فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7025 - 2021 / 9 / 20 - 21:13
المحور:
الادب والفن
منْ كلِّ صباحٍ ...
أحملُ بعضَهُ على كتفِي
وأُلقِي بهِ في البحرِ ...
ليتذكرَ
أنَّ مَنْ شربُوا ملحَهُ ...
لمْ يؤُوبُوا
منْ مراقدِهِمْ ....
منْ نباحِ آخرِ كلبٍ ...
إلى صياحِ أولِ ديكٍ
يتكررُ المشهدُ ...
وعلى حبلِ الزمنِ
يقطعُ منشارٌ أنفاسَهُمْ ...
ليجفِّفُوا العالمَ منْ مآسيهِ
فيعيدُ الزعيقُ إلينَا :
أنَّ كلَّ شيءٍ محْضُ تكرارٍ ...
فالنوارسُ ماعادتْ تلدُ
في أعشاشِهَا سوَى الخرابِ...
مِنْ كلِّ ليلٍ ...
أشربُ بعضَهُ في الأرقِ
وأُدوِّنُ الشقوقَ في الشفاهِ ...
الكلامُ صارَ طيناً
والنعامُ طارَ عارياً منْ رملِهِ ...
تركَ ريشَهُ
كفجوةٍ في الزمنِ ...
أوْ موتٍ
دونَ زمنٍ ...
الولدُ الذِي يقرأُ سُبْحَتَهُ مقلوباً...
عنْ " اختلالِ العالمِ "/
و" غرَقِ الحضاراتِ " /
بينَ النهرينِ ...
وفي الأمازونِ
وصحراءِ النبطِ ...
دونَ أنْ يعرفَ :
هلْ وُلِدَ بملعقةِ ذهبٍ
في فمِ الحظِّ ...
أمْ بعودِ ثقابٍ
في مُؤخِّرتِهِ ...؟
لَا يعِي أنَّ القدرَ قِدْرٌ
يغْلِي فيهَا الزمنُ ...
ليؤخِّرَ اللعبَ
على كتفٍ مخلوعةٍ ...
منذُ زمنٍ
في فجوةٍ منسيةٍ ...
مِنْ كلِّ ربيعٍ ...
تلدُ البومةُ بعْضَهَا
وتضعُ هزائمَ الجيلِ الجديدِ ...
في محميةٍ خاليةٍ
أوْ سافانَا لَا تُرَى في الثقبِ الأسودِ ...
في الْقِمَطْرِ
يخزنُ درسُ الجغرافيَا ...
كراستَهُ
على طُرَّةِ التاريخِ ...
فنخزنُ دموعَنَا إلى حلولِ الشتاءِ
قدْ لَا يجدُ الشجرُ /
والحجَرُ /
والحِبْرُ /
وقتاَ مناسباً للبكاءِ ...
فهلْ سافرْنَا في الزمنِ ...؟!
أيِّ زمنٍ
أمْ سافرَ فينَا الزمنُ ...؟!
الأرضُ لمْ تعدْ تسمحُ بالرضاعةِ
منْ عشبٍ واحدٍ ...
والتوأمةُ بينَ الجغرافيَا والتاريخِ
خانتِْ البلدَ ...
والبحرُ يُلقِي بنفسِهِ
في فجوةٍ منَ البحرِ ...
فماعدنَا نسمعُ سوَى :
لَا أحدٌهنَا أيُّهَا اللَّا أحدُ ...!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟