أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - حالات حاتم حسن الغاضبة














المزيد.....

حالات حاتم حسن الغاضبة


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 17:51
المحور: الادب والفن
    


من الأهمية بمكان أن يدرك الكاتب ماذا يكتب؟ وعن ماذا يكتب؟ لكن الأهم من كل ذلك هو أن يدرك كيف يكتب؟ وهذا الـ «كيف» هو الذي يحدد مساحة الإبداع في أي عمل فني أو نص أدبي، والقاص (حاتم حسن) من هذا الطراز، الذي يعتقد أن الأدب في الحصيلة النهائية هو موقف ورؤية، وهذا الموقف وهذه الرؤية, لا يمكن أن يكونا جديرين بالاعتبار, ما لم يتجسدا عبر معمار فني رفيع يمتلك مقومات النجاح والديمومة .
و(حاتم حسن) الذي ينتمي حسب اصطلاح النقاد للجيل السبعيني, قاص مقل في نتاجه القصصي, قياساً لتجربته الطويلة نسبياً, بيد أنه حريص كل الحرص على قصته وجودة وجدية القص وبالتالي تمايزه عن غيره، فهو عبر أكثر من ربع قرن من الكتابة لم يصدر سوى مجموعة قصصية واحدة، وهذه المجموعة كفيلة بأن تضع اسمه الى جانب كبار المبدعين من كتاب القصة في العراق .
شخوص حاتم حسن القصصية في مجموعته البكر «حالة من حالات السيد غضبان الشيخ» شخوص مسحوقة تحت وطأة الحاجة والعوز والضنك، محاصرة بالإرث الاجتماعي والبيروقراطية، شخصيات مأزومة وعصابية, لا تملك زمام نفسها, ولا تتوائم مع محيطها وهي تتخبط في واقع قاس مرير، لا تجد خلاصها إلا في الموت كما في قصص « تحت شجرة التوت، وابراهيم، وأصوات متصلة، ووجه في الجدار، ولكي تتم اللعبة» وهي في غاية الضعف الإنساني, وغالباً ما تجهش في البكاء كما في قصص «ابراهيم، ودائما تأتي من هناك, واستعارة» ومعظم هذه الشخوص تعاني من الاغتراب والاستلاب والتهميش, مصيرها السجن كما في قصص «في مكان عام ، تحت شجرة التوت» أو الاذلال كما في قصص « الياء، والصوت الآخر، وجه في الجدار» ويتربص بها الموت كما أشرنا أنفا .
وغضبان الشيخ بطل قصته الأولى, هي شخصية محورية, تتكرر في معظم القصص بملامح وأجواء وأسماء أخرى، غضبان موظف في الأربعين من العمر، محبط، يكره المدير العام, هو نفسه بطل قصته الثانية والثالثة والرابعة والسادسـة والسابعة والتاسعة وجميعها باستثناء القصة الثالثة, تشترك بثيمتها الجنسية, وولع شخوصها بالنساء واخفاقها في تحقيق أية رغبة عاطفية أو جنسية أو أي طموح آخر, رغم أن بطل القصة السابعة يحمل اسم «عبدالله السايف» وبطل القصة التاسعة يحمل اسم «سلیمان سلمو» إلا أن ذلك لا يغير شيئا من المناخ العام لتلك القصص, التي تنتهي باستثناء القصة السابعة,, نهاية فاجعة ومأساوية .
إن نموذج الموظف الصغير المحبط, المثقف أحيانا, المتشاكل مع المدير العام, والذي نادراً ما يحتج, هو النموذج الأثير لدى حاتم حسن.
تنفرد قصتا «أصوات متصلة، ولكي تتم اللعبة» بموضوعة الحرب وأهوالها وافرازاتها، حيث تمتاز قصة «لكي تتم اللعبة» بنكهة خاصة وتعد في تقديري الشخصي من القصص الرائعة في مضمارها الإنساني رغم بساطتها (السهل الممتنع) إذ تعتمد في بنيتها على الحوار بين طفلين تبدأ هكذا ...
أيهما تحبين أكثر .. الموز؟ أم ماما؟ يسأل مروان أخته بتول فتجيب ...
الموز؟ ما هو؟ أنا أحب الكبة, ثم تسأل هي - أين هو الموز؟ فيجيب ـ ماما تقول في الجنة . فتتدارك الطفلة وتقول ـ أبي اذن يأكل الموز ص 58 .. بهذه السلاسة والذكاء يدير حوار الطفلين في محاولة اتفاق على لعبة الموت .
حالات حاتم حسن الغاضبة بأسلوبه الرشيق, وجمله القصيرة المكتفية بنفسها, دون اسهاب واستطراد, تشير بوضوح الى قاص بارع وصانع ماهر في التقاط وصياغة مشاهد ضاجة بالحيوية والعنفوان, باستثناء مؤاخـذتي على عنـوان المجموعة الذي يذكرني بقصص الأربعينات والخمسينات, التي اضفت بظلالها على بعض القصص فأن هذه المجموعة تستحق القراءة والاعجاب والتقدير.
...
جريدة العراق 8 / 7 / 1998



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- # قاب قوسين من المرأة #
- # من أرشيفي القديم # 12
- في الشأن الثقافي 3
- # من أرشيفي القديم # 11
- # من أرشيفي القديم # 10
- # من أرشيفي القديم # 9
- # من أرشيفي القديم # 8
- # من أرشيفي القديم # 7
- # من أرشيفي القديم # 6
- # من أرشيفي القديم # 4
- # من أرشيفي القديم # 5
- في الشأن الثقافي 2
- # من أرشيقي القديم # 3
- # من أرشيفي القديم # 2
- # من أرشيفي القديم # 1
- تغريدات ساخنة 5
- هؤلاء علموني
- أسماء وعلامات
- في استذكار أحمد يعقوب
- الوقوف على ساق واحدة / رواية عراقية جديدة


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - حالات حاتم حسن الغاضبة