عبدالجواد سيد
كاتب مصرى
(Abdelgawad Sayed)
الحوار المتمدن-العدد: 7151 - 2022 / 2 / 1 - 02:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إلى أيام الأتيليه ، إلى سكندريتنا المغدورة
أدمى قرار هدم الأتيليه قلوب السكندريين، ولم يمر مرور الكرام ، كم كان عزيز ذلك المكان ، ذكريات أجيال وأجيال، لكن الواقع أنه لم يكن أول الضحايا ولن يكون الأخير، فقبل ذلك حجب رجال السيسى الشواطئ بكباريهم وأسوارهم الحديد وهدمو مسرح السلام ، فعلوا ذلك فى كل مكان ، هدموا قصر أندرواس باشا بالأقصر وجبانة المماليك وسوق العنبريين بشارع المعز وقبر أحمد لطفى السيد باشا وقبر أحمد عبود باشا وقبر محمد التابعى وقبر إبن خلدون وفيلا زينب هانم الوكيل وفيلا شيكوريل وفيلا أم كلثوم و سينما فاتن حمامة آخر الضحايا قبل أيام ، والكثير مما لم نعرف عنه والكثير مما ينتظر فى طابور الإعدام، إستهداف ممنهج لميراث مصر الثقافى لاتخطئه عين ، إستهداف يثير تساؤلاً لامفر منه ، من يكون السيسى وماذا يريد؟
إنه من الطبيعى أن يثير هذا التساؤل كل التساؤلات ، لماذا أضاع النيل شريان الحياة ، لماذا أضاع الغاز أمل الأجيال ، لماذا أهدر الأموال فى العاصمة الإدارية الصحراوية ، لماذا شوه القاهرة والإسكندرية ، عواصم مصر التاريخية ، بالكبارى والجسور ، لماذا يخطف المصريين من البيوت والمطارات ويتركهم فى السجون بلا محاكمات ، لماذا يتراجع أمام كل تحدى ، لماذا يترك أردوغان فى ليبيا ، ولايشهر بعض أسلحته الكثيرة فى وجه آبى أحمد ، لماذا يدمر الإقتصاد ويضعه فى يد الجيش ، لماذا يفرض الإتاوات ويهدم البيوت ويهجر السكان ، لماذا يحاصص السلفيين والأزهريين ، بينما يتحدث عن الإصلاح ، لماذا يبعد المثقفين ويقرب الجهلاء، لماذا السفه والإسراف فى مؤتمرات الشباب بينما الشباب فى السجون ، سيل لانهائى من التساؤلات؟
إختلف المصريون مع ناصر والسادات ومبارك ، ثاروا على ناصر فى 1968 بسبب النكسة ومحاكمات الطيران ، وعلى السادات فى 1977 بسبب إرتفاع الأسعار ، ثم إغتاله قطاع منهم بسبب سبه لأحد مشايخهم فى 1981م ، وإختلفوا مع مبارك وثاروا عليه فى يناير 2011 بسبب التوريث ، لكنهم لم يثيروا أبداً ذلك التساؤل المخيف ، من يكون السيسى وماذا يريد ، لقد ظل هؤلاء فى ضمير الناس حكام مصريين أخطأوا وأصابوا ، أحبهم البعض وكرههم البعض ، كما أنهم أيضا قد أحبوا المصريين حتى ولو لم يخلصوا فى خدمتهم كل الإخلاص ، فلاشك أنهم قد كانوا يعتقدون أنهم يفعلون الصواب ، ولم يضعوا المصريين أبداً أمام تلك الحالة من الضياع واللا يقين التى وضعهم فيها رجل المخابرات السابق عبدالفتاح السيسى ، الذى فجأة أصبح رئيساً ، وفجأة ألغى الدستور ، وفجأة أصبح ديكتاتور وسيطر على حياة ومصير مائة مليون ؟
مصر اليوم فى كرب شديد ، ليس فقط من الجهد الإقتصادى وقهر فرعون التى إعتادت عليهما عبر العصور، مصر اليوم فى حالة شديدة من إنعدام اليقين ، لاتعرف من ذلك الذى يتحرك فى هدوء مثل الروبوت ، مشوه الهوية ، لايتكلم العربية ولايتكلم العامية ، يبنى أمام نيلها سد عملاق ، ويضرب بمعوله فى كل إتجاه ، لاتعرف من يكون وماذا يريد؟
#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)
Abdelgawad_Sayed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟