|
ملحق النظرية الجددسة للزمن _ تكملة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6879 - 2021 / 4 / 25 - 10:51
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
ملخص النظرية _ تكملة الحياة والزمن
الحياة تأتي من الحياة والماضي ، والزمن يأتي من الزمن والمستقبل . الحياة والزمن اثنان ، ولا يمكن ردهما إلى الواحد . الحياة والزمن _ الحاضر والحضور _ يوجدان معا ، عبر الكائن الحي ، لكن بشكل متعاكس دوما ، وينتهيان بموته .
1 الحياة تأتي من الحياة ، من الأمس والماضي ، من الماضي الأبعد والمطلق ، حيث لا يمكن الوصول إلى هناك الماضية ( حين حدثت القفزة _ المعجزة ، المجهولة إلى اليوم ، من العدم إلى الحياة الأولى ) . الزمن يأتي من الزمن ، من الغد والمستقبل ، من المستقبل الأبعد والمطلق ، حيث لا يمكن الوصول إلى هناك القادمة ( حدثت القفزة المقابلة ، المجهولة أيضا إلى اليوم ، من العدم إلى الزمن الأول ) . هذه الظاهرة ( الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ) تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم وبلا استثناء . .... يخلط الناس إلى اليوم ، وبشكل عشوائي بين الحياة والزمن ، علماء وفلاسفة وغيرهم . يخلطون أكثر بين الماضي والمستقبل . وصار سؤال ستيفن هوكينغ الساذج ، وغير المنطقي ، شعارا عالميا لدى الكثير من الكتاب ( لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ) . خلال قراءتك الآن ، ... لا يمكنك محو حدث القراءة ، فهو حدث بالفعل وتحول إلى حقيقة موضوعية بالنسبة لك على الأقل . ولنحاول مع السؤال السابق : لماذا لا تتذكر _ ي الغد ؟ لم يحدث الغد ، ومحاولة تخيله شيء طبيعي وجميل ، لكن تذكره ليس سوى وهم طفولي وغير منطقي ، ولا يحمل أي دلالة أو معنى آخر . واقترح عليك ، خاصة إن كنت ممن يعتقدون أنه سؤال عميق وغني بالمعاني لأن ستيفن هوكينغ من طرحه ، تكرار المحاولة بشكل متسلسل لثلاثة أيام فقط . فيتكشف حجم الهراء في هذا النوع من الثرثرة ، وهي سائدة في الفيزياء الحديثة ، واكثر من ساهم في هذا النوع من الثرثرة العشوائية اينشتاين ، صاحب فكرة السفر في الزمن . هل للزمن وجوده الموضوعي ، حتى يتسنى للناس أو غيرهم السفر فيه ؟ لا يمكن الإجابة على هكذا سؤال ، ولو بشكل افتراضي ، بدون تحديد الزمن ومعرفة طبيعته أولا . 2 لماذا يعتقد غالبية البشر ، أن اتجاه حركة الزمن بعكس ما هي عليه ؟ السبب الأول ، العادة والسهولة . السبب الثاني ، لأنهم يخلطون بين حركة الحياة ( وهي بالفعل من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر ) وبين حركة الزمن المعاكسة بطبيعتها . يمكنك ملاحظة أي حدث في الوجود ، وبلا استثناء ، يحدث في الحاضر ثم يتحول مباشرة إلى الماضي وقبل أن تلاحظ _ي ذلك . نفس المثال ، حدث قراءتك لهذه الكتابة ، صار في الماضي _ لكن أنت في الحاضر منذ ولادتك وحتى لحظة موتك ، وهذه المفارقة التي أحاول فهمها وتفسيرها وشرحها بالتزامن _ الذي يبتعد عن الحاضر ( عنك ) بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ( وتمثل الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ) . 3 اتجاه حركة مرور الزمن أو سهم الزمن بدلالة الحياة
الواقع الموضوعي ثلاثي البعد : زمن وحياة ومكان . الزمن يجسد الحاضر والحياة تجسد الحضور والمكان يجسد المحضر . لكن الماضي والمستقبل يمثلان المشكلة في اللغة ، حيث أنهما أحاديان فقط ، لا يوجد سوى كلمة الماضي للدلالة على ما حدث سابقا ( الوجود بالأثر فقط ) ، ولا يوجد سوى كلمة المستقبل للدلالة على ما سوف يحدث لاحقا ( الوجود بالقوة فقط ) ، بينما للتعبير عن الواقع المباشر لدينا ثلاث كلمات للدلالة على الأبعاد الثلاثة : حاضر وحضور ومحضر . أيضا للدلالة على المستقبل ثلاثي البعد ، لا توجد كلمات ( مصطلحات ) سوى التعبير بالجملة : المستقبل الزمني أو المستقبل الحي أو المستقبل المكاني . نفس الشيء بالنسبة إلى الماضي ، حيث البعد الزمني ( أو الماضي الزمني ) ، والبعد الحي ( أو الماضي الحي ) ، أو البعد المكاني ( أو الماضي المكاني ) . مشكلة الغموض والتشويش في النص سببه المشكلة اللغوية ( العربية هنا ، لا أعرف كيف تبدو المشكلة في بقية اللغات ) . حيث لدينا ثلاثة أشياء مختلفة ، لكن لدينا كلمة واحدة أو اسم واحد . ثلاثة أشياء تحتاج إلى ثلاثة كلمات في الحد الأدنى ، لكي يتم التعبير عنها بشكل منطقي ، ويحمل معنى وخبرات يمكن فهمها . .... مشكلة الماضي والمستقبل مزدوجة ، لغوية وفكرية بالتزامن . الماضي خلفنا ، ورائنا ، حدث سابقا ، وهو موجود بالأثر فقط . المستقبل أمامنا ، بمواجهتنا دوما ، سوف يحدث ، وهو موجود بالقوة فقط . هنا مستوى جديد في المشكلة اللغوية : لا تكفي كلمة مفردة ( الماضي ) للتعبير عن كل ما حدث سابقا . فالماضي نفسه عدة أقسام ، الماضي الموضوعي أو المطلق ، قبل نشوء الحياة والانسان بالطبع ، والماضي القديم الذي يتلازم مع الوجود البشري ، والماضي الحديث أو الشخصي وهو يبدأ من لحظة ولادة الفرد . والمشكلة نفسها ، لكن بشكل معكوس وأكثر غموضا بالنسبة للمستقبل . لا تكفي مفردة ( المستقبل ) للتعبير عن ما سيحدث بعد قرن ، أو بعد مليون سنة مثلا . المستقبل عدة مستويات تبدأ من الواقع المباشر والحالي ، حيث المستقبل الشخصي ينتهي مع موت الفرد ، والمستقبل الإنساني أبعد من المستقبل الفردي بشكل بديهي ، لكنه محدود أيضا ( يمكننا تخيل ذلك ) . والمستقبل الموضوعي أخيرا ، حيث لا يصله التخيل الإنساني الحالي . .... الخلاصة يمكن معرفة وتحديد اتجاه حركة الزمن أو الحياة ، عبر التركيز والانتباه .. الواقع المباشر ثلاثي البعد : زمن وحياة ومكان . 1 _ الزمن أو الحاضر يتحول إلى الأمس ، ثم الماضي الأبعد فالأبعد . جميع الأحداث بلا استثناء ، تتحرك في اتجاه وحيد ، من الحاضر إلى الأمس ، ثم الأمس الأبعد ، والماضي المطلق أخيرا . وهذه الظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . 2 _الحياة أو الحضور ، تتحول إلى الغد ، ثم الغد الأبعد فالأبعد . حركة الأحياء المشتركة ، موضوعية وهي عكس حركة الزمن ، تنتقل من الحاضر إلى الغد ، ثم الغد الأبعد ، والمستقبل المطلق أخيرا . حياة الفرد تبدأ مع الولادة وتنتهي بالموت ، وهي تحدد الحاضر والحضور بشكل مزدوج ومتعاكس . وتتضح الفكرة بدلالة العمر الفردي خاصة . وهذه الظاهرة أيضا تقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء . 3 _ المكان ( الاحداثية ) أو المحضر ، ثابت ويمثل عامل الاستقرار والتوازن الكوني . .... الصعوبة في تقبل وفهم هذه الأفكار الجديدة ، تتمثل بمشكلة المجهول ، ليس من السهل أن يدرك الانسان ما يجهله . يمكن توضيح الفكرة _ الخبرة عبر الاستعانة بالبرمجة اللغوية _ العصبية ، وهي تحدد اكتساب مهارة جديدة أو تعلم فكرة ، بأربعة مراحل : 1 _ لا مهارة في اللاوعي . 2 _ لا مهارة في الوعي . 3 _ مهارة في الوعي . 4 _ مهارة في اللاوعي . بالعموم ، يجهل الانسان المرحلة الأولى ، وينسى الأخيرة بحكم العادة والتكرار . .... يتمثل الخطأ المشترك بين العلم والفلسفة ، والثقافة العالمية ، في اعتبار بداية الزمن والحياة نقطة واحدة . واعتبار حركتهما باتجاه واحد ومفرد ، من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تحدث الأزمنة الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل ) بالتزام
...
-
اسم الحب
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته 6 _ القسم الثاني
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته _ القسم الأول
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته 4
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته مع مقدمة جديدة
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته 3
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته 2
-
الكتاب الثالث _ النظرية الجديدة للزمن ، الملف الأول
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته _ مقدمة
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد ( الحب والوقت ) ..
...
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد 9 تكملة
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد 9
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد 8
-
النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، الجزء الثالث ، مع فصل جديد
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد ( الحب والوقت ) مع
...
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد 7
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد ( الحب والوقت )
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية 5
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، مع التكملة والتصحيح
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|