احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6982 - 2021 / 8 / 8 - 10:40
المحور:
المجتمع المدني
# هناك في آدابنا قصص طريفة و جميلة،و مليئة بالعبر و المواعظ..تبين لنا صفات الخير و الشر ..و الإحسان و اللؤم ..لتحبيب الخير و الإحسان لنا و غرسهما في قلوبنا،و تحقير الشر و اللؤم للإبتعاد عنهما،و رميها وادي الإهمال. ومن تلك القصص الموروثة قصة الحكيم و العقرب :
قد قيل أنّه جلس عجوز حكيم على ضفة نهر تحت ظلال الأشجار،و راح يتأمل في الجمال المحيط به من الخضرة و الماء و صفاء الجو،و يتمتم بكلمات مع نفسه،و فجأة لمح عقرباً في الماء.وأخذ يتخبط محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق،فقرر الرجل أن ينقذه،مدَّ له يده فلسعه العقرب،سحب الرجل يده صارخاً من شدة الألم،و لكن لم تمضِ سوى دقيقة واحدة ،حتى مدَّ يده ثانية لينقذه، فلسعه العقرب،فسحب يده مرة أخرى،و بعد دقيقة راح يحاول أن ينقذه للمرة الثالثة ...
على مقربة منه كان يجلس رجل آخر يراقب ما يحدث،فصرخ به الرجل :
- أيها الرجل الحكيم،لم تتعظ من المرة الأولى، و لا من المرة الثانية .. وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة ؟
- لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل و لا لكلامه..وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ العقرب،ثم مشى باتجاه ذلك الرجل و ربت على كتفه قائلاً بوقار و هدوء:
- يا بني..من طبع العقرب أن"يلسع" و من طبعي أن"أحب و أعطف"،فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي.
و معنى قول الحكيم إنَّ الخير و الشر أصبحا في ميدان المعركة..كلٌّ منهما يبتغي الإنتصار على خصمه ..هنا الإحسان و هنا اللؤم ،و روح الإنسان تروم الى الخير و الإحسان ؛فما أجملها ؛بل أجمل منهما تطبيقهما في حياتنا العملية .
و نختم هذه الومضة بقول الشاعر:
أَحْسن الى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟