أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - أحمد إبريهي علي - ملاحظة حول الإصلاح المالي في العراق














المزيد.....

ملاحظة حول الإصلاح المالي في العراق


أحمد إبريهي علي

الحوار المتمدن-العدد: 6998 - 2021 / 8 / 24 - 09:22
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


شغل الإصلاح المالي، بمختلف مرادفاته، الرأي العام ، والأحزاب في تعهداتها الإنتخابية وأعضاء المجالس النيابية، وصدرت عن الحكومات الكثير من التصريحات والوثائق، وإلى الآن لم تتبلور صورة واضحة عن ميدان الإصلاح ومهماته الرئيسة. ولم تفصح الممارسة عن مقاصد إتجهت إليها تدابير معروفة، بشرت بنتائج ملموسة. ولا شك أن المشكلة في أصلها نشأت عن غياب الوحدة السياسية للمجتمع الوطني خلف إنقسام حاد وعنيف، ومعمعة الإرهاب، وتنافس الزعامات وكثرة الأحزاب، وشرط "التوافق"، وهو عمليا مشاركة جميع الأحزاب في حكومة تتنصل عنها في الأسبوع الأول، وتبتزها. والنتيحة سلطة تنفيذية ضعيفة لا تستطيع السيطرة على جهاز الدولة، إن ارادت، وتعجز في نفس الوقت عن حمايته من عبث الدوافع الدنيئة والأطماع الهمجية. البيئة السياسية لا تقدم الحوافز الضرورية للكفاءة والنزاهة، وأضعفت الإهتمام بالمشترك، ومستقبل العراق، لا سيما خاصة التنمية الإقتصادية الجادة بالتصنيع وتطوير القدرات الإنتاجية الوطنية. أما صناعة الرأي العام ، تقريبا، هي فاشلة ايضا يحتلها هوس السلطة وضيّعت الحقيقة بالصخب مثل إبرة خيط في كومة من القش.
المطلوب الذي لا غنى عنه مبادرة الأحزاب المشاركة في الحكم، كل من جهته دون إنتظار الآخرين، إلى التخلي عن حساب الأرباح والخسائرحسب منهجها الذي درجت عليه، ومباشرة الإصلاح، وتعرف جيدا ما الذي يمكن أن تفعله وهو كثير. لا يوجد حزب ليس لديه في دوائر القرار من يذعن لأمره، ولا يوجد حزب متصوف في إحترام المؤسسية المدعاة. ومن الضروري، عمليا واخلاقيا، مطالبة جميع المشاركين في مواقع الدولة، والسلطة السياسية العليا، إدانة ونبذ ذهنية الركوب المجاني والعمل كل من جهته لتصحيح المسار.
إن الإعاقة السياسية للإصلاح المالي شوّهت المفهوم، إذ أصبح لا يعني اكثر من إطالة الجدل حول قيود الموازنة العامة، والعجز، والكل يعلم أن الفائض أوالعجز، في العراق، إنعكاس لحركة سعر النفط في السوق الدولية وليس لهما المضامين المعروفة في الإقتصاد الإعتيادي. المالية العامة هي مالية القطاع العام بل إقتصاد القطاع العام شاملا للإستثمار والتشغيل لكافة الوحدات العامة بغض النظر عن علاقتها بالموازنة. وليس النزاع حول تعديل بنود الإنفاق للأعوام السابقة بزيادة او إنقاص هذه الفقرة أو تلك بنسبة 5% او 10% مثلا.
المالية العامة تشمل الإستثمار العام بأكمله بغض النظر عن إسلوب تمويله من الموازنة العامة أو ذاتيا. وماذا يعني الإصلاح المالي إن أغفل عقود التجهيزات والمشتريات لكل القطاع العام. والمالية العامة تتضمن التشغيل وتعويضات المشتغلين وتقاعدهم في كل القطاع العام. القطاع العام هو كل الإقتصاد مقابل الخاص: الحكومة العامة وجميع الوحدات المرتبطة بها من شركات ووحدات تمويل ذاتي ومصارف ... وغيرها.
الإستثمار العام: في النفط والغاز، والكهرباء والصناعة؛ وجميع أنشطة البنى التحتية عدا الكهرباء:شبكات الري والبزل وإستصلاح الأرض؛ ومياه الشرب، وشبكات الصرف الصحي ، والطرق والجسور والسكك والموانئ والمطارات؛ وابنية الخدمات العامة ، ... وهكذا. فهل وقف الإصلاح حقا عند الإستثمار العام، ولاحظ مآسي المبالغة في التكاليف وتحريف المواصفات، هل دقق الإصلاح المالي مقاولات التطوير النفطي والكهرباء ، ومقاولات قطاعات الصحة والتعليم والبلديات والمحافظات. من أين يأتي الإصلاح إن لم يكن من بوابة مشروع الإستثمار العام . وما هو معنى الإصلاح إن لم ينهض بالإستثمار العام. من أهداف الإصلاح المالي المعالجة الجذرية لفجوة البنى التحتية؛ وكيف نستطيع سد فجوة البنى التجتية ومواصلة تطويرها دون التأكد من التقدير الأصولي للتكاليف، الأسعار، وتدقيق المواصفات على الأرض. وهذه لا تقدمها وثيقة الموازنة التي تحجب خلفها كل الميادين الحقيقية للإصلاح. أما هذه الممارسات فتندرج في الدول الأخرى تحت عنوان الضبط المالي والذي يعني ، إصطلاحا، إلتزام توازن الموازنة قدرالإمكان، وهو ماانشغلت به جهود الإصلاح في العراق!.
في عام 2013 كانت الكلفة الكلية للمشاريع المدرجة في الموازنة 283 ترليون دينار. وقبلها كانت مشاريع إستنفدت تخصيصاتها وخرجت من الموازنة ، وبعدها إدرجت مشاريع، تنكشف الكثير من الحقائق بتدقيق هذا السجل. ومصلحة العراق مع التغيير الجذري لنظام الإستثمار العام: في إعداد وإدارة المشاريع، والإستشارة الهندسية، وضبط التكاليف والتصاميم والموصفات؛ والتنفيذ بشركات جديرة؛ ورقابة مختلفة تماما عن الوضع الحالي. العراق لا يحتاج بعثرة الإستثمار العام في مئات من الدوائر غير المؤهلة، وتوزيع المشاريع على من يرغب، وتدقيق التنفيذ على الورق. وكيف تطمئن لدعوة طويلة في الإصلاح ولا تجد للإستثمار العام فيها مكانا. كيف تفهم هذا الحماس لمكافحة الفساد دون إشارة إلى كوارث الإستثمار العام. ماذا يعني الفساد المالي الذي نريد محاربته إن لم يكن هو الفرق بين النفقات الفعلية والكلفة المعيارية لمشروع الإستثمار العام؛ أو ليس الفساد المالي هو الفرق بين المواصفات المتعاقد عليها والمواصفات الفعلية، هذه الحقائق الحوهرية ضاعت في صخب الخبراء وحماس النشطاء.
المحور الثاني للإصلاح عقود التجهيزات والمشتريات، هذه أيضا ثغرة كبيرة تسلل منها أعداء الإنسانية والحضارة لإفتراس العراق. نظام التجهيزات والمشتريات فاشل وتغييره ممكن تماما بحصره والسيطرة عليه بثلاث أو اربع وحدات متخصصة، المقترح مبين في محله. والمحور الآخر التشغيل وتعويضات المشتغلين وتقاعدهم.
إن السيطرة على التجهيزات والمشتريات وتعويضات المشتغلين تكفي لإصلاح التشغيل، ماليا، اليس كذلك.
إذن معاقرة بنود الموازنة العامة لا ينتهي إلى إصلاح . كما أن إضاعة المسائل الكبرى بآلاف الجزئيات منهج لا يخفى ضرره الفادح. الأفضل تبني إطار بسيط واضح للإصلاح المالي: الإستثمار العام بضمنه البنى التحتية؛ التجهيزات والمشتريات؛ ثم التشغيل وتعويضات المشتغلين وتقاعدهم. وللقطاع العام بأكمله وليس فقط للدوائر المرتبطة بالموازنة.



#أحمد_إبريهي_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملة الأجنبية في العراق والتصرف بها: بعض الحساب الإقتصادي
- الإشتباه بين التعويم وتغير سعر الصرف
- نافذة بيع العملة الأجنبية: ثانيا
- نافذة بيع العملة الأجنبية وسعر الصرف في العراق: حقائق واضحة
- من إدارة الأزمة الى التنمية الأقتصادية في العراق
- إقتصاد العراق في مواجهة أزمة المورد النفطي
- عجز الموازنة الحكومية وتمويله في العراق: عرض مبسّط
- سياسة المالية العامة وصدمة كورونا
- إقتصاديات الوباء وصدمة كورونا
- على الأرض7.7 مليار إنسان: نتيجة التطور الشامل؛ كورونا حدث عا ...
- تحديات التنمية الأقتصادية وخطاب الدافع السياسي والأستعراضي:
- كلمة حول الأقتصاد اللبناني والتحول المرتقب
- تقصير السلطات التنفيذية والفساد المالي
- قانون مجلس الأعمار: ملاحظات
- الأقتصاد الفرنسي : تحليل مقارن في ضوء الأحتجاجات
- تجربة التنمية التونسية وازمتها الأقتصادية في السياق السياسي
- قيد المورد المالي يتحدى الحكومة في العراق
- اللامركزية المالية
- السودان في مأزقه الأقتصادي
- التطور والرفاه في الدول كبيرة الحجم السكاني: مؤشرات مختارة


المزيد.....




- شولتس: استثمارات الشركات الألمانية في أوكرانيا ستفيد الاقتصا ...
- الخارجية الروسية: بايدن يفرض عقوبات على روسيا متجاهلا تدهور ...
- “تحـديث 100 درهم ” سعر الدرهم الاماراتي في البنوك مقابل الجن ...
- كم تبلغ ثروة بشار الأسد وما قصة العقارات المملوكة لعائلته خا ...
- بلومبرغ: إيلون ماسك أول شخص تتجاوز ثروته 400 مليار دولار
- ارتفاع جديد.. سعر جرام الذهب عيار 21 في السوق المصرية اليوم ...
- مخزونات الخام الأميركية تنخفض بأسبوع ونواتج التقطير ترتفع
- -العربية للطيران- تستأنف رحلاتها بين الشارقة وبيروت
- النفط يصعد بعد عقوبات إضافية تستهدف إمدادات روسيا
- أميركا ترسل 20 مليار دولار لأوكرانيا بضمان أصول روسية


المزيد.....

- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - أحمد إبريهي علي - ملاحظة حول الإصلاح المالي في العراق