أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - تونس: كابوس انزاح!!














المزيد.....

تونس: كابوس انزاح!!


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 6971 - 2021 / 7 / 27 - 23:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال حيرنا عشر سنوات، أرق مضاجعنا وأنهك أعصابنا. سؤال لم يجد له أي تونسي تقدمي ومتحرر الجواب الشافي : كيف نزيح حزب النهضة من الساحة السياسية؟ كيف نتخلص من هذا الورم الخبيث؟ كيف نطهر مجتمعنا وثورتنا الديمقراطية الغربية من هذه الجراثيم، من هذا العفن، من الظلاميين، من فكر الموت والعنف، من الغربان وأعداء الحياة، أعداء حقوق الإنسان الكونية والإختلاف والعقل والعلم؟ كيف نزيح دعاة الكراهية والعنصرية والحقد و التقاتل دون سفك الدماء و الوقوع في حرب أهلية رهيبة؟ كان اعتقادنا راسخا أنهم لن يرحلوا إلا بحرب أهلية ضروس وبشعة. أنهم سيستميتون في التشبث بالحكم كما فعلوا في الجزائر لتكون عشرية سوداء مرعبة.

زحفوا كالجراد، كالبوم بدعاتهم من دول الخليج ومصر، كتاتيب قرآنية ، رياض أطفال، مدارس ابتدائية ومعاهد وجامعات وجمعيات وأحزاب داعشية شرعت في نشر الفكر الأصولي الديني الظلامي بلا هوادة وبكل حماسة وبمنهجية محكمة في كل شبر من تونس وبأموال طائلة من دول البترودولار، من دول بني وهاب ومن دعم تركيا الإمبريالية العثمانية. شرعت الحيات والأفاعي الداعشية تلدغ أبنائنا فلذات أكبادنا وإخواننا وأصدقائنا وآبائنا وكل كائن تونسي تنفث فيه سم الدوغما والتحجر والتطرف، بالكياسة والحيلة والمال وبالترهيب والتخويف.

كان كابوسا رهيبا. كان خوفا ملازما من أن نصبح إيرانا أو داعشا أو طالبانا أو سعودية ثانية . نحن التونسيين من اعتدنا على حب الحياة، من ولينا أنظارنا إلى أوروبا، إلى الغرب، إلى الحرية والفن والجمال والملذات، من اعتدنا على ممارسة الحب على الشواطئ وتحت حيطان المساجد. من اعتدنا مقارعة الخمر قبالة الصومعة والإفطار علنا في رمضان، نحن من نرقص حتى الفجر ونعربد ونزمجر وننغمس في المجون والحرام للنخاع. نحن طالما ازدرينا بني سعود وإيران والشريعة والخرافة وعشقنا العلم وآخر صيحات الموضة.

في يوم وليلة جثمت على صدورنا هذه الحركة الأصولية والقروسطية فقطعت أنفاسنا و خنقتنا وقتلتنا. كانت كالسمكة اللزجة، كلما اعتقدنا أننا أمسكنا بها وسنلقي بها في المقلات ونجهز عليها تنفلت وتقفز في المياه وتسخر منا هاربة ناجية من قبضتنا.

انتخبنا الباجي قائد السبسي وحزبه النداء لينال الأغلبية رغم أنه من القوى المضادة للثورة، فقط لأنه وعد بإقصاء النهضة، تحصل على الأغلبية وعلى كرسي الرئاسة لأننا اتحدنا في مجهود جبار وتركنا خصوماتنا جنبا لنقضي على الظلاميين. لكن خاننا الباجي قائد السبسي وتحالف معهم و نفخ في جثتهم الروح بعدما خلناها ستواري التراب!!!

أعدنا الكرة وانتخبنا قوى علمانية ولم تحصل النهضة إلى على 20% من الأصوات كما انحصر السباق في الرئاسية على شخصين منا : سعيد والقروي. لكن يتحالف حزب قلب تونس مع الإخوان ويطول في عمر الكابوس.

لكن فعلها قيس سعيد وأطاح بهم بمساعدة الجيش والأمن. فعلها من تهكمنا عليه وخلناه مجنونا ومعتوها.

زال الكابوس، كابوس الدعشنة والأصولية الإسلامية المقيتة. عاد الأمل في دولة القانون والعدل والمؤسسات. عاد الأمل في الحياة. ما أتعس الحياة دون أمل، دون فرح، دون الحب والرقص والفن والعلم والتطور والإختلاف والكرامة.

انتصرت النخبة البورقيبية المستنيرة، انتصرت سبعون سنة من التنويروالتعليم العصري الغربي ، انتصرت دولة الإستقلال، انتصر أبناء بورقيبة على بني وهاب والسيد قطب . انتصر أبناء بورقيبة في الجيش والأمن والإدارة والإعلام والجامعات والفن والتعليم على جراد الظلام والموت.

كان مسارا صعبا وطريقا وعرا اعتقدوا أنهم انتصروا فاحتفلوا ورفعوا الرايات وكبروا وصرخوا وشرعوا يرسلون جنودهم إلى ليبيا والعراق وسوريا ومصر ضانين أن الحرب انتهت ونسوا أنها كر وفر. دحضناهم وسندحض قيس سعيد إن فكر أنه سيوقف عجلة الثورة ويطفئ شعلتها بفكرة النظام الرئاسي الدكتاتوري واللجان الشعبية و مغامراته الغريبة .



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستعمار العربي البشع لشمال إفريقيا
- ،،الطاعون،، لألبار كامي أو الحرب ضد الموت
- رواية ،،الموت السعيد،، لألبار كامي تحليل
- كيف نصنع مجتمعا ثريا؟
- سبل التوزيع العادل للثروة
- مدن الملح ،،بادية الظلمات،، لعبد الرحمان منيف أو تأسيس الممل ...
- رواية شرق المتوسط لعبد الرحمان منيف أو أي نوع من الكفاح نحتا ...
- مدن الملح ،، الأخدود،، تحليل
- ،أولاد حارتنا،، أو،، الله مات،، لنجيب محفوظ
- مدن الملح ،،التيه،، لعبد الرحمن منيف : تحليل
- العالم الإسلامي ما بعد الخلافة
- الأحزاب التونسية الفاشلة
- في ذكرى المحرقة !
- الهجرة شر أم نعمة؟
- أسباب التضخم الرهيب في فنزويلا
- لماذا تعاضد أمريكا إسرائيل؟
- ،،وديع وساذج،، قصة قصيرة
- بهيمة وإنسان
- آفة الإقطاع
- سيارة المستقبل


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - تونس: كابوس انزاح!!