أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - عصر الاتحادات و التكتلات الاقتصادية الدولية الكبيرة ( 1 )















المزيد.....

عصر الاتحادات و التكتلات الاقتصادية الدولية الكبيرة ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6883 - 2021 / 4 / 29 - 02:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الحرب العالمية الثانية و ليومنا هذا تسعى دول عديدة لتشكيل اتحادات أو تكتلات اقتصادية كبيرة تهدف من خلالها الحصول على منافع اقتصادية و تجارية و تحقيق تنمية اكبر و اسرع و ذلك من خلال توسيع و تطوير التعاملات التجارية و تبادل المعرفة في مجالي العلوم و التكنولوجية بين اعضاء هذه التكتلات و ضمن اطورها .
من اهم هذه التكتلات الاقتصادية التي اصبح لها تأثير متنامي على مسيرة الاقتصاد العالمي هي الاتحاد الأوربي و منظمة شنغهاي للتعاون .

الاتحاد الأوربي : يضم هذا الاتحاد حاليا , بعد خروج بريطانيا منه , 27 دولة اوربية تقودها اقتصاديا المانيا و فرنسا و يشترط في الدولة التي يمكن لها أن تنتمي لهذا الاتحاد أن تكون من الدولة الأوربية ذات نهج يتوافق مع المعايير التي وضعها هذا الاتحاد لنفسه .
يختلف هذا الاتحاد عن باقي الاتحادات و التكتلات كونه يسعى لتشكيل امة اوربية موحدة متنوعة الثقافات و الأعراق , فهو ليس اتحادا اقتصاديا بحتا و انما هو اتحاد اقتصادي ثقافي سياسي يسير باتجاه الاندماج الطوعي التدريجي للدول الأعضاء فيه لتكوين هيكل دولة جديدة ناشئة ذات نمط جديد قد يكون اسمها الولايات المتحدة الأوربية , أو الدول الأوربية المتحدة أو اي اسم آخر له نفس الدلالة .
فبعد النجاح الذي حققه الاتحاد في رفع الحواجز الجمركية و القيود و الرسوم على التجارة البينية للسلع و الخدمات بين دوله باشر بإصدار عملة موحدة (اليورو ) لهذا الكيان و انشاء بنك مركزي اوربي ضم لحد الآن 19 دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي تحت مسمى دول منطقة اليورو التي وقعت على اتفاقية ماسترخت و كنتيجة لذلك تخلت الدول الموقعة على هذه الاتفاقية تماما عن عملاتها الوطنية و اعتمدت اليورو بدلا عنها .
إن النتائج المتوقعة من الدخول في منطقة اليورو تشبه الى حد كبير الأواني المستطرقة فالاقتصاد الأضعف يحصل على مكاسب على حساب الاقتصاد الأقوى و قد قبلت المانيا و فرنسا التضحية ببعض المكاسب بسبب اسنادهما و دعمها لاقتصاد الدول الأضعف كاليونان مثلا حيث كانت الإرادة السياسية و وعي شعوب هاتين الدولتين من أن الذي يريد مستقبل افضل لاوربا موحدة ذات اقتصاد قوي يعوض الدول التي فقدت بعض المكاسب و يحقق نموا متصاعدا لكافة دول الاتحاد عليه التضحية من اجل ذلك .

اما الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي التي لازالت خارج منطقة اليورو فهم صنفين :
الصنف الأول : بشمل دول غير مستوفية للشروط و المعايير التي تؤهلها للدخول في هذه المنطقة و عليها أن تنتظر لحين توفر تلك الشروط و تمكنها من تحقيق تلك المعايير و من بين هذه الشروط و المعايير معدل دخل الفرد من الناتج المحلي , مستوى تطور قوى الإنتاج , معدل مقبول من التضخم , نسبة بطالة لا تزيد عن حد معين , قَدرْ محددة للعجز في الميزانية الحكومية و غيرها من المعايير .
الصنف الثاني : يشمل دول مستوفية للشروط إلا انها لا ترغب في الدخول في منطقة اليورو في المرحلة الحالية لأنها غير مستعدة لفقد بعض المكاسب لصالح دول اضعف منها اقتصاديا و معدل دخل الفرد فيها ادنى منها .
لقد تجاوزت دول منطقة اليورو المراحل الصعبة من عملية دمج النظام النقدي لهذه الدول في نظام نقدي موحد و كانت النتائج بعكس توقعات المتشائمين الذين شككوا بإمكانية نجاح عملية دمج الأنظمة النقدية لدول متباينة القدرة الاقتصادية بنظام نقدي موحد ليس هذا فحسب و انما قد اصبح واضحا ايضا من أن منطقة اليورو ستتوسع و ذلك لسببين اساسيين :
السبب الأول : هو أن الدول الغير مستوفية للشروط و المعايير للدخول في هذه المنطقة تعمل بكل جد للتغلب على المصاعب التي تحول دون دخولها لأن مصلحتها هي في الانضمام لهذه المنطقة و هي المستفيدة من الدخول بالإضافة إلى أن هذه الدول تتلقى الدعم من دول منطقة اليورو لمساعدتها في تجاوز هذه المصاعب .
السبب الثاني : هو أن الدول التي امتنعت بموجب استفتاء شعبي من الدخول في هذه المنطقة كالدنمارك على سبيل المثال تجد أن مكاسبها في الدخول تصبح يوما بعد يوم اكثر من خسارتها و حين تتساوى المنافع مع الخسائر المترتبة على الدخول في منطقة اليورو و حين تصبح المنافع هي الأكبر عندها سيختار الدنماركيون الدخول في منطقة اليورو في استفتاء قادم لأن بقائهم خارج منطقة اليورو سيصبح ليس فقط غير مبرر و إنما سيكون مضرا على انتعاشها الاقتصادي .

اما في مجال رفع الحواجز عن حركة مواطني دول الاتحاد الأوربي فقد حققت اتفاقية شنغن حرية كاملة لحركة المواطنين و المقيمين في الدول التي وقعت على هذه الاتفاقية و عددها 26 دولة حتى اصبح من ينتقل من احدى هذه الدول الى اخرى يشعر و كأنه يتحرك من مدينة الى مدينة اخرى من نفس البلد .
ليس من المستبعد أن نجد بريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوربي و هي تطرق باب الاتحاد الأوربي للدخول فيه من جديد إذ إن خروجها الحالي من الاتحاد هو خروج جزئي حيث بقت السلع و الخدمات المتبادلة بين بريطانيا و الاتحاد الأوربي بموجب اتفاقية خروج بريطانيا معفاة من الرسوم الجمركية بالإضافة الى وجود مؤشرات حقيقة لضغط داخلي من قبل اقليمي ايرلندا و اسكتلندا البريطانيين للعودة للاتحاد الأوربي أو أن يكون الخيار الأخر هو خروج هذين الإقليمين من المملكة البريطانية المتحدة و انضمامهما الى الاتحاد الأوربي .

منظمة شنغهاي للتعاون : هذه المنظمة التي تنمو و تتطور اقتصاديا و تنمويا بوتائر عالية هي نواة لأتحاد اسيوي يتشكل بقيادة الصين , تضم هذه المنظمة حاليا ثمانية دول اسيوية هي الصين و روسيا و الهند و باكستان و اربعة دول من اسيا الوسطى و تشترط هذه المنظمة في الدولة التي يمكن أن تنتمي لها أن تكون من الدول الأسيوية وقد وضع الأعضاء المؤسسون لهذه المنظمة اهداف و مسارات لنشاطاتها في هذه المرحلة تتعدى كونها اهداف اقتصادية و هذه الأهداف و النشاطات قابلة للتطوير و التحديث مستقبلا و قد يمكنها تدريجيا من التحول الى رابطة بين دون مستقلة و في هذه النقطة تحديدا نلاحظ أن اهداف منظمة شنغهاي لا تشبه اهداف الاتحاد الأوربي الذي يسعى لأن يكون هيكل لأوروبا موحدة اقتصاديا و سياسيا يتخلى اعضائها عن الجزء الأكبر من سيادتها الوطنية لصالح السيادة الأوربية .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف الفارسي الٍاسرائيلي حقيقة ... أم وَهم ..؟ ( 2 )
- التحالف الفارسي الٍاسرائيلي حقيقة ... أم وَهم ..؟ ( 1 )
- سوريا و شعبها ضحية الجميع ... !
- هل كانت العقوبات الأمريكية على ايران في مصلحة ايران ... ؟ ( ...
- هل كانت العقوبات الأمريكية على ايران في مصلحة ايران ... ؟ ( ...
- هل تسعى امريكا لحرب باردة جديدة ( 2 )
- هل تسعى امريكا لحرب باردة جديدة ( 1 )
- الإخوان المسلمين ... كحركة أممية الى اين .. ؟
- نظرية المؤامرة ما بين الغموض و الحقيقة
- التجربة الصينية و تعاملها مع فائض الإنتاج ( 3 )
- التجربة الصينية و تعاملها مع فائض الإنتاج ( 2 )
- التجربة الصينية و تعاملها مع فائض الإنتاج ( 1 )
- ما هي طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ... ؟ ( 4 )
- ما هي طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ... ؟ ( 3 )
- ما هي طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ... ؟ ( 2 )
- ما هي طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ... ؟ ( 1 )
- الفوضى الخلاقة : لماذا نجحت في اليابان و فشلت في العراق ..؟ ...
- الفوضى الخلاقة : لماذا نجحت في اليابان و فشلت في العراق ..؟ ...
- الفوضى الخلاقة : لماذا نجحت في اليابان و فشلت في العراق ..؟ ...
- البداية من القمة ( 27 )


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - عصر الاتحادات و التكتلات الاقتصادية الدولية الكبيرة ( 1 )