نورالهدى احسان
الحوار المتمدن-العدد: 6779 - 2021 / 1 / 5 - 17:52
المحور:
الادب والفن
"الغاية الكبرى من الدولة ليس التسلط على الناس أو كبحهم بالخوف، ولكن الغاية منها أنْ تحرّر كلّ إنسان من الخوف؛ لكي يعيش ويعمل في جوٍّ تام من الطمأنينة والأمن" باروخ سبينوزا
من تلك الفلسفة العميقة تستلهم رواية يد القمر للكاتب العراقي محمد الشمسي آفاق وأسس العقد الإجتماعي بين الحاكم والمحكوم الذي تناولته طائفة من فلاسفة علم السياسة والإجتماع.
وقد لا تختلف رؤية الكاتب في جوهرها عن فلسفة العدل والحريات عند سبينوزا الفيلسوف الهولندي في القرن السابع، أو ما يراها جان جاك روسو الفرنسي أو الإنجليزي جون لوك في ما يجب أنْ تؤسس له الدولة من سياقات دستورية تحفظ للرعية كرامتها وحريتها وحقوقها.
ومن هنا تأتي الرواية لتعالج في فصولها دوامة الوجع الإنساني الذي تنتجه الدكتاتوريات المقيتة صاحبة الأيدي الغليظة والأحكام المتسلطة على شعوبها؛ لتحيله إلى خواء عقائدي وفكري وانهيار مجتمعي.
يجسد الحاكم المتسلط نظرته الدونية للشعب وتصنيفه على أساس طبقي من علياء الجبروت المندفع بآلة القمع والإقصاء ومصادرة حقوق الإنسان حتى في عدم السماح له باِختيار العائلة أسما لوليدها من خلال ما يطرحه الكاتب في تسمية شخصية البطل بـ (قمر يد)، الذي يصبح ثائرا في يوم ما ضد الطغيان السلطوي.
من رحم المعاناة التي عاشها الشعب العراقي ولدت رواية يد القمر، ومن الخوف الذي يحلو للجماهير المستكينة لبؤس الطغاة صدح صوت الكاتب لينتفض بطيوره وغابته المظلمة التي سجلت ملاحم فنطازية؛ لتقشع غيوم الإستبداد فتبزع شمس الحرية على مملكة التوحش.
تجلت رسالة الرواية بجنسها الغرائبي لترسم خارطة الحرية لشعب كادت أنْ تموت فيه الروح المفطورة على انسانيتها.
#نورالهدى_احسان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟