|
فلسفة العلم واللاعلم عند كارل بوبر
حيدر جواد السهلاني
كاتب وباحث من العراق
الحوار المتمدن-العدد: 6854 - 2021 / 3 / 30 - 23:44
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
" كارل بوبر هو أحد الفلاسفة الذين سوف يتوقف عندهم تاريخ الفكر الفلسفي بصفة عامة وتاريخ فلسفة العلم بصفة خاصة لوقت طويل مشيداً بفضله واسهاماته، محمد قاسم: كارل بوبر نظرية المعرفة، ص7." فلسفة العلم: للعلم تاريخ طويل بدأ أثر محاولات وتجارب أولية عديدة قام بها الإنسان البدائي، بغرض حل بعض معضلات الحياة وتحقيق أغراض ظرفية، ويوصف العلم بأنه منهج بحث لإنتاج المعرفة، أو بأنه مجموعة من الاجراءات المعروفة التي تراجع وتصوب باستمرار وتقود الى خلق نظريات تتطور في كنف المعرفة نفسها، ومن مميزات العلم الموضوعية والتحليل والتركيب والتحقق عن طريق البرهنة والتجريب.(1) فلسفة العلم ليست جزءاً من العلم ذاته، بل إنها تبحث في مبادئه وأسسه فهي حديث يأتي بعد العلم نفسه، وهي ليست ممارسة للعلم بل هي حديث فلسفي عن العلم، أي إنها لا تقدم معارف علمية، بل تتفلسف حول تلك المعارف وحول النتائج التي توصل إليها العلم، وفلسفة العلم تتحدث عن العلم من كل جوانبه دون أن تقتصر على مجال دون آخر، وفلسفة العلم لا تهتم فقط بالعلم كما يجب أن يكون، بل إنها تهتم بالعلم كما هو وكما يتطور بالعقل، وهي ليست تكرار لما يقوله العلماء ويفعلوه، ولكنها أيضاً تقييم للتبرير العقلاني والمنطقي لأقوالهم وأفعالهم، ومن ثم فإن فلسفة العلم لا تتعلق بالنظريات أو المبادئ في مجملها فقط، بل إنها تتعلق بالتفاصيل المفاهيمية المكونة لها أيضاً، لكي تؤدي إلى الوضوح المفاهيمي، وقد ظهر هذا الفرع من الفلسفة في بداية أو وسط القرن التاسع عشر، فظهر فلاسفة علم كثيرون منهم من كان عالماً وعمل بالفلسفة ومنهم من كان فيلسوف وعمل باختصاص فلسفة العلم. وبذلك أن فلسفة العلم كمبحث تخصصي ومتميز، يهدف الى تكوين معرفة بالمعرفة العلمية أو نظرية عن النظرية العلمية.(2) و فلسفة العلم هي الفلسفة التي تركز اهتمامها بمنطق ومنهج العلم وخصائصه وشروط المعرفة العلمية وكيفية تقدمها، وكافة العوامل التي تساهم في عملية التقدم، حيث أن فلسفة العلم تقدم آليات معرفية ومنهجية في سبيل تشكيل العقل لتمكينه من حل كافة المشاكل والعراقيل التي تعترضه، وكذلك تسعى فلسفة العلم إلى فهم أهداف العلم ومناهجه ومبادئه وتطبيقاته وانجازاته. أماعن نشأة فلسفة العلم فيكاد يكون هناك ما يشبه الاتفاق على أن أول من صاغ هذا المصطلح هو الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي أوجست كونت(1798_1857) الذي عرفه بأنه الدراسة الخاصة للمفاهيم العامة لمختلف العلوم من حيث أن هذا الدراسة خاضعة لمنهج واحد، وفي القرنين التاسع عشر والعشرين شهدت فلسفة العلم تطوراً كبيراً، بل اصبحت هي أهم فروع الفلسفة وأكثرها تطوراً، وأهتمت فلسفة العلم بالإجابة على عدد من الاسئلة مثل ما هو العلم وماهي طبيعته وماهي حدوده. وعند الرجوع الى تاريخ الفلسفة، نجد كثير من الفلاسفة عملوا في مجال العلم وصاغوا نظريات كثيرة في العلم، واعتمدوا على الملاحظة، لصياغته آرائهم الفلسفية، فمثلاً طاليس أول الفلاسفة الذين اعتمدوا على الملاحظة في صياغة رأيه الفلسفي وهو اصل الكون الماء، والفيثاغورين هم جماعة علمية دينية سياسية يخضعون لنظام مشترك ويعملون في الرياضيات والفلك، ويعتقدون أن العلم هو خير وسيلة لتهذيب الاخلاق، وأفلاطون الذي كتب على باب الاكاديمية لا يدخلها إلا من كان ملماً بالهندسة، وذلك لأيمانه بأن العلم له نصيب كبير من المعرفة. وبذلك أهتم فلاسفة اليونان كثيراً بالعلم، أما فلاسفة المسلمين كان لديهم الكثير من العلوم سواء في الطب أو في الفلك أو في البصريات والكيمياء. ولقد بدأت التفرقة في العصر الحديث بين العلم والفلسفة على يد رواد البحث العلمي التجريبي من فلاسفة وعلماء، الذين اعتمدوا على الملاحظة والتجربة والادوات التي تمكنهم من دراسة الظواهر الطبيعية واكتشاف اسرارها، فكان من نتيجة ذلك انفصال بعض العلوم عن الفلسفة ومنها علم الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة، كما انفصلت علوم اخرى لاحقاً مثل علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الانثروبولوجيا.(3) ويؤكد الكثير أن هناك رابط وثيق بين الفلسفة والعلم، إذ فلسفة العلم اصبحت لا تنفصل عن الابعاد التاريخية لظاهرة العلم وتعتني عناية شديدة بتاريخ العلم، وأن مسألة العلاقة بين العلم والفلسفة هي في حد ذاتها مسألة تاريخية معقدة، ومسألة التاريخ هي في حد ذاتها موضوع تساؤل باعتباره علماً، فالكثير من الاختصاصات كانت تعد علماً وليس فلسفة .ومع ذلك أن الصلة وثيقة بين الفلسفة والعلم، إذ مثلما يؤثر العلماء في بناء الانظمة الفلسفية، فكذلك يؤثر الفلاسفة بأنظمتهم الفلسفية في بناء المعارف العلمية.(4) (وهذا واضح بكثير من النظريات العلمية أو الفرضيات الفلسفية، فكثير من الفلاسفة اعتمد على الطرح العلمي في بناء فرضية فلسفية، أما العلماء فكثير ما اتبعوا المنهج الفلسفي والفرضيات الفلسفي في صياغة نظرياتهم)) هناك فرق بين الفلسفة العلمية وفلسفة العلم، وهو كل عمل يتناول تحليل المفاهيم والطرق المعرفية والمنطقية فهو في صلب فلسفة العلم، وكل عمل يتوسل بالنتائج العلمية من أجل رسم صورة شاملة فهو في صلب الفلسفة العلمية. وايضاً الفرق بين العلم وفلسفة العلم، أن العلم عبارة تتحدث عن الظاهرة حديثاً مباشراً، أما إذا تناولنا العبارة العلمية بالتحليل والتعليق، فعندئذً لا يكون مدار كلامنا هو الظواهر الخارجية، بل يكون مداره هو العبارات العلمية ولهذا فهو فلسفة العلم وليس علماً.(5) الوضعية المنطقية: الوضعية المنطقية (logical positivism) اتجاه في الفلسفة العلمية منبثق من الوضعية ظهر في القرن العشرين، يعول أساساً على التجربة ويهدف إلى تنظيم المعرفة داخل نسق وحدة العلم كي يزيل الفروق بين فروع العلوم المختلفة بدعوى أنه لا يمكن قيام فلسفة علمية أصيلة إلا بوساطة التحليل المنطقي للعلم. وقد أطلق على هذه الفلسفة أسماء عديدة منها: التجريبية العلمية والتجريبية المنطقية وحركة وحدة العلم والتجريبية المتسقة، والفلسفة التحليلية، وحلقة فينا، وقد تولد منها وضعيات أخرى مثل الوضعية المنطقية في علم الأخلاق والسياسة الوضعية، ويعتقد البعض أن الوضعية المنطقية التي انبثقت عن دائرة فينا في عام 1925، على يد موريس شليك( 1882_1936) ومن بعده كارناب (1891_1970) وآير (1910_1989)، صاحبته الفضل في جعل فلسفة العلم بالشكل المتعارف عليه، والأمر الجدير بالذكر هنا هو أنه لم تتشكل مدرسة مهمة بفلسفة العلم بعد الوضعية المنطقية، وإنما كل من جاء بعدها أما معارض و ناقد لأفكارها أو تابع ومؤيد لها، ويعد بوبر من أعمق الفلاسفة الذين عارضوا افكار الوضعية المنطقية، واعتنق مبدأ التكذيب بدل مبدأ التحقق، وقد سميت هذا الحركة الفلسفية بهذا الاسم لأن انصارها وضعيون بمعنى أنهم كالعلماء يريدون للإنسان أن يقف بفكره عند الحدود التي يستطيع عندها أن يقيم عمله على تجاربه وخبرته، فلا يجوز له أن يتجاوز بنشاطاته التأملية هذه الحدود، وتعتقد الوضعية المنطقية أن المشكلات الفلسفية في الحقيقة ما هي إلا أشباه مشكلات، لأنها تضع المشكلة المزعومة على هيئة سؤال يتطلب الجواب، وقد أراد رواد هذه الحلقة إيجاد فلسفة تهتدي بمنهج العلم الذي يحقق ويبرز الأهمية الكبرى في التفكير العلمي لكل من الرياضيات والمنطق والفيزياء، ومن بين المصادر الاساسية التي ارتكزت عليها الوضعية المنطقية فلسفة كونت والفلسفة التجريبية عند جون لوك(1632_1704) وهيوم(1711_1776) وجون ستيوارت مل(1806_1873)، ويعتقد انصار الوضعية المنطقية أن التأكيد على وجود قوة فائقة للحس ومفارقة ليس في وجهة نظرهم بقضية، فالميتافيزيقا تنشأ من رغبة الناس في الامتداد بعواطفهم وانفعالاتهم إلى ما وراء حدودها المشروعة، فتراهم يعبرون عنها في صورة نظريات ويقدمونها على شكل وقائع موضوعية، ولكنهم لا يقرون في الواقع أي شيء وإنما يعبرون بصيغ عقلية عن بعض الانفعالات أو العواطف التي تترجم عن نفسها عادة من خلال الاعمال الأدبية والفنية، وعبارات الميتافيزيقا خالية تماماً من المعنى، وعند خضوعها لمعيار أو مبدأ التحقق تظهر خالية من المعنى، ويحلل كارناب الميتافيزيقين، فيرى أنهم مجرد موسيقيين عدموا كل موهبه موسيقية، ولذلك فإنهم يحاولون التعويض عن هذه الموهبة بما لديهم من ميل شديد نحو العمل في مجال النظريات والاتجاه نحو التأليف بين الأفكار والمفاهيم، وبينما يعبر الموسيقار عن الانسجام عن طريق شعوره بالحياة، يبقى الميتافيزيقي عاجزاً عن التعبير بمفاهيمه وافكاره عن خلل الشعور الحيوي، وبدلاً من أن يستعمل عقله في المجال الصحيح ألا وهو مجال العلم، لكن هنا الميتافيزيقي يجهد في الخلط بين المجالين، فلا يكاد عمله الفلسفي يضيف شيئاً إلى المعرفة اللهم إلا النذر اليسير وبطريقة غامضة وعصية على الفهم. وعند الوضعية المنطقية يجب التفرقة بين عمل التجربة وعمل العقل، فالتجربة هي مصدر لاكتساب المعرفة العلمية ولتسويغ صحتها وعن طريقها وعبر خبرتنا الحسية نقوم بمطابقة القضية مع الواقع، أما العقل فمهمته منطقية بحته، حيث يقوم بتجزئة القضايا الكلية إلى قضايا فردية وذلك لتسهيل عملية اختبارها والتحقق من واقعيتها، فالتحقق من القضية الكلية متعذرة، وعن طريق الخبرة الحسية يقوم العقل بترميزها بلغة رياضية ويمنحها صفة الاتساق والواقعية. أما مهمة الفلسفة عند الوضعية المنطقية تتمثل في توضيح ما يقرره العلم، فالفلسفة لا يناط بها وصف ما هو موجود في العالم الواقعي وتفسيره، بل يجب أن تقوم بوظيفة التحليل المنطقي لما يقدمه العلم من مفاهيم ونظريات علمية، ويجب تفتيت المشكلات الفلسفية بغرض معالجتها جزءاً جزءاً كما يفعل العلماء في تحليل مادة بحثهم، إذ النظرية الكلية غالباً ما تعطينا إجابات زائفة لوجود عوامل غير موضوعية. أما الحديث عن الماورائيات وما يتخلل ذلك من آراء فلسفية يبقي الفلسفة في إطار ما هو خارج عن المعنى والواقعية، وموضوع الفلسفة هو التوضيح المنطقي للأفكار، فهي ليست نظرية بل فاعلية لذا فعملها يتكون اساساً من توضيحات، والفلسفة يجب أن تعمل على توضيح وتحديد الأفكار بكل دقة، وإلا ظلت تلك الأفكار معتمة ومبهمة.(6) العلم عند بوبر: يعد كارل بوبر(1902_1994) واحد من أهم فلاسفة العلم في القرن العشرين، إن لم يكن أهمهم على الاطلاق، وقد آمن بوبر بقيمة العقل ودوره وقدرته، وتبنى النقد منهجاً لعمل العقل وتقدم المعرفة وناهض كل نزعة ارتيابية في العلم.(7) وتمثل افكار بوبر أهم تطور حدث في فلسفة العلم في القرن العشرين، ويختلف مدخل بوبر في معالجة نظرية العلم عن المداخل الأخرى التي يتخذها الفلاسفة والمناطقة وفلاسفة العلم، والسبب في هذا أن بوبر يضع نقطة انطلاق رئيسية يتخذها مدخلاً حيوياً للموضوع، فهو أولاً يشير إلى المشكلة التي يريد أن يتناولها، ثم يقدم صياغة لها، ومن خلال تحديد المشكلة وصياغتها يقوم بتحليلها من كافة الجوانب بصورة نقدية توحي إلى القارئ بأهميتها وحيويتها، ومن خلال النقد يستطيع أن يدفع بالحلول الممكنة لمشكلته، ثم يستعيدها واحداً تلو الأخر ليستبقي حلاً واحداً وتكون المشكلة من خلاله قد اتضحت بكل ابعادها.(8) وبوبر بوصفه فيلسوف علم اكتسب لغة عصره العلمية وتأثر بمبادئ النظريات السائدة ومفاهيمها وادرك مقتضيات العلم المعاصر واتجاهاته المتعددة والمتداخلة، وقد اعتقد بوبر أن بدايات العلم تتمثل في الأساطير الشعبية والدينية وفي الخيال الجامح للإنسان الذي حاول أن يجد تفسيراً للعالم ومن ثم تطور من الاسطورة إلى نقد العقل، وقد أهتم بوبر بقراءة الشعر والاساطير اليونانية القديمة ونتج عن ذلك اعتقاده بأهمية الأسطورة في المجال المعرفي، إذ وجد أن نقد العلماء لمضمون الأساطير التي كانت سائدة لعصرهم أثمر حلولاً علمية استطاعت حل مشاكل كثيرة.(9) العلم عند بوبر لم يعد بتلك الدقة والصرامة التي يتصورها الكثيرون، فهناك مناطق مظلمة كثيرة في النظريات العلمية، ومع بوبر تحول المنهج العلمي من منطق التبرير إلى منطق الكشف العلمي، إذ سارت فلسفة العلم بشكل عام في إطار منطق تبرير المعرفة العلمية، بمعنى تحديد مبررات لها، وقد اعتقد ولاحظ بوبر أن فلاسفة العلم ينظرون إلى العلم والمعرفة العلمية بوصفها حقائق ثابته، وينشغلون بتبريرها، فصوب بوبر الأنظار إلى منطق الكشف العلمي، و المنهج عند بوبر هو الذي يحدس الفروض ويعززها وينقدها ويسعى لتكذيبها، وقد وضع بوبر بدل تبريرها والتحقق منها مبدأ تكذيبها، والمنهج العلمي في طور الاستمرارية، وأن أفضل النظريات العلمية وأكثرها صموداً هي التي تصمد أمام اختبارات النقد ومحاولات التفنيد، وهي التي يجب أن تفضل بالنسبة لأفعالنا العلمية، وبوبر هنا مهتم بالرفض والنفي أكثر من الاهتمام بالتأييد والصدق، ويعد بوبر صاحب دعوة المجتمع المفتوح( Open Society) وهو مجتمع يسمح بالتعبير عن وجهات النظر المتعارضة وتبني الأهداف المتضادة، مجتمع يتمتع فيه كل فرد بحرية البحث في المواقف الإشكالية وحرية اقتراح الحلول، وحرية انتقاد الحلول التي يقترحها الأخرون.(10) ولا يعتقد بوبر بمنهج التعميم الذي يرى بأن العلم يبدأ من ملاحظات يشتق منها نظريات مثل ما يفعله الاستقراء، وإنما يعتقد أن الملاحظة والتجربة لها وظيفة أكثر تواضعاً، وهي معاونتنا في اختبار واستبعاد ما لا يثبت منها.(11) وعند بوبر العلم ما هو إلا تراكم معرفي، والحقيقة العلمية هي تصحيح تاريخي لخطأ طويل، والاختبار هو تصحيح الوهم، وهنا هو عكس باشلار(1884_1962) الذي يرفض النظرية التراكمية في المعرفة، ويؤكد على النظرية الثورية والقطيعة المعرفية، إذ يرى أن العلم مرهون بحدوسات جريئة تمثل قفزات ثورية. ويحدد بوبر منهج اختبار النظرية العلمية، فيشير إلى أن الاختبار يتم بطريقة استنباطية وعلى اربع مراحل مختلفة تمر بها النظرية موضع الاختبار: 1_ أن تقيم مقارنة منطقية بين نتائج النظرية، حيث تعبر هذه المقارنة عن مدى اتساق النسق الداخلي للنظرية. 2_ البحث في الشكل المنطقي للنظرية، في طبيعة النظرية، هل هي نظرية علمية وتجريبية أم أنها تحصيل حاصل؟. 3_ مقارنة النظرية مع النظريات الأخرى، لغرض معرفة ما إذا كانت تضيف علماً جديداً. 4_ اختبار النظرية اعتماداً على التطبيق التجريبي للنتائج المشتقة منها.(12) المذهب التاريخي عند بوبر: يرفض بوبر التنبؤ بالمستقبل، والاعتقاد بالمصير التاريخي مجرد خرافة، وأنه لا يمكن التنبؤ بمجرى التاريخ الإنساني بطريقة من الطرق العلمية أو العقلية، لذلك أصدر بوبر كتاب عقم المذهب التاريخي، ويقول بوبر " لقد حاولت أن أبين أن التنبؤ بالمستقبل ما هو إلا تنبؤ عقيم أي أنه منهج لا يؤتى أي ثمار، وأنه يستحيل علينا التنبؤ بمستقبل سير التاريخ". ويبرهن بوبر على كذب المذهب التاريخي: 1_ يتأثر التاريخ الإنساني في سيره تأثراً قوياً بنمو المعرفة الإنسانية. 2_ لا يمكن لنا بالطرق العقلية أو العلمية أن نتنبأ بكيفية نمو معارفنا العلمية. 3_ لا يمكننا التنبؤ بمستقبل سير التاريخ الإنساني. 4_ يجب أن نرفض قيام تاريخ نظري أي إمكان قيام علم تاريخي اجتماعي يقابل علم الطبيعة النظري، ولا يمكن أن تقوم نظرية علمية في التطور التاريخي تصلح أن تكون أساساً للتنبؤ التاريخي. 5_ المذهب التاريخي يخطأ في تصوره للغاية الاساسية التي يتوسل إليها بمناهجه. وهنا بوبر لا يدحض كل أنواع التنبؤ الاجتماعي فهو على العكس يتفق تمام الاتفاق وإمكان اختبار النظريات الاجتماعية، كالنظريات الاقتصادية عن طريق التنبؤ بأن أموراً معينة سوف تحدث أن تحققت شروط معينة، وإنما هو يدحض إمكان التنبؤ بالتطورات التاريخية إلى الحد الذي يمكن أن تتأثر بنمو معارفنا.(13) العوالم الثلاث: تعد مشكلة العقل والمادة والربط بينهما من المشاكل القديمة في الفلسفة، وهذا ما دفع بوبر إلى حل هذه المشكلة بتشييده نظرية العوالم الثلاث، وأن الغاية التي يصبو إليها بوبر من خلال تشييده نظرية العوالم الثلاث، تتمثل في حل المشكلة القائمة بين العقل والمادة ، وقد وضع نظرية جديدة حول العوالم الثلاث، وعن طريق هذه النظرية يمكن للعقل الإنساني رؤية الجسم المادي بالمعنى الحرفي. وقد قسم بوبر العالم إلى ثلاثة عوالم منفصلة وهي: العالم الطبيعي والذي يتكون من الصخور والاشجار وقد اسماه العالم الأول، والعالم الثاني هو عالم الحالات النفسية والعقلية ويتكون من الاحاسيس والشعور والآمال وباختصار هو العالم الذاتي أو عالم الخبرات الذاتية، أما العالم الثالث فهو عالم منتجات العقل الإنساني القابلة للنقد مثل القطع الموسيقية واللوحات والرسوم، والنظريات العلمية والكتب والمقالات، فهو أذن عالم حقيقي وواقعي مثله مثل العالم الأول. ويقر بوبر بأن ترتيب هذه العوالم تبعاً للقدمية فالعالم الأول أكثر قدماً ثم يليه بالقدم العالم الثاني وعالم المنتجات العقلية يأتي بعدهم. ويعد العالم الأول الأسهل، لأنه يضم الموضوعات الملموسة والمادية ويشكل العالم الأول الواقع أو الوجود، ويشكل العالم الأول هنا موضوع المعرفة، أما العالم الثاني يشكل المقارنة الذاتية لفهم موضوعات العالم، أما العالم الثالث يشكل الموضوعية لفهم موضوعات العالم. ويضع بوبر العالم الثاني أي عالم الوعي الإنسان بين عالم الأشياء المادية وعالم المحتويات الموضوعية للفكر، وهنا العالم الثاني يصف ويبين العلاقة بين العوالم الثلاث، مما يعني أن العالم الثاني يقوم بدور الوساطة بين العالم الأول والعالم الثالث، ومن خلاله يتفاعل العالم الأول والعالم الثالث، ولا يمكن للعالم الأول والعالم الثالث التفاعل بشكل مباشر إلا من خلال العالم الثاني، فبدون العالم الثاني لا يمكن أن تكون هناك تفاعل.(14) الميتافيزيقا: في عام 1957 اصبح بوبر ليس فقط مقتنعاً بأن الافكار الميتافيزيقية يمكن أن تكون مصدر ألهام، وإنما يمكن مناقشتها ونقدها أيضاً، وأن الافكار الميتافيزيقية يمكن أن تقود في نهاية المطاف إلى نظريات قابلة للتطبيق والاختبار، مثل الفلسفات الذرية، وهي عبارة عن تأملات فلسفية لكنها وجدت وطبقت كنظرية علمية. وبوبر لا يدعوا إلى استئصال الميتافيزيقيا كما هو حال الوضعية المنطقية، لأن الميتافيزيقا لها دور مهم في العلم أو في حياة الناس. والميتافيزيقا مهمة جداً وذلك لأن فروضها يمكن أن تصير يوماً علماً، وعلى الأقل ملهمة للعلماء، وتؤثر على توجيه البحث العلمي، ولذلك يمكن أن تكون ما يطلق عليها بوبر برامج الأبحاث الميتافيزيقية، وهي برامج بحث لا غنى عنها للعلم.(15) نظرية المعرفة: نظرية المعرفة من أهم المباحث الفلسفية التي تأثرت بنتائج العلم المعاصر حتى أنها قد تحولت في صورتها الأخيرة لدى العديد من المفكرين إلى نقد للمعرفة العلمية بوصفها من أهم أنواع المعرفة الإنسانية.(16) وقد تعامل بوبر مع المعرفة بصفة عامة تعاملاً حذراً، فنجده يرفض القول بالمطلقية ويرفض مقولة اليقين ويطالب بوبر النظريات العلمية بالتخلي عن وثن اليقين، لأن اليقين مستحيل التحقق موضوعياً، وإن كان ممكناً ذاتياً.(17) أما مصادر المعرفة عند بوبر فهي عقلية وتجريبية، ويرفض بوبر أن يتدخل نوع المصدر في تحديد صدق المعرفة ويصر على أن قياس الصدق يكون فقط عن طريق الفحص النقدي للمعرفة وما يترتب عليها من نتائج كما لا يفوته أن يؤكد أن تعلم الإنسان النقد والذي بدأ مع فلاسفة الإغريق كان علامة فارقة في تطور ونمو المعرفة الإنسانية. والمعرفة تكون موضوعية إذا وجدت باستقلال تام عن الحالة الذاتية لعقل الفرد أو عقول الأفراد، وأن هدف العلم من وجهه نظر بوبر هو أن يقترب أكثر وأكثر من الصدق والعلم يستطيع أن يفعل ذلك عن طريق منهج النقد العقلي، وهذا المنهج بطبيعة الحال يتضمن الصياغة الواضحة للمشكلات والاختبار المنتظم للحلول المقترحة وفقاً للقواعد المنهجية المشار إليها سابقاً ومن ثم فإن نمو المعرفة تبدأ من حذف الخطأ.(18) والمعرفة في نمو دائم ومطرد وليست جامدة ومن ثم فهي في حاجة إلى نظريات مفتوحة وليست مغلقة، نظريات تكون أكثر قدرة على التطور والتقدم نحو أعلى درجة من الصدق، ولن يتأتى ذلك للنظرية إلا إذا كانت تحوي في جنباتها بعض العناصر التي تحمل الكذب، ولن تكون النظرية كذلك إلا إذا كانت شاملة وعامة، (مشكلة1_ نظرية مؤقتة_ استبعاد الخطأ_ مشكلة2) وهنا النظرية العلمية لا تنتهي من جانب العلم و العلماء نحو التقدم في مجال المعرفة العلمية ولن يتأتى ذلك بالثبات الاستقرائي، ولكن باستعمال منهج مخالف يواكب الطبيعة النامية المتطورة للمعرفة ومع كل نمو نستبعد النظريات الكاذبة، ولهذا يركز العلم على النظريات ذات الدرجة العالية من قابلية التكذيب، ولن تتصف النظرية بذلك إلا إذا كانت ذات محتوى معرفي أوسع وتعطي أكبر قدر من الظواهر ولها قدرة تفسيرية واسعة، فإذا ما تحققت فيها تلك الصفات ساهمت في نمو المعرفة ودفعت عجلة تقدم المعرفة خطوات على طريق الصدق.(19) الاستقراء: الاستقراء في اللغة هو التتبع من استقرأ الأمر فقد تتبعه لمعرفة أحواله، وعند التطبيقيين هو الحكم على الكلي بثبوت الحكم الجزئي، أما باستقراء جميع الجزئيات أو بعض منها، والمقصود بالمنهج الاستقرائي هو عملية الانتقال من حالات جزئية ملاحظة وتجريبياً إلى صيغ كلية فرض أو نظرية، وذلك بأن يقوم الباحث بملاحظة مجموعة من الجزئيات المتماثلة أو المتشابه أما بملاحظتها كما هي في الطبيعة أو باصطناعها في المعمل.(20) وقد رفض بوبر معيار قابلية التحقق وركائزه الاساسية المؤلفة من المنهج الاستقرائي أو الملاحظة والخبرة الحسية وانتقال الحكم من الجزئي إلى الكلي، والهدف من وراء هذا الرفض هو تهيئة خطوة ابستيمولوجية تمنحه الحق في صياغة معيار أفضل وبدل عما هو سائد، وقد عد بوبر الاستقراء القائم على ملاحظات عديدة خرافة، وسعى بوبر للتقليل من شأن الاستقراء في سبيل تأكيده على أهمية الفروض الميتافيزيقية والحدسية ويرى أن العلوم قد تطورت عبر هذه الخطوة والتي متضمنة في المنهج الاستدلالي، ويدلل على ذلك ما قام به جوهانس كبلر( 1571_1630) من اكتشافات في ميدان علم الفلك إذ برهن على أن الكواكب تتحرك في مدار بيضوي، وقد استطاع كبلر انجاز هذا السبق العلمي من خلال انطلاقه من فروض ميتافيزيقية ومضمونها أن الأفلاك تدور في مدارات دائرية، ولكن بعد أن أخضع كبلر هذه الفروض للنقد والاختبار استبعدها وقال بالدوران البيضوي ونقطة البداية هنا هي فروض ميتافيزيقية، واستبعد عبر النقد فوصل إلى فرض علمي، وهنا هو لم ينطلق من ملاحظة حسية أو استعمل المنهج الاستقرائي، بل عبر تكذيب الفرض الدائري اكتشف الفرض البيضوي.(21) ويعتقد بوبر أن الفرض اسبق من الملاحظة، بعكس الاستقرائيين الذين يعتقدون بأن الملاحظة اسبق من الفرض، وتعتقد يمنى طريف الخولي(1955_؟) أن بوبر يتمادى في انكار دور الملاحظة بوصفها أولى الخطوات التي تبدأ بها ببناء نظرية علمية، بل يعتقد أن سلوك الكائن الحي لا يعدو أن يكون محاولة حل مشكلة ويفترض حلها ثم تخرج إلى التجريب لبحث هذا الحل، ويعتقد بوبر أنه استحالة أن تكون النظرية العلمية مشتقة من مجموعة من الملاحظات الحسية واستحالة أن تكون نظرية نيوتن نظرية استقرائية، فبوبر هنا يرفض الاستقراء على اساس منطقي ونفسي، فهو يقدم حجج منطقية ونفسية، ويعتقد أن النظريات العلمية ليس اساسها الاستقراء، وأن مبدأ الاستقراء مبدأ زائد غير ضروري ينبغي حذفه، لأنه يفضي إلى عدم الاتساق المنطقي، ولو حاولنا اقامته بادعاء أننا نشتقه من الخبرة، لكن يعني أننا توصلنا إلى الاستقراء استقرائياً، ولا بد من اللجوء إلى استدلالات استقرائية تبرر بها هذه الاستدلال الأخير، ولكي نبرر هذا الاستدلال الأخير يجب افتراض مبدأ استقرائي أعلى في درجة نظامه وهكذا يسير الاستقراء في دوران منطقي، يجعله منغلقاً على نفسه أو يدور بغير نهاية.(22) وتبدأ خطوات المنهج الاستقرائي بالملاحظة والتجربة، ومن خلالهما يعمم الاستقراء وللتيقن منه يتم وضع فروض، ثم التحقق من صدقها وصولاً لأثباتها أو نفيها، ومن ثم يخلص الباحث إلى معرفة متحقق منها، بينما خطوات منهج الكشف العلمي عند بوبر تبدأ بمشكلة ترتبط بنظرية ما، ثم يتم اقتراح حل لها عبارة عن فرض ونظرية جديدة، ثم استنباط واشتقاق قضايا قابلة للاختبار من النظرية الجديدة، ثم محاولة تفنيد وتكذيب تلك القضايا عن طريق اختبارها في ضوء الملاحظات والتجارب ونظراً، لأنه عادة توجد فروض ونظريات متكافئة ثم تفنيدها فإن الخطوة الأخيرة تكون تفضيل إحدى النظريات وترجيح إحداها، وأن شبح الكشف العلمي لا يبدأ بالملاحظة والتجريب والاستقراء منهما، بل هما وسيلتان مساعدتان فقط في اختبار النظريات والفروض وتفنيد وتكذيب غير الجيد منها، فلا بد من فرض وحدس يسبق الملاحظة والتجريب وليس العكس. التكذيب: تجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من ترجمة لهذا المصطلح البوبري مثل قابلية التفنيد وقابلية البطلان والخطأ والدحض والتزييف.(23) والتكذيب هو إجراء نقدي في الأصل فكل نظرية تحتمل التكذيب تتوفر على درجة من العلمية.(24) وأن معيار التكذيب هو معيار موضوعي يهدف إلى تأسيس معرفة موضوعية ويكون قادراً على التمييز بين العلم واللاعلم، وأن النظرية العلمية السائدة هي نظرية قابلة للتكذيب، ولا يمكن تكذيبها إلا عن طريق البحث عن نقاط الضعف الموجودة فيها، ويبرز هذا الضعف عن طريق إخضاعها لاختبارات قاسية، فإن تجاوزتها تعزز من صدقها وإن فشلت فيمكن أن يكذب نسق من أتساقها أو تكذب بشكل نهائي.(25) والقابلية للتكذيب درجات ويمكن مقارنة درجات القابلية للتكذيب على اساس سعة فئة المكذبات المحتملة، ولكن هذه الفئات لا متناهية مما يجعل مسألة قياس الأكثر والأقل مسألة حدسية بغير قواعد ثابتة. ويقسم بوبر التكذيب إلى قسمين: 1_ قسم يتعلق بالإجراءات المنطقية ويعتمد على العبارات الاساسية ومن هذه الناحية فهو معيار صوري يمتاز بالدقة. 2_ قسم منهجي يتعلق بالإجراءات التي تحدد في نهاياته مصير النظرية من حيث القبول والرفض. التمييز بين العلم واللاعلم: أن العلم الذي نشأ مع غاليلو(1564_1642) ونيوتن(1643_1727) وحقق نجاحاً كبيراً اصبح غير خاضع للشك، فكان مبدأ العلم هو الحتمية، لكن مع ظهور نظرية الكوانتم والنظرية النسبية بدأت تطغى مفاهيم الاحتمال واللايقين واللاتعيين، ولهذا يعد بوبر من الذين تكلموا في قضية العلم واللاعلم، وأن العلم يتميز عن اللاعلم ليس بمنهجه ولا بنتائجه، وإنما بقابليته للتكذيب، وهناك وجهين للتميز بين العلم واللاعلم، يعتمد الأول على الموقف من المشكلة أما الاخر فيعتمد على المنطق الخالص، فأولاً يجب أن يبحث العالم عن الأمثلة المكذبة لنظريته، فهذه قضية تتعلق باختيار الموقف الصحيح وهو الموقف النقدي، ثانياً يجب أن يكون تحت تصرف العالم نظريات قابلة للتكذيب، وأول ما يميز المعيار الذي وضعه بوبر هو أنه يبدأ بمشكلة وينتهي بمشكلة، فالبداية تكون مشكلة اعترضت سبيل البحث أو التطبيق في المجال العلمي، فيحدس الباحث محاولاً حلها، ولكن هذا الحدس غالباً ما يكون بدائياً أو ساذجاً، ولكن لن يكون ممكناً بغير النقد، إذن باستعمال النقد كأداة منهجية يمكن أن نتخلص من عدم الاتساق ، وبذلك نتمكن من حذف الاخطاء ونتمكن من بناء نظرية. ويعتقد بوبر أن المعيار المقدم للتميز بين العلم واللاعلم هو مبدأ التحقق عند الوضعية المنطقية هو مبدأ يسمح لغير العلم بالدخول إلى حيز العلم، لذلك أكد بوبر على أن معيار التحقق لا يشكل معيار حاسم للتمييز بين العلم واللاعلم، ويمكن تمييز العلم عن اللاعلم عن طريق التكذيب، فالعلم هو الذي تكون قضاياه قابلة للتكذيب، أما اللاعلم هو الذي تكون قضاياه غير قابلة للتكذيب، مثال القضية الكلية صادقة أو الميتافيزيقا، فهذه القضايا لا يمكن أن تكذب، على الرغم من أن بوبر اعتقد أن الميتافيزيقا لا علم ،لكن هذا لا يعني أنها بلا معنى، بل على العكس الميتافيزيقا تقدم اسهاماً معيناً للعلم.(26) الهوامش: 1_ينظر باتريك هيلي: صور المعرفة( مقدمة لفلسفة العلم المعاصر)، ترجمة نور الدين شيخ عبيد، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، ص11. 2_ينظر يمنى طريف الخولي: فلسفة العلم في القرن العشرين، عالم المعرفة، الكويت، ص129. 3_ينظر محمد محود الكبيسي: فلسفة العلم ومنطق البحث العلمي، بيت الحكمة، بغداد، ص38_39. 4_ينظر المصدر نفسه، ص11. 5_ينظر المصدر نفسه، ص135_136. 6_ينظر ماهر اختيار: إشكالية معيار قابلية التكذيب عند كارل بوبر في النظرية والتطبيق، منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق، ص63_64_65. 7_ينظر عادل مصطفى: كارل بوبر مائة عام من التنوير، مؤسسة هنداوي، القاهرة، ص11. 8_ينظر كارل بوبر: منطق الكشف العلمي، ترجمة ماهر عبدالقادر محمدعلي، دار النهضة العربية، بيروت، ص28_29. 9_ينظر ماهر اختيار: إشكالية معيار قابلية التكذيب عند كارل بوبر، ص98_374. 10_ينظر المصدر نفسه، ص24. 11_ينظر محمد قاسم: كارل بوبر نظرية المعرفة في ضوء المنهج العلمي، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية، ص202. 12_ينظر المصدر نفسه، ص175_176. 13_ينظر كارل بوبر: عقم المذهب التاريخي، ترجمة عبدالحميد صبره، دار المعارف، الاسكندرية، ص5_6. 14_ينظر يمنى طريف الخولي: فلسفة العلم في القرن العشرين، ص377_378. 15_ينظر كارل بوبر: عقم المذهب التاريخي، ص24_25. 16_ينظر محمد قاسم: كارل بوبر نظرية المعرفة في ضوء المنهج العلمي، ص253. 17_ينظر زروخي الشريف: كارل بوبر والأبستمولوجيا ( من الانساق المنغلقة إلى الانفتاح النقدي)، ضمن موسوعة الفلسفة الغربية المعاصرة، ج2، إشراف وتحرير علي عبود المحمداوي، منشورات الاختلاف، الجزائر، ص1007. 18_ينظر كارل بوبر: منطق الكشف العلمي، 36_42. 19_ينظر محمد قاسم: كارل بوبر نظرية المعرفة في ضوء المنهج العلمي، ص164_165. 20_ينظر يمنى طريف الخولي: فلسفة كارل بوبر( منهج العلم، منطق العلم)، مؤسسة هنداوي، القاهرة، ص37. 21_ينظرماهر اختيار: إشكالية معيار قابلية التكذيب عند كارل بوبر، ص99_100_101. 22_ينظر يمنى طريف الخولي: فلسفة كارل بوبر، ص141. 23_ ينظر ماهر اختيار: إشكالية معيار قابلية التكذيب عند كارل بوبر، ص6. 24_ينظر زروخي الشريف: كارل بوبر والأبستمولوجيا، ص1016. 25_ينظر ماهر اختيار: إشكالية معيار قابلية التكذيب عند كارل بوبر، ص125. 26_ينظر كارل بوبر: منطق الكشف العلمي، ص33.
#حيدر_جواد_السهلاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مفهوم الإرهاب
-
مفهوم الاستبداد
-
حفار اليقينيات عبدالرزاق الجبران
-
المرأة في فكر قاسم أمين
-
الدين والدولة في فلسفة مارسيل غوشيه
-
الثقافة عند سلامة موسى
المزيد.....
-
تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد
...
-
قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
-
وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا
...
-
مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو
...
-
الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر
...
-
مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
-
شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها
...
-
-نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام
...
-
ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
-
الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|