيرة أخرى - ، أفرغت التحريفيّة و الدغمائيّة الشيوعية من مضمونها و روحها الثوريّين و حوّلتاها إلى عقيدة جامدة أو إلى عقيدة في خدمة الأنظمة و الطبقات السائدة . و قد صيّر الماركسيّون الزائفون الماركسية نزعة أو نزعات إصلاحيّة لا غير تساعد في تأبيد المجتمعات الطبقيّة و أحيانا إستخدموها في بلدان معيّنة وسيلة لحكم نظام إستغلالي و إضطهادي أو للمساهمة في حكم ذلك النظام الإستغلالي و الإضطهادي و الدفاع عنه دفاعا مستميتا بالغين حتّى إرتكاب جرائم قتل في حقّ الشيوعيّين الحقيقيّين .
بإختصار شديد ، بوسعنا أن ندرك بجلاء أنّ الشيوعيّة الزائفة أضحت مهيمنة على الحركة الشيوعيّة العالميّة ( و العربيّة جزء منها ) و أنّ من أوكد واجبات الشيوعيّين و الشيوعيّات الحقيقيّين خوض نضال بلا هوادة ضد التحريفيّة و الدغمائيّة و الإصلاحيّة – على أنّه لا يتعيّن نسيان مقاومة الأنظمة و تغيير عقول الناس و تنظيم القوى الثوريّة – قصد دحض و فضح الخطوط الإيديولوجيّة و السياسيّة الشيوعيّة الزائفة و التعريف بالشيوعيّة الحقيقيّة ، الشيوعيّة الثوريّة ماضيا و حاضرا و عيوننا على المستقبل و الهدف الأسمى للشيوعية ،ففي غياب النظريّة الشيوعية الثوريّة لن توجد حركة ثوريّة قادرة على تفسير العالم تفسيرا علميّا ماديّا جدليّا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا . هذه حقيقة بديهيّة لن ينكرها إلاّ أعداء علم الشيوعيّة و خدم و أبواق دعاية القوى الرجعيّة و الإمبريالية و الإصلاحية .
و عليه ، يتنزّل عملنا هذا – هذه الثلاثيّة الجديدة – في هذا الإطار بالذات و نحن ننأى بأنفسنا عن الالمهاترات الفكريّة و التهجّم على الأشخاص فالصراع النظري الذى نخوض غماره لسنوات الان يركّز على أمّهات المسائل و القضايا الإيديولوجية و السياسيّة و نكرّس جدليّة الهدم و البناء بمعنى أنّنا نسعى جاهدين من جهة إلى تعرية الشيوعيّة الزائفة و من الجهة الأخرى ، إلى شرح و نشر الشيوعية الحقيقيّة ، الشيوعيّة الثوريّة في أرقى تجلّياتها . و الشيوعيّة الثوريّة اليوم هي الشيوعيّة الجديدة ( الخلاصة الجديدة للشيوعية ) التي طوّرها بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعى الثوريّ ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة و نحن نتولّى المساهمة في التعريف ها و تطبيقها وهي منطلقنا في مشاريعنا النقديّة للخطوط الدغمائيّة و التحريفية و الإصلاحيّة لعدّة فرق متمركسة . و هذه الشيوعيّة الجديدة هي الإطار النظريّ الجديد للموجة / المرحلة الجديدة للثورة البروليتارية / الشيوعية العالميّة التي نتهت مرحلتها الأولى مع خسارة الصين الإشتراكية الماويّة و إعادة تركيز الرأسماليّة فيها سنة 1976 ، إثر وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب التحريفي هناك و كانت هذه المرحلة قد بدأت مع كمونة باريس.
و تسلّط هذه الثلاثيّة الجديدة الضوء على الخطّ الإيديولوجي و السياسي للوطنيّين الديمقراطيّين – الوطد – مجرية حفريّات عميقة دون أن تكون شاملة بشكل كلّي و إن كانت كافية و شافية في تقديرنا – لتعرية حقيقة هؤلاء بتفرّعاتهم . و قد إستعدنا مصطلح حفريّات من عنوان ثلاثيّتنا السابقة المفردة للخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب العمّال التونسي ( " حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي لحزب العمّال [ البرجوازي ] التونسي ") لأنّنا نواصل ذات عمليّة النقد الماركسي لهذين التيّارين الدغمائيّين التحريفيّين الخوجيّين ( المفضوح : حزب العمّال التونسي؛ و المتستّر : الوطد ). و لأنّنا نسعى طاقتنا لأن يكون نقدنا هذا نقدا جذريّا بمعنى أن يطال جذور هذين الخطّين الخوجيّين فالنقد الذى لا ينال من جذور الدغمائيّة و التحريفيّة و الإصلاحية يظلّ سطحيّا بصفة أو أخرى و غير قادر على إجتثاثها أو حتّى إلحاق هزيمة نكراء بها . و في موضوع الحال ، توجّهنا إلى نقد وثيقتين مؤسّستين لهؤلاء - الوطد - و نقصد أوّلا الوثيقة البرنامجيّة ، " مشروع برنامج الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين " التي نشرنا نتائج إشتغالنا عليها منذ سنوات ؛ و ثانيا ، وثيقة " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا - لينينيّا ؟ " ( إعتمدنا النسخة الورقيّة و في ملاحق الكتاب الأوّل تجدون نسخة رقميّة نقدّمها بالإخراج الذى بلغتنا به ، دون أي تغيير ) التي يمثّل تفكيكها النقدي ركيزة كتابنا الأوّل . و طبعا لم نقف عند هذا الحدّ بل تتبّعنا هذا الخطّ الخوجيّ التستّر و تفرّعاته اليوم مسلّطين سياط النقد الماركسي على أهمّ وثائق مكوّنين أساسيّين من تفرّعاته راهنا : " الحزب الوطني الدمقراطي الإشتراكي " و " الحزب الوطني الديمقراطي الثوري ( الوطد الثوري ) الماركسي- اللينيني " فأفردنا لكلّ واحد منهما كتابا لنحصل في النهاية على ثلاثة كتب – ثلاثيّة .
و هذه الثلاثيّة ليست باكورة أعمالنا المخصّصة لنقد خطّ الوطنيّين الديمقراطيين - الوطد - و إنّما هي محطّة جديدة سبقتها أعمال يمكن أن نعدّها ثلاثيّة أخرى متشكّلة من كتاب " " الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون " يحرّفون الماركسيّة - اللّينينيّة " و كتاب " حزب من الأحزاب الماركسية المزيّفة : الحزب الوطني الإشتراكي الثوري - الوطد - " و مقالات متفرّقة منها : " فى الردّ على الوطد - الحلقة الأولى " و " بؤس اليسار الإصلاحي التونسي : حزب العمّال التونسي و الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد – نموذجا " و غيرها الموثّقة بأعداد " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " . ( و جميع هذه الأعمال متوفّرة للمطالعة و التنزيل من على موقع الحوار المتمدّن : صفحة ناظم الماوي و مكتبة الحوار المتمدّن ).
و نكتفى بهذا القدر من الكلام التمهيدي لعمليّة إبحار شيّقة في متن الكتب الثلاثة و لما لا لدراستها دراسة نقديّة ، و نمرّ مباشرة إلى التعرّف على محتويات هذه الثلاثيّة :
حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم ( الكتاب الأوّل )
في مهازل وثيقة " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " للوطنيّين الديمقراطيّين – الوطد -
الفصل الأوّل : تعليق مقتضب على تمهيد و خاتمة " البحث " المهزلة " : "هل يمكن ان نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ "
(1) تعليق مقتضب على تمهيد " البحث " المهزلة : "هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا - لينينيّا ؟ "
(2) تعليق مقتضب على خاتمة " البحث " المهزلة : "هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا - لينينيّا ؟ "
الفصل الثاني : إنكار حقيقة تطوير ماو تسى تونغ للجدليّة
(1) تطوير ماو تسى تونغ للجدلية : التناقض هو القانون الجوهري للديالكتيك و التغيّر الكمّى الى الكيفيّ و العكس تناقض و نفي النفي ليس قانونا مادياّ جدليّا
1- التناقض هو القانون الجوهري للديالكتيك
2- التغيّر الكمّى الى الكيفيّ و العكس تناقض
3- نفي النفي ليس قانونا مادياّ جدليّا
(2) الطرف الرئيسيّ و الطرف الثانويّ للتناقض تطوير ماويّ للجدليّة ينكره اللاأدريون
1- لاأدريون :
2- ينكرون جوهر الديالكتيك :
3- تصنيفات :
4 - حلول الجديد محلّ القديم :
5- التطبيقات العمليّة :
6- البرجوازية الوطنية :
7- " لتتفتح مائة زهرة " و " لتتنافس مائة مدرسة " :
الفصل الثالث : لخبطة فكريّة خوجيّة في فهم جوانب أخرى من الجدليّة
(1) قانون وحدة الأضداد هو قانون التناقض وماديّا جدليّا ، لا وجود لقانون " صراع الأضداد " الخوجيّ
1- مغالطة تحريفية :
2- تلاعب بكلام لينين :
3- وحدة الأضداد القانون الأساسي للديالكتيك :
4- التراكم الكمّي و التحوّل النوعي :
5- عن مظهر الوحدة فى التناقض :
6- تصحيح و إجابة :
7- ستالين و وحدة الأضداد :
(2) " إزدواج الواحد " مفهوم ماديّ جدلي ثوري و" جمع الإثنين فى واحد " مفهوم مثالي ميتافيزيقيّ رجعيّ
1- ملاحظتان :
2- أسلوب إنتهازي فى التعاطي مع الإستشهادات :
3- صراع على الجبهة الفلسفية : يلتقي الخوجيّون مع التحريفيّين الصينيّين فى مهاجمة " إزدواج الواحد " :
4-" جمع الإثنين فى واحد " يعنى دحض مفهوم الخلاصة :
5- التيّار الرجعي للتحريفيّة العالميّة :
(3) التطوّر اللولبيّ بين الفهم المادي الجدلي الماوي و الفهم الشكلي الدغمائي التحريفي الخوجي
1- مفاهيم مناهضة للينينيّة :
2- التطوّر اللولبي ماركسيا - لينينيا - ماويا :
أ - المجتمع الإشتراكي :
ب - الحزب الشوعي :
3- تطبيقات ماديّة جدليّة ماويّة للتطوّر اللولبيّ :
4 - التطوّر اللولبيّ و الجديد :
5- النموّ و التراجع :
الفصل الرابع : خزعبلات دغمائيّة تحريفيّة خوجيّة بصدد النقد و النقد الذاتي و صراع الخطّين
(1) النقد و النقد الذاتي و الطرد من الحزب بين الفهم المادي الجدلي الماوي و الفهم الدغمائي التحريفي الخوجي لأصحاب " هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ "
1- تضارب فى الأفكار ذو دلالة بالغة :
2- النقد و النقد الذاتي ماويّا :
3- الطريقة الجدليّة لتحقيق وحدة الحزب :
4- الإنضباط و الوحدة صلب الحزب :
5 - يجب التحلّى بالروح الثوريّة للسير ضد التيّار:
6- نقاوة الحزب :
7- إعادة التربية :
8- تعليق على "مقارنة بين بعض مواقف ماو و الموقف الماركسي في ما يخصّ المسائل الحزبية " :
(2) نظرية صراع الخطّين فى الحزب تطبيق لقانون التناقض الشامل لكافة الأشياء و الظواهر و السيرورات و تطوير لتحليل حياة الحزب و حركته
1- شمولية التناقض :
2- صراع الخطّين فى صفوف الحزب :
3- ستالين و صراع الخطّين :
4 - تعلاّت التنكّر لصراع الخطّين كحقيقة موضوعيّة :
5- تلاعب الخوجيّين المتستّرين هم كذلك بكلام لماو تسى تونغ :
6- الوحدة و التآكل :
7- السلم الإجتماعي المدّعى :
8- جديد الخوجيّين ليس شيوعيّا بل مناهضا لعلم الشيوعيّة !
الفصل الخامس : دحض خزعبلات الوطنيّين الديمقراطيّين أصحاب " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " الخوجيّة المتستّرة حول الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى
1) دور " الحرس الأحمر " و الشباب عموما فى الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى :
2) دور الطبقة العاملة فى الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى :
3) دور الحزب الشيوعي الصيني فى الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى :
4) دور الجيش فى الثورة الثقافية البرليتارية الكبرى :
5) " تركيز عبادة الشخصية " ليس موقف ماو تسي تونغ بل موقف التحريفيين :
6) نتائج الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى :
القيام بالثورة مع دفع الإنتاج :
الإنتقال من الرأسماليّة إلى الشيوعيّة يحتاج عدّة ثورات ثقافيّة بروليتاريّة كبرى لا ثورة واحدة :
كبرى هي الثورة الثقافية لأكثر من سبب :
ملحق : " الأشياء الإشتراكية الجديدة " :
الفصل السادس : الموقف الماويّ الثوريّ من مسألة ستالين مقابل الموقف الخوجي الدغمائي
(1) الرفيق ستالين ماركسي عظيم قام بأخطاء
مقدّمة
بصدد منهجية " الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين - اللينينيّين " الخوجيّة الدغمائيّة التحريفيّة :
الموقف الشيوعي الماوي :
1/ المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة :
الصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا
ماو ينقد أوجها أخرى من الخطّ التحريفيّ السوفياتيّ
2/ ثلاث وثائق تاريخيّة
" حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا " ( أفريل 1956)
" مرّة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا "( ديسمبر 1957)
" حول مسألة ستالين " (1963)
(2) نضال ماو على رأس الشيوعييّن الصينيّين ضد التحريفيّة السوفياتيّة
1- ماو يبادر بدحض التحريفية السوفياتية :
2/ اعترافات حزب العمل الألباني بالمواقف الماركسية - اللينينية لماو:
عوضا عن الخاتمة
(3) نقد ل" جدول للمقارنة بين ماوتسى تونغ و ستالين حول السياسة المتبعة على مستوى داخلى و خارجي " ورد ب " هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " " البحث " المهزلة
1)" دكتاتورية البروليتاريا و التعامل مع البرجوازية فى مرحلة الإشتراكية " :
2) " الثقافة و الإيديولوجيا فى مرحلة الإشتراكية " :
3) "العلاقة بالأممية البروليتارية ، بالأحزاب و بالحركات الثوريّة : الحركات الإشتراكيّة ، الحركات الوطنيّة فى العالم ".
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مصادر و مراجع الكتاب الأوّل
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الملاحق ( 4 )
الملحق الأوّل : قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين
الهويّة :
جوانب من المنهج :
حول العصر :
المسألة الوطنية فى عصر الامبريالية و الثورة الإشتراكية :
تحالفات الجبهة الوطنية :
الدولة البديلة :
الطريق الى السلطة السياسية :
الحزب الشيوعي :
الأمميّة :
التحريفية و انهيار الاتحاد السوفياتي :
التهجّم على الماويّة :
خاتمة :
الملحق الثاني : طليعة المستقبل ينبغى أن نكون !
1- الشيوعية ، لا الإشتراكية العلمية :
2- الشيوعية ، لا البلشفية :
3- طليعة المستقبل لتحرير الإنسانيّة لا محافظون على الماضى :
خاتمة :
الملحق الثالث : هـــل يمكن أن نعتبر ماو تسي تونغ ماركسيا لينينيا ؟
تخطيط البحث:
تمهيـــد
I / الجانب النظري لدى ماوتسي تونغ :
1/ قانون صراع الأضداد
2/ نظرية صراع الخطين في صلب الحزب الواحد
3/ ما الأساسي: وحدة الأضداد أم صراع الأضداد؟
4/ النقد والنقد الذاتي أم التطهير إزاء العناصر الانتهازية ؟
5/ الطابع المزدوج للشيء الواحد
II / الجانب العملي لدى ماوتسي تونغ :
1/ دكتاتورية الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء أم سلطة الطبقات الأربعة ؟
2/ حول التحالفات ومسألة البرجوازية الوطنية والوجهاء المستنيرين
3/ الثورة الثقافية : أهدافها الحقيقية : تركيز عبادة شخصية ماو وتوطيد سلطته
4/ نظرية العوالم الثلاثة : طمس للصراع الطبقي والنضال الوطني وتنكّر للتحليل الماركسي
III / مواقف ماو تسي تونغ من ستالين ومن التحريفيين في روسيا
IV/ مقولة شبه مستعمر شبه إقطاعي ليست ماوية في أصلها
V/ الخاتمة
الملحق الرابع : محتويات نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " /
من العدد 1 إلى العدد 43 – بقلم ناظم الماوي
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم ( الكتاب الثاني )
في نقد كتاب محمّد الكحلاوي ، " مئوية ثورة أكتوبر الإشتراكية 1917-2017 " إنطلاقا من الشيوعية الجديدة
و علاوة عن المقدّمة ، يبحث هذا الكتاب الثاني في المسائل التالية :
1- عنوان باهت يعكس مضمونا باهتا في جانبه الرئيسي
2- أهداف الكتاب : مغالطات بالجملة
3- منهج مثالي ميتافيزيقي مناقض للمادية الجدليّة
4- الشيوعية أم الإشتراكيّة ، شيوعيون أم إشتراكيّون ؟
5- تلاعب إنتهازي بتاريخ الصين الماويّة
6- الأممية البروليتاريّة و المؤتمر السابع للأممية الثالثة
7- التعاطى التحريفي مع الدين
8- لخبطة فكريّة و أخطاء معرفيّة
9- البديل الشيوعي الثوري الحقيقي : الخلاصة الجديدة للشيوعية أو الشوعية الجديدة
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مصادر و مراجع الكتاب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------
ملاحق الكتاب الثاني (7)
-1- الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي وريث إنتهازيّة مؤسّسيه
-2- قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين
-3- إلى الوطنيين الديمقراطيين -الوطد-: توضيحات لا بدّ منها بصدد التجربة الإشتراكية و طريق الثورة
-4- محتويات العدد 28 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فضلا عن مقدّمة المترجم :
كتاب بوب أفاكيان ، " ماتت الشيوعية الزائفة ... عاشت الشيوعية الحقيقية ! "
-5- محتويات العدد 23 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فضلا عن مقدّمة المرتجم :
كتاب ريموند لوتا ،" لا تعرفون ما تعتقدون أنّكم " تعرفون "... الثورة الشيوعية و الطريق الحقيقي للتحرير : تاريخها و مستقبلنا "
-6- موقع تولّى لسنوات نشر تقييم تجارب الإشتراكية و الدفاع عن المكاسب التي حقّقتها و الردّ على مشوّهينها وهو ثريّ جدّا بالمعلومات و المراجع : https://www.thisiscommunism.org
-7- محتويات نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " / من العدد 1 إلى العدد 43 – بقلم ناظم الماوي
--------------------------------------------------------------------------
حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم ( الكتاب الثالث )
في تعرية تحريفيّة الحزب الوطني الديمقراطي الثوري ( الوطد الثوريّ ) الماركسيّ – اللينينيّ و إصلاحيّته
و فضلا عن مقدّمته ، يتناول الكتاب الثالث بالنقاش نقاطا جوهريّة في الخطّ الإيديولوجي والسياسي ل " الوطد الثوري " :
-I دوس حزب " الوطد الثوريّ " لمستلزمات البحث العلمي :
1- الإستهانة بالمراجع و المصادر
2- تهرّب من الخوض في جميع تجارب الحركة الشيوعيّة العالميّة عدا التجربة السوفياتيّة
3- تداخل رهيب في المفاهيم
II- تشويه حزب " الوطد الثوريّ " للينين و اللينينيّة :
1- تشويه تنظيرات لينين و ممارساته
2- تنكّر حزب " الوطد الثوري" لتطوير لينين للماركسيّة إلى مرحلة جديدة ، ثانية و أرقى
3- نظرة إحادية الجانب للينين – نظرة مناهضة للمادية الجدليّة
4- تشويه صلة ستالين بلينين
III- تشويه حزب " الوطد الثوريّ " لستالين :
1- غياب التقييم العلمي المادي الجدلي من منظور شيوعي ثوريّ لدى حزب " الوطد الثوريّ "
2- من الأخطاء البيّنة المرتكبة في ظلّ قيادة ستالين
3- حزب " الوطد الثوري " لم يفقه شيئا من الإنقلاب التحريفي على التجربة الإشتراكية السوفياتيّة و دروسه
4- كيف ننجز أفضل من التجربة السوفياتيّة ؟
IV- تلاعب حزب " الوطد الثوري " بإرث الأمميّة الثالثة :
1- هل يتبنّى هذا الحزب فعلا تعاليم الأمميّة الثالثة ؟
2- هل قيّم حزب " الوطد الثوريّ " تنظيرات و ممارسات الأمميّة الثالثة كما هو مطلوب ماركسيّا – لينينيّا ؟
V- كمونة باريس و الفهم الدغمائيّ التحرفيّ لحزب " الوطد الثوري " :
1- تصحيح معلومات تاريخيّة
2- اليوم لا يجب تحويل كمونة باريس إلى" نموذج لدولة الطبقة العاملة البديل التاريخي المستقبلي لدولة البرجوازية "
VI- تخريجات نظريّة دغمائيّة تحريفيّة لحزب " الوطد الثوري " المنتحل لصفة الماركسي – اللينيني :
1- بلشفيّة " الوطد الثوري " تشوّه الماركسيّة - اللينينيّة
2- الشيوعيّة و ليس الإشتراكية العلميّة
3- عن الفهم الدغمائي التحريفي للأممية البروليتاريّة لدي حزب " الوطد الثوريّ "
4- ما هذه " الماركسيّة – اللينينيّة غير المشبوهة بالتحريفيّة " ؟
-VII دغمائيّة و تحريفيّة حزب " الوطد الثوري " تتجلّى في معالجته لقضايا شيوعيّة حيويّة أخرى :
1- الصراع الطبقي و المنهج المادي الجدلي
2- عدم فهم حزب " الوطد الثوري " لدكتاتوريّة البروليتاريا و إنفصال الحركة الشيوعية عن الحكة العمّاليّة
3 - الديمقراطيّة في الفهم الدغمائي التحريفي لحزب " الوطد الثوري "
4– حزب " الوطد الثوري " و إنكار و تاجيل ضرورة النضال في سبيل تحرير المرأة من الآن إلى بلوغ الشيوعيّة
VIII- ملاحظات بشأن المنهج المثالي الميتافيزيقي لحزب " الوطد الثوري " :
1- تجليّات المثاليّة الميتافيزيقيّة المناهضة للماديّة الجدليّة
2- الحتميّة معادية للمادية الجدليّة
3- الأداتيّة لدي حزب " الوطد الثوري "
- خاتمة
مصادر و مراجع الكتاب الثالث
---------------------------------------
- ملحقان :
1- وثائق الحزب الوطني الديمقراطي – الوطد – الثوريّ الماركسي - اللينينيّ
2- محتويات أعداد " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! "
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين – الوطد – و تفرّعاتهم ( الكتاب الثاني ) :
في نقد كتاب محمّد الكحلاوي ، " مئوية ثورة أكتوبر الإشتراكية 1917-2017 " إنطلاقا من الشيوعية الجديدة
" و كما أنّ المرء يفرّق في الحياة العادية بين ما يحمله الإنسان من رأي و ما يقوله عن نفسه و بين ما هو عليه في الواقع وما يفعله ، هكذا ، أيضا في الصراعات التاريخيّة لا بدّ للمرء بالأحرى من أن يميّز بين أقوال الأحزاب وتخيّلاتها و بين طبيعتها الحقيقيّة و مصالحها الحقيقيّة ، بين فكرتها عن نفسها و بين حقيقتها . "
(ماركس ، " الثامن عشر من برومير لويس بونابرت " ( ماركس إنجلس مختارات في أربعة أجزاء – الجزء الأوّل – دار التقدّم موسكو ؛ الصفحة 173 ) "
-----------------------
" إن الحركة الأممية الثورية اليوم و كذلك قوى ماويّة أخرى ، هي وريثة ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو و عليها أن ترتكز بقوّة على هذا التراث . و لكن مع إعتبار هذا التراث أساسا لفكرها ، يجب أن تكون لديها الشجاعة الكافية لنقد نواقصه . فبعض التجارب تستحقّ الإطراء و البعض الآخر يبعث على اللوعة . و يتعيّن على الشيوعيّين و الثوريّين فى كلّ البلدان أن يتأمّلوا و يدرسوا جيّدا تلك التجارب الناجحة منها و الفاشلة حتّى يستطيعوا أن يستخلصوا منها إستنتاجات صحيحة و دروسا مفيدة. "
( بيان الحركة الأممية الثورية لسنة 1984 )
-------------------------
" كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية."
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005)
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مقدّمة الكتاب الثاني :
نواصل مشوار التدليل على أنّه لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ، و على أنّ الماويّة الثوريّة المتطوّرة اليوم ، شيوعيّة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعيّة / الشيوعيّة الجديدة . و نواصل في هذا السياق تعرية و فضح الدغمائيّة و التحريفيّة بشتّى ألوانهما بإعتبارهما نقيضا لعلم الشيوعيّة ، نقيضا لسلاحنا في كفاحنا في سبيل تفسير العالم تفسيرا علميّا صحيحا ماديّا جدليّا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا راديكاليّا و غايتنا الأسمى الشيوعية على النطاق العالمي و تحرير الإنسانية من كافة أصناف الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي .
و في هذه المناسبة سنتناول بالنقد أوجها لا غير من " مئويّة ثورة أكتوبر الإشتراكيّة 1917-2017 " منشورات الحزب الوطني الإشتراكي 2017 ، لصاحبه محمدّ الكحلاوي ، الأمين العام لهذا الحزب الذى تأسّس منذ بضعة سنوات الآن كتوحيد لمجموعات إنشقّت عن الحزب الوطني الإشتراكي الثوري ( المشهور سابقا بالوطد الثوري ) و أخرى نشطت مع حلقات الوطنيين الديمقراطيين الماركسيّين اللينينيّين ؛ و إلتحق أواخر جانفى 2018 بالجبهة الشعبيّة بزعامة حمه الهمّامي. و هذا الحزب سليل تجربة ما سمّي بالخطّ الوطني الديمقراطي المنظّم في ما عُرف تاريخيّا بالوطنيين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين الذين تفتّتوا إلى عدّة مجموعات ظلّت مجموعة منهم محتفظة باسم " الوطنيون الديمقراطيون الماركسيّون اللينينيّون "( و قد أفردنا لها كتابا نقديّا هو" الوطنيون الديمقراطيون الماركسيون اللينينيون يحرّفون الماركسيّة اللينينيّة " وهو متوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن ) وخرجت أخرى ، ضمن من خرجوا ، لتؤسّس لاحقا الحزب الوطني الإشتراكي الثوري الذى إنشقّ بدوره إلى مجموعات من أهمّ عناوينها اليوم الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي وحزب الوطد الثوري ( الماركسي اللينيني ) .
و قد خصّصنا في عددنا السابق ( العدد 33 ) من " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! " مقالا مقتضبا للحزب الجديد، الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي و حمل من العناوين " الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي وريث إنتهازية مؤسّسيه " و فيه سلّطنا الضوء على جوانب من إنتهازيّة هذا الحزب . و نستمرّ هنا في إعمال سلاح النقد الماركسي في الخطّ الإيديولوجي و السياسي لهذا الحزب ساعين قدر الإمكان إلى كشف أهمّ مقوّمات هذا الحزب المتمركس هو الآخر و إظهارها للنور كي يتمكّن الباحثون و الباحثات عن الحقيقة مهما كانت من مواجهة الواقع كما هو مواجهة جدّية و أملنا أن تكون هذه المواجهة من لدن البعض مواجهة ماركسيّة حقّا ، بعيدا عن اللفّ و الدوران و الزئبقيّة و عن الإنتهازيّة المقيتة التي ولّدت و تولّد يوميّا مواقفا لامبدئيّة شائعة مائعة تلحق أيّما ضرر بعلم الشيوعية و إستيعابه و تطبيقه و تطويره لتفسير العالم و تغييره من منظور شيوعي ثوري غايته الأسمى تحقيق إمكانيّة إنشاء مجتمع شيوعي على الصعيد العالمي.
و بما أنّ ملفّ البحث في الخطّ الإيديولوجي و السياسي لهذا الحزب الجديد أضحى على الطاولة و حان وقت فتحه بعين ناقدة و فاحصة و علميّة و تتحلّى بالصرامة بعيدا عن المزايدات ؛ و بما أنّ كتاب السيّد محمّد الكحلاوي شدّنا إليه شدّا إذ هو يزيّن كلامه بالماركسيّة ؛ و بما انّ الفحص النقديّ لكتابات المتمركسين بات وشما مرافقا لفكرنا ؛ لم نجد مفرّا من الوقوف وجها لوجه مع هذا الكتاب و إخضاعه للغربال النقدي لنشعل شمعا للحقيقة و نفضح من يتظلّل بشجرة التحريفيّة و الدغمائيّة ، من وأد الماركسيّة الثوريّة و الإستعاضة عنها بأخرى مشوّهة ، ماركسيّة مبتذلة رثّة لا تمتلك ناصية المعرفة و المنهج . و ثمرة جهدنا النقدي بوّبناها في النقاط التسع الآتى ذكرها :
1- عنوان باهت يعكس مضمونا باهتا في جانبه الرئيسي
2- أهداف الكتاب : مغالطات بالجملة
3- منهج مثالي ميتافيزيقي مناقض للمادية الجدليّة
4- الشيوعية أم الإشتراكيّة ، شيوعيون أم إشتراكيّون ؟
5- تلاعب إنتهازي بتاريخ الصين الماويّة
6- الأممية البروليتاريّة و المؤتمر السابع للأممية الثالثة
7- التعاطى التحريفي مع الدين
8- لخبطة فكريّة و أخطاء معرفيّة
9- البديل الشيوعي الثوري الحقيقي : الخلاصة الجديدة للشيوعية أو الشوعية الجديدة