أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جورج حداد - روسيا: طليعة شعوب العالم في النضال التاريخي ضد العبودية والهمجية والامبريالية















المزيد.....



روسيا: طليعة شعوب العالم في النضال التاريخي ضد العبودية والهمجية والامبريالية


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 7007 - 2021 / 9 / 2 - 15:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إعداد: جورج حداد*

ان كل شعب هو محصلة للسيرورة التاريخية لنشوئه ومعاناته وتطوره كجماعة معينة من البشر تعيش على ارض معينة. والجماعة البشرية التي تكوّن منها الشعب الروسي قد بدأ تشكّل وعيها الذاتي كشعب، منذ البداية، في صراعها للبقاء ضد العبودية لروما القديمة، ومن ثم ضد همجية صيادي البشر اليهود الخزر، ثم ضد الصليبيين، والمغول، والعثمانيين، والبونابرتيين، والنازيين. وقد نشأ الشعب الروسي وتبوتق في امة، وتطور على مر التاريخ، كشعب شرقي مناضل، بصلابة وتفان متناهيين، ضد جميع اشكال الاستعمار والعبودية الاجنبية، وضد نظم الاستبداد المطلق الداخلي. وفي هذا السياق، برز الشعب الروسي على المسرح الدولي كمدافع عن نفسه اولا، وعن جميع شعوب اسيا واوروبا ثانيا، واستطرادا عن جميع شعوب العالم القديم والجديد.
وهذا ما ينبغي على جميع الوطنيين والتقدميين، اللبنانيين والعرب، دراسته وتفهمه، ليس لاجل اتخاذ موقف سليم وصائب من روسيا والشعب الروسي فقط، بل اولا من اجل اتخاذ موقف سليم وصائب من القضايا الوطنية العربية بالذات.
وفي هذا الصدد نحاول فيما يلي تسليط الضوء على بعض الملامح الرئيسية في تاريخ نشوء وتطور الشعب الروسي ووعيه لذاته وللعالم:

ـ1ـ قبل تشكل الروس وتبلورهم كشعب له شخصيته المتميزة، وثقافته الخاصة، وهويته القومية الروسية، سكن الاراضي ذات المناخ القاسي التي صارت تسمى في ما بعد روسيا، مجموعات بشرية قادمة من المناطق الصقيعية، الشمالية والشمالية الشرقية. وقد تمددت تلك المجموعات بالتدريج جنوبا نحو مناطق "اكثر دفئا" او الاصح القول "اقل صقيعية". وكانت تلك المجموعات تتحمل الصقيع وشظف العيش (في مناطق غير صالحة للزراعة، ومأهولة قليلا جدا بالحيوانات الصالحة للغذاء)، من اجل الاحتفاظ بحريتها، كمجموعات كانت تعيش، على سجيتها الفطرية، في مرتبة "النظام المشاعي البدائي" اللاطبقي، الذي يعود اليه فجر الحياة الانسانية كلها، والذي سبق النظام العبودي، الذي دشن مرحلة انظمة الانقسام والتمييز الطبقيين للمجتمع، واستعباد واستغلال وظلم الانسان لاخيه الانسان.
وفي القرون الميلادية الاولى، حينما كانت المجموعات "الروسية!" لا تزال تعيش في مرحلة "ما قبل التاريخ" (المكتوب، او تاريخ المجتمعات الطبقية) كانت الامبراطورية الرومانية قد نشأت كغدة سرطانية في المجتمع البشري، تقوم على النظام العبودي المطلق. وبعد ان محت من الوجود عدوها التاريخي الاول "قرطاجة"، اخذت الامبراطورية الرومانية السرطانية تواصل زحفها شرقا، وتحتل الاراضي، وتستعبد الشعوب، واحتلت اسيا الصغرى والبلقان ومحيط سواحل البحر الاسود، الى ان وصلت الى حدود ما صار يسمى "روسيا"، فتوقف تقدمها امام الجدار "الروسي" لسببين:
الاول ــ انه لم يكن يوجد "دولة روسية" موحدة و"جيش روسي" تقوم القوات الرومانية المدربة والمسلحة افضل تدريب وتسليح، بسحقه، والاستيلاء على اراضي تلك الدولة واستعباد شعبها. بل كان يوجد "مشاعيات" او مجموعات انسانية متفرقة لا قيادة مركزية لها ولا تلاقٍ او تنسيق فيما بينها. وبمقدار ما ان القوات الرومانية اخذت تسحق كل مجموعة "روسية" تقع في قبضتها، فإن مجيء القوات الرومانية كان بمثابة "هدية من السماء" لتلك المجموعات التي اخذت تشن "حرب عصابات لصوصية!"، عفوية وعشوائية، ضد القوات الرومانية، لعدم الوقوع في الاسر والعبودية لدى الرومان، ولقتل الجنود الرومان والحصول على الاسلحة والالبسة والاغذية والاحصنة والدواب لاستخدامها او للاغتذاء بها. ونشأ بين الغزاة الرومان واولئك "البدائيين الروس" نوع من توازن الرعب. فمن جهة كان عدد من "الروس" ـ رجالا ونساء واطفالا ـ يقعون اسرى في ايدي الرومان، فيستفيدون منهم كعبيد وجواري؛ ولكن في الوقت نفسه كان يسقط قتلى من الجنود الرومان، ولو كان عددهم اقل من عدد الاسرى "الروس". وطبعا لم تكن هذه المعادلة في مصلحة الرومان، لانه ــ بمعايير المجتمع الطبقي العبودي الروماني ــ لا يمكن ابدا المساواة بين "قيمة السادة الرومان" و"لاقيمة العبيد الروس".
والثاني ـ ان الارض الروسية كانت صقيعية وجدباء. وحينما كانت احدى المجموعات "الروسية" تقع في قبضة الرومان، لم يكن لدى تلك المجموعة البائسة اية مؤونة زائدة يستفيد منها الجيش الروماني. وكان ابتعاد القوات الرومانية عن خطوط امدادها بالمؤن من المؤخرة صعبا للغاية ويزداد صعوبة كلما توغلت القوات الرومانية اكثر في تلك الارض "اللعينة!".
ولهذين السببين الرئيسيين توقفت روما عن الزحف، وفشل الاحتلال الروماني للارض "الروسية". ولو نجح ذلك الاحتلال الاسود، لكانت روما احتلت العالم القديم باسره، ولانقسم سكان العالم منذ ذلك الزمن الى قسمين: الاسياد الرومان؛ والعبيد من جميع امم الارض.
وبتوقفها عن الزحف وتحقيق الانتصارات، بدأت روما تتآكل من داخلها، وضعفت الى درجة انها اصبحت في النهاية فريسة سهلة للقبائل البدائية الجرمانية التي هاجمتها من الشمال. وبعد توقفها عن الزحف على الاراضي الروسية، استعاضت روما عن ذلك بشن غارات على الاراضي الروسية، واصطياد من يمكن اصطياده من الاسرى "الروس" (او السلافيين) وتحويلهم الى عبيد وارقاء بؤساء في خدمة "روما العظيمة!" التي استبدلت في تلك المرحلة بالذات دين الدولة من الوثنية الى الكاثوليكية. ومن هنا جاء اخذ التسمية الاتنية للروس (السلافيين (Slavs وتحويلها الى كلمة (عبيد (slaves. وقد دخلت هذه المفردة في جميع قواميس لغات اوروبا الغربية واميركا حتى اليوم.
ونستنتج من ذلك ان الشعب "الروسي"، ومنذ بدايات تشكله وتشكل وعيه الذاتي كشعب، ومع ان تسميته القومية الاصلية (السلافيون Slavs) قد رادفتها روما بكلمة (العبيد slaves)، فإن "الروس!" "السلافيين" (Slaviani وتعني = "الاماجد" بالتعبير الروسي - "العبيد" slaves بالتعبير الروماني) ــ وبعد ان نجحت روما في سحق قرطاجة وصلب السيد المسيح ــ هم الذين دقوا اول مسمار في نعش الامبراطورية الرومانية وانقذوا شعوب العالم من التحول الى مزرعة عبيد كبيرة يسود فيها الرومان على سائر البشر.

ـ2ـ في منتصف القرن السابع الميلادي أسست القبائل الخزرية الطورانية المتوحشة "مملكة الخزر" على سواحل بحر قزوين في محيط مصب نهر الفولغا الروسي. وكان المصدر الاقتصادي الرئيسي لهذه المملكة هو غزو اراضي الروس (الوثنيين حينذاك) وبلغار الفولغا (المسلمين حينذاك)، ونهب مقتنياتهم واسر الرجال والنساء والاولاد منهم وبيع المنهوبات والاسرى (كعبيد وجواري وغلمان) للتجار اليهود العرب. وقد استنجد بلغار الفولغا المسلمون بالخليفة العباسي "المقتدر بالله" ليرسل لهم نجدة عسكرية تحميهم من الغزاة الخزر. ولكن عوضا عن ذلك ارسل لهم الخليفة سنة 921م، بعثة كبيرة برئاسة الرحالة العربي الشهير احمد بن فضلان. وقد ضمت البعثة بضعة آلاف من البنائين ومدرسي اللغة العربية والقرآن الكريم لاجل بناء مسجد جامع وتعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم. ولكن بناء الجامع للبلغار المسلمين لم يرهب المتوحشين اليهود الخزر و"لم يقنعهم!" بكف شرورهم عن البلغار والروس. وقد دون احمد بن فضلان مشاهداته وانطباعاته عن قبائل وشعوب تلك المنطقة في كتابه "رسالة ابن فضلان" (من منشورات وزارة الثقافة السورية وغيرها). وفي هذا الكتاب يذكر ابن فضلان عن إيتل، عاصمة مملكة الخزر، انها كانت مقسومة الى حيين: حي للملك الخزري ونسائه وحاشيته واتباعه، وحي ثان يسميه فيي الكتاب المذكور "الحي الاسلامي"، الذي يتزعمه رجل تركي يدعى الغز. ويقول احمد بن فضلان ان احدا لم يكن ليتدخل في شؤون ذلك "الحي الاسلامي!"، الذي كان يأتي اليه "التجار المسلمون؟" ويقضون اشغالهم ويرحلون بتجارتهم. ولم يجرؤ احمد بن فضلان ان يدخل ذلك الحي ويقابل أولئك التجار "المسلمين!"، لانه كان يعلم علم اليقين انهم لم يكونوا عربا مسلمين، بل كانوا يهودا، واذا تجرأ وكتب عنهم وعن طبيعة تجارتهم بالمنهوبات وبالبشر ("الروس" الوثنيين وبلغار الفولغا المسلمين)، فإن حياته هو وجميع افراد عائلته في بغداد ستكون في خطر.
ومن خلال تلك العلاقة المصلحية الاساسية بين الخزر والتجار اليهود العرب (العبرانيين) تحول ملك الخزر وقبائله الهمجية الى الديانة اليهودية. والخزر الطورانيون الآريون (وغير الساميين كاليهود العبرانيين) هم بالضبط من يسمون اليهود الاشكينازيم او اليهود الغربيين، ويشكلون اكثر من 90% من يهود العالم.
وانطلاقا من المكانة المميزة التي كان يشغلها المرابون والتجار والنخاسون اليهود في الولايات والامارات العربية والاسلامية، وسيطرتهم على التجارة العالمية من اوروبا والاندلس حتى سور الصين، من جهة، وتحول الخزر الى اليهودية، من جهة ثانية، فإن القيادة اليهودية العالمية اتجهت نحو دعم وتقوية وتوسيع المملكة الخزرية، والعمل لاضعاف الدولة العربية الاسلامية من داخلها، تمهيدا لانقضاض مملكة الخزر اليهودية عليها، واعادة تأسيس "مملكة داود وسليمان" عالمية كبرى، فوق جماجم العرب والمسلمين. ولكن الروس، الذين كانوا يعانون الامرين من عدوانية مملكة الخزر قطعوا الطريق امام تحقيق هذا المخطط اليهودي ــ الخزري. فقد تأسست اول امارة روسية في مدينة نوفغورود سنة 962م. واول "قرار دولة" اتخذته تلك الامارة هو مهاجمة "مملكة الخزر" والانتقام منهم ووضع حد نهائي لغزواتهم ضد الروس. وقد شن الامير سفياتوسلاف الأول حملة عسكرية اقتحمت مدينة إيتل عاصمة خزاريا، ودمرها تدميرا كاملا، ولم يعثر الاثريون على اثر لها حتى الان، ويفترض انها كانت موجودة في موقع مدينة استراخان الحالية. وبعد هذه المعركة منع الروس اليهود الخزر من السكن في محيط بحر قزوين ومصب نهر الفولغا، ومنعوهم من الدخول الى كل المدن الروسية، مما اضطرهم للعيش في الارياف فقط، وقد هاجر قسم كبير منهم الى بولونيا الكاثوليكية التي تحالف اليهود معها ضد روسيا، ببركة البابوية. ولكن مشروع اسرائيل كبرى يهودية ــ خزرية تحكم العالم دُفن الى الابد على ايدي الشعب الروسي. والكلمة الاولى اليوم في اسرائيل هي على وجه التحديد لليهود الغربيين الاشكينازيم الخزر، احفاد "مملكة الخزر" القديمة التي دمرها الروس، الذين ــ لهذا السبب ــ يكنون حقدا دفينا على الروس اكثر بكثير من حقدهم على الفلسطينيين والعرب. ولكن اذا كان الروس قد حموا اليهود الاوروبيين، واغلبهم من اليهود الغربيين الاشكينازيم، من الافناء على ايدي النازيين في الحرب العالمية الثانية، واذا كان الشعب الروسي يعارض افناء اي شعب كان بأية ج فإنهم حجة كانت، فإنه بالتأكيد لن يسمح لليهود في الزمن الحاضر ان يحقق المشروع الذي فشلوا في تحقيقه في القرون الوسطى، اي بناء اسرائيل كبرى جديدة يهودية (خزرية ـ اشكينازيمية ـ سفارديمية)، معادية للروس وللفلسطينيين والعرب ولكل شعوب العالم ("الغوييم" في "الثقافة! اليهودية").


ـ3ـ جسدت الحروب الصليبية في حينها "الطفرة الجديدة" الاكبر، للغزو الاستعماري للشرق (بمعناه الواسع: العربي ــ الاسلامي، الاسيوي ــ الافريقي، الاغريقي ــ الروسي ــ الاورثوذوكسي). وقد شُنت تلك الحروب بمبادرة من البابوية الكاثوليكية، بهدف مباشر معلن هو تحرير الاراضي المقدسة وقبر السيد المسيح من ايدي "الكفار!" المسلمين. ولكن الهدف الرئيسي الاكبر للحملات الصليبية انما كان فرض سيطرة امبراطورية كاثوليكية ـ صليبية على الشرق كله، ومن ثم على العالم بأسره!
وقد استمرت الحروب الصليبية من أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر (1096 – 1291).
وقد تشكلت تلك الحروب من فرعين:
الفرع الاول ــ هو "الفرع الشرقي"، الذي توجه القسم الرئيس منه من اوروبا الوسطى والغربية باتجاه شرقي اوروبا، حيث اكتسح بيزنطية واوروبا الشرقية الاورثوذوكسيتين, واسقط البطريركية المسكونية الاورثوذوكسية في القسطنطينية، المزاحم المسيحي الشرقي الرئيسي لبابوية روما الكاثوليكية، ثم توجه نحو سواحل شرقي المتوسط، وصولا الى فلسطين والقدس؛ كما توجه قسسم اخر من اوروبا الغربية والوسطى نحو مصر. وكان الهدف الستراتيجي لهذا الفرع "الشرقي" من الحروب الصليبية، وتحت الشعار الكاذب حول "تحرير!" الاراضي المقدسة، السيطرة التامة على كامل الشريط الساحلي، الشمالي والشرقي والجنوبي، للبحر الابيض المتوسط، من اليونان حتى مصر وشمالي افريقية.
وقد نجح الغزاة الصليبيون "الشرقيون" في اقتحام القدس في حزيران 1099، وارتكبوا فيها مجزرة رهيبة ضد السكان الاصليين ولا سيما المسلمين.
ولكن الغزاة الصليبيين واجهوا في الشرق مقاومة شديدة متواصلة من قبل السكان الاصليين، ومن قبل الامراء المحليين. وفي تموز 1187 حقق صلاح الدين الايوبي الانتصار الكبير على الصليبيين في معركة حطين. وفي تشرين الاول من السنة ذاتها دخلت قواته الى القدس بعد ان استسلمت حاميتها الصليبية الصغيرة.
ومن ثم حرر المماليك المدن الساحلية المحتلة من قبل الصليبيين، وفي نهاية المطاف تم تحرير عكا في ايار 1291، وبه انتهت الحملات الصليبية الشرقية.
والفرع الثاني ــ هو ما يمكن تسميته "الفرع الشمالي للحروب الصليبية". وكان هدفه الستراتيجي: اكتساح واحتلال روسيا، القاعدة الرئيسية للاورثوذوكسية، والعبور من خلالها:
اولا ـ نحو ايران والعراق، للوصول الى الاراضي المقدسة من الشرق.
وثانيا ـ نحو الصين والهند، لفرض الهيمنة الاستعمارية الاوروبية الغربية على الشرق بأسره، باسم التبشير ونشر الديانة الكاثوليكية.
وقد اتجهت تلك الحملات الصليبية الشمالية من شمال المانيا وبولونيا وليتوانيا والبلطيق، ومن السويد وسكندينافيا.
ولكن الروس الضعفاء، الفقراء وشبه الجياع، تصدوا ببسالة للجحافل الكاثوليكية الصليبية، كما تصدوا في السابق لجحافل الامبراطورية الرومانية القديمة. وفي تموز 1240 سحق الروس، باسمالهم واسلحتهم الخفيفة، في "معركة نهر نيفا" الشهيرة، الجيش السويدي المؤلف من 100 الف فارس مدرع، وفي نيسان 1242 سحقوا جيش الفرسان التيوتونيين الالمان في معركة بحيرة بايبوس المتجمدة. وبذلك تحطمت قرون التيوس الصليبيين الشماليين على الصخرة الروسية، ولم يستطع ولا صليبي شمالي واحد ان يعبر الاراضي الروسية ليصل الى الشرق العربي الاسلامي، او الى الصين والهند.
ولو قدر للحملات الصليبية الشمالية ان تنتصر هي على الروس، وان تلتقي مع الحملات الصليببية الشرقية، على ارض فلسطين، لكان تم تسمير الانسانية بأسرها، وحتى اليوم، على "الصليب المزيف!" لروما، المضرج بدماء ما لا يحصى من البشر في مشارق الارض ومغاربها!

ـ4ـ وفي المرحلة التاريخية ذاتها استغل الغزاة المغول ــ التتار الظروف الدولية القائمة، التي اوجدتها الحروب الصليبية، ولا سيما تضعضع الدولة العربية الاسلامية، وضعف وتفكك روسيا، فبدأت الامبراطورية المغولية، في عام 1205، بغزو الاراضي الصينية، وفي عام 1279 كانت الاراضي الصينية كلها قد وقعت تحت سيطرة المغول.
وفي عام 1237 بدأ الغزو المغولي لروسيا، وخرّب المغول معظم المدن الروسية. وقد اطلقت على هذه الحقبة التاريخية في روسيا تسمية مرحلة النير المغولي ــ التتاري. وظل النير المغولي في إمارات شمال شرق روسيا حتى عام 1480. ولكن الشعب الروسي لم يوقف يوما مقاومته الباسلة للغزاة، الذين كانوا يهدمون ويحرقون القرى والمدن الروسية ويبيدون ملايين السكان. الا ان الشعب الروسي كان يعيد بناء مدنه وقراه، ويدفع الجزية مكرها لخانات المغول، ثم يعود الى الثورة من جديد. فكانت المدن والقرى الروسية تدمر وتحرق اكثر من مرة، ودماء الرجال والنساء والاطفال تخضب باستمرار مياه الانهار الروسية.
وترى جمهرة واسعة من المحللين للتاريخ ان مقاومة الشعب الروسي استنزفت قوة الغزاة المغول، وهي التي حالت دون تقدم جحافلهم إلى عمق أوروبا. وبذلك انقذت روسيا الشعوب الأوروبية من النير المغولي. ونحن نضيف ان المقاومة الروسية للمغول والتتار هي التي منعت هولاكو من العودة للانتقام من الشرق العربي ــ الاسلامي بعد هزيمة المغول في معركة عين جالوت في 1260، وهي التي منعت تيمورلنك من مواصلة الزحف باتجاه فلسطين ومصر وما وراءها، بعد "فتح" واستباحة دمشق في 1401.

ـ5ـ بعد فشل ""المملكة اللاتينية" التي اقامها الصليبيون "الشرقيون" بالقوة في القسطنطينية منذ 1204 حتى 1264، عاد الحكم البيزنطي الى القسطنطينية؛ ولكنه كان حكما ضعيفا. وفي الوقت ذاته كان الروس قد طردوا المغول والتتار، وتغلبوا عليهم، واسقطوهم الى الابد من معادلة القوى الدولية الكبرى؛ وبدأت قوة الدولة الروسية الصاعدة تشتد وتتحرك بقوة على المسرح الدولي. وفي تلك الظروف المتغيرة، بدأ يبرز اكثر فأكثر احتمال ان يقوم تحالف او اتحاد، سياسي وتجاري او عسكري، بين روسيا القوية وبين بيزنطية الضعيفة، الاورثوذوكسيتين كلاهما، وان تتموضع روسيا في القسطنطينية وعلى شواطئ البحر الابيض المتوسط، وتتوطد العلاقات بين روسيا والعالم الاورثوذوكسي، من جهة، وبين العرب والعالم الاسلامي، من جهة اخرى. وهذا ما كان يثير الهستيريا لدى بابوية روما والدول الاوروبية الغربية والطغمة المالية اليهودية العالمية، لانه يقطع الطريق تماما ونهائيا على مطامعها في استعمار ونهب البلدان العربية واوروبا الشرقية وروسيا جميعا. وكان هذا الخوف هو الدافع الاساسي للبابوية وملوك اوروبا الغربية، وللمتمولين اليهود، لتشجيع السلطنة العثمانية لغزو بيزنطية الضعيفة واحتلال القسطنطينية وتحويلها الى عاصمة للسلطنة، ومن ثم التوسع واحتلال البلدان العربية، كي يمكن الوقوف بقوة ضد التطلعات الروسية.
وكان للدعم البابوي ـ الاوروبي ـ اليهودي للسلطنة العثمانية في عملية الاستيلاء على القسطنطينية ثلاثة اهداف:
ــ الهدف الاول والاقرب هو تقويض البطريركية المسكونية الاورثوذوكسية في القسطنطينية.
ــ والثاني هو عزل روسيا واقامة حاجز اسلاموي بينها وبين العالم العربي.
ــ والهدف الثالث الابعد هو شن حملة غزو جديدة ضد روسيا، على الطريقة المغولية ــ التتارية، ولكن على يد السلطنة العثمانية هذه المرة.
وتاريخ السلطنة العثمانية بعد اغتصاب القسطنطينية هو تاريخ سلسلة حروب بينها وبين روسيا. وفي كل مرة كانت السلطنة توشك على الهزيمة امام الروس كانت الدول الاوروبية الغربية ولا سيما بريطانيا وفرنسا تسرع لمساعدتها وانقاذها. وبفضل العلاقات الممتازة مع بريطانيا وفرنسا وحلفائهما، والتمويل اليهودي لها، فإن السلطنة العثمانية تغولت تماما. وفي القرنين السادس عشر والسابع عشر امتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات العالم القديم الثلاث: أوروبا وآسيا وأفريقيا؛ حيث خضع لها كامل آسيا الصغرى، وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا، وغربي آسيا، وشمالي أفريقيا. واصبحت السلطنة تهدد جميع الدول الاوروبية بما فيها الدول الاوروبية الغربية ذاتها.
وكان للجيش الروسي دور رئيسي في تحرير اليونان وشعوب اوروبا الشرقية من النير العثماني في القرن التاسع عشر. والذي منع السلطنة العثمانية من اجتياح اورويا الوسطى والغربية هو ما اصابها من ضعف بسبب حروبها مع روسيا. وفي سنة 1853 أطلق قيصر روسيا نيكولاي الأول على الدولة العثمانية تسمية "رجل اوروبا المريض"، وذلك قبل ثلاثة ارباع القرن من انهيارها في الحرب العالمية الاولى.

ـ6ـ بعد انحراف الثورة الفرنسية وتحولها الى البونابرتية، وضع الامبراطور نابوليون بونابرت خطة الهجوم على روسيا واحتلالها ومحاولة اجبار القيصرية الروسية على التحالف معه في مخططه الكبير للسيطرة على اوروبا والعالم القديم بأسره. ولهذه الغاية حشد نابوليون جيشا ضخما يتراوح تعداده (حسب مختلف المعطيات) بين 550 الفا و680 الفا اكثر من نصفهم من الفرنسيين، والباقون من المناطق التي كانت قد سيطرت عليها فرنسا. وشن نابوليون الهجوم على روسيا بهذا الجيش العرمرم في حزيران 1812. وكان الجيش الروسي اضعف بكثير من الجيش الفرنسي، في العدد وخصوصا في التسلح ومستوى التدريب. ولكن الروس حاربوا بضراوة، وكانوا يحرقون قراهم ومدنهم التي يضطرون للانسحاب منها، ومنها مدينة موسكو ذاتها، حتى لا يجد الفرنسيون ما يقتاتون به. وللتعويض عن ضعف الجيش النظامي الروسي شن الفرسان القوزاق والفلاحون الروس حرب عصابات شرسة ضد الفرنسيين. وفي غضون بضعة اشهر فقط، في كانون الاول 1812، اضطر نابوليون للفرار من روسيا مع 10 ــ 20 الف جندي وضابط فقط، اما مئات الالوف الاخرين من الجنود والضباط، من زهرة شباب فرنسا واوروبا الغربية، فقد زرعت عظامهم الى الابد في الارض الروسية، كعبرة تاريخية لم يتعلم منها هتلر لاحقا.
ان هزيمة نابوليون في روسيا، حتمت هزيمته في معركة واترلو في حزيران 1815، وهي السبب الرئيسي لفشل مشروع نابوليون للسيطرة على اوروبا والعالم القديم.

ـ7ـ في 21 حزيران 1941 شنت النازية الالمانية هجومها الغادر، وبدون اعلان حرب، ضد الاتحاد السوفياتي. وكان خائن الشيوعية ستالين قد "رفض تصديق!" كل التحذيرات من قبل المخابرات الخارجية السوفياتية ومن قبل الشيوعيين الالمان بقرب الهجوم الهتلري على الاتحاد السوفياتي، حتى ان بعض تلك التحذيرات كان قد حدد بالضبط تاريخ الهجوم. كما رفض الخائن ستالين كل مطالبات القيادات العسكرية السوفياتية بتحضير الدفاعات الضرورية على الحدود. وعوضا عن ذلك فإنه اقدم على اعدام عشرات الوف الضباط الروس والسوفيات، بمن فيهم جنرالات ومارشالات ونصف اعضاء هيئة اركان الجيش، من الذين طالبوا بالاستعداد للحرب، بتهمة انهم "استفزازيون!" و"عملاء المان!". ولهذا السبب تكبد الاتحاد السوفياتي، ولا سيما روسيا، خسائر فادحة في الاسابيع والشهور الاولى من الحرب، وتمكن النازيون من قتل واسر ملايين الجنود والضباط والمواطنين السوفيات والروس، والتغلغل مئات الكيلومترات داخل القسم الاوروبي من روسيا، ووصلوا الى مشارف موسكو ذاتها، وحاصروا لينينغراد وستالينغراد (بتروغراد وفولغوغراد حاليا). ولكن الشعب الروسي هب للدفاع عن وطنه ببسالة اسطورية منقطعة النظير، اذ تم تفكيك المعامل والمصانع من منطقة الاورال الاوروبية الروسية ونقل الالات بالسكك الحديدية التي مدت للتو الى اعماق سيبيريا، وكان يتم صب الارضية وتركيب الالات والبدء بالعمل عليها في العراء قبل بناء الجدران والسقوف، في درجة حرارة تبلغ احيانا 50 تحت الصفر، وكانت النساء يعملن على الالات في هذه الظروف شديدة القساوة لمدة 18 ساعة متواصلة في اليوم، ويأكلن حساء قشور البطاطا، حتى يمكن ان يتوجه جميع الرجال، وان ترسل كل الاغذية المتوفرة، الى الجبهة. وكانت المرأة الروسية البطلة تسقط ميتة من الجوع والارهاق، امام الآلة، وهي تعمل حتى النفس الاخير. ومن هذه المعامل كانت تخرج الطائرات الحربية والدبابات والمدافع وجميع انواع الاسلحة وتتجه نحو الجبهة لتشترك فورا في القتال. وفي الجبهة فإن ملايين الجنود والضباط الذين كانوا يبقون احياء ولم يقعوا في الاسر لم يكونوا يعودون الى بيوتهم وعائلاتهم، بل كانوا ينتشرون في الغابات والاراضي خلف خطوط العدو وينضمون الى وحدات المقاومة الشعبية (التي كانت تسمى "بارتيزان" اي الانصار) التي تضرب القوات الالمانية خلف الجبهة في جميع المناطق المحتلة. وقد دمر "البارتيزان" عشرات الوف القطارات والكميونات والسيارات والمصفحات والدبابات والمدافع والمواقع والمقرات العسكرية الالمانية، وتصيدوا وصفّوا مئات الوف الجنود والضباط الالمان والخونة والعملاء في المناطق المحتلة. وهذا كله كان يستنزف قوى الجيش الالماني النازي، الذي كان مضطرا للاحتفاظ باعداد كبيرة من قواته في جميع المناطق المحتلة، التي تحولت كلها الى ارض مشتعلة وجزء لا يتجزأ من الجبهة. وقد سجلت المقاومة الشعبية الروسية والسوفياتية ملاحم اسطورية، نذكر منها ان بعض النسوة كن يتزنرن بالقنابل اليدوية ويلقين بأنفسهن تحت جنازير الدبابات الالمانية لتفجيرها. وقد صمدت مدينة لينينغراد البطلة للحصار حوالى 900 يوم. وكان عدد سكان المدينة 3 ملايين نسمة منهم 400 الف طفل، ومات منهم ما يتراوح بين 900 الف و1،5 مليون ونصف المليون انسان (حسب مختلف التقديرات)، ــ ماتوا من القصف والجوع والمرض والفقدان التام للادوية. ولكن المدينة كانت على استعداد لان تفنى بالكامل ولا تستسلم. وبعد المعركتين التاريخيتين الكبريين في ستالينغراد وكورسك اللتين هزم فيهما الجيش النازي شر هزيمة، تحول الجيش السوفياتي من ستراتيجية الدفاع الى ستراتيجية الهجوم واسع النطاق ودحر الجيش النازي من الاراضي السوفياتية واقتحم الحدود الالمانية واقتحم برلين ذاتها وتجاوزها بـ 400 كلم، ورفع العلم الاحمر بالمنجل والمطرقة فوق الرايخستاغ الالماني، واضطر هتلر على الانتحار.
ان روسيا السوفياتية كان لها الفضل الاول في انقاذ الانسانية جمعاء من الوحش النازي. الا ان هذا النصر كان له ثمن باهظ دفعه الشعب الروسي والشعوب السوفياتية الاخرى، حيث بلغ عدد القتلى الروس والسوفيات ما بين 27 مليونا و30 مليون شهيد (حسب مختلف التقديرات) وعشرات ملايين الجرحى والمعاقين والاسرى الذين اجبروا على العمل بالسخرة في ابشع الظروف في المانيا، ودمر اكثر من 80% من الاقتصاد الروسي والسوفياتي، ودمرت واحرقت الوف المدن والبلدات والقرى الروسية والسوفياتية، مما انعكس بشكل مأساوي وحتى الان على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في روسيا.
ومع كل ما اصاب روسيا والاتحاد السوفياتي من ابادة جماعية للطاقات البشرية وتدمير فظيع للبنية التحتية والعمران والاقتصاد، وقبل ان ينجلي دخان الحرب العالمية الثانية، عمد قادة الدول الامبريالية الغربية (بمن فيهم تشرشل: الصديق العزيز للخائن ستالين) في 1946 الى شن ما سمي "الحرب الباردة" ضد الاتحاد السوفياتي، وفرضوا على الشعوب السوفياتية وعلى رأسها الشعب الروسي الحصار والقطيعة والعقوبات الاقتصادية، بهدف خنق الاتحاد السوفياتي وتفجيره من الداخل، تحت شعارات "مكافحة الشيوعية الهدامة" و"اشاعة الدمقراطية"!
ولكن بالرغم من جميع الصعوبات، وبالرغم من خيانة قيادة ستالين الذي التزم بتطبيق "اتفاقية يالطا" التي عقدها مع روزفلت وتشرشل، واعترف بموجبها بتقسيم فلسطين وانشاء دولة "اسرائيل" العنصرية والاغتصابية، فإن الاتحاد السوفياتي اضطلع بدور القاعدة العالمية الرئيسية الداعمة لحركات التحرر الوطني ضد الاستعمار التقليدي في العالم اجمع، بما في ذلك حركات التحرر الوطني لجميع الشعوب العربية.
واليوم فإن روسيا الجديدة، القومية ــ الاورثوذوكسية، بقيادة فلاديمير بوتين، وبعد ان تخلصت من البيروقراطية النيوستالينية ــ الاوليغارشية ــ اليهودية، لايتام ستالين: خروشوف وغورباتشوف ويلتسين، تضطلع بدور فصيلة الطليعة والمحرك الرئيسي لمعركة جميع شعوب العالم، بما فيها الشعب اللبناني الصابر والمظلوم، ضد الهيمنة الامبريالية الاميركية ــ اليهودية على العالم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العرب والمسلمون والروس الاورثوذوكس معادون للسامية والدمقر ...
- الاحداث القٌرُوسطية الدراماتيكية الكبرى وبداية النهاية لعصر ...
- الجذور الحضارية التاريخية للثورة الايرانية
- سوريا امام مرحلة تاريخية جديدة
- لبنان على مفترق الخروج من دائرة الهيمنة الاميركية
- سوريا ولبنان على رقعة الشطرنج الدولية لاميركا
- النظام الرأسمالي اللبناني وتبعيته للغرب الامبريالي
- المكونات الثلاثة المميتة للكيانية اللبنانية السائرة الى الان ...
- الكيانية الطائفية اللبنانية الموالية للامبريالية
- لبنان المقاوم بمواجهة -القاتل الاقتصادي-: صندوق النقد الدولي
- المارونية السياسية المتصهينة والكيانية اللبنانية الموالية لل ...
- الاسس الطبقية الطائفية للكيانية اللبنانية الموالية للامبريا ...
- كيان الدولة اللبنانية صنيعة استعمارية
- صراع الكتلتين الماليتين اليهودية والكاثوليكية لقيادة اميركا ...
- الامبريالية العالمية والجذور التاريخية للكتلة المالية الكاثو ...
- الكتلة المالية اليهودية الاميركية تعمل لفرض سيادتها على العا ...
- الخطيئة الاصلية لوجود الدولة الامبريالية الاميركية
- اميركا: الوحش الامبريالي العالمي المهزوم
- الصراع التاريخي بين -روما- الاستعمارية الغربية والشرق
- نتائج عكسية لحرب العقوبات ضد روسيا


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جورج حداد - روسيا: طليعة شعوب العالم في النضال التاريخي ضد العبودية والهمجية والامبريالية