أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - هل دخلت ديون العراق مرحلة الخطر؟















المزيد.....

هل دخلت ديون العراق مرحلة الخطر؟


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6801 - 2021 / 1 / 28 - 09:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بحسب اللجنة المالية النيابية في العراق فإن حجم الديون الداخلية والخارجية للعراق بلغ اكثر من ( 160 ) مليار دولار . وان الديون الخارجية للعراق والمثبتة ضمن ( نادي باريس وديون الكويت والحرب العراقية الايرانية ) بلغت اكثر من ( 136 ) مليار دولار . وقد ارتفع حجم الديون الكلي عقب الزيادة في الاقتراض الخارجي بعد عام 2014 وحتى الآن ليصل حجم الديون الكلي الى اكثر من 160 مليار دولار أغلبها ديون خارجية متضمنة نسبة فوائد عالية جدا . وقد سدد العراق في عام 2019 قروضا واجبة الدفع مع الفوائد بلغت 14 ترليون دينار . وفي حالة استمرار العراق بالاقتراض الخارجي والداخلي فسيؤدي ذلك الى اعلان افلاس البلاد بشكل كامل . في حين ان مشروع قانون الموازنة الاتحادية للعراق لعام 2021 قد اكد على الاستمرار بالاقتراض في ظل ارتفاع النفقات الحكومية المبالغ بها على الرغم من الضائقة المالية للعراق والبالغة اكثر من 164 ترليون دينار في الوقت الذي تبلغ فيه ايرادات الدولة لعام 2021 اكثر من 93 ترليون دينار ونسبة عجز تبلغ اكثر من 71 ترليون دينار . والقروض عادة لا تستثمر في اقامة المشاريع او تطوير القائمة منها وانما تذهب الى الانفاق البذخي للسلطة والى جيوب الفاسدين .
وفي تقرير له أعلن صندوق النقد الدولي الذي يخضع له العراق أن الدين العراقي الحالي قد دخل مرحلة الخطر لكون ديونه قد بلغت 63,8 مليار دولار من الناتج المحلي الاجمالي, واشار التقرير بأن مجموع الدين العام ارتفع من 32 في المائة الى اكثر من 60 في المائة من اجمالي الناتج المحلي للفترة من 2014 – 2016 في ظل اعتماد الاقتصاد العراقي على انتاج وتصدير النفط الخام الذي انخفضت أسعاره وتهميش القطاعات الانتاجية غير النفطية كالصناعة والزراعة والسياحة والتعدين والنقل وغيرها. وبحسب دراسة للبنك الدولي فإن الدين العراقي يشكل نسبة 70 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي لعام 2016 , بينما كان 56 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي لعام 2015. هذا الوضع الذي يتميز بزيادة اقبال العراق على الاقتراض ناجم عن المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد بسبب سوء الادارة وتفشي الفساد المالي والاداري في معظم اجهزة الدولة والذي اصبح ميزة تميز كبار الموظفين من وزراء ومحافظين ورؤساء مجالس محافظات وغيرهم اضافة الى الاشكالات السياسية والازمات المتواصلة منذ التغيير في 2003 والى اليوم, الى جانب عدم توفر الأطر التشريعية اللازمة والناتجة عن عدم توفر رؤية واضحة لبناء الدولة حيث الاهتمام بالمصالح الطائفية والحزبية الضيقة والاعتماد على نظام المحاصصة المقيت, ما ادى الى تفاقم الأزمات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي صاحبت ازمة انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية, وكذلك عدم ادراك القوى المتنفذة لطبيعة المرحلة واكتفاؤهم بالنظر لمصالحهم ومكتسباتهم التي حققوها بعد التغيير بمساعدة الأمريكان متجاهلين احتجاجات المواطنين ومطالبهم المشروعة. وما زال الوضع الأمني هشا في معظم مناطق العراق حيث انتشار مظاهر الجريمة وانتشار الاسلحة خارج اطار الدولة وسيادة القانون العشائري واتساع جرائم الخطف والاغتيال خصوصا بين الكوادر العلمية والطبية وغيرها .
وتؤشر الوقائع ضعف الاجراءات الحكومية لفرض الأمن والاستقرار وسلطة القانون ومعالجة الأوضاع الاقتصادية السلبية. وفي ظل هذه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتأزمة وغير المستقرة اقدمت الحكومة كجزء من جهودها لتقليل عجز الموازنة العامة للدولة بالتوجه الى الاقتراض والاتفاق مع المؤسسات المالية الرأسمالية الدولية وفي مقدمتها صندوق النقد والبنك الدوليين للحصول على القروض وبمباركة الجانب الامريكي.
ان المراقب للنشاط الاقتصادي العراقي يلاحظ انكماش هذا النشاط وتراجعه وخاصة النشاط الاقتصادي غير النفطي بفعل انخفاض الانفاق الرأسمالي بعد تراجع ايرادات النفط .
توقع صندوق النقد الدولي ان يكون نمو الاقتصاد العراقي لعام 2017 محدودا بسبب التزام العراق باتفاق اوبك لخفض انتاج الاعضاء في المنظمة من النفط الخام وبنسبة (1,5 في المائة ).
في ظل كل هذه الاوضاع السلبية فإن العراق يحتاج الى تنمية وتنشيط الصناعة والزراعة والاستثمار المحلي مع تقليل الامتيازات لكبار الموظفين والدرجات الوظيفية العالية من اجل التمكن من ايفاء الدين وان لا يتحول الى حجم يفوق طاقة السداد . ولا اعتقد ان الحكومة ستفعل ذلك في الوقت الراهن, بل انها ومؤسساتها التشريعية والقضائية تسعى جاهدة الى تأبيد نفسها بالحكم والتمسك بشدة بالمكاسب والامتيازات وهذا ما لاحظناه مؤخرا من خلال التصويت على قانون الانتخابات بهدف تهميش القوى الوطنية الاخرى.
عادة تلجأ الدول الى الاقتراض سواء داخليا او خارجيا عندما تعجز عن توفير الايرادات ولكن هذه الديون تشكل ازمة عندما تفشل الحكومة في خدمة ديونها المقومة بالعملات الاجنبية لعدم قدرتها على تدبير العملات اللازمة لسداد الالتزامات المستحقة عليها بموجب هذه الديون. وفي حالة عدم السداد فان ذلك سيؤدي الى فقدان المستثمرين في الاسواق الدولية الثقة بها وتجنبهم التعامل معها وسيتم سحب الاستثمارات من الدولة المدينة.
ان بلوغ الديون العراقية نسبة تزيد على مجموع الناتج المحلي الاجمالي يعد مشكلة خطيرة تهدد الاقتصاد العراقي في ظل سعي البلدان الصناعية المتقدمة لإغراق البلاد بالقروض لتوريط البلد بمديونية ثقيلة وايقاعه في فخ المديونية التي تعتبر منفذا للتسلل الى البلاد والتدخل في شؤونها, كما يفعل صندوق النقد والبنك الدوليين اليوم بفرض اجندتهما على العراق .
ان ارتفاع الدين ومعدلات الفائدة له تأثير كبير على الاقتصاد على المدى الطويل, اذ قد تواجه الحكومة صعوبة في التسديد بسبب انخفاض الموارد المالية المرتبطة اساسا بمبيعات النفط الخام ذات الاسعار المنخفضة حيث ان الحكومة تركز على سداد ديونها وليس على الاستثمار في مشاريع اقتصادية تخدم مصلحة الدولة والمجتمع.
يتم قياس درجة المخاطر في اقتصاد معين عن طريق مقارنة الدين بالناتج المحلي الاجمالي لهذه الدولة حيث يستخدم الناتج المحلي الاجمالي كمؤشر لصحة الاقتصاد ومدى امكانية الدولة من سداد ديونها. ويعتبر الدين خطيرا عند وصوله الى الناتج المحلي الاجمالي في الدول النامية الى نحو 70 في المائة وفي الدول المتقدمة الى 90 في المائة اذ ان معدلات الدين المرتفعة لها تأثير كبير على الاقتصاد .
طالما ان موارد العراق من النقد الاجنبي محدودة وغير مستقرة بسبب السياسة الخاطئة للحكومة وانخفاض اسعار النفط, فإن خدمة القروض الخارجية تمثل عبئا على حصيلتنا من النقد الاجنبي وضغطا على سعر صرف الدينار العراقي. وان التوسع في الديون الخارجية ثم العجز عن السداد سيدفع بالعراق الى اعادة الجدولة من الدول الدائنة وبالتالي الوقوع تحت شروط صندوق النقد الدولي والتي ستسفر عن تفكيك البنية الانتاجية للعراق وتحويل البلاد الى دولة مستوردة لكل شيء ومعتمدة تماما على الخارج. لذلك يجب الا نقع في تلك المصيدة والتعامل مع الاقتراض الخارجي بميزان حساس آخذين بالاعتبار قدرتنا على السداد بما يتطلب ذلك من طول اجل القروض وانخفاض التكلفة وتوجيه التمويل الى المشروعات التي تدعم قدرتنا على النمو وتوليد عائد يكفل سداد المديونية .
وبهذا الصدد فقد تناول برنامج الحزب الشيوعي العراقي الذي اقره المؤتمر الوطني العاشر للحزب (1-3) كانون الاول 2016 موضوع المديونية الخارجية مؤكدا على العمل من اجل :
- دعم الجهود الرامية الى الغاء اعلى نسبة مما تبقى من الديون الخارجية والتعويضات المالية المترتبة على العراق نتيجة الحروب التي خاضها النظام المباد واعادة جدولتها.
- مقاومة ضغوط المؤسسات النقدية والمالية الدولية لفرض برنامج وشروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الرامية الى اعادة الهيكلة وتطبيق الاصلاحات الاقتصادية الليبرالية الاخرى , كرفع الدعم عن سلع اساسية والغاء البطاقة التموينية وتحرير التجارة.
كما اكدت الوثيقة ايضا على ضمان توجيه الاستثمارات نحو القطاعات الانتاجية وفقا للاحتياجات التنموية وبما يحول دون التحكم بالثروات الوطنية.
ويؤكد الحزب ايضا على تطوير القطاع النفطي والاستخراجي وانتاج الطاقة الكهربائية وضمان دعم الدولة للمشاريع الصناعية ذات المكون التكنولوجي العالي والمتطلبات التمويلية الكبيرة وذات الاهمية الاستراتيجية وتطوير الزراعة واعادة النظر في قوانينها والاهتمام بالسياحة كمورد مالي مهم.
كما اشار التقرير السياسي للحزب الشيوعي العراقي الى مسألة ارتفاع الدين العام الذي بلغ اكثر من 60في المائة من الناتج المحلي الاجمالي ولجوء العراق الى الاقتراض من صندوق النقد الدولي مقابل سلسلة من السياسات الاقتصادية والمالية التي تلتزم بها الحكومة العراقية على مدى السنوات القادمة والتي تشكل اعباء معيشية اضافية على المواطنين وستكون ثقيلة على الكادحين وذوي الدخول الواطئة والشرائح الوسطى في المجتمع. وشخص التقرير الى ان سياسة صندوق النقد الدولي تهدف الى تكريس الطابع الريعي للاقتصاد ذلك ان القطاعات الانتاجية يصعب ان تجد الموارد اللازمة لنموها لدى القطاع الخاص المحلي الضعيف والمحاصر بالروتين والفساد وسوء الادارة او في الاستثمارات الاجنبية التي تمتنع عن القدوم الى العراق بسبب غياب البيئة الملائمة الجاذبة.
ويؤكد الحزب ايضا على ضرورة التخلص من الطابع الريعي الاستهلاكي الاستيرادي وتنويع مصادر الدخل القومي وان تلعب الدولة دورا اقتصاديا فاعلا ومؤثرا انتاجا وتحفيزا وتنظيما ضروريا لتوفير شروط اعادة تنشيط قطاع الصناعة التحويلية والزراعة وحماية المنتج المحلي وتوفير التمويل الضروري وتحقيق الشراكات مع القطاع الخاص المحلي والاجنبي لتحديث الشركات المملوكة للدولة وتوسيع القاعدة الانتاجية وتنويعها.



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك نمو اقتصادي في العراق ؟
- العراق يواجه تحديات من جبهات متعددة
- هل طبق قانون حماية المنتجات العراقية أم أنه مجرد حبر على ورق ...
- النفط وأزمات الاقتصاد العراقي وسوء الادارة
- هل هناك اهتمام بالتنمية المكانية المتوازنة بين جميع محافظات ...
- دور الاستثمار في التنمية الاقتصادية في العراق
- الموازنة العامة في العراق وغياب الحسابات الختامية مع تفشي ال ...
- أسباب تلكؤ المشاريع وعدم تنفيذ الموازنة العامة في العراق
- السمات السلبية للاقتصاد الريعي في العراق
- هل تحتاج اوضاع الاقتصاد العراقي الى وقفة جادة لمعالجتها ؟
- موقف الحزب الشيوعي العراقي من ظاهرة الفقر في العراق
- خلل السياسة الاقتصادية في العراق
- وضع القطاع الخاص العراقي بعد نيسان 2003
- ماذا يعني تحول العراق الى بلد مستورد لكل شيء ؟
- مشروع قانون الموازنة العامة للعراق لعام 2021 هل هو منصف للشع ...
- المخاطر التي تواجه الاقتصاد العراقي وضرورة معالجتها
- ماذا يعني حرق العراق لغازه الطبيعي واستيراد بديله من ايران ب ...
- ما حقيقة العلمانية والدولة العلمانية؟
- بمناسبة اليوم الدولي للتعليم في 24 كانون الثاني / يناير (اثر ...
- بمناسبة اليوم الدولي للتعليم في 24 كانون الثاني / يناير ( من ...


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - هل دخلت ديون العراق مرحلة الخطر؟