عبد اللطيف بن سالم
الحوار المتمدن-العدد: 7067 - 2021 / 11 / 4 - 09:12
المحور:
المجتمع المدني
الهامشية :
ما المقصود تُرى ب" الهامشية " هذه الكلمة التي انتشرت كثيرا في أوروبا في الستينات من القرن الماضي وكان مفكروهم يخافون منها باعتبارها مظهرا لتردي أوضاعهم التربوية والأخلاقية في تلك المرحلة التي كانت فيها الفلسفة الوجودية عند أغلب الشباب هي الطاغية على عقولهم وكانما هي دعوة رسمية للهامشية واللامبالاة وهي في الحقيقة ليست كذلك عند الفهم الصحيح لها وهاهي قد صارت متداولة اليوم كثيرا بيننا والتي كثيرا ما نصف بها الشباب بالخصوص استنكارا وتأسّفا . أليست الهامشية هذه هي حالة المرء كبيرا أو صغيرا امرأة أو رجلا عندما لا يكون مزودا بثقافة كافية أو بالتربية اللازمة ويكون خاوي الوطاب خفيفا كريشة في مهب الرياح أو هو كزبد البحر الذي يذهب جُفاء وليس فيه ما ينفع به نفسه أو ينفع الناس ويجعله ماكثا في الأرض ؟
إن مثل هذا الشخص الفارغ الوطاب لا يكون بوعيه على صلة كافية بما يجري له وبما يجري حوله وكأنما هو لا يعلم عن أمره شيئا ولا علم له بما قد يحاك ضده ،إنه في الحياة عادة ما يُستهلك حتى يهلك وذلك ما تخطط له العولمة منذ أن ظهرت إذ يمكن استقطابه في أي اتجاه وحتى في مجال الإرهاب لأنه ليس له أيّ سلاح يدافع به عن نفسه ولأنه لا يعتمد في حياته على أية مبادئ أو أسس ثابتة يمكن أن تقيه من شر غيره ولا يُضفي عل شخصه أي معنى يحدد به شخصيته في المجتمع ومثل هؤلاء الكثير في بلداننا في هذا الذي يسمى بالعالم الثالث من الدهماء والغوغائيين الذين لا يقرؤون لأي شيء حسابا أبدا وهم في الغالب من الأمّيين أو من المتسرّبين من المدارس في المراحل الأولى من العمر . فالقضية إذن قضية تربية وتعليم إذ كلما انتشر الجهل في بلد انتشرت معه وتفشت فيه الهامشية وبالتالي فليس لأية فلسفة أن تكون سببا فيها .
وللعلم فإن الهامشية هي الآن غاية النظام الامبريالي العالمي في الدول النامية من أجل تعطيل نموّها وإضعاف مستوى ذكائها حتى لا تتطور في أي مجال من مجالات الحياة المختلفة الاقتصادية منها والاجتماعية والثقافية وحتى لا تلقى منها بالتالي مواجهة قوية عند ما تريد القيام بالهيمنة عليها واستغلالها وذلك ما ترغب فيه دائما .
#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟