أوكرانيا تحت أقدام النزعة العسكرية والأوليغارشية عابر الوطنية لروسيا وحلف شمال الأطلسي


آسو كمال
2022 / 3 / 2 - 13:23     

عندما يسمع الضمير الحي لكل إنسان كلمات بوتين وجو بايدن، فإنه يعرف الكارثة التي وصل إليها القرن الحادي والعشرون. لغة الحرب والاسلحة الذرية بين هؤلاء المليارديرات العالميين جعلت منافسة السوق للدولار و الروبل مغطى بلا خجل في جميع أنحاء وسائل الإعلام الرأسمالية في العالم. لقد انضمت حياة الآلاف من الأوكرانيين إلى عشرات ومئات الآلاف من الضحايا الآخرين الذين ضحوا في هذا القرن الحادي والعشرين في عالم الديمقراطية وسوق حرية رأس المال في أركان العالم، وهذه مجرد بداية للتضحية بالإنسانية.

أوكرانيا هي النقطة الحاسمة في النظام الجديد للولايات المتحدة التي تريد الحكومة الأمريكية من خلال حلف شمال الأطلسي للاستدامة هذه السلطة العليا بأي قيمة. ولكن الولايات المتحدة لا تستطيع بسهولة إزالة خصومها العسكريين مثل بوتن في عالم رأس المال العابر للحدود الوطنية لأن البرجوازية الروسية في شبكة رأس المال العالمية تشكل جزءا لا يتجزأ من طبقة رأس المال العابرة للحدود الوطنية التي تعقدها الصناعة المصرفية والتجارة والاتصالات.
إن حكومة بونابارتي التي يقودها بوتن هي مثال على الحكومة الرأسمالية التي أنشأت طبقة من مئات المليارديرات في روسيا على مدى الثلاثين عاما الماضية، وكلهم متحالفون مع مليارديرات من الولايات المتحدة والصين وأوروبا، وعلى الرغم من أن حكوماتهم لديها حروب سياسية وعسكرية، إلا أنها تحتاج في نهاية المطاف إلى تقسيم وإعادة بناء هذه السوق العالمية.

كيف تحل الحرب الأوكرانية الصراع بين هذه الطبقة العابرة للحدود الوطنية والسلطة العسكرية للدولة الوطنية والمعاهدة العسكرية لحلف شمال الأطلسي الغربي؟ ولم يتضح بعد هذا الأمر. ولكن القلق من هذا المستقبل هو في أعلى مستوياته الآن، لأن الرأسمالية العالمية من خلال هذه السلطة والدول العسكرية، تسيطر على السوق ورأس المال وتقسيم الإيرادات، الأمر الذي يتطلب استخدام القوة والاحتكار القسري، وكل واحدة من هذه الحكومات البرجوازية وكلمات بوتين وبايدن وقادة حلف شمال الأطلسي تظهر أن هؤلاء الجزارين من الإنسانية يشحذون سكاكينهم.

بعد الحرب العالمية الثانية، تواجه الطبقة العاملة والمجتمع البشري الآن جولة جديدة من همجية الرأسمالية الشرقية والغربية، وأي نوع من الدعم في أي خط أمامي لهذه الحرب سيقودنا إلى تكرار ومضاعفة كوارث الحروب العالمية في ماضينا. ولهذا السبب فإن إنهاء هذه الحروب هو رغبتنا، والنضال من أجل مستقبل بعيد عن الرأسمالية هو السبيل الوحيد لإنقاذ البشرية من كوارث الحرب الإمبريالية الحالية.