أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - روز اليوسف شعبان - قراءة في ديوان نزف قصائد للشاعر عز الدين السعد














المزيد.....

قراءة في ديوان نزف قصائد للشاعر عز الدين السعد


روز اليوسف شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7094 - 2021 / 12 / 2 - 11:48
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قراءة في ديوان نزف قصائد للشاعر عز الدين السعد(
2021)


نزف قصائد ديوان ينزف ألمًا ووجعًا على شعب فقد وطنه، وأرضٍ تحضن شهداءها، وبلاد تتوق لأهلها الغائبين، ورغم النزف إلا أن الأمل ينبثق بين ثنايا الكلمات، فينير الدرب، ويبشّر بمسيح قادم وإن طال الانتظار." يا أيها المسيح عجّل بالقدوم، يا مخلّص البشرية ننتظر القدوم"ص109.
يمكننا ايجاز مواضيع الديوان في أربعة محاور أساسيّة.
المحور الأوّل: الوطن والأرض: جاءت مواضيع غالبية قصائد الديوان لفلسطين، الوطن الجريح النازف وقصائد حب لها، والتضحية من أجلها، والأمل بعودتها إلى أصحابها، وكان للقدس حضور واضح في الديوان فهي تستوطن قلب الشاعر وذاكرته، وتشحنه بالأمل:" وبالعين تبقى القدس نفديها بمهج الروح حتى المنتهى".ص19. إلى جانب ذلك فقد انتقد الشاعر الجامعة العربية والحكام العرب وسياستهم تجاه القضية الفلسطينية وتماهيهم مع السياسة الأمريكية." غضبنا فلم تلق لنا أمريكا بالًا
لكن جامعة الدول حفظها الله
بالت وتغوّطت استنكارًا غاضبًا.."ص83.
المحور الثاني: الحب والمشاعر الإنسانيّة: فكتب الشاعر عز الدين السعد في الحب، الغزل، قصائد لأبنائه وأحفاده، حبه واحترامه لمعلميه، وأمانيه للسلام الحقيقي.:" هلّ السلام فعادوا، من منفى لعين… اقترب الوعد.. بضع سنين نبني لنا هذا البيت والأمل والغد الأمين".ص94.:" نريده سلاما واضحًا يولد مع فجر حديد".ص97.
المحور الثالث قصائد وجودية : فكتب عن جيل الخمسين وما بعده، وما يعتريه من مشاعر وأفكار في هذا العمر."عمر كحلم قد تفانى فاستوى
حمل أعوامًا مضت منه فارتوى
مرّت به ثمانية وخمسون بما حوى…".ص140.
المحور الرابع الرثاء: حيث كتب عدّة قصائد في رثاء أحبّته وأصدقائه.": يا من ذهبتم لو تدرون ما فينا
نقول لكم وملء القلب لوعة تكبر
يجتاحنا الفراق والحزن أخضر
يسقيه دمع المحبين״.ص157.
ورغم أن عنوان الديوان "نزف قصائد"، يوحي بالألم الشديد، إلا أنه يبعث الأمل في النفوس، "فلا يموت حق له شعب يطالب"ص51، "صار الغد المرجو أقرب الآن"، ص53. " رضعنا الصبر حتى ارتوينا فنما الصمود فينا أمل"ص76.
كما نجد في بعض قصائد الشاعر تناصّا جميلًا متداخلًا مع نصوصه مثل:" أضعنا الفتى وأي فتى أضعنا"ص82،" يا جفرا ندفن الرأس في الرملا" ص82، "بالأحمر كفنّاه بالأخضر كفناه…"
والتناص كما وصفه الزعبي:" أن يتضمن نص أدبي ما نصوصًا أو أفكارًا أخرى سابقة عليه عن طريق الاقتباس أو التضمين أو التلميح أو الإشارة أو ما شابه ذلك من المقروء الثقافي لدى الأديب، بحيث تندمج هذه النصوص والأفكار مع النص الأصلي وتندغم فيه ليتشكّل نص جديد واحد متكامل". الزعبي 2000أ ص،11.
اخترت في قراءتي هذه، الكتابة بشكل خاص عن قصيدته: "هذا اسمها فاقرأ" صفحة 35، حيث وجدتها تختلف عن باقي القصائد من حيث اللغة الشاعرية التي تميّزها، في حين جاءت غالبية القصائد في الديوان بلغة بسيطة تقريرية.
تعجّ قصيدة " هذا اسمها فاقرأ" بالتعابير المجازية والاستعارات والرموز.
فنجد القصيدة تصطبغ بالصور والتعابير والعواطف التي تعكس نفسية الشاعر الحالمة المتأملة التي تخاطب الشمس مركز النور والأمل فيقول لها:" يا شمس أفيقي آن لنا
أن نولد كل يوم
على أطراف المدى
عدّي لنا الأيام والساعات خمسين وما بعدها
في القلب موعد ميلادنا "ص36
من الرموز الجميلة في القصيدة: أجراس، محراب، شمس، زهر اللوز، الوضوء.
من هذه الرموز ما هو دينيّ مثل: (المحراب ، الوضوء والأجراس) ورموز وجودية تأملية( الشمس وزهر اللوز)، وقد جاءت هذه الرموز لتشمل الدين والدنيا والأمل والوجود في حلم واحد وأمل واحد وهو استعادة الوطن:"هي شئت أم أبيت لنا
وسنردها لنا فلسطيننا".
اما الاستعارات فقد ظهرت بكثافة مثل: "يدّق الزمان أجراس المدى"، تصوير جميل للزمان الذي يقرع أجراس المدى الممتد أمام بصرنا إلى ما لا نهاية…
كذلك نرى الاستعارة التالية" يتفتح زهر اللوز بسمة تتوضأ بدمع الفتى، تحنو عليه، تلفه، تصلي الفجر في محراب عينيه" صورة جميلة جدا وشاعرية لتفتح زهر اللوز ولتلك البسمة الحانية المتلفعة بالايمان والصلاة، فتبعث الدفء والسكينة والأمل في نفس الفتى.
في هذه العبارة نجد أيضًا تلاعبًا جميلًا بالألفاظ، تشبيه وتعبير مجازي وتأنيس (تتوضأ بدمع الفتى)، وتشبيه العين بالمحراب المقدّس الذي يبعث الايمان والنور.
ثمّ يصف الشاعر هذا الفتى وقد كهل فجأةً" ما بين أمس مضى، وإشراقة صبح قد أتى، كهل الفتى… خمسينيٌّ وبين الضلوع لا يردد إلا اسمها…"ص35
في هذا الوصف الجميل يختصر الشاعر الزمان بين أمسٍ مضى وإشراقة صبح، ليمتزج العمر بالحلم والروح، فلا يردّد الفتى إلّا اسم بلاده. بتابع الشاعر هذا الوصف الجميل، الممتلئ بالتعابير المجازية والأوصاف الجميلة والاستعارة المكنيّة فيقول:" طفل يعاند زمانه هو الفتى، يشيخ عمر شمسه، ولا يفتأ يوقظ لحنها، يا شمس أفيقي قد آن لنا، أن نولد كلّ يوم على أطراف الدنى"ص36.
فالأمل هو محور هذه القصيدة ونبض عروقها:" كم هدموا ونبنيها معًا، ونظل على عهد فلسطيننا، هذا اسمها فاقرأ باسمها!". ص37. في هذه الجملة" فاقرأ باسمها". تذكرنا بالآية القرآنية من سورة العلق" اقرأ باسم ربك الذي خلق".
وربما هي إشارة من الشاعر إلى قدسية وطنه فلسطين، فيدعو القارئ أن يقرأ باسمها.
كما نجد الأمل في التعبير التالي" في القلب موعد ميلادنا، نعاند التاريخ لا الموعدَ وغدنا آتٍ ميعادنا"ص36.
وخلاصة القول إنّ قصيدة "هذا اسمها فاقرأ"، من أجمل قصائد هذا الديوان، وهي تخرج عن النزف المؤلم، لتستوطن الشمس فتستمدّ من أشعتها نورًا يبعث الأمل يبشّر بفجرٍ جديد قادم.



#روز_اليوسف_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب حصاد السنين بعد التسعين
- قراءة في سماء الفينيق لمفلح العدوان
- المنفى والاغتراب في قصيدة - أضاعوني - للشاعر الفلسطيني بروفي ...
- انا والمدى
- توقيعات
- جاهلية هذا الزمان !!
- أنا وأنتَ!!
- - سيزيف وبحار - لأسيد عيساوي
- انتظار !!!
- تَرحال !!!
- تَرحال!!!
- خلف الظلال
- سكنتني عيناك ..!!
- وحدها المعابد !!!
- طيفُ الأقحوان
- بين زخات المطر !!
- لأجلكِ جفرا!!!
- سرير الموجات
- -في حضرة- التوليب
- عاذلتي السمراء !!


المزيد.....




- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
- بعد القطيعة.. هل هناك أمل في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟ ...
- ضابط أوكراني: نظام كييف تخلص من كبار مسؤولي أمن الدولة عام 2 ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي: ما يحدث في ألمانيا اختبار حقيقي لأو ...
- مباشر: قتلى وجرحى في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني وسط بيروت ...
- أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة دفاع جوي حد ...
- غارات إسرائيلية مكثفة على وسط بيروت والضاحية
- أوكرانيا تطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ رو ...
- عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة ...
- كيف يواصل الدفاع المدني اللبناني عمله رغم التهديدات والاستهد ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - روز اليوسف شعبان - قراءة في ديوان نزف قصائد للشاعر عز الدين السعد