راني ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 6872 - 2021 / 4 / 18 - 04:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اكد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك في مقابلة مع قناة "France 24" في 16/4/2021 بعد سؤاله عن التعقيب على الموقف الفلسطيني الذي وصف تطبيع السودان مع إسرائيل من اجل ازالته من لائحة الإرهاب الامريكية طعنة في الظهر، بقوله" ان إزاحة السودان من لائحة الإرهاب الامريكية، سمح للسودان بإقامة علاقات طبيعية مع المجتمع الدولي وجعلها جزء من المجتمع المتحضر“، كما عقب بعد سؤاله عن احتمال زيارته في المستقبل لإسرائيل، واحتمال زيارة وفد سوداني أمني للدولة العبرية الأسبوع القادم بقوله "ان السياسية الخارجية الحالية للسودان مبنية على المصلحة العليا لبلاده التي من خلالها ستحدد أسس العلاقات مع الدول الأخرى".
تتماشى اقوال عبد الله حمدوك ومن لف لفيف قادة السودان من المنبطحين العرب للإملاءات الامريكية الإسرائيلية التي تستهدف اضعاف وشرذمة الدول العربية بشكل خاص، والعالم الإسلامي بشكل عام من أجل ضمان تفوق إسرائيل عسكريا واقتصاديا في المنطقة؛ حيث لم تتعلم القيادات السودانية الحالية من تجارب الآخرين الذين اختفوا من المسرح السياسي العربي بسبب تطبعيهم مع اسرائيل؛ فأنور السادات قتل، واطيح بنظام قرينه حسني مبارك لتصبح مصر التي كانت تقود العالم العربي ولها تأثيرها الدولي دولة فقيرة متسولة تابعة للطامعين بالهيمنة على أمتنا العربية، ولم يتبقى للسلطة الفلسطينية بعد معاهدة أوسلو وخسارة 88%من مساحة فلسطين التاريخية أي شيء تتفاوض عليه؛ حيث لا يتاح للفلسطينيين في القدس الشرقية العيش والبناء سوى في 9 كيلو مترات مربعة، أو ما يعدل 13% من مساحة القدس الشرقية البالغة قرابة 72 كيلومترا مربعا.
اما الأردن فمنذ توقيعه معاهدة وادي عربة مع اسرائيل في 1994 وهو يواجه مشاكل سياسية واقتصادية وإجراءات توسعية إسرائيلية تهدد وجوده بإقامة الوطن البديل. والحال نفسه ينطبق على دولة جنوب السودان التي مزقتها الحروب الاهلية وأهلكها الفقر والتي كانت إسرائيل من اوائل الدول التي اعترفت بها، ومع الرئيس اللبناني الأسبق بشير الجميل الذي قتل واختفت كتائبه من غير رجعة، ومع رئيس موريتانيا السابق معاوية احمد الطايع وشاه إيران.
بالإضافة الى ما سلف ذكره، تقوم إسرائيل بالعبث بالأمن المائي للسودان من خلال نصبها منذ عام 2019 منظومات إسرائيلية دفاعية كمنظومة "بيتون"، و"ديربي"، و"سبايدر مر" حول سد النهضة الاثيوبي لتحصينه من أي هجمات عسكرية في حال فشلت المفاوضات مع مصر والسودان بشان تقاسم مياه النيل مناصفة مع اثيوبيا. وقامت إسرائيل بتدريب 500 مهندس ري اثيوبي في تل ابيب، وتوقيع اتفاقية بين الطرفين لإدارة كهرباء إثيوبيا.
لن تتغير أحوال الشعب السوداني، ولن يحصل على الأمن والحرية والحياة الكريمة من خلال تطبيع قادته الحاليين مع الكيان الصهيوني، وستبقى التبعية العمياء والاستبداد والدكتاتورية والفقر المحصلة النهائية لهذه العلاقة المشبوهة التي أقاموها مع تل ابيب، وستكون إزالة السودان من لائحة الإرهاب الامريكية، ومساعدة أمريكا لاقتصادية له بمثابة سيف مسلط على رقاب الشعب السوداني لمنعه من الخروج من الفلك الأمريكي والصهيوني.
#راني_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟