أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالرزاق دحنون - رسالة مفتوحة إلى عارف حجاوي














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى عارف حجاوي


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 7102 - 2021 / 12 / 10 - 23:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


سيدي الفاضل
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
أشاهد برنامجكم الجميل "سيداتي سادتي" الذي يُذاع هذه الأيام على تلفاز "العربي" واستمتع كثيراً بما تُقدِّم من مادة معرفية مهمة، فأنتم من تلك المدرسة "الجاحظية" العظيمة التي تُعلّم الفهم والتفكير المستقيم وتنبذ التفكير الأعوج، وهذه المدرسة قلَّ عدد صفوفها وروادها -بل قُل أُغلقت- في أيامنا العجاف هذه، وراحت تضمحل -كما تعلمون-عاماً بعد عام في ثقافتنا العربية. لذلك لي الشرف في أن أكون من تلاميذ صفكم في هذه المدرسة.

سيدي، أنا لا أكتب هذه الرسالة في مديح عملكم -مع أنه يشهد الله يستحق المديح- ولكن غايتي من هذه الرسالة هي التقريع، وأنتم على دراية بالمثل القائل: "إنَّ العصا قُرعت لذي حُلم" وأنتم كما أعلم من حُلماء العرب، وصدركم أرحب من سماء صيفية صافية، وفي المثل: أحلم من الأحنف. وهو الأحنف بن قيس، وكنيته: أبو بحر، واسمه صخر، من بني تميم، وكان في رجله حنف، وهو الميل إلى إنسيه. وكان حليماً موصوفاً بذلك، حكيماً معترفاً له به. قال قيس ابن عاصم المنقري: حضرته يوماً وهو يحدثنا إذ جاءوا بابن له قتيل، وابن عم له كتيف، فقالوا: إن هذا قتل ابنك هذا، فلم يقطع حديثه، حتى إذا فرغ من الحديث التفت إليهم فقال: أين ابني فلان؟ فجاءه، فقال: يا بني قم إلى ابن عمك فأطلقه، وإلى أخيك فادفنه، وإلى أم القتيل فأعطها مائة ناقة فإنها غريبة لعلها تسلو عنه.

لذلك آمل أن أكون من مريدي فيلسوف المعرة في قوله: "خفف الوطء" وانظر إلى كتابة هذه الهمزة على السطر ما أقبحها، وقد دوَّخت تلاميذ المرحلة الابتدائية، وبسببها مقتوا النحو وكرهوا العربية من "راسها لساسها".

سيدي، أما من وسيلة لجعل كتابة الهمزات أيسر لطلاب المرحلة الابتدائية بحيث ننتهي من هذه المشكلة الحقيقية والتي يُعاني منها تلاميذ هذه المرحلة معاناة شديدة. وأتذكر هُنا بأنه في سبعينيات القرن العشرين كان مُدرِّس اللغة العربية شاعراً مجيداً في مدينة "إدلب" في الشمال الغربي من سورية في مدرسة "النهضة الإسلامية" التي تعلمتُ فيها واسمه "بديع معلم" وله ديوان شعر مطبوع، وكان مُدرساً -يشهد الله- فذَّاً ولكن كان يطلب منَّا ونحن في الصف الثاني أو الثالث الابتدائي أن نكتب كلمة "شؤون" مئة مرة في عدة صفحات في دفاترنا المدرسية، هي "جزاء" ما اقترفت أيدينا من أخطاء في كتابة الهمزات في مذاكرة الإملاء. ونكتشف بعد سنوات بأن أهل الخليج ومصر يكتبون كلمة شؤون في صُحفهم وكُتبهم "شئون" الهمزة على نبرة، على غير ما نرسمها في بلاد الشام على واو، ولكل منَّا حجته في ذلك. طيب، ما ذنب التلاميذ هنا؟ وما ذنب "سيبويه" حتى نُكيل له الشتائم بمكيال أكبر من مكيال سيئات الكافر؟

ولكم مني أجمل التحيات العطرات من المرتفعات الجبليَّة في مدينة إزمير على شاطئ بحر إيجة.
مساء يوم الجمعة تاريخ 10/12/2021
مودتي

سيداتي سادتي عارف حجاوي
https://www.youtube.com/watch?v=WBjwKZdx-Uc



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة الديمقراطية
- أكثر الباباوات فسادًا في تاريخ الفاتيكان
- المدينة الفاضلة بين تولستوي وغوركي
- حوار مع فيلسوف عربي
- على شاشة حاسوبك صورة لماركس
- الولايات المتحدة تواجه اختباراً حاسماً في الحرطوم
- أميركا والصين ومأساة سياسة القوى العظمى
- بمناسبة إصدار البيان الشيوعي باللّهجة التونسيّة
- ناجيتُ قَبرَكَ استوحي غياهِبَهُ
- رسالة إلى روائيَّة شابَّة
- المسيح المُخلّص
- رحم الله شيوعيَّة ماو تسي تونغ
- واطلق كلابك في الشوارع واقفل زنازينك علينا
- رواية صغيرة تصبُّ في بحر الحياة
- زعماء دول يقلدون النموذج الروسي
- لماذا فشل نموذج الدولة الحديث في الوطن العربي؟
- ستالين الواقع والأسطورة
- حديث مع غسّان غنّوم حول الثورات والكهرباء
- الشيوعيون
- وجهة نظر روزا لوكسمبورغ في الثورة البلشفية


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالرزاق دحنون - رسالة مفتوحة إلى عارف حجاوي