اياد حسن دايش
الحوار المتمدن-العدد: 6906 - 2021 / 5 / 22 - 15:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المتأمل للأثار الحضارات القديمة في بابل ومصر واليونان
يلحظ بشكل واضح الالحاح الكبير لدى هذه الامم على الدين .تجد ذلك من خلال النقوش الدينية المعبرة عن الطقوس والشعائر ذات الحس الديني ، بما لا يقبل الشك ان الدين يمثل حاجة اصيلة واحتياج نفسي لا يمكن للإنسان الاستغناء عنه.
لأن الدين يعطي للإنسان تصورا كاملاِ عن حياته ومستقبله ومماته ، ينظم علاقة الانسان بأخية الانسان ، يخلق حالة من الشعور الوجداني الداخلي المنظم لحياة الانسان لخلق رادع ذاتي تجاه نوازع الانسان الشريرة. يجيب الدين على اسئلة الانسان الكبرى المتعلقة بالموت والبعث والعدالة والعقاب والخطيئة. تنظيم العلاقات الاجتماعية بين الافراد كالزواج والطلاق والميراث، بالإضافة للقواعد الاخلاقية حول التراحم داخل الوسط الاجتماعي، الدعم النفسي والاخلاقي بين الافراد .يهب الدين حالة من السكينة والهدوء والاطمئنان يتعذر على اي فكر او فلسفة تهبها للإنسان .يعتبر الدين داعم اساسي للإنسان في مواجهة مصائب الحياة وازماتها وكوارثها بما يقدمه من تسليم ورضا بقضاء الله وقدره وان كل شيء خاضع لحكمة وغاية .ان جعل حياة الانسان مرتبطة بعالم اخر يخلق لدى الانسان حالة من الزهد والقناعة ويبعد عنه امراض الطغيان والاستبداد والطمع ،لان كل شيء يفنى ولا خلود اللا بالعمل الصالح والذكر الطيب .الدين يمثل المنبع الاصيل لكل شيء ايجابي كالأخلاق والقيم السياسية التي تحث على خدمة الناس ومساعدتهم ،يسهم في بناء مجتمع سليم مبني على القواعد الاخلاقية والقيمية . يلعب الدين دور كبير في الحد من الجريمة داخل المجتمع ، وجد ان نسبة التعاطي للمخدرات والكحول والقمار وحتى حالات الانتحار تنخفض في المجتمعات ذات الالتزام الديني عن غيرها من المجتمعات . يحقق الدين للأفراد حالة من الانبساط والتسامح عكس حالة الانطواء والتطرف .ان سؤء استخدام الدين لدى البعض لا يستدعي اتهام الدين بالانحراف لان الدين كأي قيمة إنسانية اخرى تتعرض للتشوية، كالحرية مثلا اذا اساء الانسان استخدامها لا يعني ذلك ان نتخلى عنها او نتهمها بالقبح او السؤء .الرجوع الى الدين هو تعزيز لكل قيم الخير والتسامح والمحبة داخل اي مجتمع .
ومضة :
إن طريق الحياة وعرٌ وشاق بدون مساعدة الدين والفن والحب
ألبير كامو
#اياد_حسن_دايش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟