أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدن - هشاشة الثّقافة المدنيّة














المزيد.....

هشاشة الثّقافة المدنيّة


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7082 - 2021 / 11 / 20 - 11:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


العبارة التي في العنوان أوردها الدكتور أحمد زايد، وهو يناقش في أحد كتبه تناقضات الحداثة في العالم العربي. لا ينفي الدكتور زايد، ولا أحد آخر من الباحثين سواه، ينفي أن مظاهر الحداثة تحيط بنا، إذا ما حكمنا على ظاهر الأمور، فنحن نتعامل مع تقنيات ووسائل اتصال فائقة التطور والتقدم، وندير تفاصيل حياتنا اليومية بمنجزات الحداثة، التي لولاها لبقينا في المكان نفسه الذي كان فيه آباؤنا وأجدادنا.

لقد أخذنا من الحداثة شكل العمران ونظام المرور ووسائل النقل وتلاه وسائل الاتصال الرقمية، ودخلت الحداثة في بنية التشريعات والقوانين، لكن هل يعني هذا، بصورة أوتوماتيكية، أننا أصبحنا في لجة الحداثة أو على أقل تقدير بتنا إليها أقرب مما كنا قبل قرن مثلاً، حينما بدأت الحداثة تدقّ علينا الأبواب، لا في صورها المادية فحسب، وإنما في الثقافة والفكر وشكل الحكم، حيث كانت عندنا مرحلة وصفها غسان سلامة ب «البرهة الليبرالية»، وهي ليبرالية فعلاً، لكنها مجرد برهة سرعان ما تبددت وزالت.

واقع الحال يشير إلى النقيض تماماً. الأرجح أننا كنا أقرب إلى الحداثة يومذاك مما نحن عليه اليوم، حيث نعيش حالاً يصفها الدكتور زايد نفسه ب «القلدنة» ويعني بها النكوص إلى الوراء، بغية تقليد الماضي والبحث عن أجوبة فيه على أسئلة الحاضر، ظناً منا أن الحداثة لا تناسبنا.

وفي هذا نحن ازدواجيون. نريد من الحداثة مظاهرها وما تيّسره من سهولة في المعيش، ولكننا نرفض فكرة الحداثة وفلسفتها، وفي هذا بالذات حدثت القطيعة التي ما زلنا أسرى لها، وربما نظل كذلك لفترة قادمة طويلة إن لم نحسم أمر تجاوز هذه الازدواجية، ازدواجية التماهي مع مظاهر الحداثة بما فيها الأكثر استهلاكية وزيفاً، ورفض جوهر الحداثة، من حيث كونها رؤية وفكرة.

نجحت حداثة الغرب لأنه أسس لها بداية بالفكر والعلم، وجعل منها قاعدة لمناهج التعليم والتفكير، قبل أن ينشغل بمظاهرها، لذلك لم تنشأ الحداثة في الفراغ، وإنما بنيت على مداميك فكرية وتربوية وفلسفية راسخة، جديرة بأن تصحح أي انحراف محتمل، فيما «حداثتنا» اكتفت باستيراد المظاهر من الخارج، ومحاولة التماهي، الهش أيضاً، معها، ونأت بنفسها، ما استطاعت، عن الحداثة نفسها كفكرة ومنهج حياة.

أسوأ من ذلك تسعى منظومات الحكم، ما أمكنها، توظيف بنية الماضي وإعادة تشغيلها لإعاقة التحديث المنشود، ومنع مؤسسات المجتمع المدني، التي هي إحدى ثمرات الحداثة، من أن تكون شريكاً، مفضلة الاستعانة بالقوى التقليدية عضيداً وسنداً.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهشّم صورة المثقف
- الجدران الغليظة
- يوم تخلينا عن ابن رشد
- علي الوردي سوسيولوجي أم مؤرخ؟
- من يصنع الطاغية؟
- كيف كُتب التاريخ؟
- النفط والخليج في المنظور الأدبي
- المرأة في الخليج والحداثة
- انتكاسة الحداثة العربيّة
- الكونيّة وتشظي الهُويات
- المثقف النقديّ
- عقلانيّة التعليم كمضاد للتطرف والإرهاب
- نقد مفهوم الهُويّة الخليجيّة
- ماذا لو مكث عبد الرزّاق جورنه في زنجبار؟
- الخوف من الذكاء
- في العلاقة بين الثّقافة والدّيمقراطيّة
- تمييز ثقافي ضد المُلونين والنساء
- التقشّف ليس الإدخار
- الثّقافة كمضادٍ ل(السوبر ماركت)
- البلاهة تفكّر


المزيد.....




- تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد ...
- قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
- وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا ...
- مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو ...
- الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
- شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها ...
- -نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام ...
- ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
- الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدن - هشاشة الثّقافة المدنيّة