بلقيس خالد
الحوار المتمدن-العدد: 6937 - 2021 / 6 / 23 - 22:55
المحور:
الادب والفن
كأنني ظمأى..
كلما تعبتُ من قراءة الكتب أبلُ الروحَ بأغنية ٍ قديمة ٍ عراقية ً أو عربية ٍ.. حسب ما تحتاجهُ الروحُ مِن عذوبة ٍ..
وأنا أستمع.. أراني واقفة ً على ضفاف شط العرب مغترفة ً مِن مياهه..
وقفتي مع أغنية (يا سفّانه) هي وقفة ٌ ذوقية ٌ،
تحاول الارتقاء على سلالم اللحن نحو مخيلتي المصحوبة بجزئيات تأويلٍ.
لمستُ في شعريتها الغنائية أن الأغنية َ تضمرُ حكاية ً جنوبية ً ترّشقت وهي تتقمص شعرية الماء،
يصدح الصوت متوسلا/ متسولا مدداً مِن المجموعة المائية: السفّانة،
وليس من الربان، كما فعل سعدي يوسف في أحدى قصائد مجموعة (51 قصيدة) وهو يتوسل (النوخذة): (يا سالم المرزوق خُذني للسفينه ْ).
الشاعر من خلال المغني يواصل الاستغاثة،
ليثبت وَلَه ُ لحبيبته وهو يخاطب السفانة،
ومن خلال مخيلة... يمنحنا المغني مراحل تنقلات السفينة ُ المنحدرةُ نحو البصرة،
فنرى العاشق المتوسل واقفا، وهو يتخيل السفينة تتحرك.
ويعلن العاشق لوعته ويرسل تحياته للحبيبة، وهو يخاطب السفّانه،
معلناً رغبته في شراء الهدايا للحبيبة.
والسؤال هنا لماذا العاشق ينتهك خصوصية العشق؟
هل القصد هو أن يجعل السفانة رسلا لحبيبته؟
لمصالحتها؟.
والأغنية تحية عشق لأمكنة الحبيبة والحب،
كأن الأغنية خارطة حميمة لخصائص البصرة..
وهنا نثمن القدرات الغنائية الريفية العذبة لحنجرة عبد الصاحب شراد..
(يا سفانة اروح و ياكم خذوني
بيهم روحي ولهانة للعشار ودوني
يا سفانة.)
كلما سمعت الأغنية غمرت قدمي وأطراف ثوبي أمواه شط العرب الذي كان شطا حقا...
كلمات الأغنية
..............
يا سفانة اروح و ياكم خذوني
بيهم روحي ولهانة للعشار ودوني
يا سفانة
...................
ياسفانة الهوى ذبني نحيل وحيل ما عندي
والحبيته والحبني جافاني وذبل وردي
يا سفانة
..................
يا سفانة سلام الله ولا بيّن خبر منهم
خمائل شوق تغرق يسأل كل وقت عنهم
يا سفانة
................
يا سفانة على القرنة مر وطول الوقفة
اريد اشريهم حنة وشمعة ال ليلة الزفة
يا سفانة
................
كلمات كاظم الرويعي
ألحان محمد نوشي
#بلقيس_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟