علا مجد الدين عبد النور
كاتبة
(Ola Magdeldeen)
الحوار المتمدن-العدد: 6968 - 2021 / 7 / 24 - 20:19
المحور:
الادب والفن
صباح يولد خجولاً بخيوط شمس لم تشرق بعد ، وأصوات طير سمعها تصيح "قاتل" ، خلع ملابسه الملطخة بدم ولده وخبأها ليحرقها لاحقاً .
تمدد على الفراش مسترجعاً تفاصيل جريمته البشعة، أنينها، تشبثها بيده وقطرات عرق تستغيثه ليخلصها من آلامها ، كيف ضمها بين ذراعيه ليقتلها، كيف أهال على ولده التراب .
حاصرته أسئلة تقطر ندماً ، ليلى زوجته التي أشهد الله على حبه لها وأقسم أن يحفظها ويسعدها، لماذا لم يقتلها منذ أن علم بحملها وتركها تعاني لسبعة أشهر قبل أن يميتها مرتين بقتل ولدها وتركها تواجه مصيراً يعرف أن أحلاه علقم ، جبان مخصي ، لا يملك شجاعة الدفاع عن إمرأته وهي العاشقة الغبية التي دفعت حياتها ثمناً لحبه ، في الحقيقة لقد قتل نفسه وعليه من الآن أن يراهما أمامه في كل لحظة يجرون أكفانهم راكضين خلفه يتساءلون، لماذا؟؟
البداية
في العام ٢٠١٩ صدر تقرير عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء ، كشف أن هناك حالة طلاق واحدة تحدث في مصر كل دقيقتين و٢٠ ثانية وأكثر من ٧٠٠٠ حالة طلاق في الشهر ، كانت هذه هي البداية ، لأنه بحلول العام ٢٠٢٩ خرج الوضع عن السيطرة ففي كل ثانية تقع حالة طلاق ، ٣٦٠٠ حالة في الساعة ، إنه الفشل الأكبر لفكرة الزواج بالأساس ، ناهيك عن ملايين الأطفال الذين ولدوا لأبوين إنفصلا وهم لا يزالون نطفاً في أرحام أمهاتهم .
وقفت الحكومة عاجزة عن إبطاء سيل الإنهيار المجتمعي الكاسح لكل علاقات النسب و الحب والتعاطف بين الناس ، لقد أشهرت مؤسسة الزواج إفلاسها متخمة المجتمع بأطفال تخلى عنهم ذويهم فطافوا يأكلون من القمامة كقطط الشوارع .
ياسر !!
إنقلب مخيم النساء لخلية نحل مخترقة يبحثن بهلع عن ليلى التي إختفت ، لم يكن غيابها مألوفاً وهي المسؤولة منذ سنوات عن إعداد وجبة الإفطار لأخواتها ، وإلتزمت بأدائها حتى في شهور مرضها الأخيرة !!
بحثن في كل مكان حتى أنهن ذهبن للبئر الكبير الذي يبعد عن المخيم مسافة ٢ كيلو متر ولم يجدنها، فأين اختفت ؟!
في مخيم الرجال كان ياسر يجهز حصانه ويهم للإنطلاق في جولة صيد ، فقد شارف طعامهم على النفاذ ، يحمل قوسه وسهامه وعلى كتفه جلست ليلى وابنها يثقبون رأسه بمسمار صدىء ، يفحون كأفعى تخنقه... "لماذا"
اقتحم صديقه حسن الأسطبل لاهثاً وعلى وجهه كل امارات الذعر ، " وجدوا رضيعاً بالقرب من المخيم "
يتبع ،،،،،،،
#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)
Ola_Magdeldeen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟