ردا على مقالة ايمن خالد
حافظ عليوي
2006 / 8 / 5 - 04:50
كتب ذلك الكاتب ايمن خالد مقالة تحت عنوان " السيد نايف حواتمة يطلق علينا النار " !!!
لقد اراد السيد ايمن خالد جلب الانظار عن الاساسي " السياسي " الى الفرعي " العاطفي "
فالصراحة تقول انه لا جديد غير المشي بخطى حثيثة في قطرنا العربي الذي يتناقص يوما بعد اخر وثمة ثمان وعشرون سمكة ملونة تكاد تنحرف هي الابجدية العربية وما كان بالوسع طرحه بالستينات يمكن ان يهدد حياتنا في الالفية الحالية اذا تحدثنا عنه بصوت عال .
اما العقل العربي الذي ماكان يرضى حتى بالمدى افقا ، فقد عاد الى صناديقه العتيقة ليختبئ داخلها من اخفاقاته السابقة وهاهو الكاتب ايمن خالد يكاد يغلق على نفسه الصندوق باتقان ويقضي عمره في مدح الغبار والعث !
انا شخصيا اعتقد ان الشعب العربي يحب الصدق والقارئ يكره الاقنعة والكليشيهات الكلامية والنبرة الواعظة لمن هم بحاجة الى وعظ انفسهم !
كما اعتقد ان القارئ اكثر ذكاءا مما يحلو للبعض التصديق .. واكثر جوعا الى نبرة الصدق مما يخطر لهم ببال .. لقد سئم كتابات الرياء والاقنعة وصار يمجّها لانه يعرف انها لا تحترمه ، فالكاتب الذي يكذب على قارئه يستخف به ضمنا ويحتقر عقله .
فلا نستطيع لوم هذا الكاتب حين يخفي احد جوانب النص الذي استرشد به لكتابة مقولته هربا من مشكلة عائلية او اجتماعية واذا اردنا لوم احد فعلينا بالقاء اللوم على اخلاق الرياء السائدة وكرنفلات الاقنعة التي يتوهمها مواكب حسن الصيت .. وكل ما يفعله هذا الكاتب هو انه يطيع اخلاقيات مزورة لم تعد تقنع احدا .
ان ذعر الكاتب من ملامسة خصوصيات مقالة الرفيق نايف حواتمة التي تحمل عنوان "وثيقة الوفاق الوطني ..إعادة الاعتبار للبرنامج الموحَّد والعمل الوطني المشترك " يجعله يقفز من فوق قضايا عامة مهمة .. بل ان مزاج كاتبنا الشخصي ومصالحه الصغيرة تتحكم به الى حد اهمال جزء هام من المقال الذي استوجب رده عليه . لمجرد مصالح ذاتية انية .. نحن نرفض لك هذا المصير ايها الكاتب الاسلامي .
فتوجب علينا ليس ان نرد عليك من باب النزول الى درك المهاترات بل من باب تذكيرك بجزء النص الذي لم تقرأه بعد :
فقد كتب السيد ايمن خالد مقالته ردا على الفقرة ادناه المأخوذة من مقالة الرفيق نايف حواتمة :
" وتيار الإسلام السياسي الذي أراد نقض برنامج الإجماع الوطني الفلسطيني من بوابة المزاودة على هذا البرنامج، والارتداد إلى المربع الصغير بشعارات عامة، غامضة، لا تقدم برنامج نضال ملموس، ورفض إبداء أي استعداد للقبول بحل سياسي تفاوضي يقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية الضامنة لحقوق شعبنا الوطنية والمشروعة في أرضه والسيادة عليها، ومارس هذا التيار سياسة مبنية على شعاراتية ترفض التسليم بالقبول بتسوية سياسة تضمن للشعب الفلسطيني دولة مستقلة كاملة السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967 وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار الدولي 194، وبما هي ـ أي التسوية ـ على الأسس المذكورة أعلاه سقف العمل السياسي " - ولم يذكر الجزء الاخير من النص الذي يكمّل:- والكفاحي الفلسطيني في المرحلة الراهنة، الذي يفتح على مرحلة لاحقة جديدة نحو دولة ديمقراطية موحّدة على كامل فلسطين التاريخية.
لقد عامت لدى - ايمن خالد - العوامل الذاتية فوق النقد العشوائي فوق القضية واختلط لديه الحابل بالنابل في حمام السوق الفكري وتعالي الضجيج ، فمن حاسد او حاقد وجد فرصته ، الى كاتب يريد تبييض صفحته مع النافذين ، الى حريص على ازدواجيته ، الى غاضب لعقليته ، لتجد ساحة لمقالات جادة بعيدة عن الذاتيات المتخفية بالقضية وعن الحماقات التي تظن سوق المزايدات مكانا صالحا للاعلان عن برنامجها السياسي حيث يتم عزف اهازيج تخوين الاخرين كأن ذلك يمنحهم صكوك براءة وغفران او بدل اعفاء عن العمل المجدي الجاد . لذلك نعرف مجموعة المحرمات وعقاب سارق النار وجزاء اقلاق راحة اهل الكهف . فلم تكن الا رصاصة اطلقها الرفيق نايف حواتمة على ذاكرة النسيان .فالاخرون يفهمون ما كتب لانهم لم يقوموا بقراءتها على طريقة " ولا تقربوا الصلاة " !
اما البرنامج المرحلي الذي ذكرته يا سيدي والذي وضعت التاريخ الذي يحمله انما يؤشر على الرؤية السياسية وطول النظر الذي طرح في السبعينات لينتهجه معارضوه اليوم !!
لماذا لم تسأل نفسك سؤال على الوجه الاخر ماذا لو طبق البرنامج المرحلي في وقته ؟!
فالمقالات الهجومية لهذه الفئة من الناس تجلت فيها الروح العدوانية وحب الانتقام وخلت من الروح العلمية التي يستحسن ان تناقش بها خطوة جديدة فكرية المدلول ، فلم يقم اصحابها بفتح الحوار بل اغترعوا اخطاءا ووقعوا في تناقضات هزلية فكرية عديدة. فلزم تصحيح بعض المعلومات لديهم :
* اولا : البرنامج المرحلي هو برنامج لحل مرحلي على اراضي ال67 وليس تاريخي.
* ثانيا : البرنامج المرحلي لا يعترف باسرائيل وانما تعديل الميثاق الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية هو من يعترف باسرائيل .
* ثالثا : لم ينسى البرنامج فلسطينيو ال 48 على حد تعبير الكاتب " ايمن خالد " وانما مرحلة ما بعد اراضي ال 67 هي اراضي ال48.
* رابعا : عمل على انتزاع الشرعية الدولية واجبار العالم بما فيها اسرائيل بالاعتراف بشرعية المقاومة تحت عنوان " منظمة التحرير الفلسطينية ".
* خامسا : وحد دعاة التفاوض ودعاة البندقية كون ان الجبهة الديمقراطية صاحبة الفكر اليساري الذي ادخلت عليه البندقية والذي لم يكن لدى الاحزاب اليسارية الاخرى ، ولازم مشروع البرنامج المرحلي شعار " البندقية المسيسة هي القابلة القانونية لولادة التاريخ " .
* سادسا : يبدو ان السيد الكاتب لا يفرق بين من هم دعاة اوسلو ورواده وبين من هم معارضوه ، فالبرنامج المرحلي ينادي باراضي ال 67 اولا وليس غزة اريحا اولا !!
فانت لا تنزف وحدك كلنا ننزف ولكن نحن ملتزمون بحريتنا وكل ما عداها الزام اذا لم ينبع من قاع تلك الحرية . وهذا ما جعلنا دائما نحمل القضية الفلسطينية داخل حزبنا عنوانا اذ لا التزام يعلو على التزامنا بالحرية ولا احاول هنا التلفيق للتوفيق بين المبادئ المتضادة فحريتنا مقدسة لهذا عشقنا الوطن .. فهو في خاطرنا لحظة حرية عبرت زماننا العربي .
ولكثرة ما تنتهك الحقيقة يوميا لاسباب " وطنية " ! اضحى الصدق يبدو اعتداء على القضية اما الهاجس الفكري للتجديد فاعتبار لا محل له في العقول الصدئة .
فان قراءة بعض نصوص الهجوم على الرفيق نايف حواتمة المنادية بالتخوين والمؤامرة هي في جوهرها قراءة لمحنة العقل وللمؤامرة على الاجماع الوطني ، وسأكتب حول ذلك بالتفصيل فيما بعد اذا لم يفعل سواي واخط نظرة هادئة الى قضية ساخنة بعد انقضاء مرحلة " دراسة في الحرب اللبنانية " . فنحن نعيش في بحر من الاكاذيب ، تبدو الحقيقة عملا عدوانيا !!
لذلك كتبوا مقالات هستيرية النبرة ، مليئة بالتناقض الفكري ، بدلا من المساهمة كمثقفين في تطوير برامجنا السياسية الفلسطينية .
فما اسهل الرد على من استعاض عن الحوار بالتجريح المجاني بالمثل لكننا لن ندع احد بأن يجرنا الى فخ المهاترات الشخصية.
فنحن على اية حال مسرورين لاننا اعطينا بعض معارضي الديمقراطية " الشوريون " فرصة لممارسة ديمقراطيتهم وشجاعتهم على وجهنا الاعزل املين ان يقوموا بممارستها ايضا في مجالات اخرى كي لا يلصق فيهم قول الشاعر : اسد علي وفي الحروب نعامة !
اخيرا الرفيق نايف حواتمة ليس بحاجة الى دفاع احد ، فهو الحريص الانقى وتلك حقيقة لا يبدل منها كونه كان فلسطينيا ام لا .
( فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمنا ببرنامجا سياسيا )!.
اما انت ايها الكاتب العربي - ايمن خالد - كي لا ينطبق عليك فكرة اغلاق الصندوق على نفسك " حرر اصابعك الى ابعد مدى تستطيعه لمواجهة الحبر المكهرب وكرسات التخلف ."