بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 7016 - 2021 / 9 / 11 - 12:35
المحور:
الادب والفن
يتابع ماركو فيريري مع الممثلة –ملهمة فاسبندر-هانا شيغولا،والتي حقق معها فيلمه السابق قصة بييرا
يبدو فيام المستقبل هو المرأة،فيلما مختلفا عن كل أفلامه السابقة،فهو يبدو خجولا ضعيفا في الحبكة النقدية،ذو مسار-على مايبدو-غير هادف وكأنه يحاول ان يلتقط اي فكرة من افلام ماركو فيريري السابقة ضمن مسار غير مقنع،حتى لو كانت هذه الفكرة تتعلق بالموضوع الأثير لديه(الرجل والمرأة).
وهنا نسأل،هل استنفذ ماركو فيريري معطياته...هل تبقى شيء لمثل هذا المخرج الاشكالي لكي يقوله...؟
جوردن شخص مولع حتى الجنون بزوجته(هانا شيغولا)،لدرجة اني بت اعتقد ان المسار سيتحول الى
نحو علاقة أوديبية ،بحيث ستتحول آنا الى ثنائية (الأم والزوجة)،ولكن على العكس،لأن الرجل سيتحول الى محاولة اثبات وجوده اتجاه امرأة لاتشعر بوجوده على الاطلاق،ولكن مع دخول إمرأة حامل في شهرها السادس الى هذه العلاقة ينطلق الفيلم خجولا الى الحديث عن ثالوث جنسي مبهم ذو ابعاد متناقضة أكثر منها أبعاد سيكيولوجية متطرفة.
هذه المرأة(مالفين-الممثلة الايطالية أورنيلا موتي)،كانت وكأنها على وشك ان تقع ضحية اغتصاب جماعي،بحيث تتدخل آنا لأنقاذها من خلال النفاذ الى واقع فنتازي جنسي يوجي بشيء من السادية،بحيث نلاحظ امرأة بقناع من الصبغة تجلس القرفصاء تتحرك حركة بندولية وعلى جسدها واضح آثار السياط،بحيث وكان ماركو فيريري يقحم نفسه في عوالم (ألن روب غرييه)،الغائبة عن الوعي تقريبا،ويتحول الثالوث الى مربع بشكل او بشكل آخر....لأن مالفين حامل
تتحول مالفين نحو محرك الغيرة المفتعلة،بجيث تارة يغار منها جوردن،وتارة أخرى تغار منها آنا،ولكن عندما تطلب مالفين من جوردن حك باطن قدمها وتقدم له قدمها على طريقة(مازوخ) وتحاكيها آنا في هذا الفعل مباشرة....ألا يدل ذلك على السطوة الجنسية للمرأة على الرجل.
عندما تنطلق آنا بالفكرة الفلسفية،تلك الفكرة التي تتعلق بالاهمال وجبرية الاختيار التي نطق بها كونديرا ذات مرة،وكانت محور رئيسي في الفلسفة الوجودية:جميع الاطفال يجب ان يكونو للملوك وليس للفقراء الذين يعيشون في قلق وقفر....
ولكن،فالفيلم لن يعمد الى تكثيف هذه الفكرة،أو طرحها،فمن عوالم ألن روب غرييه التي شعرنا بها بكشل ملموس بدائي،الى محاولات كتحية لعالم التانغو الأخير في باريس،الى مثلث غير واضح وامرأة(مالفين)قادمة من عوالم ألن روب غرييه...لايدو الفيلم بالمحصلة بأنه يقول أي شيء،كما ان موت جوردن غير المقنع على الاطلاق في شغب غنائي وهو يحمي ظهر آنا،يبدو وكأنه غباء ذكوري أمام سطوة جنسية أنثوية أكثر منه فعل مقنع للتضحية...
وكأن مخرجنا يتحرك من حريمها(الهيمنة الذكورية ذات الطبيعة الأصلية البدائية)،نحو المستقبل(السطوة الأنثوية على الطبيعة الذكورية...
موت جوردان العشوائي،يذكرني بتلك الفصائل من الحشرات،التي تكون فيها مهمة الذكر هي التلقيح فقط ومن ثم يطرد من الرحمة الأنثوية...
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟