أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير طبلة - كفى قتلاً














المزيد.....

كفى قتلاً


سمير طبلة
إداري وإعلامي

(Samir Tabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1647 - 2006 / 8 / 19 - 12:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا نحتاج لامتلاك شجاعة، انسانية ووطنية وأخلاقية، لنعترف بأن ما يجري لاهلنا في العراق، اليوم، هو كارثة وطنية، بكل المعايير. وليس تجنياً على احد القول بأن حكومتنا الوطنية (إقرأ حكومة المحاصصة البائسة) فشلت تماماً في صون أرواح العراقيين ودمائهم النازفة. فمع كل خطة أمنية مزعومة تُعلن يزداد القتل ويتنوّع. وتصرخ بهذا الارقام المرعبة والمعلنة هذه الايام عن عدد القتلى، وهي عناوين لعراقنا، الذي اسموه تجنياً، وربما استخفافاً بعقول الناس، جديداً. وتتضمن تلك العناوين تفاصيل يشيب لها شعر الاطفال.
ربما يجري الجدال عن ان وراء هذه الجرائم اليومية البشعة مصالح: افراد وجماعات، حاكمة او غير حاكمة او تزعم المقاومة، ودول، اخطرها دولة الجوار الشرقي، من دون التقليل من دور دول الجوار الاخرى، وبطبيعة الحال دول ما وراء المحيطات، التي تزعم انها تبني شرقاً اوسطاً جديداً. ولكن المؤكد ان من يدفع هذا الثمن الباهظ هم ابناء العراق وبناته وأطفاله، بل ومستقبل البلد بكامله. ويتوهم من يظن ان دول المنطقة الاخرى وشعوبها ستكون بمنأى عن شرّر النار الملتهبة في العراق وفي لبنان ايضاً.
ازاء هذا، لم يعد معيباً المطالبة، بملء الفم، بأن يتولى المجتمع الدولي، ممثلاً بالامم المتحدة، مسؤولياته ازاء العراق وشعبه. هنا، سيصرخ المعترضون بالقول ان هذا المجتمع تحت هيمنة القوة الوحيدة الاعظم في العالم. وهي حقيقة يدركها أبعد الناس عن السياسة. إلا اننا ازاء فاجعة بشرية يذهب ضحيتها اكثر من مئة انسان عراقي يومياً، واثبتت حكومة هذا العراقي انها اعجز من ان تحمي نفسها، فما بالك بحمايته، وهي المسؤولة عن أمنه دستورياً وقانونياً وأخلاقياً، وإلا لماذا ارتضت بقائها متحملة المسؤولية، وهي غير قادرة عليها.
ستصطدم هذه المطالبة، بالتأكيد، بالعديد من العقبات والمعوقات، تحت مختلف التسميات، المخلصة والحريصة منها، او من تزعم زوراً ذلك. إلا ان من يضع مصلحة شعبه ووطنه، بل مصالح المنطقة والعالم اجمع، نصب عينيّه لا بد ان يتأمل الفاجعة العراقية بكل ابعادها واحتمالاتها الاكثر مأساوية. وبالتالي فهو مطالب بتجاوز العديد من المحرمات السابقة، والاستحقاقات، بما فيها الانتخابية، على ما تضمنته من عبر مشرفة ومخزية في آن.
وعليه التفكير بآليات هذه المطالبة، وسبل تحقيقها، بما يضمن، أولاً وقبل أي شيء آخر، تقليل، إن لم يكن وقف، نزيف الدم اليومي العراقي.
وبهذا تتحمل النخب العراقية المثقفة والواعية، بعد ان خذلتها قيادات النخب السياسية الفاشلة، مسؤولية مصيرية لايصال المطالبة بحماية المجتمع الدولي للعراقيين الى من يملك امكانية تحقيقها، وتتعاون تلك النخب مع الاخيرة، لايجاد الآلية المناسبة، بعيداً عن تهديدات الارهاب والارهاب المضاد.
حقاً ان تفشي ظاهرة الميليشيات وتعمق سيطرتها على الشارع العراقي، ستشكل عائقاً حقيقياً لأي مسعى من المجتمع الدولي، المشغول أصلاً بالعديد من القضايا الملتهبة. لكن لا يحق لاحد ان يترك الشعب العراقي يواجه كارثته لوحده. فهذه اكثر من طاقته. عدا عن حقيقة ان بين قادته، بمن فيهم المنتخَبون، من يؤجّج سعير الكارثة.
خلاصة القول ان البلاد والعباد في كارثة تتفاقم، وتنفتح على جميع الاحتمالات، بما فيها الجحيم. ولم تعد من وسيلة لوقف هذا المصير المفزع، إلا بتداعي المخلصين، وكل من تعزّ عليه حياة الانسان، للتفكير الجدي بأنقاذ العراقيين قبل ان يحترق الزرع والضرع.
ساعتها سيعدم حتى اصبع الندم. فيما يخوض القتلة بدماء الناس وأشلائهم.



#سمير_طبلة (هاشتاغ)       Samir_Tabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فليطمئن العراقيون... قواتنا تسيطر على الوضع!!!!!!!!!!!!!!!!!
- لنشيّع الارهاب والقتل والدمار بدل تشيّيع اخلص محاربيه: الحزب ...
- معاداة الشيوعيين العراقيين لن تشرف احدا
- النسيج العراقي اقوى من ارهابهم


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير طبلة - كفى قتلاً