قراء مقتضبة في نص الحوار المفتوح للرفيق رزكار عقراوي
عذري مازغ
2021 / 9 / 8 - 13:39
من الناحية النظرية فمفهوم اليسار الإلكتروني ليس بالضرورة يسار افتراضي وهذا ربما ما يجب أن نميزه حين يطرح الرفيق رزكار مفهوم اليسار الإلكتروني..
أفضل تسمية اليسار الجديد او اليسار المعاصر أو النيويسار للأسباب التالية التي حاول النص الإجابة عنها بتفصيل مطول ربما أفقدته خاصية التأمل، لكن مع ذلك يقوم على نقض لما هو داخل اليسار بشكل عام في عالمنا من حيث هو يسار يتمتع بنوم سريري.
تتشابه أحزاب اليسار بشكل عام بأحزاب اليمين في هيكليتها بشكل تفقد القواعد فيها فاعليتها النضالية خصوصا أحزاب اليسار، اما احزاب اليمين برغم هيكليتها الكلاسيكية لا تعيش النوم السرير كام أحزاب اليسار لقوة إمكانياتها اللوجيستية والإقتصادية ، اما اليسار، فزيادة على هيكليته الكلاسيكية وفقره من المواد اللوجيستية والإقتصادية يعيش في داخله ازمة التواصل والإنفتاح على قواعده بحيث يحتكر الراي فيه نخبته الفوقية بشكل تتكرس فيه نفس الأنماط الفكرية ويغيب تفاعله (سأعطيكم نموذج بسيط: لكي تنشر موضوعا في الجرائد اليسارية كمواطن عادي يتكلم عن مشكلة في حيه أو مدينته الصغيرة لا تنشر جرائد اليسار موضوعه ما لم تكن له شهادة من الحزب أو المدرسة التي تخرج فيها أمناء هذا الحزب وبعبارة أخرى تنشر مقالته حول موضوعه "الصغير" بتزكية أو وساطة أحد كوادر الحزب ولن تنشر له كمواطن عادي، وهذا يناقض مفهوم المشاركة في التفكير والفعل وفي الطرح لأن ما ينقص هذا الحي أو هذه المدينة الصغيرة ليس بالضرورة على الأمين العام أن ينظر فيها أو أن يكون هذا من اختصاص مخابرات الحزب.
يفترض النص بشكل ما (أقصد نص الرفيق رزكار) الديموقراطية التمثيلية لأننا الآن في زمن يمكن للمرأ أن يعطي وجهة نظره أو حتى التصويت على مشروع من مقر عمله دون أن يحضر الجمع العام وهذا هو ما يعطيه صبغة اليسار الإلكتروني من حيث يعتمد آلية متاحة تعوض تلك الإمكانيات المفقودة عنده بسبب فقره كما اتينا سابقا وتتوسع بتفتحه هذا قاعدته الجماهيرية حيث لن تعد تقتصر فقط على قاعدة متحزبة بل تشترك في قراراته كل الفئات المتعاطفة معه من خلال آليات أخرى يتيحها الفضاء الإفتراضي، يفترض أن تمسح الآليات القديمة وتعوض بديناميكية التفاعل من خلال هذه الفضاءات.
مشاركة المواطنين تفترض تغييب التعصب الحزبي (يجب ان نتعلم أن المواطنين ليسوا بالضرورة كائنات سياسية حزبية بل هي كائنات اجتماعية قد تكون لوجهاتهم النظرية في موضوع ما له أهمية وقيمة موضوعية غير تلك التي للأمين العام للحزب او لكوادره "المتخبة".
اليسار الجديد لا ينتظر اجتماع اللجنة المركزية وتقرير ما يجب تقريه بل يعتمد آليات أخرى هي التنسيقيات المتناسلة أو الفيديراليات المتشعبة (ليس ضروري أن تكون تنتمي إلى الحزب بل لان حاجة ملحة فرضتها يفترض ان الحزب نفسه يلتقي معها في ذلك الأمر) من حيث حاجة المجال والإقليم والجهة وصولا إلى الوطني بل إن قيمة الفعل هي نابعة من هذه التنسيقيات والفيدراليات في مجالها الطبيعي حيث تناضل على المستوى المحلي أو الإقليمي او الجهوي ولا تنتظر "طليعة الحزب الثورية".
بهذا المعني اليسار الجديد أو كما سماه الرفيق اليسار الإلكتروني يستثمر تطور التكنولوجية الرقمية تعويضا على تلك التمثيلية النيابية التي وضعت أصلا لغياب فضاء يجمع كل قواعد حزب معين.
في السياق العام يطرح اليسار الجديد آليات جديدة للعمل منها حتى طرح بدائل للرأسمالية المتوحشة بأساليبها هي نفسها لكن بتقييمات مختلفة تأخذ بالإعتبار ما هو مطلوب أي ما يريد اليسار نفسه تحقيقه، مالذي يمنع جمهور الأجراء والموظفين والعاملين مثلا من وضع أموالهم في بنك غير رأسمالي بفوائد معقولة وبالشكل الذي يوظف هذا البنك تلك الأموال في مشاريع بديلة ذات طابع اجتماعي من قبيل خلق تعاونيات أو مساعدة الشباب الطموح المنكسر طموحه بسبب الإكراهات الإقتصادية من خلال تشجيع استثمارات بشروط معقولة لا تعجيزية كما هي الآن عند الأبناك الرأسمالية، ما الذي يمنع من الجمهور العريض خلق أبناك تغذية للمعدمين وبآليات لا تحتاج سقف مالي ضخم، اليسار لا يملك أموال رأسمالية، لكن يمكنه خلق بدائل تفيد الناس دون التفكير في تخصيب طبقة عاملة ثورية ، على أرض الواقع توجد هوامش لم يستثمرها اليسار وهي ما يسموه الراسماليون بالفرص.
هذه مساهمة مني اعتقد انها توضح بشكل مقتضب فكرة اليسار الإلكتروني وهي بالفعل يشير النص إليها لكن ليس بشكل دقيق وهذا ربما نقدي لنص رزكار.