أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله محمد ابو شحاتة - المجتمع وحق التملك














المزيد.....

المجتمع وحق التملك


عبدالله محمد ابو شحاتة

الحوار المتمدن-العدد: 6783 - 2021 / 1 / 9 - 00:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تحديد الحق الاجتماعي في تملك وسائل الإنتاج في المجتمعات الحالية يعاني قدراً كبيراً من اللبس ، وهذا اللبس ناتج في حقيقته عن اعتبار النظام الرأسمالي نهاية تطور المجتمعات البشرية وأنه نظاماً لا يمكن للمجتمعات البشرية أبداً أن تتجاوزه وهذا بالطبع إدعاء لا يمكن البرهنة عليه ولا يقوم على أي شواهد تدعمه بل على العكس فإن شواهد كثيرة تنقده، ويحكي لنا التاريخ أنه سبق أن وجد في كل عصر أناساً رجعيين ظنو بمحدودية عقولهم أن انظمتهم القائمة هي نهاية التطور وأن البشرية قد أفلست ، ولكن قطار التطور كان دائماً ما يستمر في التقدم و يدهس أفكارهم دون رحمة ، وسيستمر القطار لا محالة و سيدهس أفكار ذاك البرجوازي الصغير الذي يعتقد أن لا بديل محتمل للرأسمالية كما دهس من قبل افكار أفلاطون الذي كان يعتقد أن هناك عبداً بالفطرة وحراً بالفطرة دون أن يدرك أن الواقع الاجتماعي هو من يجعل العبد عبداً والحر حراً كما يجعل الأن البرجوازي برجوازياً والعامل المُستغل عاملاً مُستغلاً ، أو كما تجاوز قطار التقدم رؤية ذاك الاقطاعي القروأوسطي الذي عجز عن أن يتصور مجتمعاً لا يقوم على دماء العبيد والأقنان ،
وتظهر الفوضى التي تنتاب أسس تحديد الحق الأجتماعي في السيطرة على وسائل الإنتاج بسبب الرغبة الجامحة في لوي وتحريف الواقع والتلاعب به ليتناسب مع أسس النظام الرأسمالي ، فهم بدلاً من أن يحددون النظام المُتبع وفقا للحق الاجتماعي يحددون الحق الأجتماعي وفقاً للنظام الذي يُلائم أهوائهم ومصالحهم،
فبالرغم من أن الحق الإجتماعي يقر مساواة جميع أفراد المجتمع إلا أن هذه الأقرار يظل شكلياً في مجتمع يتبع نظام توريث الثروة فيولد مواطناً يملك كل شئ ومواطناً لا يملك شئ وتظل تلك الثروات تورث أجيال عبر أجيال بدون أي سند أو معنى في ظل نظام يدعي مساواة ظاهرية شكلية، وتظل المحددات والأطر المشروعة لأكتساب الثروة في المجتمع الرأسمالي أسساً اعتباطية من جانب الحق الأجتماعي ولا يمكن فهما ألا من جانب مصلحة البرجوازية ،

فالنصب والأحتيال جريمة يعاقب عليها القانون إذا ناقد مصالح الطبقة الأستغلالية ولكن الاحتيال الذي يصب في صالح البرجوازية يصبح ذكائاً وإجتهاداً بل وعلماً يُدرس وتوضع فيه نظريات كعلم التسويق حيث يصبح خداع المستهلك والتلاعب به عن طريق أستغالال نقائصه الشخصية ونقاط الضعف النفسية الكامنة في الجنس البشري أمراً مباحاً ، ويبررون هذا الأحتيال والأستغلال تحت مسمى حق أستخدم الذكاء لتحقيق مكاسب شخصية وان المستهلك هو المخطئ لأنه فشل في تحديد أولوياته و في تقييم السلعة بشكل صحيح ، ولكن بنفس المنطق ما الذي أذاً يجعل الشخص الذي أحتال وسرق أموال أحد البنوك أو الشركات مجرماً ويعاقب بالقانون ؟ أوليس هو أيضاً قد استغل ذكائه لتحقيق مكسب شخصي ! وهذه الجهة المالية التي تعرضت للنصب هي المخطئة لأنها أنساقت وراء خداع هذا المُحتال وفشلت في تأمين أموالها ومصالحها ؟
أن الحقيقة تكمن في أن المحدد الوحيد للكسب المشروع أو الغير مشروع هو مدى توافقه مع طبيعة النظام الرأسمالي ، فالاحتيال الذي يتوافق مع النظام يصبح مشروعاً والذي يناقده يصبح غير شرعي ، أما لو نظرنا من جهة الحق الأجتماعي يصبح النظام بأكمله غير شرعي ولا يقر ألا عدالة وحرية ومساوة صورية،
فلا يمكننا أن نعتبر أستغالا نقاط الضعف النفسية للأطفال والنساء والرجال على حداً سواء لترويج السلع وتحقيق مكاسب شخصية أمراً محموداً، ولا يمكننا أن نعتبر أستغلال الجنس وتسليع أجساد النساء ترويجاً لبضاعة البرجوازي وتحقيقاً لمكاسبه الشخصية شيئاً مشروعاً، ولا يمكننا أن نعتبر غياب العدالة والطبقية وعبادة المال وعصر العامل لتحقيق أكبر فائض قيمة مجرد عراضاً جانبية وشراً لابد منه وعلينا أن نرضى به ونستسلم أمامه بكل بساطة ، بل علينا دائماً أن نسعى ألى تحقيق التوازن وتخطي النظم الرجعية و النظر دائماً ألى الامام لا إلى الخلف أو إلى الأسفل ، فلا يمكن للتاريخ أن يعود للخلف ولا أن يظل واقفاً في مكانه دون أي تقدم بل وجهته دائماً للأمام .



#عبدالله_محمد_ابو_شحاتة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليهود بيننا
- هل توجد علاقة طردية بين تدين المجتمعات و فسادها..؟؟
- مجتمعات العصا ومجتمعات الحوار
- التعليم والضفائر الفوشيا في مصر
- الحرية وحدود القانون


المزيد.....




- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله محمد ابو شحاتة - المجتمع وحق التملك