|
تدمير صحة المصريين ؟
حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 7084 - 2021 / 11 / 22 - 14:12
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
كان المصريون من المرضى البسطاء العاديين يتلقون العناية الصحية إما بالمستشفيات العامة ، أو فى عيادات خاصة صغيرة نسبيا ، وكان الجميع سواء بالمستشفيات العامة أو فى العيادات الخاصة يتعاملون مع المريض باعتباره إنسان فى المقام الأول ، ويمارسون المهنة باعتبارها رسالة رقي وتحضر وواجب أخلاقى ، وبالطبع كان اصحاب الملايين وعلية القوم من السياسيين والفنانين ورجال الأعمال وغيرهم يسافرون للعلاج بالخارج ،ومع ذلك كانت الأمور بالداخل مقبولة لحد ما ،سواء بالمستشفيات العامة أو بالعيادات الفردية الخاصة أو حتى بالعيادات الخيرية التى كانت تساعد الناس بواسطة اطباء متطوعين بلا صخب او دعاية او صور ولقاءات تليفزيونية لا تتوقف ، وبدون إعلانات للتبرع او حسابات مفتوحة بالبنوك؟ لكن مع نهاية الثمانينيات بدات الكارثة ، وتحولت نسبة كبيرة من المسألة الطبية الى تجارة واستغلال بل ونصب وتدليس فى أحيان كثيرة تحت إسم التطوير والحداثة والإنفتاح ، وقد بدأ ذلك الإنحدار والتردى مع التوسع فى دخول المستشفيات الخاصة الى الساحة، وسيطرة المال الخاص على العلاج ، وعودة بعض الأطباء من مشاهير الخارج الذين انتهت صلاحيتهم بعد ان وهبوا كل ما كانوا يملكونه للمريض الأجنبى الأشقر ؟ وقد تابعت شخصيا عدة تجارب أكدت لى مأساوية هذا التحول الكارثى الذى جعل المريض او الإنسان المصرى ينقلب الى سلعة ينبغى التربح من ورائها لأقصى حد أيا كانت الحالة أو السن أو الظروف الخاصة أو الظروف العامة مثل إنتشار أمراض الفشل الكلوى والكانسر وفيروس سى ، والأطفال ناقصى النمو ، وأمراض المناعة ،و حتى وباء كورونا ؟ وهناك حكايات متعددة تحضرنى فى هذا الخصوص منها مثلا عندما ولدت إحدى بنات العائلة طلب منا الطبيب المشرف على عملية الولادة الذهاب بها فورا الى احد مستشفيات الأطفال (الاستثمارية) مع عدم الانتظار حتى الصباح لانها فى حالة خطر شديد ،وأخبرنا ان نسأل هناك عن طبيبة محددة ستكون فى انتظارنا ، بالطبع هرولنا الى تلك المستشفى وسألنا على الطبيبة التى اخبرنا السيد الطبيب باسمها فلم نجدها، وقابلتنا طبيبة اخرى التى تولت الكشف على الطفلة (البيبى) واخبرتنا بانها فى حالة ممتازة ولا تحتاج سوى الرضاعة ، ثم استفسرت عن سبب الحضور بها الى المستشفى فانبئناها ان الطبيب الفلانى هو الذى امرنا ، فاومأت الطبيبة المحترمة واخبرتنا مرة اخرى بان الطفلة حالتها ممتازة وتحتاج الى الرضاعة وان علينا العودة بها للمنزل ، وعندما ترددنا فى العودة خوفا على الطفلة ، ورجعنا إلى الطبيبة مرة أخرى ، أكدت لنا بحدة ان البنت سليمة وان السيد المحترم طبيب الولادة يرسل الأطفال حديثى الولادة الى طبيبة معينة بالمستشفى الإستثمارى المخصص لعلاج الأطفال ، وأن تلك الطبيبة هى زوجته !! فغادرنا المستشفى ، ومرت الأيام وكبرت البنوتة و أصبحت باشمهندسة قد الدنيا ؟ أيضا كانت لى تجربة خاصة عام 2006 عندما أحسست شخصيا بإرهاق شديد عقب العودة من السفر الى العمل بمحافظة المنيا، وكان الوقت ليلا فذهبت الى احد المستشفيات الخاصة فاستقبلونى بالطوارئ ومنها إلى العناية المركزة وتعليق للمحاليل وخلافه ، وبعد تداول الحالة بين أكثر من طبيب، تم التأكيد لى على ضرورة إجراء قسطرة على القلب، كما تم صرف دواء للقلب لتناوله بشكل فورى ، ولم أفق من الصدمة حتى حادثنى بعض المختصين بالمستشفى بالاستعداد لتركيب أكثر من دعامة بالقلب، لان الشرايين بها قصور شديد وان حالتى لن تتحمل الانتظار، وأكدوا لى أن الأمر واضح حتى قبل اجراء القسطرة ؟ ثم نصحنى آخرون من المستشفى الخاص بعدم تركيب الدعامات العادية المستوردة من الصين أو تايلاند ، وإننى ينبغى أن ادفع بعض الاموال كفارق بين ما ستتحمله الشركة التى أعمل بها ، وبين ثمن الدعامات الممتازة الالمانية الصنع لانها الأفضل بكل تأكيد ، وان الصحة والقلب لا يعوضهما ولا يعادلهما أى مال ينفقه الإنسان ؟ ثم إنهالت الأوامر الطبية والتحذيرات الحادة بضرورة التوقف عن التدخين والا سينتهى الأمر وستتدهور الحالة حتى بعد تركيب القسطرة والدعامات ؟ المهم أن العبد لله إرتاب فى المسألة ،وشعر بإحساس خفى يؤكد أن هناك عملية نصب وإحتيال ، وأن الامر يبدو استغلالا وتجارة قذرة ، فطلبت الخروج من المستشفى قبل اجراء اى قسطرة أو تركيب دعامات ولا غيره ، وخرجت بإعجوبة مهرولا الى عيادة دكتور اخر ، وكنت اشعر وقتها بوهن وتداعى كامل ، المهم أن الدكتور الجديد أجرى لى رسم للقلب وبعض الفحوصات والاختبارات ، ثم أخبرنى فى النهاية بإنه" مافيش حاجة " بل و أمرنى بإيقاف الدواء الذى كتبه اطباء المستشفى الخاص فورا ، وأخبرنى باننى سوف أتقيأ بطريقة رهيبة بعد ايقاف هذا الدواء قائلا انه امر طبيعى سينتج عن التوقف المفاجئ عن تناول هذا الدواء ؟ ومنذ عام 2006 والحمدلله ، بلا قسطرة ولا دعامات ولا ادوية قلب ، مع إستمرار التدخين ؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عودة رئيس الوزراء المعزول حمدوك ؟
-
عملة البتكوين
-
تدمير قطاع التأمين فى مصر؟
-
مأساة الشركة المصرية لإعادة التأمين ؟
-
مائة وإثنان وخمسون عاما على إفتتاح قناة السويس
-
الأمة والروابط الجامعة !
-
تدمير الشركة ( ميم)
-
نجيب سرور فى ذكراه
-
أم الكوارث
-
اليسار الإسلامى
-
مرور سريع على أربعة أحداث هامة
-
تحيا جمهورية زفتى العربية !!
-
السودان والعسكر والرفاق ؟
-
ديموقراطية على الذواق ؟
-
نخبة عنتر ولبلب !!
-
ريش بعد المداولة !
-
فيلم ريش
-
الدفاع عن الفقراءمن فوق -حجر - المليارديرات
-
مذبحة الثالث من إكتوبر 1993-موسكو
-
مذبحة السابع عشر من إكتوبر ،،
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|