حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)
الحوار المتمدن-العدد: 6981 - 2021 / 8 / 7 - 14:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يليق الليمون بكافة الخضار الورقية كالسبانخ والسلق والبقدونس والجرجير . وهذا كما أعتقد يعود إلى غريزة الجسد الذكية. التي تجعل من مزيج الليمون الحامض مع مثل هذه الخضراوات أمراً لذيذاً وممتعاً . والهدف بالطبع هو الاستفادة القصوى من الحديد الموجود بوفرة في مثل هذه الخضروات وتثبيته في الجسد بفضل فيتامين c الموجود في الليمون.
إنها ليست اختياراً ذوقياً عشوائياً أو عادة غذائية. بل هي تحصيل لتلك البرمجة الخلوية التي تتم في الجسد لضمان استمرار الحياة.
ما تشتهيه الحامل أو تتوحمه، هو بالضبط ذلك الطعام الذي يحتاجه جسدها وطفلها للاستمرار في الحياة ، وضمان سير الحمل بصورة جيدة.
يبدو هذا السياق التطوري للجسد مفهوماً لدى الكائنات الحية. فهل يبدو مفهوماً عند الحديث عن سياق تطوري للروح؟
وما هو المانع أن تكون الفنون والآداب والموسيقا هي مثبتة الوعي الإنساني وهو يبحث في ذاته وعلاقته مع الكون ، فيكتشف الموت الراصد الخبير لكل محاولات النجاة ، والقناص غير الخائب أبداً.
ألا يبدو الشعر ضرورياً مثلاً ، للحصول على الخلود الوهمي ؟
ألا تبدو الموسيقاً ضرباً من النشوة الروحية التي تعادل كفة ميزان يثقلها الموت بوحشيته الوجودية الخبيثة؟
ألا تكون الرواية فيتامين c اللازم لإيجاد وتثبيت الحديد القادر على رفع مناعة الجسد أمام هجوم الأمراض المتحالفة مع الموت؟
أليس الفن التشكيلي هو ما نحتاجه كي نقوم بسحر الفودو. نرسم الموت، ثم نقضي عليه بضربات الفرشاة الملونة؟
أليست حلاوة الحياة الفائقة المتوهَّمَة مثيرة للغثيان وأمراض الاستقلابات؟
ألا يجب علينا معرفة أن الملح الوجودي الخشن هو الخلاص ، لأنه ضروري لصناعة حمض المعدة القوي للقضاء على الميكروبات والطفيليات المهددة للحياة.
ألسنا مسيَّرين في آليات عمل الجسد والروح ؟
ولسنا قادرين على اختيار حياة أو موت. فكل ذلك خططت له كيمياء الجسد بمهارة عظيمة أقصت فيها كل القوانين الأخرى التي ندعي صياغتها بعد ادعائنا لفهم أسرار كوننا . ونحن مجرد شروط بافلوفية، حتى ونحن نتعاطى أسمى المحفزات ، الفنون والآداب والموسيقى .
#حسان_الجودي (هاشتاغ)
Hassan_Al_Joudi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟