التعامل السيء مع البحّارة العراقيين
كاظم فنجان الحمامي
2022 / 3 / 5 - 17:33
تعددت الموانئ والمنافذ الحدودية العربية المتخصصة في الإساءة للبحّارة العراقيين، وفيما يلي تجربة مؤلمة خاضها مهندس بحري بنفسه، وكتبها على صفحتي في الفيسبوك. يقول فيها:
انطلقنا من الاْردن إلى جمهورية مصر العربية على ظهر عبّارة نقلتنا من ميناء العقبة الأردني إلى ميناء نويبع المصري عبر خليج العقبة، وما أن وصلنا هناك حتى استقبلونا استقبال المجرمين والخارجين على القانون، ورموا حقائبنا في مكان بعيد ومتسخ، حيث جرفها جرار زراعي قديم، ثم كدّسها فوق بعضها البعض، وكأنه يجرف النفايات، بعد برهة جاءنا عميد متجهم الوجه يعمل في الشرطة، وأمرنا بالوقوف صفاً واحداً، والقى علينا محاضرة مُهينة في الآداب العامة، والسلوك الحضاري، والأخلاق العالية، وكأنه يخاطب حفنة من المتخلفين والجهلة. احتجزونا بعدها في غرف مهجورة داخل الميناء لعشر ساعات، ثم سمحوا لنا بالمغادرة بعدما مارسوا ضدنا أبشع أساليب السلوك غير الحضاري. .
غادرنا ميناء نويبع ليلاً عبر صحراء سيناء في رحلة مخيفة محفوفة بالمخاطر. و واصلنا رحلتنا الشاقة حتى وصلنا منفذ السَلّوم الحدودي بين مصر وليبيا، فكان تعاملهم معنا أتعس وأسوأ عشرات المرات من تعاملهم في ميناء نويبع. .
وتتكررت المنغصات نفسها مع العراقيين بشكل حصري في معظم المحطات والمطارات والموانئ العربية. والتي كان آخرها احتجاز طاقم سفينة عراقية داخل زنازين احدى مراكز الشرطة المصرية، حيث احتجزوهم مع المجرمين ومدمني المخدرات. .
لا شك ان هذه الممارسات العدوانية لم ولن تحدث مع طواقم السفن السعودية والكويتية والاماراتية والبحرينية والقطرية، ولم ولن تحدث مع طواقم السفن الأمريكية والبريطانية والألمانية والفرنسية. ولا يمارسونها مع الهنود والفلبينيين والصينيين. وبات واضحاً ان معظم البلدان العربية تستهدف العراقيين، وتتعمد الإساءة إليهم. .
ومن غير المعقول ان يبقى الحال على ما هو عليه. .
من هنا نناشد وزارة الخارجية بضرورة الاسراع لتوفير اقصى درجات الحماية للعراقيين بصفة عامة، فقد بلغ السيل الزُبى، وطفح الكيل، وتكررت الإساءات المقصودة، ونفذ صبرنا، حتى لم يبق في قوس الصبر منزع. .