أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حازم السيد رويحة - الجريمة والعقاب -4














المزيد.....

الجريمة والعقاب -4


حازم السيد رويحة
كاتب وباحث

(Hazem Rwiha)


الحوار المتمدن-العدد: 6905 - 2021 / 5 / 21 - 18:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جريمة الذين يسعون في الأرض فسادا

تلك الجريمة التي فعلها فرقة من المنافقين الذين كانوا مقيمين في الدولة المدنية التي يحكمها النبي محمد عليه الصلاة والسلام بالشورى الديمقراطية ذات التصويت المعلن.

أولئك المنافقون الذين يبطنون الشر ويتظاهرون بالإيمان إتخذوا مسجدا ضرارا يضر بالمؤمنين الآمنين في المجتمع المدني الذي يكفل حرية العبادة وحرية العقيدة والدين والتعبير والتنقل ويوصي بالحق و السلام بين جميع طوائفه ويحرم إستعباد الناس ويوصي بالاخلاق الطيبة ويحض على إطعام الفقراء والمساكين ورعايتهم.

المنافقون أسسوا مسجدا ضرارا على مرتفع جبل على جرف هار ، على حافة الجبل، كان المسجد يطل على مدخل المدينة لكي يكون إرصادا وموطأ لمن حارب الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا، وكان موقع المسجد الضرار يراقب مدخل المدينة ومخرجها ويراقب القوافل التجارية والناس، ويجعل المنافقون في مكانة أقوى ومنها يكيدون جرائمهم للمؤمنين بالضرر الإجتماعي وتخريب الإقتصاد ويشترون الطعام والموئن من القوافل التجارية القادمة إلى المدينة ويهلكونها ويهلكون الحرث والنسل، فيقل الطعام في المدينة ويوشك الناس على المجاعة، لا يكتفي هؤلاء الأشرار بذلك ولكنهم يحرضون على الكراهية والتفريق بين المؤمنين وإشعال نيران الحرب بين المجتمع المدني الآمن الذي يوشك على أن يفتن وتنفك أطر السلام بين أفراده ويدخل في مجاعة.

يقول الله سبحانه وتعالى:
{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110)} [التوبة 9 : 107-110]

توصيف جريمة هؤلاء الأشرار الإضرار بالمجتمع وتخريب الإقتصاد والتحكم في قوافل الطعام والمؤن وإهلاكها لخلق حالة إضطراب ومجاعة في المدينة،و التحريض على الكراهية بين نسيج المجتمع الآمن والتفريق بين أفراده لإضعافه والتأثير السلبي على الوحدة الوطنية بين جميع أفراده, تلك الجريمة لم يرتكبوا فيها قتل النفس.

هذه الجريمة مؤكدة بالأدلة والقرائن يحكم بها ذو العدل من القضاة الذين تعلموا الحق والعدل من النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

العقاب الجزاء

يقول الله:
{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (34)} [المائدة 5 : 33-34]

جريمة الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا لا تشمل على قتل النفس.
ولأن قتل النفس جزاءه القتل، فإن تلك الجريمة لا تعاقب جزاءا بقتل النفس، ويتم تأويل معنى (أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ) الى المعنى العام للقتل وهو فصل الجزء عن الكل، وكذلك معاني يصلبوا أي يمسكوا في سجن، أو تقطع أيديهم وأرجلهم أي الحد الفاصل بينهم وبين أموالهم والتفريق بينهم وبين الذين يوالوهم ويدعموهم.

والآية (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) دليل على أن جريمتهم لم تكن قتل النفس، لأن الله يغفر لمن تاب منهم بدون أن يُقتل جزاء النفس بالنفس.

والعقاب الجزاء ( أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ) دليل آخر على أنه لم تكن جريمتهم هي قتل النفس التي يعاقب فيها بقتل النفس، لأن الآية بدأت ب (إنما جزاء) وإنما تفيد القصر أي أن الجزاء في تلك الجريمة خمسة أمور حصرا لا زيادة عليها على سبيل العطف والتخيير بحرف (أو) وخامسها ( أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ) وذلك ليس بجزاء قتل النفس.



#حازم_السيد_رويحة (هاشتاغ)       Hazem_Rwiha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة والعقاب -٣
- الجريمة والعقاب - 2
- الجريمة والعقاب -١
- الديموقراطية من الإيمان - الديموقراطية زينة قلوب المؤمنين &# ...
- براءة النبي - فهم فيه سواء 2
- واضربوهن مثلا
- الديمقراطية من الإيمان - الذين أشاروا ب لا أو نعم -1
- براءة النبي - الفارق بين العبد والأمة القوى العاملة وبين الع ...
- ثمانية عشر


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حازم السيد رويحة - الجريمة والعقاب -4