عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 6855 - 2021 / 3 / 31 - 02:37
المحور:
الادب والفن
منذ الفجر ينهض على صوت يدوي فيه
لا تنام كثيرا
الحقل وما فيه
مرهون بعينيك المفتوحتين
وصوتك العالي يزمجر
يطرد أشباح الخوف
ويؤنس وحشة السكون
أنهض أيها الشاطر المجتهد
ورافق الديك في مهمة التنبيه
الرجل العجوز سيدك الآن يتقلب في فراشه
يحلم بالثروة
ويحلم
أن يعود شابا من جديد
ليبعث في أوصال رغبته التي ماتت
حياة قادمة
وعروس أخرى
وقصر مشيد
بماذا تحلم أنت أيها القبطان؟
ليس أكثر من عظمة مرمية
وكلبة ماره
يشاركك فيها كل كلب عنيد
وتنام في حفرة التراب
لتصحوا كما كنت كلبا
يرافق سيده
وتتودد أن يرضى عليك
ليس أكثر من هذا
يرضيك
كل ما في الحقل من حيوانات
يحترمها سيدك
ويقدم لها المزيد
لأن في المزيد.... مزيد
إلا أنت
مهما عملت
مهما ركضت
مهما سهرت
ليس لك فيها نصيب
أنهض أيها الكلب الشجاع
وتذكر كل جراحاتك التي تنقش وقعها
على جسدك
وأنت تقاتل من أجل مبدأ عظيم
حقل السيد في أمان
وليذهب الكون للجحيم
عظيم جدا أيها الوفي
فأنت تسدد دينا ليس في ذمتك
تفترض أن جهدك مخلوق أن تخدم به
وتقدم الطاعة
وتشكر
أن لك مكانا في هذا الحقل
بمنتهى الرغبة تقدم نفسك
قربانا لرضا من لا يرضى
أنت لست ممن ينال التقاعد الكريم غدا
ولا حتى يمكنك أن تكون عشاء لذيذ
على مائدة السيد
وليس من ورائك بيض أو حليب
أنت مجرد كلب حقل
تلهث على أن لا تنال شيء
ومع ذلك أنت فرح سعيد
لا تبتئس أيها المخلوق
فلست الوحيد الفريد
نحن البشر أيضا
نعامل كثيرا ككلب حقل
أو ربما أكثر قسوة
لينال الهناء
رب البيت العتيد
وتهنأ سعيدة بسعيد
إذا أنهض باكرا أكثر
أو لا تنام أصلا
فالنوم متعة
لا يستحقها مثلك ومثلي
ومثل الكثير من عبيد السيد العجوز
وهو يحلم أن يكون يوما
إلها أو ربما يلد إلها ليحكم الكون بالنار والحديد...
ليس هنالك من شيء جديد
وليس هناك من أمر غريب
أنهض فقد يصحو سيدك فجأة
وتنال منه شتما
وضربا
أو يحرمك من نعمة الإسكان
في مزبلة الحقل
أو على بوابات الحراسة....
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟