أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مناف الحمد - عودة عواد














المزيد.....

عودة عواد


مناف الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2021 / 12 / 31 - 11:34
المحور: كتابات ساخرة
    


في طريق عودته اليومي من مقر شعبة الحزب على دراجته النارية كان عواد يحرص على التوقف عند مطعم الكباب الواقع في منتصف المسافة بين منزله في القرية وبين مقر الشعبة. كانت علاقته بالكباب غريبة فهو يأكله في الصباح وفي الظهيرة وقبل النوم من دون أن يصل إلى حالة إشباع.
وكان ثمة محطة أخرى لا بد من أن تستوقفه قبل الوصول إلى البيت هي منزل الآنسة ربا الفتاة الساحلية التي تقضي فترة مؤقتة في مدرسة القرية قبل أن تنقلها واسطتها في الوزارة إلى منطقتها.
كانت ربا قد شغفت عواد حبًا، فهي عدا عن قدها الممشوق وصوتها الرقيق الذي ينساب كالموسيقا على الرغم من ثقل قافاته التي تبدو كالمصدات في طريق انسيابه، ابنة خالة زوجة العريف اسماعيل المتطوع في فرع الأمن العسكري.
في مروره على ديار ربا كان يكتفي بسؤالها فيما إذا كانت بحاجة إلى شيء في شهامة متكلفة تفضح زيفها نظراته الشبقة التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة فيها
وعادة ما كانت ربا تطلب علبة دخان وطني قبل أن تمنح ثقة أكبر لعواد ويصبح طلبها المعتاد هو زجاجة عرق من النوع الرديء على أن يأتي بها في سواد الليل.
زوجتا عواد من بنات عمومته لم تكونا غافلتين عن انشغاله بربا ولكن نمط تقسيم العمل الذي فرض عليهما لم يكن يترك فسحة للتفكير سوى بإنجاز المهمات الثقيلة التي لا تكاد ساعات اليوم تكفي لإنجازها، فهما تعملان في الأرض التي لا تسمح انشغالات عواد السياسية في شعبة الحزب ومحاولاته الجادة التي لم تنجح ولم تتوقف للفوز بمكان في المجلس المحلي بالاهتمام بها، كما أنهما مسؤولتان عن كل ما يخص الأولاد ما عدا المصروف الشهري الذي يحتكر عواد طريقة التصرف به.
مرت عشر سنوات عجاف هزت منطقة عواد وما حولها هزة عنيفة وقد اختفى عواد خلالها ولم يعد يراه أحد في المناطق التي كان يرتادها يوميًا، بحثت عنه زوجتاه في شعبة الحزب وسألتا عنه في مطعم الكباب ولم تسألا ربا لأنها كانت قد غادرت، ولم تستطيعا الوصول إلى العريف اسماعيل لأن عواد نفسه لم يحقق طموحه بالوصول إليه بعد ما منّته ربا الأماني بإمكانية تحقيق هذه النقلة النوعية.
يقال إن عواد عاود الظهور منذ فترة وفي الأمكنة نفسها ولم يتغير تعلقه المرضي بالكباب ولا تزال فتيات الساحل يزلزلن كيانه بسهولة، ولكن التغير النوعي الملحوظ لدى عواد أنه لم يعد يأبه بالعريف اسماعيل فقد أصبح يجالس رئيسه المساعد الأول حيدر ولا يعرف أحد كيف استطاع عواد أن يحرق المراحل خلال تلك السنوات العشر.
ولكن تغير عواد لم يكن بلا ثمن فقد أصاب بنية الأسرة تغير مهم فزوجتا عواد انتسبتا إلى منظمة تطالب بمزيد من حقوق المرأة وفقد عواد جزءًا مهمًا من سطوته، التي ساعد في تراجعها فقدان جزء من فحولته بسبب الزمن، كما أن أبناءه ركبوا البحر إلى بلاد بعيدة وصاروا يقضّون مضجعه برسائل شتم حزبه العتيد وكان مضطرًا لكظم الغيظ مقابل ما يحولونه من العملة الخضراء.
يبذل اليوم المساعد أول حيدر الوعود لعواد بأن يعرّفه على النقيب علي ويتناول الكباب على حساب عواد كلما شاء مقابل هذا الوعد.



#مناف_الحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث في تلك الليلة الممطرة
- تطور الفكر الإداري بين سياقين
- أنا في اليونان( عالمان وعالمة)
- اخرج منها يا ملعون!
- فلنطلق ثورتنا الآن
- أسئلة مختلفة ومنهج إجابة واحد
- ليبرالية رورتي (مفاهيم يجب أن تصحح وتحفظات)
- في البحث عن جذور الإرهاب
- مبادرة الخطيب
- ذكريات من أجل المكاشفة (لهذا الطباق أطروحته)
- داعش والفوات التاريخي
- الاتفاق النووي الإيراني :آفاقه وتحدياته
- لماذا انخفضت نسبة نجاح بشار الأسد ؟
- مقدمة بحث عن الدولة والقبيلة
- الكتل المتصارعة
- أحزاب الأزمات
- لا ديمقراطية بدون فردية
- الموت إحساساً بالذنب
- صديقي (س)
- في ذكرى السابع من نيسان


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مناف الحمد - عودة عواد