راندا شوقى الحمامصى
الحوار المتمدن-العدد: 6929 - 2021 / 6 / 15 - 19:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا شك أن عالم اليوم الذي تبدل -بفضل التقدم المذهل للعلوم وتوسع الصناعة والتجارة- إلى هيكلٍ واحدٍ معقدٍ حي قد بدأ يئن ويتخبط تحت ضغط القوى الإقتصادية للمدنية المادية. في عالمٍ كهذا يجب إعلان وإعلام الحقائق المختفية في هوية الظهورات السابقة بلسان جديد ونداء يتلاءم مع مقتضيات وظروف عالمنا المعاصر. وأي نداءٍ هو أبلغ من نداء حضرة بهاءالله -المظهر الإلهي لهذا الزمان- يمكنه تقليب الهيئة الإجتماعية وهز كيانها؟ إنه نداءٌ ألّف بين قلوب أناسٍ كانوا بالظاهر مختلفي الطبائع والأمزجة ورافضين للصلح ومتخاصمين فإذا بهم وقد صاروا من أتباع هذا الدين في كل أنحاء العالم. ولا ينكر هذه الحقيقة إلا قلة قليلة أن وحدة العالم الإنساني -هذه اللفظة الفخيمة الموحية بالقوة- تترعرع حالياً في أذهان الناس تدريجياً وترتفع أصوات الناس وتتوحد جهودهم لحمايتها والدفاع عنها وأن خواصها البارزة تتجلى وتتبلور أكثر فأكثر في وجدان قادة العالم. ولا يستطيع أحد أن ينكر -إلا من غطى قلبه صدأ التعصبات- بأن ذلك المفهوم العظيم المتمثل في وحدة العالم الإنساني قد تشكل -في بداياته ومراحله الأولية- في قالب التشكيلات العالمية لأتباع حضرة بهاءالله. إذاً فهو واجبنا أيها الزملاء الأعزاء أن نهب بنظرٍ ثاقب وهمةٍ عالية وأن نجاهد لتشييد بنيانٍ وضع حضرة بهاءالله أساسه في قلوبنا، كما ينبغي لنا أن نستمد من زخم الأحداث العالمية الأخيرة -وإن كانت محزنة ومؤلمة- قوة دافعة ونمتليء أملاً وثقة وندعو من صميم قلوبنا أن يحقق الجمال الإلهي ذلك الهدف السماوي-والذي هو أعظم نتيجة لقريحة حضرة بهاءالله المتوقدة وأبهى ثمرة لتمدن أهل العالم- بأسرع ما يمكن في عالم الإمكان. ويا ليت أن تتوافق الذكرى المئوية لإظهار أمر حضرة بهاءالله مع تدشين عصر نوراني كهذا في تاريخ العالم الإنساني.
28 نوفمبر 1931 م
-"النظام العالمي لحضرة بهاءالله"-
#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟