|
الشرعية الوطنية وبناء الدولة الديمقراطية
لطفي حاتم
الحوار المتمدن-العدد: 6795 - 2021 / 1 / 22 - 18:08
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
حمل التوسع الرأسمالي المعولم كثرة من المخاطر السياسية على بناء الدول الوطنية وتشكيلاتها الاجتماعية وانطلاقا من ذلك تكافح القوى الوطنية – الديمقراطية من اجل صيانة دولها الوطنية وتعزيز سيادتها الوطنية وبالضد من ذلك تسعى الطبقات الفرعية الى شد الدول الوطنية للاحتكارات الدولية وما يشترطه ذلك من تحويل دولها الى دول تعتمد على تصدير المواد الاولية وما يحمله ذلك من تراجع وتفكك تشكيلتها الاجتماعية. انطلاقا من المخاطر الحقيقية التي يحملها الرأسمال المعولم الى الدول الوطنية نحاول دراستها بمحاور محددة تتمثل ب--- أولا- الرأسمالية المعولمة وقوانين التبعية والتهميش. ثانيا – هيمنة الطبقات الفرعية على السلطة السياسية. ثالثاً- الوطنية الديمقراطية والنزاعات الطبقية. اعتمادا على تلك العدة المنهجية نحاول التقرب من مضامينها بشكل مكثف. أولا- الرأسمالية المعولمة وقوانين التبعية والتهميش. - تتعارض مرحلة الرأسمالية المعولمة واطوارها السابقة حيت اتسمت المنافسة الرأسمالية بتشكيل الدول (الوطنية) والدفاع عنها بهدف ابعاد منافسة الدول الرأسمالية الأخرى، - سعى الرأسمال الاحتكاري الى بناء اقتصادات وطنية انطلاقا من ادماج فروعه الانتاجية الوطنية في احتكارات دولية الامر الذي أدى الى حروب عالمية بهدف الهيمنة والتوسع. - ساهمت الحروب الدولية والصراعات الطبقية الوطنية بنشوء الدول الاشتراكية واقتصادها الاشتراكي المخطط الامر الذي سمح لدول العالم بناء دولها الوطنية ونهوض تشكيلاتها الاجتماعية. - يتسم الطور المعولم من التطور الرأسمالي بنزعات الهيمنة والتفكك خاصة بعد انهيار النموذج الاشتراكي للتطور الاجتماعي وتترابط نهوج الهيمنة مع تفكك الدول الوطنية وتحلل بناء تشكيلاتها الاجتماعية وبهذا يمكن التأكيد على ان الطور المعولم من التطور الرأسمالي يحمل في طياته الخراب الاجتماعي الناتج عن نزعته العسكرية وحروب التدخل في الشؤن الوطنية. - ان مرحلة التوسع الرأسمالي المعولم وبسبب ميول التدخل والمشاركة في النزاعات الوطنية تعرض البشرية الى الحروب الاهلية وتدني مكانة القوى الطبقية المناهضة للتدخلات الخارجية في الصراعات الوطنية وما يحمله ذلك من انبعاث الطبقات الفرعية الراعية للقهر والإرهاب السياسي. - ان العولمة الرأسمالية لا تسعى الى تطوير العلاقات الدولية بل تسعى الى التدخل في الشؤن الوطنية واستخدام القوة العسكرية في مواجهة التغيرات الرافضة للهيمنة والسيطرة الأجنبية. ثانيا هيمنة الطبقات الفرعية على السلطة السياسية. – يتميز الطور الجديد من التوسع الرأسمالي المعولم بالعمل على تهميش الدول الوطنية وتفكيك تشكيلاتها الاجتماعية وبهذا المسار تشهد المرحلة المعولمة من التطور الرأسمالي كثرة من السمات أبرزها-- 1 – يتميز الطور الرأسمالي المعولم بروحه الكسموبولوتية الامر الذي يساعد على نمو الحركات الوطنية والقومية الرافضة لهيمنة راس المال المعولم. 2 -أنعش الطور الجديد من التوسع الرأسمالي قوى اليمين السياسي المناهض لفكر اليسار الديمقراطي والروح الكسموبوليتية للرأسمال المعولم. 3- ساعد الطور الجديد من التوسع الرأسمالي على نمو وتطور الطبقات الفرعية في الدول الوطنية وتراجع دور الطبقات الاجتماعية الفاعلة بالإنتاج الوطني. 4 - سيادة الطبقات الفرعية في الدول الوطنية ساهم في انتشار الروح الإرهابية والطائفية السياسية في التشكيلات الاجتماعية. 5 – ترافق امتلاك الطبقات الفرعية للمليشيات المسلحة وإقامة تحالفات مع الرأسمال الاحتكاري الدولي وما يشترطه ذلك من ترابط النزعة الإرهابية مع الحماية الأجنبية. 6 -سياسة الطبقات الفرعية المتحالفة مع الجوار الطائفي الإقليمي والرأسمال الدولي المعولم عرضت وحدة البلاد الوطنية الى التفكك ومهدت لاندلاع النزاعات الداخلية. ان التغيرات الدولية التي حملها راس المال المعولم انعكست على العلاقات الدولية حيث تراجع مبدأ المساواة بين الدول وتكاثرت التدخلات السياسية والعسكرية الإقليمية والدولية في الشؤن الداخلية. ان تصدع العلاقات الدولية الناتجة عن ميول الرأسمال المعولم المتسم بالتفكك والتهميش مهد الطريق امام التدخلات الأجنبية والمشاركة في الصراعات الوطنية وما نتج عن ذلك من تصدع شرعية القوانين الدولية. استنادا الى ذلك أصبح الكفاح الوطني – الديمقراطي مهمة القوى الاجتماعية الراغبة في بناء دول وطنية تزدهر على ضفافها الروح الوطنية - الديمقراطية. ثالثاً- الوطنية الديمقراطية والنزاعات الطبقية. - تواجه القوى الوطنية الديمقراطية مهام جديدة تتلخص كما أرى بموضوعتين أساسيتين أولهما سيادة التطور الرأسمالي ومخاطر الهيمنة الدولية. وثانيهما سيادة الطبقات الفرعية وإرهابها ضد القوى الوطنية. - رغم خطورة كلا المحورين الا ان قضية بناء الدولة الوطنية على أساس الديمقراطية والتنمية الوطنية تصبح قضية أساسية اعتماداً على التجربة التاريخية المنصرمة التي اثبتت ان بناء الدولة الوطنية – الديمقراطية لم تعد مهمة سياسية لقوى وطنية دون غيرها. بكلام أخر أصبح بناء دول وطنية - ديمقراطية مهمة اساسية لكافة القوى الوطنية الديمقراطية المرتكزة على جبهة وطنية - ديمقراطية تسعى لتحقيق المهام السياسية التالية – أولاً – بناء سلطة وطنية ديمقراطية تنبثق من الشرعية الديمقراطية الانتخابية للحكم. ثانياً – علنية البرامج السياسية للقوى الوطنية الهادفة الى صيانة مصالح طبقاتها الاجتماعية. ثالثاُ - صيانة الدولة الوطنية من التبعية والتهميش وبناء علاقات دولية على أساس المساواة في السيادة الوطنية. رابعاً – بناء تشكيلات اجتماعية تعتمد على بنية اقتصادية متوازنة تسعى لرعاية مصالح جميع طبقاتها الاجتماعية. خامساً - بناء اقتصادات وطنية تتشارك فيها ملكية الدولة لوسائل الإنتاج مع القطاع الخاص والمختلط وحمايته من الهيمنة البيروقراطية. سادسا – تحريم التشكيلات الطائفية المسلحة اعتمادا على ان الوطن للجميع والايمان قضية شخصية. سابعاً– اعتماد الحوار السياسي بين القوى الوطنية – الديمقراطية للوصول الى تفاهمات سياسية تخدم الدولة الوطنية وتبتعد عن الصدامات المسلحة لحل الخلاقات السياسية. ان المرتكزات السياسية لبرنامج التحالفات الوطنية كفيل بتحجيم مساعي الرأسمال المعولم الهادف الى التدخل في شؤن الدول الوطنية واشاعة الارهاب في حياة البلاد السياسية.
#لطفي_حاتم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تيار الوطنية - الديمقراطية والانتخابات البرلمانية
-
الدولة الوطنية والمليشيات الطائفية
-
الطبقات الفرعية والبنية الطائفية للدولة العراقية
-
العولمة الرأسمالية والكفاح الوطني الديمقراطي
-
لطائفية السياسية وتفكك بنية الدولة الوطنية
-
الطائفية السياسية وتفكك بنية الدولة الوطنية
-
العلاقات الدولية وتناقضات بنيتها السياسية
-
التحالفات الوطنية ودورها في الكفاح الوطني- الديمقراطي
-
وحدانية التطور الرأسمالي والبناء الديمقراطي للدولة الوطنية
-
الوطنية العراقية والطائفية السياسية.
-
التشكيلة الاجتماعية العراقية وفعالية أحزابها الوطنية
-
موضوعات حول الدولة والمليشيات المسلحة
-
التحالف الوطني – الديمقراطي ومناهضة التبعية والتخريب
-
وحدانية التطور الرأسمالي والكفاح الوطني – الديمقراطي
-
الطائفية السياسية وإعاقة بناء الدولة الوطنية
-
التحالف الوطني- الديمقراطي وبناء الدولة العراقية
-
الوطنية - الديمقراطية ومكافحة التخريب الرأسمالي
-
الأحزاب الطائفية وايديولوجيتها السياسية.
-
الطبقات الفرعية ونزعتها الإرهابية
-
العلاقات الدولية وعولمة السياسة الامريكية
المزيد.....
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|