17 ديسمبر كان أمضى على موت -التجمع- فهل يكون عهد قيس سعيد ايذانا بموت أخ التجمع بالرضاعة إ.ع.ت.ش.؟
بشير الحامدي
2021 / 11 / 21 - 20:17
وراء سياسات الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم يقف أفراد ومجموعات من المتسلقين والانتهازيين والمرتبطين والفاسدين. وحكومة قيس سعيد والدائرة المغلقة المكونة من مراكز النفوذ المالي والمخابراتي التي أحاطها به يعرفون ذلك ويستثمرونه أحسن استثمار. لذلك فلا هم مستعدون للاعتراف به شريكا، كما يلهث هو وراء ذلك، ولاهم بمقدورهم الدفع لفسخه، كما يحدث مع الأحزاب مثلا... مخططهم هذا سرعان ما سيصطدم بتناقضاته. فالاتحاد ليس قيادته وقيادته طالت ولن تطول كثيرا مراوحتها بين المطرقة والسندان مطرقة منتسبيها وسندان قيس سعيد. وستكون أمام مصيرها. فإما موالاة غير مشروطة لقيس سعيد التي تبقى بالنسبة لجزء من هذه البيروقراطية سياسة غير مأمونة، لأن قيس سعيد براييهم مثله مثل كل مستبد سيعمل وإن لم يكن اليوم فغدا على ضرب الاتحاد وتفكيكيه مثلما وقع لأغلب المنظمات النقابية في ظل سيادة حكم الفرد، و إما الانحياز للقاعدة الواسعة من منتسبي هذه المنظمة الذين ستتدهور أوضاعهم وأوضاع قطاعاتهم. ويجدون أنفسهم مجبرين على الدفاع عن قدرتهم الشرائية في مواجهة السياسات التي سيقع تطبيقها، والتي نعلم جميعا أنها سياسات ستدفع إلى تحميل الأجراء والموظفين وعموم المنتجين نتائج الأزمة، وبالتالي لا مفر لهؤلاء من المواجهة، وفي الحالتين نلاحظ أن موقع البيروقراطية النقابية سوف لن يكون مريحا ،وهو ما قد يؤذن بتجذر ممكن، وعودة إلى محور الصراع الذي حادت عنه الحركة النقابية، وحادت عنه قاعدتها طيلة العشر سنوات الأخيرة، والذي يمكن أن يتمظهر في اشكال انتظام جديدة، ووعي يتجاوز طبيعة الفعل النقابي التقليدي الذي كرس في السنوات الأخيرة، إلى فعل نقابي مقاوم. يواجه في الآن نفسه بيروقراطية المركز النقابي وسياسة التدجين، والهيمنة، والتفكيك، التي ستتجه إليها سياسة قيس سعيد.
فعلا إن الاتحاد العام التونسي للشغل (قيادة بيروقراطية ومنتسبين)، والفعل النقابي عموما، ومنذ 25 جويلة، وهو في مفترق طرق. وكم يختلف المشهد عن كل الأزمات السابقة التي عرفتها البلاد سواء بعد 1978 أو بعد 1985 أو أثناء حكم بن علي أو في العشر سنوات الماضية قبل 25 جويلية... إننا إزاء مرحلة جديدة. فإما تفكك هذه المنظمة وإما تجذير فعل نقابي مقاوم مستقل يؤسس لما بعد إتحاد يعتبر أخ بالرضاعة للتجمع الدستوري الديمقراطي الذي تفكك منذ عشر سنوات مفسحا المجال لظهور أحزاب لقيطة منحدرة منه ولكنها لا تعترف بابوته وبتناسلها من بقاياه.
21 نوفمبر 2021