أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - جذور الاستبداد وأزمة النُخب














المزيد.....

جذور الاستبداد وأزمة النُخب


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 6939 - 2021 / 6 / 25 - 13:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما نسمعه ونراه من واقع العربان اليوم، ومن هذا الخراب المنتشر في تلك المجتمعات، لا يُعبّر سوى عن عمق جذور تلك الأزمة، التي حفرت أخدوداً عميقاً وغائراً في عقول ونفوس ووجدان شعوب هذي المنطقة منذ قرون، وحوّلتها إلى قطيع يستسيغ العبودية والاستبداد والإذلال.
فما زال مفهوم الحريّة والعدالة والحقوق مفهوماً غائباً وغير موجود في ثقافة بني يعرب، وحتى أنه غير مُستساغ، حتى على مستوى ما يُسمى النُخبة.
وفي مراجعة دقيقة لتاريخ العربان المسلمين، وتحديداً منذ نشوء الإسلام وحتى اللحظة ؛ لم تعرف هذي الشعوب معنىً للحرية ولم تذق طعمها ولا يوماً واحداً ، كل شيء كان يتم بالقهر والاستبداد والاستعباد والدم ، وحتى الذين اعتنقوا هذا الدين؛ اعتنقوه مُرغمين صاغرين بحدّ السيف. ولهذا ترى حتى اليوم أن قطاعاً واسعاً من النُخبة المثقفة يقفون سدّاً منيعاً ضد الحرية، ويناصرون الطغاة والمستبدين القتلة، الذين يرتكبون المجازر بحق شعوبهم.

في الواقع لم يناضل العربان على مدى تاريخهم من أجل الحريّة وصون حقوق الأفراد أو الجماعات والمجتمع بشكلٍ عام، إنما كان صراعهم دائماً من أجل السلطة والتسلّط والحكم، والأفراد القلائل الذين آمنوا بالحرية خلال هذا التاريخ؛ من أدباء وشعراء وفلاسفة ومتصوفين ؛ تمّت ملاحقتهم وتصفيتهم وإبادتهم؛ إما جسدياً أو فكرياً ومعنوياً واجتماعياً.
والعربان المسلمين عبر كل تاريخهم، اعتبروا السلطة دائماً بمثابة غنيمة ، لا يمكن التنازل عنها بحال اقتناصها والوثوب على كرسيها؛ حتى ولو بالدم !
لهذا ومنذ 1400 عام، أي بداية الدعوة الإسلامية، لم يجرِ تداول السلطة أو الخلافة أبداً إلا بالقهر والإجبار وحدّ السيف والدم، منذ ما قبل وبعد اجتماع سقيفة بني ساعدة الشهير، ولهذا أيضاً كانت نهاية الخلفاء الراشدون الأربعة؛ الموت قتلاً إما طعناً بالخناجر والسيوف أو اغتيالاً بالسُمّ، وهذا ما جرى للخليفة الأول أبو بكر الصدّيق، بحيث مات مسموماً.
وهكذا جرى عبر كل تاريخ العربان والمسلمين، وهذا مستمر إلى التاريخ الحديث وإلى يومنا هذا، بشتى أشكال الاستبداد والقهر والطغيان والقتل.
العربان حتى اليوم؛ لا يؤمنون بحرية الأفراد ولا المجتمع، ولا بحرية التفكير والاختلاف، فلكل شيء عندهم محاذير وممنوعات، وخطوط حمراء تُحاصر كل مَن تسوّل له نفسه التفكير بحريّة، وبالانزياح عن القطيع وعن الفكر الجمعي الاستبدادي.
والمفارقة العجيبة ورغم كل التطور الحاصل في العالم من حولنا، فحتى يومنا هذا؛ لم ينشأ ولم يسعى أي تيار حقيقي ذات اعتبار ومصداقية، لصياغة مفهوم حريّة الإنسان واحترام خصوصية الفرد وحريته في التفكير والإبداع والاختلاف، وخلق فضاء من الحرية والحقوق يتنفّسه الجميع دون استثناء، أسوة بشعوب العالم.
لكن ما زالت الذهنية النمطية الاستبدادية؛ تطغى وتسيطر على نخبة المثقفين الذين أُسميهم "المُسقفين" والسياسيين والحزبيين، الذين ما زالوا حتى اللحظة يمارسون القهر والاستبداد والديكتاتورية داخل أحزابهم وداخل نقاباتهم وحركاتهم.
يبدو أن تلك الذهنية الموروثة منذ 1400 سنة؛ ما زالت مُستعصية وغير قادرة على الانفكاك من موروثها الفكري التعصّبي والتراثي الديني، وما زالت تعاني من عُصاب جماعي كحالة مرضية مستدامة.
أعود لأقول؛ أن المشكلة والأزمة الحقيقية هي في النُخبة في هذي المجتمعات وفي كل مجتمع، والنُخبة الفاسدة ستنتج بالتأكيد مجتمعاً فاسداً، وما لم يتم إنتاج نخبة بديلة تقود المجتمع بمفاهيم وثقافة حضارية أخلاقية إنسانية، وترمي خلفها ثقافة القهر والاستبداد التي اعتنقتها منذ قرون، وتؤمن بالعمق بحرية الإنسان وتحترم إنسانيته، وحقه بالعيش الكريم في دولة ديموقراطية علمانية تحفظ للجميع حقوقهم؛ وإلا فإننا سنبقى ندور في ذات الحلقة الجهنّمية، ونحصد المزيد من الكوارث!!!



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن أطفأ النور - مَن سدَّ الطريق ؟!
- عن المرأة في قرى الجولان المحتل - القمر بدراً
- من يجرؤ على التفكير ...؟؟!!
- المرأةُ هي البوصَلة
- الطائفيّون في سوريا حلفاء غير مُعلنين لعصابة الأسد وخطر داهم ...
- مَن يعمل على إجهاض -الثورات- العربيّة؟
- الربيع العربي – كثير الشوك قليل الورد!
- العالم ينتظر حتى يُنهي الأسد مهمته - وإسرائيل لاعب رئيسي
- بشار الأسد ونموذج -فرانكشتاين- الفاشل
- إسقاطُ الهَيبة وسحق العنجهيّة
- الجولان المحتل بين شقّي الرحى - الاحتلال من جهة ونظام عصابة ...
- نظام الأسد، يُصارع على بقائه أم ينتقم لسقوطه..؟
- خيارات الثورة السورية ومخاطر الانزلاق
- الأسد أو خراب البلد...!
- هل ينجح الأسد حيثُ فشِل غورو..؟
- مَن أطلقَ يد المخابرات السورية في الجولان المحتل..؟
- رصاصةٌ واحِدة
- الفيتو الإسرائيلي على الثورة السورية
- بطولات جيش الأسد العقائدي ..!
- قبل أن يسبق السيف العذل - دعوة للتفاهم


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - جذور الاستبداد وأزمة النُخب