حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 7130 - 2022 / 1 / 8 - 09:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعض مشجعى الأندية ومعهم بعض المؤدلجين سياسيا ، فاقدون للبصائر ومتحيزون ومنقادون للهوى ، تجدهم فى موضع الدفاع الهستيرى اذا مس النقد مرفأهم ، بينما اذا وجه نفس النقد للآخرين تتغير المقاعد والاشارات ولغة الدفاع المستميت عن القيم والشرف والنزاهة؟
وهم جميعا فى انحيازهم الأعمى المغرض يشبهون مليارديرا سفيها يدعى التحضر والرقى والتدين بشكل دائم ، ويكثر من انتقاد ابناء الفقراء والمسحوقين الكسالى الذين لا يعملون ، بينما اذا تطرق البعض لانتقاد تصرفات اولاده الواضحة الجلية التى تسببت فى كوارث للاخرين ، اذا به يرد بأن اولاده أساتذة وعباقرة وحاصلين على أعلى الدرجات العلمية من أعرق الجامعات؟ وأن الهجوم عليهم هو بسبب الحقد والعجز والجهل لدى أبناء الاخرين؟ وأن ملياراته ( التى جمعها بالنصب والاحتيال والنهب والفساد والمساندة والدعم الرسمى) هى سبب كل هذه الحملات ضده وضد اولاده ؟ وانه لولا وجوده ولولا عظمة تفكيره وكفاح ابنائه ،لما كان لكل هؤلاء العمال والموظفين عنده ،مكان آخر يسترزقون منه؟
فلما أخبره البعض بأن أبنائه سكارى ومدمنين ، وانهم بسبب رعونتهم واستهتارهم يتم قتل الشباب والأبرياء تحت عجلات السيارات المليونية التى يقودونها ، صاح وهاج وماج، مؤكدا انها مؤامرة على الأولاد المتحضرين الأبطال المضحين الذى يمثلون المستقبل المشرق الواعد للبلاد ؟
ثم لم يكتفى الملياردير بدفاعاته الشخصية المنحازة، لكنه كلف من يدبرون المحاولات الحثيثة الخبيثة لتبرئة فلذاته وكيانه فقط ؟ وكإن الآخرين لا حقوق لهم؟
والغريب أن تجد متطوعين ممن ينتمون لخصوم وضحايا ذلك الملياردير يتقدمون الصفوف محاولين تبرئة ساحته وساحة أبنائه بالتدليس والتزيبف ، أوبقلب الحقائق وتحريفها لمجرد نيل رضاه السامى، أو لحقد لا مبرر له على الضحايا وعائلاتهم وذويهم ؟
وهكذا تمضى الأمور بالتمام والكمال فى جنبات بعض المشجعين الكرويين ، وفى أوساط بعض المؤدلجين سياسيا، وفى أدمغة وبواطن وظواهر بعض من يدعون إمتلاك ناصية الفكر والوعى ، فتجدهم جميعا صم بكم عمى منحازون ومتعصبون يسيرون مع الهوى ويستحلون أكل السحت وسماع الكذب مادام يصب فى صالحهم وحدهم ، ومادام لا يمس أعزائهم بسوء ،ولا يشوه أو يكشف زيف خياراتهم وإنحيازاتهم ، ويظلون هكذا فى غيهم يعمهون ، بصرف النظر عن تحول المسألة إلى سياق ممنهج لتحقير الاخرين وسحق وجودهم ؟
#حسن_مدبولى
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟