علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2022 / 1 / 1 - 22:51
المحور:
الادب والفن
خلال لقائي مع رهان في بيتها بمناسبة رأس السنة وبعد أن اِتصلتْ بأبيها مصطفى تعلمه ـ بشكل غير صادق ـ بزيارتي "الفجائية" لها وبأنني مقيم في "فندق" قريب من بيتها، دأب مصطفى منذ تلك اللحظة يتدخل بعلاقتنا عبر الهاتف كل يوم مرة بشكل "أبويّ" صادق ومرة بشكل "مخابراتيّ" سافِر.
راح يطلب مني خطوبة ابنته رسمياً في أسرع وقت ممكن ويهددني إن لم أفعل، العائلة في برلين غاضبة جداً كما يدّعي، لابنته أربعة أعمام والكثير من أبناء العمومة المتعصبين للعرض، صرت في حيرة من أمري، التهديد والخوف الخفيف من جهة وخسارة رهان من جهة أخرى، ناهيكم عن شعوري الماسوخي ذاك بأني بت أحب تلك المرأة الغبية الساذجة نصف بلهاء وقد حدّدت لنفسي هدفاً هو مساعدة هذه المرأة التي رأيت فيها صورة المضطهدة المحتاجة إلى من يساندها، ولعلها كانت هي من أبحث عنها في اللاوعي دون أن أدري.
وعدت والدها بأنني سأخاطب ابنته وفق العادات والتقاليد كما يرغب في جوّ رسميّ في منزل شقيقه في برلين، لم يكن لدي ما يكفي من المال في حسابي، كنت قد استثمرت كل ما أملك في تجارة الأسهم البنكية، ولم يكن هذا بالقليل نهائياً، الهدايا والذهب والملابس الجديدة والمواصلات مكلفة، سألت صديقي منير علّه يقرضني قليلاً من النقود لكنه اعتذر بحجة أنه قد أرسل ما وفّره إلى أهله ليبنوا له بيتاً في الضيعة، أخيراً تمكنت من استدانة ما أحتاج من صديقين آخرين.
اشتريت بالمبلغ كله مجوهرات لأميرتي البلهاء النحيلة صغيرة القدّ، رتبت طقوس الخطوبة في أقل من يومين، سافرت برفقتها إلى برلين، في محطة القطار اِلتقينا بأخوتها، هناك من محلات المحطة المعروفة بماركاتها الشهيرة اشتريت لها فستان خطوبة وحذاء سندريلا ولنفسي بنطالاً وقميصاً وربطة عنق وحذاء، ثم ذهبنا سوية إلى الكوافير في المحطة، بعد ذلك استأجر همّام ـ أكبر إخوتها ـ سيارة خاصة وانطلقنا إلى بيت عائلة أكبر أعمامها المقيم في ضواحي برلين.
خلال يومين كنت قد أنفقت على أميرتي البلهاء آلاف اليوروهات، لا سامحها الله ولا عفا عنها، فهذه المصاريف لم تكن إلا بداية لانطلاق منحنى الهبوط المآساوي في حياتي.
يتبع
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟