إستمرار التزوير الخوجي للحقائق بصدد الماويّة - مقتطف من - - تحريفيّة حزب العمّال التونسي وإصلاحيّته كما تتجلّى في كتاب الناطق الرسمي بإسمه ،- مساهمة في تقييم التجربة الإشتراكية السوفياتيّة - ، الجزء الأوّل -
ناظم الماوي
2021 / 1 / 5 - 11:49
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
و الروح الثوريّة للماوية المطوَّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعيّة – الشيوعيّة الجديدة
( عدد 42 - 43 / أفريل 2020 )
ناظم الماوي
حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
لحزب العمّال [ البرجوازي ] التونسي - الكتاب الثالث
الجزء الثاني من الكتاب الثالث :
تحريفيّة حزب العمّال التونسي وإصلاحيّته كما تتجلّى في كتاب الناطق الرسمي بإسمه ،" مساهمة في تقييم التجربة الإشتراكية السوفياتيّة " ، الجزء الأوّل
ملاحظة : الثلاثيّة بأكملها متوفّرة للتنزيل بنسخة بى دى أف من مكتبة الحوار المتمدّن .
-------------------------------------------------------------------------------------------------
" لقد شكّل تقييم الخبرة التاريخيّة فى حدّ ذاته دوما موضوع جدال كبير فى الصراع الطبقي فمنذ هزيمة كومونة باريس لم يتوقّف الإنتهازيّون و التحريفيّون عن إستغلال هزائم البروليتاريا و نواقصها بغاية قلب الخطأ و الصواب و خلط المسائل الثانويّة بالمسائل الرئيسيّة و التوصّل إلى إستنتاج مفاده أن "البروليتاريا ما كان عليها أن تحمل السلاح ". و كثيرا ما كان بروز ظروف جديدة تعلّة للإرتداد عن المبادئ الجوهريّة الماركسيّة ، مع إدّعاء إضفاء التجديد عليها ...
لقد بيّن التاريخ فعلا أنّ التجديدات الحقيقيّة للماركسيّة (على عكس التشويهات التحريفيّة) إنّما كانت متّصلة إتّصالا وثيقا بمعارك ضارية للدفاع عن المبادئ الجوهريّة للماركسيّة – اللينينيّة - الماويّة و تدعيمها . "
( " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984)
---------------------------------
" هذه الإشتراكيّة إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتوريّة الطبقيّة للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".
( كارل ماركس ، " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).
-----------------------------------------
" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقّفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظريّة و أن يتخلّصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليديّة المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أنّ الاشتراكيّة ، مذ غدت علما ، تتطلّب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلّب أن تدرس . و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمّال بهمّة مضاعفة أبدا..."
( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل؟ " )
------------------------------------
" قد كان الناس و سيظلّون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذّجا يخدعهم الآخرون و يخدعون أنفسهم، ما لم يتعلّموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير و البيانات و الوعود الأخلاقية و الدينية و السياسية و الإجتماعية . فإنّ أنصار الإصلاحات و التحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كلّ مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء . "
( لينين ، " مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة " )
---------------------------
"... حين أزاحت الماركسية النظريّات المعادية لها ، و المتجانسة بعض التجانس ، سعت الميول التي كانت تعبر عنها هذه النظريّات وراء سبل جديدة . فقد تغيّرت أشكال النضال و دوافعه ، و لكن النضال إستمرّ . و هكذا بدأ النصف الثاني من القرن الأوّل من وجود الماركسيّة ( بعد 1890 ) بنضال التيّار المعادى للماركسيّة في قلب الماركسيّة .
...لقد منيت الإشتراكيّة ما قبل الماركسيّة بالهزيمة ، وهي تواصل النضال ، لا في ميدانها الخاص ، بل في ميدان الماركسيّة العام ، بوصفها نزعة تحريفيّة .
... إنّ نضال الماركسيّة الثوريّة الفكري ضد النزعة التحريفيّة ، في أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدّمة للمعارك الثوريّة الكبيرة التي ستخوضها البروليتاريا السائرة إلى الأمام ، نحو إنتصار قضيّتها التام ، رغم كلّ تردّد العناصر البرجوازية الصغيرة و تخاذلها . "
( لينين ، " الماركسيّة و النزعة التحريفيّة " )
--------------------------------------------
" إنّ ديالكتيك التاريخ يرتدى شكلا يجبر معه إنتصار الماركسيّة في حقل النظريّة أعداء الماركسيّة على التقنّع بقناع الماركسيّة ."
( لينين ، " مصائر مذهب كارل ماركس التاريخيّة " المخطوط في مارس 1913 ، ( الصفحة 83 من " ضد التحريفيّة ، دفاعا عن الماركسية " ، دار التقدّم موسكو )
---------------------------------------------------------
" إنّ ميل المناضلين العمليين إلى عدم الإهتمام بالنظرية يخالف بصورة مطلقة روح اللينينيّة و يحمل أخطارا عظيمة على النظريّة تصبح دون غاية ، إذا لم تكن مرتبطة بالنشاط العملي الثوري ؛ كذلك تماما شأن النشاط العملي الذى يصبح أعمى إذا لم تنر النظريّة الثوريّة طريقه . إلاّ أنّ النظريّة يمكن أن تصبح قوّة عظيمة لحركة العمّال إذا هي تكوّنت فى صلة لا تنفصم بالنشاط العملي الثوري ، فهي ، وهي وحدها، تستطيع أن تعطي الحركة الثقة وقوّة التوجّه و إدراك الصلة الداخليّة للحوادث الجارية ؛ وهي ، وهي وحدها ، تستطيع أن تساعد النشاط العملي على أن يفهم ليس فقط فى أي إتّجاه و كيف تتحرّك الطبقات فى اللحظة الحاضرة ، بل كذلك فى أيّ إتّجاه وكيف ينبغى أن تتحرّك فى المستقبل القريب . إنّ لينين نفسه قال و كرّر مرّات عديدة هذه الفكرة المعروفة القائلة :
" بدون نظرية ثورية ، لا حركة ثوريّة " ( " ما العمل ؟ " ، المجلّد الرابع ، صفحة 380 ، الطبعة الروسية ) "
( ستالين ، " أسس اللينينية - حول مسائل اللينينية " ، صفحة 31 ، طبعة الشركة اللبنانية للكتاب ، بيروت )
-------------------------------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "
( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )
-------------------------------------
" التحريفية فى السلطة يعنى البرجوازية فى السلطة."
( ماو تسى تونغ )
-----------------------------------
" إنّكم تقومون بالثورة الاشتراكية و بعد لا تعرفون أين توجد البرجوازية . إنّها بالضبط داخل الحزب الشيوعي – أولئك فى السلطة السائرين فى الطريق الرأسمالي ".
( ماو تسى تونغ ، سنة 1976)
-----------------------------------------
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005)
==========================================
الجزء الثاني من الكتاب الثالث :
تحريفيّة حزب العمّال التونسي وإصلاحيّته كما تتجلّى في كتاب الناطق الرسمي بإسمه ،" مساهمة في تقييم التجربة الإشتراكية السوفياتيّة " ، الجزء الأوّل
مقدّمة :
1- إستمرار التزوير الخوجي للحقائق بصدد الماويّة .
2- المنهج الخوجي الهمّامي المناهض للماديّة الجدليّة .
3- المسكوت عنه و دلالاته التحريفية و الإصلاحيّة .
4- كتاب ذاتي طافح بالدغمائيّة التحريفية الخوجية .
5- الشيوعية الجديدة / الخلاصة الجديدة للشيوعية تشتمل على التقييم العلمي المادي الجدلي الوحيد للتجارب الإشتراكية للبروليتاريا العالمية و منها التجربة الإشتراكية السوفياتيّة .
خاتمة :
ملحق الجزء الثاني من الكتاب الثالث : 1- الرفيق ستالين ماركسي عظيم قام بأخطاء ، المقال الأوّل من العدد 3 – جويلية 2011 من" لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " : مسألة ستالين من منظور الماركسية – اللينينية – الماويّة
ملحق الكتاب الثالث :
محتويات نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " / من العدد 1 إلى العدد 37
=====================================================================
1- إستمرار التزوير الخوجي للحقائق بصدد الماويّة
منذ أواخر سبعينات القرن الماضي ، عن التزوير الخوجي للحقائق بصدد الماوية و حملات الخوجيّة لشيطنتها و تشويهها ألّف الشيوعيّون عبر العالم و الباحثون عن الحقيقة في كافة أنحاء المعمورة و بلغات متعدّدة ، عشرات المقالات و الكتب و يكفى أن نلقى نظرة على كتاب شادى الشماوي " الماويّة تدحض الخوجيّة و منذ 1979 " – مكتبة الحوار المتمدّن – لنعثر على نماذج لا غير من ما حُبّر في هذا الشأن . و نحن في إطار مشروعنا النقدي لجلّ إن لم يكن كلّ الجماعات المتمركسة بالقطر ، أفردنا بحثا خاصا لتفنيد إفتراءات حزب العمّال " الشيوعي " التونسي الواردة في كتاب " الماويّة معادية للشيوعيّة " الذى نشر أواخر ثمانينات القرن العشرين على أنّه لمحمّد الكيلاني ، و بيّننا بالتفصيل التزوير و الإفتراءات في مجمل المواضيع المتناولة بالحديث ( أنظروا العدد 5/ سبتمبر 2011 من نشريّة " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! " ). كما أجلينا مدى تهافت الدعاوى الخوجيّة بصدد الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى في العدد 4/ أوت 2011 من النشريّة ذاتها المتوفّرة للتنزيل من مكتبة موقع الحوار المتمدّن على الأنترنت .
و رغم الحقائق الساطعة التي أظهرناها و الكذب الذى فضحنا و رغم الصراعات العالميّة و البحوث العميقة و الشاملة التي صدرت دفاعا عن الماويّة الحقيقيّة ضد تشويهها و كذلك رغم ما أثبتته الممارسة العمليّة للماويين في أصقاع العالم قاطبة ، يسلك السيّد جيلاني الهمّامي سياسة النعامة و يدفن رأسه في الرمل و يستمرّ في المغالطات و تشويه الماويّة و الحطّ من التجربة الإشتراكية الماوية الصينيّة و الطعن فيها . و أوّل ما شدّ إنتباهنا في هذا المضمار أنّه في معرض حديثه عن " أصناف من التقييمات " لم يخجل من وضع صفة الماركسية بين معقّفين لمّا تعلّق الأمر بالتقييم الماوي للتجربة السوفياتية إذ كتب حرفيّا : " من التقييمات " الماركسيّة " أيضا التقييم الماوي للتجربة السوفياتيّة ..." ( ص 28 ) بما يفيد أنّ هذا التقييم ليس ماركسيّا أصلا إعتبارا لأنّه موسوم بالماركسية الموضوعة بين معقّفين إستخفافا بها و إزدراءا . و هذا وجه من وجوه إستمرار التزوير الخوجي للحقائق بصدد الماوية .
لقد كان ماو تسى تونغ و كان الحزب الشيوعي الصيني و على رأسه ماو تسى تونغ ينشطان و يناضلان بكلّ ما أوتيا من طاقة و بشتّى الطرق الثوريّة ضمن صفوف الأممية الثالثة ، الشيوعية بقيادة لينين و تاليا ستالين و يشقّان طريقا خاصا بنوع جديد من الثورات في بلد مستعمر و شبه مستعمر و شبه إقطاعي و ما من أحد رفع عقيرته بنفي الماركسيّة عنهما . و إلى وفاته لم ينكر ستالين ماركسيّة ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني الذى كان يقوده و ساعد في نشر مقالات لماو تسى تونغ ضمن منشورات الأمميّة الثالثة ( أنظروا كتاب جورج بوليتزار الشهير" أصول الفلسفة الماركسية " ) . و منطقيّا و عمليّا ، يساوى عندئذ الطعن في ماركسيّة ماو تسى تونغ الطعن في ماركسيّة ستالين و ماركسيّة الأمميّة الثالثة ، ثمّ يدّعى حزب العمّال التونسي تبنّى الماركسيّة – اللينينيّة و الدفاع عن ستالين !
هذا من ناحية ، و من ناحية ثانية ، إلى وفاته ظلّ ماو تسى تونغ موقع إشادة و تمجيد من حزب العمل الألباني نفسه و أنور خوجا عينه و هذا لا جدال فيه تاريخيّا فالوثائق التي تشهد بذلك متراكمة بحجم الهضاب إن لم تكن بحجم الجبال ولا حصر لها و لا عدّ . و ما طعن أنور خوجا في ماركسيّة ماو تسى تونغ إلاّ سنوات بعد وفاة القائد البروليتاري العظيم ، و تحديدا في كتاب " الإمبريالية و الثورة " المحرّف للماركسية – اللينينية و المطوّر لخطّ خوجي دغمائي تحريفي سيّء الصيت، المنشور أواخر سبعينات القرن الماضي ، و الذى تلقّى على الفور ما إستحقّ من دحض ماحق و ساحق من الشيوعيين الماويّين عالميّا كما سجّل ذلك كتاب شادي الشماوي المذكور أعلاه .
أمّا بخصوص تقييم التجربة السوفياتيّة ، فلم ينبس حزب العمل الألباني ببنت شفة عنه طوال حياة ماو أيضا . و لتذكير من يكون من قدماء الحركة الشيوعية العالمية و فقد ذاكرته أو إعترتها أو شابتها ضبابيّة ما نقول إنّ التقييم الماوي لتلك التجربة هو الذى إحتلّ المكانة البارزة و كان معتمدا رئيسيّا في صفوف الحركة الماركسيّة – اللينينيّة العالميّة لستّينات القرن الماضى و سبعيناته التي كان في مقدّمتها الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ و التي نشأت نتيجة الجدال الكبير الصيني – السوفياتي ( الماركسى – اللينيني بزعامة الصين الماوية ضد التحريفيّة المعاصرة السوفياتية منها و الإيطاليّة و الفرنسية و اليوغسلافيّة و الأمريكية ...) و على قاعدة ما إشتهر على أنّه رسالة الخمسة و عشرون نقطة ، " إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالميّة " الذى صدر سنة 1963 و بلغ معظم زوايا الكرة الأرضيّة بلغات متعدّدة منها العربيّة .
يغدو التقييم الذى لقي مواجهة شديدة من التحريفية المعاصرة و الذى إنبنت عليه الحركة الماركسيّة – اللينينيّة و نضالاتها في ستّينات القرن العشرين و سبعيناته و الذى قبل به حزب أنور خوجا إلى ما بعد وفاة ماو تسى تونغ ، يغدو اليوم ، بعد نصف قرن و نيف ، لدى حزب العمّال التونسي تقييما غير ماركسي . أقلّ ما يمكن أن يقال عن هكذا خزعبلات خوجيّة ، أنّ هذا تزوير فاضح للوقائع و للحقائق التاريخيّة المسلّم بصحّتها يجعل المزوّرين فعلا غير ماركسيّين أصلا !
ينزع الناطق الرسمي باسم حزب العمّال التونسي صفة الماركسيّة عن التقييم الماوي الذى بيّنت الأحداث و التحاليل العلميّة أنّه التقييم العلمي و الماركسي – اللينيني الوحيد الصائب عالميّا للتجربة السوفياتيّة ، و بالمقابل ماذا يفعل ؟ يصبغ على التقييم التروتسكي صبغة الماركسيّة ! فقد كتب يقول بالصفحة 21 " من التقييمات الأخرى الجديرة بالإهتمام ، لا لثراء مضمونها أو لصحّة ما إنتهت إليه من إستخلاصات و دروس و إنّما لطبيعة " الحجج " التي قدّمتها لتفسير فشل تجربة الإتّحاد السوفياتي وهي تنطلق من منطلقات ماركسيّة و تحاول إحتكار تمثيل ماركس و إنجلز وحتّى لينين، هي التقييم التروتسكي."
و لا حاجة لا إلى شرح و لا تحليل و لا تلخيص فمنطوق الكلام لا غبار عليه ، يصرّح بأنّ التقييم الماوي غير ماركسي بينما التقييم التروتسكي ينبثق " من منطلقات ماركسيّة " ، هذا ما يصدح به الناطق الرسمي باسم حزب العمّال التونسي . و هذا بالبساطة كلّها تزوير آخر لحقائق تاريخ الحركة الماركسيّة - اللينينيّة و إليكم بعض التفاصيل الشارحة لذلك.
كانت عديد الأطروحات التروتسكيّة المحوريّة ، منذ زمن لينين ، موضع نقد ، و أحيانا موضوع نقد تهكّمي ، من البلاشفة إلاّ أنّ الحزب البلشفي كان يصارع و ينقد أخطاء تروتسكي و أطروحاته الغالطة و يصحّح الخطّ الإيديولوجي و السياسي و يمضى قدما معتبرا أنّ تلك الأخطاء و الأغلاط لا زالت تعدّ ضمن حدود النقاش في صفوف الرفاق . و لكن كأس تروتسكي إمتلأ و فاض بمعنى أنّ التناقض بينه و بين القيادة اللينينيّة بزعامة ستالين أضحت مع أواخر عشرينات القرن العشرين تناقضا عدائيّا لمعطيات و حيثيّات و ملابسات ذكر أهمّها كتاب الهمّامي ذاته و حالئذ جرى طرد تروتسكي ليس من صفوف الحزب و حسب بل حتّى لاحقا من صفوف الأمميّة الثالثة . فطفق تروتسكي ينشأ عالميّا تيّاره الخاص منظّمات و أحزابا و أمميّة أطلق عليها في نهاية المطاف الأمميّة الرابعة في تعارض لا أوضح منه مع الأممية الثالثة . و بالتالى بيّن لمن له عيون ليرى و آذان ليسمع أنّ هذا التيّار الفكري التروتسكي ما عاد يعتبر ضمن الماركسيّة-الليينيّة منذ ما ينوف عن القرن بل صار خارجها ، صار تيّارا غير ماركسي - لينيني . و ها أنّ الناطق الرسمي باسم حزب العمّال يبثّ البلبلة و الغموض و يحيى العظام وهي رميم ، يعيد بعثه تيّارا ماركسيّا في الوقت الذى يخرج فيه بعصاه السحريّة الماويّة من الماركسيّة . لعلّ السيّد جيلاني الهمّامي أضحى يسير على رأسه بدلا من السير على قدميه فصورة الواقع لديه مقلوبة تماما . هذا منه تلاعب شنيع بالحقائق و بالوقائع التاريخيّة و إستهانة بالقرّاء ، هذه التقليعات الخوجيّة الهمّاميّة تطعن الماركسيّة – اللينينية في الظهر .
و لسائل أن يسأل لماذا يقوم هذا السيّد بذلك ؟ و للجواب شقّان ، شقّ منطقيّ هو انّه حينما تنفى الحقيقة ، حينما تنفى التقييم الماركسي الوحيد و الصائب الذى أنجزه الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ على انّه غير ماركسي ، ستحتاج إلى سدّ الفراغ المحدث بتقييمات أخرى ، و في موضوع الحال ، تمّ سدّها بالتقييم الخوجي الذى نهل الكثير من التروتسكيّة و غيرها من التيّارات المعادية للماركسيّة - اللينينيّة . و مرّة أخرى ، كتاب شادي الشماوي" الماوية تدحض الخوجيّة ، و منذ 1979 " أفضل دليل على ذلك . و في كتاباتنا المذكورة أعلاه ، فضحنا هذا الجانب أيضا و بالمراجع الدقيقة إعلاءا لراية الحقيقة .
و الشقّ الثاني من الجواب هو أنّ الخوجيّة و الخوجيّة الهمّاميّة ( نسبة إلى الهمّامي ) يلتقيان مع التروتسكيّة في جوانب من تقييم تلك التجربة و بخاصة شرح سبب ما يسمّونه فشلها ب " البيروقراطية " ( و لنا عودة إلى الموضوع لاحقا ) .
و شأنه شأن معلّمه أنور خوجا ، يعمد السيّد الهمّامي إلى تزوير الحقائق مقتطفا فقرتين من أوّل و ثانى وثيقتين أصدرهما الحزب الشيوعي الصيني تباعا سنتي 1956 و1957 ( " حول التجربة التاريخيّة لدكتاتوريّة البروليتاريا " و " من جديد حول التجربة التاريخية لدكتاتوريّة البروليتاريا " ) ينتزعهما إنتزاعا من إطارهما ليؤوّلهما تأويلا مغرضا أداتيّا براغماتيّا ينسجم و مسعى الكاتب الخبيث لإدانة الماويّة مهما كلّفه الأمر و الظهور بمظهر المطّلع على ما أنتجته في الغرض من بحوث و دراسات ، و المستند في محاكماته إلى وثائق تاريخيّة .
في الصفحة 28 ، يؤكّد السيّد جيلاني الهمّامي التالى : " دخل الحزب الشيوعي الصيني في مواجهة إيديولوجية و سياسيّة على إثر إعلان خروتشوف عن توجّهه التحريفي في نهاية المؤتمر 20 للحزب الشيوعي السوفياتي ( 1956 ) ..." و ما هي إلاّ أسطر ( ص 29) حتّى تتحوّل هذه " المواجهة " بعصا الهمّامي السحريّة الخوجيّة إلى " تبنّى " : "...تبنّى الصينيّون الإنتقادات التي وجّهها خروتشوف لستالين تحت عنوان إنتقاد " عبادة الشخصيّة " و إعتبروا ذلك مؤشّر صحّة ". المواجهة تساوى التبنّى في الفهم الخوجي الهمّامي ، هذا معناه ليست لنا عقول ، بكلمات شهيرة لأبى العلاء المعرّى . بالذات جوهر المواجهة كان عكس ما يريدنا الخوجي أن نفهمه ؛ جوهر الخلاف و المواجهة كان تقييم ستالين و من ورائه كما يعلن ذلك عنوان المقال الصيني الأوّل و المقال الثاني " حول التجربة التاريخيّة لدكتاتورية البروليتاريا " " و من جديد حول ..." . فبينما رام خروتشوف التحريفي تمريغ وجه ستالين في التراب و بالتالى تشويهه و تشويه تجربة دكتاتورية البروليتاريا لتيسير إعادة تركيز الرأسماليّة في الإتّحاد السوفياتي ، إنبرى الماويّون الصينيّون بزعامة ماو تسى تونغ ليدافعوا عن إرث البروليتاريا الثوري و ينقدوا مبدئيّا و موضوعيّا و علميّا و رفاقيّا ستالين . و النقد ( للذاتيّة لدى ستالين ) الذى أورده الهمّامي على أنّه تبنّى للموقف الخروتشوفي نقد صحيح و إليه سينضاف ، بفضل تعميق الدراسات و البحوث ، نقد لتنظيرات و ممارسات أخرى لستالين . بيد أنّ هذا ماركسيّا- لينينيّا ليس سوى طرف واحد من طرفي وحدة الأضداد / التناقض . و نسرع إلى الشرح المقتضب : وحدة الأضداد او التناقض هي القانون الأساسي للمادية الجدليّة وهي تفيد أنّ المادة في حركة و الحركة منبعها التناقض الموجود في كافة الأشياء و الظواهر و السيرورات و لا شيء في الوجود المادي و الفكر يخرج عن قانون التناقض . و في تقييم ستالين ( و غيره ) و نشاطه الثوري النظري و العملي يجب إعتماد المادية المنهج العلمي الوحيد ، يجب أن نطبّق عليه المنهج المادي الجدلي و قانون التناقض . و نعود إلى النقد الصيني بإعتباره طرفا واحدا من طرفي وحدة الأضداد لنقول إنّه يمثّل جانبا من جانبي ستالين . ما نقده الماويّون الصينيّون هو الجانب السلبي لدى ستالين وهو أخطاء ستالين و ما من أحد مطّلع على المادية الجدلية سيفهم أنّ هذا الجانب السلبي ينفى الجانب الآخر، الجانب الإيجابي . يقول ماو تسي تونغ فى الصفحة 367 من المجلد الخامس من" مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة "( الطبعة باللغة الفرنسية ) :
" فى الواقع ، كل شيء سواء أكان فى الصين أو في الخارج قابل للتحليل، له مظهر إيجابي و مظهر سلبي . الشيء ذاته بالنسبة لعمل كل مقاطعة ، هنالك نجاحات و نواقص ، و لكلّ واحد منّا أيضا مظهران – ايجابيّات و سلبيّات و ليس مظهرا واحدا أبدا . نظرية المظهر الواحد و نظرية المظهرين توجدان منذ القدم . تنتمي الأولى إلى الميتافيزيقا و الثانية إلى الديالكتيك." ( التسطير من وضعنا ) .
بكلمات أخرى ، ماديّا جدليّا لكلّ واحد منّا مظهران و ليس مظهرا واحدا و بالتالى في ستالين مظهر سلبي هو الأخطاء و مظهر إيجابي هو الصواب . و هذا هو معنى التقييم ، معنى التحليل المادي الجدلي لكشف الأخطاء و نقدها و طرح سبل تجاوزها و إبراز الصواب و الدفاع عنه و تطبيقه من أجل نظريّة و ممارسة ثوريّتين أرقى فأرقى . والعلاقة بين الجانبين، بين المظهرين قد ترجّح هذا المظهر أو الآخر فيكون هو الرئيسي و الآخر الثانوي . و في التقييم الماوي أخطاء ستالين ثانوية و الصواب لديه هو الرئيسي و يساوى بصيغة صينية ستستخدم منذ 1956 : 3 أخطاء و 7 صواب لدى ستالين كما سنرى .
هذا ما فعله لينين عند تقييم بعض مواقف ماركس و إنجلز من مثل الموقف من نشوب الثورة في أوروبا إلخ . و في " حول التجربة التاريخية لدكتاورية البروليتاريا " ( نسخه الصوت الشيوعي – مكتبة الشيوعيين العرب على الأنترنت ) الذى إقتبس منه الخوجي فقرة ليؤلّلها كما يحلو له ليطعن الماوية في الظهر ، دافع الماويّون الصينيّون عن النظرة الماركسية اللينينية بانّه ما من احد معصوم من الخطأ و أوردوا بالصفحة الثانية إعترافا للينين : " إننّا لا ننسى لحظة واحدة أنّنا إرتكبنا و ما نزال نرتكب جملة من الهفوات و الأخطاء ...و إنّنا سنناضل دونما تأخير لتصحيح هفواتنا و أخطائنا ..." . و ما فعله ماو تسى تونغ تجاه ستالين يحذو حذو ما فعلله لينين ، ما فعله ماو تسى تونغ تجاه ستالين لينيني من حيث الإعتراف بالأخطاء و تشخيصها و السعي الدؤوب إلى تصحيحها و من حيث مناهضة الخروتشوفيّة التي قدّمت ستالين بنظرة إحادية الجانب كلوحة سوداء قاتمة لا ضوء فيها.
هل كان على الماويّين الصينيّين أن يدافعوا عن ستالين دفاعا أعمى و هم يعلمون ما يعلمون من أخطائه الجدّية ومنها تلك التي طالت الصراعات داخل الحزب الشيوعي الصيني و المواقف من مواصلة حرب الشعب الطويلة الأمد و الطريق إلى السلطة قبل الحرب العالمية الثانية و بعدها و ما إلى ذلك ، كما سيفعل منذ أواخر سبعينات القرن العشرين الخوجيّون ؟ لا أبدا . لن يكون هكذا دفاع سوى دغمائيّة ، لن يكون سوى إنكار مثالي ميتافيزيقي للواقع الموضوعي و التحليل الملموس للواقع الملموس و ليس تطبيقا للمادية الجدلية و قانون التناقض الشامل لكافة الأشياء و الظواهر و السيرورات .التقييم الماوي مادي جدلي و التقييم الخوجي دغمائي – تحريفي و صاحبنا الهمّامي سيسعى بجهد جهيد في كتابه إلى إعادة إحياء التقييم الخوجي السائر نحو التفسّخ بعد الضربات الموجعة جدّا التي تلقّاها و لا يزال عالميّا ، و لكن على طريقته الهمّاميّة بأن يطليه ببعض المساحيق الملمّعة للوجه المهترئ كما سنرى .
و من ذات الوثيقتين اللتين إعتمدهما الخوجي ( ناقلا تقريبا حرفيّا ما خطّه أنور خوجا في " الإمبريالية و الثورة " و محمّد الكيلاني في " الماويّة معادية للشيوعية " – و سنعود إلى الأمر ) ليشوّه الموقف الماوي المادي الجدلي نقتطف لكم ، من ضمن عديد الفقرات ، تلك التي نعتقد أنّها أكثرها تفنيدا للإدّعاءات الخوجيّة المغرضة :
1- عقب تعداد النجاحات التي حقّقها الإتّحاد السوفياتي ، و قبل الحديث عن أخطاء ستالين و أخطاء إرتكبها الحزب الشيوعي الصيني ذاته ، ورد في الوثيقة الأولى ( " حول التجربة ..." و نعيدها سنة 1956 ! ) إعلاء لحقيقة إنجازات ستالين و مساهماته كماركسي عظيم مواصل لطريق اللينينية على عكس ما كانت تذيعه الخروتشوفية :
" و الرجل الذى أرشد الشعب و الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفياتي إلى الطريق المفضية إلى هذه النجاحات الكبيرة هو لينين . و الإستحقاق فى ذلك ينبغي أن يرجع إلى اللجنة المركزيّة للحزب الشيوعي في الإتّحاد السوفياتي التي مارست قيادة حازمة في النضال من اجل تحقيق خطّ لينين السياسي، و إنّ جزءا لا يمكن محوه من هذه الإستحقاقات يعود إلى ستالين .
بعد موت لينين طبّق ستالين و طوّر، بوصفه المسؤول الرئيسي عن الحزب والدولة ، الماركسيّة اللينينية بصورة خلاّقة . و في النضال من أجل الدفاع عن ميراث اللينينيّة ضد أعدائها – التروتسكيين و الزينوفيافيّين و غيرهم من عملاء البرجوازية – عبّر ستالين عن إرادة الشعب و تكشّف عن أنّه مناضل نابغة من مناضلى الماركسيّة اللينينيّة ." ( التسطير مضاف من عندنا لإبراز أنّ زعم الخوجيّين كذب محض )
2- و بعد صفحات ، في الوثيقة الأولى نفسها ، نقرأ : " إن على الشيوعيين أن يتبنّوا منهجا تحليليّا إزاء الأخطاء المقترفة في الحركة الشيوعية . إنّ من الناس من يعتبر أنّ ستالين أخطا في كلّ ما يفعله . و هذا عدم فهم خطير . فستالين كان ماركسيّا – لينينيّا كبيرا ، لكنه أيضا ماركسيّا – لينينيّا إقترف بضعة أخطاء كبيرة عن غير وعي . إنّ علينا أن ننظر إلى ستالين من زاوية تاريخيّة ، و أن نشرع بتحليل كامل و مطابق لنحدّد متى أصاب و متى أخطأ و لنستخلص من ذلك درسا مفيدا . إنّ الصحيح و المغلوط على حدّ سواء لدى ستالين هو ظاهرة من ظواهر الحركة الشيوعية الأممية و يحمل سيماء العصر . " ( التسطير مضاف )
3- وفى الوثيقة الثانية " من جديد حول التجربة ..." ، و على وجه الضبط ضمن قسم " مآثر ستالين و أخطاؤه " ، صرّح الماويّون الصينيّون بانّ " لستالين فضلا كبيرا في تطوّر الإتحاد السوفياتي و في تطوّر الحركة الشيوعية الأممية " و ذكّروا بتقييمهم لستالين الوارد في الوثيقة الأولى و قد أوردنا مقطعا منه في النقطة 1 ، ثمّ حلّلوا بعض أخطاء ستالين و بعد ذلك أضافوا قسما عنوانه " مآثر ستالين في الدرجة الأولى و أخطاؤه في الدرجة الثانية " بدأوه بالجملة المعبّرة جدّا التالية:
4- " كلّ يعلم أنّ حياة ستالين حياة ثوري ماركسي لينيني كبير ..." ( التسطير مضاف )
و حينئذ ، في الوقت الذى كانت التحريفية السوفياتية الخروتشوفية آنذاك تستهدف تحطيم ستالين منتهى التحطيم و من ورائه تحطيم الإرث الثوري للبروليتاريا العالمية تحطيما كلّيا ، بغية تعبيد الطريق لإعادة تركيز يسير للرأسمالية و لنشر المقولات التحريفيّة ، كان الشيوعيّون الماويّون يعلون و منذ 1956 و 1957 راية ستالين على أنّه ماركسي عظيم قام بأخطاء جدّية أحيانا . و إن نقدوه فقد نقدوا رفيقا ماركسيّا عظيما و ما كانت الغاية الإساءة إليه أو المسّ من سمعته بقدر ما أنّهم أقاموا نقدهم المبدئي و البنّاء و اللينيني ، و ليس الهدّام ، على براهين و أدلّة ملموسة من الواقع الملموس مطبّقين المادية الجدليّة و هدفهم تشخيص الأخطاء و الصواب و نقد الأخطاء و تجاوزها و الدفاع عن الصواب و تطبيقه و كلّ هذا في سبيل تطوير علم الشيوعية و الإرتقاء بالنظرية و الممارسة الثورية و الغاية الأسمى تظلّ المجتمع الشيوعي العالمي .
سنة 1956 و في ذات الشهر الذى نشرت فيه الوثيقة الأولى للحزب الشيوعي الصيني المقيّمة لتجربة دكتاتورية البروليتاريا في الإتحاد السوفياتي ، ألقى ماو تسى تونغ خطابه الشهير " العشر علاقات الكبرى " ( فى 25 أفريل 1956 ؛ بالعربيّة – مكتبة الشيوعيّين العرب على الأنترنت ، دار النشر باللغات الأجنبيّة ، بيكين ) و منه نقتبس لكم فقرات عن الفهم الماوي للنقد و " العلاقة بين الصواب و الخطأ " ماركسيّا – لينينيّا و نقد الرفاق المخطئين ليس للنيل منهم و إنّما لمعالجة المرض كمبدأ ، ما لم يتحوّل التناقض إلى تناقض عدائي ، و طبّق ذلك على ستالين في الخطاب ذاته ، في نقطته العاشرة ، مدافعا عن الصواب لديه و مهاجما الموقف التحريفي منه في الحزب الشيوعي السوفياتي و لدي بعض عناصر الحزب الشيوعي الصيني كذلك :
1- " و مبدأ الإتّعاظ بالأخطاء الماضية بهدف تفادى الأخطاء في المستقبل و معالجة الداء بهدف إنقاذ المريض " هو مبدأ لتوحيد الحزب كلّه ، و من الضروري أن نتمسّك بهذا المبدأ ".
2- " إنّ الذين رفعوا ستالين أمس إلى علو عشرة آلاف ذراع في الإتّحاد السوفياتي ، رموا به اليوم إلى حضيض تسعة آلاف ذراع تحت الأرض . و في بلادنا أناس ينسجون على منوالهم . فاللجنة المركزيّة ترى أن من بين كلّ عشرة من أعمال ستالين ثلاثة أخطاء و سبعة إنجازات ، فهو يظلّ إجمالا ماركسيّا عظيما . و بناء على هذا التقييم أعددنا مقال " حول التجارب التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " . إنّ هذا التقييم ، ثلاثة مقابل سبعة ، مناسب . لقد إرتكب ستالين أخطاء بحقّ الصين [...] و مع ذلك كلّه فإنّنا نضع 3 درجات لأخطائه و 7 درجات لإنجازاته . و هذا إنصاف.
و في مجال علم الاجتماع و الماركسية – اللينينية ينبغي أن نواصل دراسة ستالين بإجتهاد حيثما كان صائبا ...".
و إعترف ستالين بأخطائه تجاه الحزب الشيوعي الصيني و قد سجّلنا بدقّة مراجع ذلك في العدد 3/ جويلية 2011 من نشريّتنا " لا حركة شيوعية ثورية دون ماويّة ! " المفرد ل" مسألة ستالين من منظور الماركسية – اللينينية – الماوية" و قد ذكر ذلك ماو تسى تونغ أيضا في المجلّد الخامس من مؤلّفاته المختارة ، و الخوجيّون الدغمائيّون التحريفيّون يستنكرون ذكر الماويّين هذه الأخطاء و أخطاء أخرى و تفسيرها و البحث عن جذورها لإقتلاعها و تطوير النظريّة و الممارسة الثوريّتين الأرقى في المستقبل .
و ستالين ذاته في كتابه الأخير قبل وفاته و عنينا كتاب " القضايا الاقتصادية للإشتراكية في الإتّحاد السوفياتي " ، قيّم نقديّا موقفا له و موقفا للينين بكلّ أريحيّة و رحابة صدر و على الملأ و طرح تجاوزهما لعدم إنسحابهما على الواقع المتغيّر، فقال بالصفحة 40 ( الطبعة العربيّة لدار الفرابي ، بيروت ، سنة 1954 ):
" تواجه الإقتصاديين قضيّتان ، هما :
أ- هل يمكن التأكيد بانّ فكرة ستالين المعروفة ، التي صيغت قبل الحرب العالميّة الثانية ، حول إستقرار الأسواق النسبيّ ، في مرحلة الأزمة العامة للرأسماليّة ، لا تزال سارية المفعول ؟
ب- هل يمكن التأكيد بأنّ الفكرة المعروفة التي صاغها لينين في ربيع عام 1916 ، ، لا تزال سارية المفعول ، وهي الفكرة القائلة بأنّ " الرأسماليّة بمجموعها تتطوّر بسرعة أكبر من السابق بما لا يقاس " رغم تعفّنها ؟
أعتقد أن ليس في الإمكان تأكيد ذلك . فنظرا للظروف الجديدة الناجمة عن الحرب العالميّة الثانية ، يجب إعتبار الفكرتين قد فات أوانهما ."
وعلى سبيل المثال لا الحصر ، في الفلسفة الألمانية ، نقد ماركس هيغل و فرز الجدليّة في فكره و تبّناها و طوّرها و وضعها على رأسها كما قال و نقد إنجلز فورباخ و إحتفظ بنواحى ماديّته الصحيحة دون ميتافيزيقيّته و كذلك فعل ماركس و إنجلز بصدد الاقتصاد السياسي الأنجليزي و الإشتراكية الفرنسيّة : الإحتفاظ بالصواب و الدفاع عنه و تطويره و نبذ الخطأ ( في ما أطلق عليه لينين أقسام / مصادر الماركسيّة الثلاثة ) و لينين نقد أخطاء ماركس و إنجلز ( و المرتدّ كاوتسكي دون أن ينكر كتاباته التي يمكن إعتمادها بإعتبارها ماركسيّة وقد إستخدمها في إستشهاداته حتّى بعد إرتداد كاوتسكي ، و بليخانوف ...) و شرح الأخطاء و تجاوزها ؛ و ستالين هنا ينقد آراءه و آراء لينين و يتجاوزها و ماو الماركسي – اللينيني نقد أخطاء رفيقه ستالين حيثما لزم النقد و رفع رايته حيثما لزم ذلك ، معدّا إيّاه ماركسيّا عظيما قام بأخطاء أحيانا جدّية . و على العكس من قادة البروليتاريا العالمية هؤلاء ، يجد صاحبنا الخوجي نفسه في التسلّل . و بالفعل الخوجيّون جميعا في التسلّل و حزب الهمّامي في التسلّل منذ تأسيسه إذ هو تحريفي إصلاحي من بدايته عانق الدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة في وثائقه المؤسّسة و لا يزال ، كما نشاهد ، يسترشد بها مثلما هو الحال هنا في تقييم التجربة الإشتراكية في الإتّحاد السوفياتي. متسّلل إلى الماركسيّة ، متمركس هو حزب العمّال التونسي .
و نظرا لكون السيّد جيلاني الهمّامي إتّكأ على ما إنتزع إنتزاعا و أوّل تأويلا مغرضا من وثيقتين للحزب الشيوعي الصيني صدرتا تباعا سنة 1956 ( أفريل ، بعد شهرين من المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي ) و بدايات1957 و عقب أن بيّننا كيف أنّ الوثيقتين اللتين حاول الخوجيّون الإستدلال بهما على تهاون ماو في نقد الخروتشوفية ، تفضح تزويرهما الباعث على الغثيان - و على الباغي تدور الدوائر - ، نودّ أن نوجّه لهذا الخوجي الدغمائي – التحريفي سؤالا معبّرا جدّا : من ( شخصا كان أم مجموعة ، منظّمة أم حزبا ) في صفوف الحركة الشيوعيّة العالميّة ، أصدر موقفا شيوعيّا مبدئيّا من حيث الجوهر من مسألة تقييم ستالين و تجربة دكتاتوريّة البروليتاريا و أيضا نقد أخطاء جدّية لدى ستالين سنة 1956 و سنة 1957 ؟ من ؟ إبحثوا شرقا و غربا و شمالا و جنوبا و فوقكم و تحتكم و أمامكم و خلفكم و لن تجدوا كما أثبت التاريخ أحدا غير ماو تسى تونغ و الماويين الصينيين حينها . و لهذا هل من الواجب الشيوعي الإقرار بالحقيقة و بصواب ذلك أم على العكس التهجّم على ماو تسى تونغ و على الحزب الشيوعي الصيني على أنّهما غير ماركسيّين ؟ الشيوعيون الحقيقيّون يسلكون المسلك الأوّل و الشيوعيّون الزائفون يسلكون المسلك الثاني و الخوجيوين من الشيوعيين الزائفين الذين سلكوا و يسلكون المسلك الثاني المثالي الميتافيزيقي و الدغمائي التحريفي .
ما هو الحزب داخل الحركة الشيوعية العالميّة الذى تميّزت مواقفه بالتصدّى لتحطيم ستالين تحطيما ساحقا و طرح تقييمه تقييما علميّا ماديّا جدليّا منذ سنة 1956 و سنة 1957 ؟ لا أحد غير الحزب الشيوعي الصيني و على رأسه ماو تسى تونغ و ليتمادى الخوجيّون في غيّهم !
و حسنا ، ليعلم من لم يعلم بعدُ أنّ حزب العمل الألباني كان يكيل المديح و نكرّرها المديح التام بلا نقد و لا تباين مهما كان للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي فيما شرع الماويّون الصينيّون يدقّون ناقوس الخطر ثمّ يقرعون طبول الحرب على التحريفيّة و يشهد على ذلك كما هو موثّق عالميّا عدد " البرافدا " الصادر بتاريخ 8 نوفمبر 1956 ( للمزيد من التفاصيل عن مواقف حزب العمل الألباني الموثّقة ، ننصح بالعدد 3 / جويلية 2011 من " حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " المخصّص ل " مسألة ستالين من منظور الماركسيّة - اللينينيّة - الماويّة " ).
هذا هو الموقف الماويّ و ذاك هو الموقف الخوجي، فمن تبنّى أطروحات المؤتمر العشرين سنة 1956 ومن وقف ضدّها وقفة شيوعيّة مبدئيّة ؟ الإجابة واضحة و مرّة أخرى يشارك الخوجيّون في السيرك و يمشون على رؤوسهم عوض المشي على الأقدام فيرون الواقع مقلوبا رأسا على عقب فهنيئا للسيّد الهمّامي كعضو بارع في السيرك الخوجي !
و ماذا كان تقييم ماو تسى تونغ بالذات للمؤتمر العشرين سنة 1956 بالضبط صارفين النظر، في الوقت الحاضر ، عن ما كتب الماويّون لاحقا ؟
تطرّقنا لهذه المسألة في النشريّة التي مرّ بنا ذكرها للتوّ ، و إليكم بعض الحقائق التي سجّلناها هناك وقتها ، فضلا عن ما أنف ذكره من موقف ماو في 5 أفريل 1956 في خطاب " العشر علاقات الكبرى " :
1- فى السنة عينها ، سنة 1956 و فى شهر أوت تحديدا ، نطق ماو بما يلى ذكره : " كيف نقيم الأخطاء التى إرتكبت فى الاتحاد السوفياتي مثل أخطاء ستالين ؟ هي أخطاء جزئية ، مؤقتة ، هنالك منها ما إمتد ، حسب ما يقال ، طوال عشرين سنة لكن ذلك لا يمنع أنها مؤقتة و جزئية و قابلة للإصلاح. التوجه الرئيسي و المظهر المهيمن و الجزء الأعظم لما أنجز فى الاتحاد السوفياتي صحيح. ولدت روسيا اللينينية و بفضل ثورة أكتوبر ، أضحت أول دولة إشتراكية . و قد أنجزت البناء الاشتراكي و إنتصرت على الفاشية و صارت بلدا صناعيا قويا . لنا الكثير نتعلمه منه. لنكن متفقين ، علينا أن نستلهم ما هو متقدم فى تجربته و ليس أبدا ما هو متخلّف ". ( التسطير مضاف)( ص 11 من النشريّة إيّاها )
2- و فى خطاب آخر ، خلال الإجتماع الموسع للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي ، فى 15 نوفمبر 1956 ، جاء على لسان ماو : " أود أن أقول بعض الكلمات بصدد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي . فى رأيي ، هنالك "سيفان " : واحد هو لينين و الآخر هو ستالين . السيف الذى هو ستالين الروس نبذوه الآن . كوملغا و بعض المجريين إلتقطوه ليضربوا به الاتحاد السوفياتى و لمقاتلة ما يسمى الستالينية . فى عديد بلدان أوروبا ، تنقد الأحزاب الشيوعية أيضا الاتحاد السوفياتي و يقودها فى هذا النقد توغياتي [قائد الحزب الشيوعي الايطالي] . كذلك يستعمل الإمبرياليون هذا السيف لقتل الناس فدُول مثلا رفعه لمدة . هذا السلاح لم تقع إعارته بل وقع نبذه. نحن الصينيون لم ننبذه. أولا ، ندافع عن ستالين و ثانيا ننقد أيضا أخطاءه و لذلك كتبنا مقال " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا". و هكذا عوض تشويه سمعته و تحطيمه كليا كما يفعل البعض ، نتحرك انطلاقا من الواقع.
أمّا بالنسبة للسيف الذى هو لينين ، ألم ينبذه القادة السوفيات هو الآخر بعض الشيء ؟ في رأيي ، وقع ذلك إلى درجة بعيدة نسبيا.هل لا تزال ثورة أكتوبر دائما صالحة ؟ أيمكن بعد أن تستعمل كنموذج لمختلف البلدان ؟ تقرير خروتشاف للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي يقول إنه من الممكن التوصل إلى السلطة عبر الطريق البرلماني و هذا يعنى أن البلدان الأخرى لن تحتاج بعد الآن إلى إتباع مثال ثورة أكتوبر . حين يفتح هذا الباب على مصراعيه ، فإن اللينينية تكون نبذت بالفعل".( التسطير مضاف ) ( ص 11 من النشريّة إيّاها )
لم يعد أيّ مبرّر للشكّ في حقيقة أنّه لم يرق أحد صلب الحركة الشيوعيّة العالميّة إلى فهم ماو تسى تونغ المصاغ إثر حوالي شهرين من المؤتمر العشرين إيّاه ، كما لم يرق أحد إلى الدفاع المستميت عن الجوانب الصائبة لدى الماركسي العظيم ستالين الذى و الحقّ يقال قام بأخطاء أحيانا جدّية نقدها الماويّون نقدا شيوعيّا مبدئيّا بنّاءا . و بعد أكثر من ستّة عقود ، يطلع علينا بدر السيّد الهمّامي الإنتهازي بتكرار محض إفتراء خوجي سافر : " تبنّى " الماوية لأطروحات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي . فيا للنزاهة العلميّة للباحث في تاريخ الإتّحاد السوفياتي ! يا لنزاهة الدغمائيّة التحريفية الخوجيّة السارية في عروقه سريان الدم !
ثمّ هل أنّ الوثيقتين اللتين إقتطفا منهما السيّد الهمّامي فقرتين رأينا أنّهما لا تمثّلان جوهر بل جانبا واحدا من جانبي الموقف الماوي هما الوثيقتان الوحيدتان في ذلك الجدال العالمي بقيادة الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفيّة المعاصرة السوفياتيّة منها و اليوغسلافيّة و الفرنسيّة و الإيطاليّة و الأمريكيّة ... ؟ هل أنهما الوثيقتين الماويّتين الوحيدتين بشأن مسألة ستالين ليزعم الخوجي أن الماويّين الصينيّين دافعوا عن ستالين " دون حماس " ( ص 30) ؟
و من له و لو أدنى إطّلاع على تاريخ الحركة الشيوعية العالميّة في ستّينات القرن الماضى و سبعيناته ، يعلم علم اليقين أن الوثيقتين إيّاهما كانتا بمثابة إشارة إنطلاق لا غير لمعارك ضارية تالية ما لبث أن أخذ ماو تسى تونغ منذ 1956 يعدّ لها العدّة. و كي لا ندخل في المزيد من التفاصيل الأخرى ، دعونا نورد جردا بأهمّ ( و ليس كلّ ) الوثائق التي أنتجها الحزب الشيوعي الصيني في ظلّ قيادة ماو تسى تونغ في ما يسمّى الجدال الكبير ضد التحريفيّة ومن أجل الماركسيّة - اللينينيّة وتطويرها :
- حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا ( أفريل 1956)
- مرة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا ( ديسمبر 1957)
- عاشت اللينينية (أفريل 1960)
- لنتحد تحت راية لينين الثورية (أفريل 1960)
- الى الأمام على طريق لينين العظيم (أفريل 1960) - الخلافات بين الرفيق تغلياتي و بيننا (ديسمبر1962) - مرة أخرى حول الخلافات بين الرفيق تغلياتى و بيننا (1963)
- لنتحد على أساس تصريح موسكو و بيان موسكو(جانفى1963)
- أصل الخلافات و تطورها بين قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي و بيننا (1963) - حول مسألة ستالين (سبتمبر 1963)
- هل يوغسلافيا بلد اشتراكي ؟ - مدافعون عن الحكم الاستعمارى الجديد. - خطان مختلفان حول مسألة الحرب و السلم (1963) - سياستان للتعايش السلمى متعارضتان تماما (1963) - إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية (1963)
- حقيقة تحالف قادة الحزب الشيوعي السوفياتي مع الهند ضد الصين ( نوفمبر1963)
- من أين أتت الخلافات؟ رد على توريز و رفاق آخرين ( فيفري 1963) - سبع رسائل . - قادة الاتحاد السوفياتي أكبرانشقاقيى عصرنا . - الثورة البروليتارية وتحريفية خروتشوف . - اللينينية و التحريفية المعاصرة (1963)
- مرآة التحريفيين (1963)
- شيوعية خروتشوف المزيفة و الدروس التاريخية التى تقدمها للعالم (جويلية 1964)
- لنناضل الى الآخر ضد تحريفية خروتشوف (جوان 1965)
- لنميط اللثام عن التحريفيين السوفيات بصدد ثقافة الشعب كله (أكتوبر 1967)
- التحريفيون السوفيات يطورون اقتصادا رأسماليا على طول الخط ( أكتوبر 1967)
- السينما السوفياتية فى خدمة إعادة التركيز الشامل للرأسمالية (أكتوبر 1967)
- براهين دامغة عن اعادة تركيز الرأسمالية من طرف التحريفيين السوفيات فى المناطق الريفية (نوفمبر1967)
- دكتاتورية برجوازية يمارسها التحريفيون فى الاتحاد السوفياتي ( نوفمبر 1967)
- التحريفيون السوفيات يحولون حزب لينين الى حزب تحريفي (نوفمبر 1967)
- النتائج الشهيرة لتطبيق طغمة التجريفيين السوفيات ل" سياسة اقتصادية جديدة "( نوفمبر 1967)
- الخط التحريفي فى التعليم فى الاتحاد السوفياتي ( نوفمبر 1967)
- ماهي اذا "رفاهة الشعب كله " التى يفتخر بها التحريفيون السوفيات؟ ( ديسمبر 1967)
- ليسقط القياصرة الجدد (1969)
- بتحركاتها العنيدة ضد الصين ، لا تفعل طغمة التحريفيين السوفيات سوى حفر قبرها ( مارس 1969)
- لينينية أم امبريالية اشتراكية ؟ ( أفريل 1970)
- الامبريالية الاشتراكية السوفياتية جزء من الامبريالية العالمية ( ديسمبر 1975).
و يستوقفنا كما قد يكون إستوقفكم عنوان بارز مثير للغاية بخصوص تقييم ستالين ألا وهو عنوان وثيقة تاريخيّة غاية في الأهمّية و الدلالة يسقطها الخوجيّون عمدا عامدين : " حول مسألة ستالين " التي صيغت سنة 1963 ملخّصة سنوات من الصراع بهذا الشأن و موضّحة خطوط التمايز بين الماركسيّة الثوريّة و التحريفيّة لتكون نبراسا عالميّا للحركة الماركسيّة – اللينينيّة التي ستتشكّل على قاعدة وثيقة أساسيّة أخرى هي " إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعيّة العالمية " المنشورة في السنة نفسها ، سنة 1963 و المعتبرة أرضيّة الحركة الجديدة القاطعة مع التحريفية المعاصرة عقب سنوات طوال من الصراع العالمي و من الجدال داخل إجتماعات أحزاب و منظمات الحركة الشيوعية العالمية و خارجها صراعا شفاهيّا و كتابيّا ، بالرسائل و المقالات و الخطابات .
و القطيعة الماركسيّة – اللينينيّة مع التحريفية المعاصرة لم تحدث و ما كان بوسعها أن تحدث بين ليلة و ضحاها فما فهمه ماو تسى تونغ سنة 1956 لم يفهمه جلّ إن لم يكن كلّ الماركسيّين – اللينينيّين عبر العالم حينها و العودة إلى تقارير إجتماعات الأحزاب الشيوعية و العمّاليّة سنة 1956 و بعدها تدلّ على تخبّط مواقف معظم الأحزاب الشيوعيّة و العمّالية في الضبابيّة إن لم تكن صراحة موالية للخروتشوفيّة . فما كان الحزب الصيني قادرا على أن يعلن القطيعة المبكّرة التي كانت ستكون متسرّعة لعدم نضوج ظروفها و كانت ستكون ذات نتائج وخيمة جدّا على الماركسيّة – اللينينيّة سنة 1956 ، قبل خوض الصراع و السعي جهده لتوضيح خطوط التمايز و كسب من يمكن كسبه إلى الصفّ الماركسي- اللينيني . و قام الماويّون الصينيّون بالواجب الشيوعي الأممي مقارعين لسنوات التحريفيّة في خضمّ ذلك الجدال الكبير الذى أنار السبيل لتشكيل أحزاب الحركة الماركسيّة – اللينينيّة العالميّة . و حتّى الحزب الألباني الذى كما أثبتنا بالدليل القاطع و البرهان الساطع في نشريّتنا التي مرّ بنا ذكرها فقد إلتحق إلتحاقا بركب التصدّى للتحريفيّة السوفياتيّة الذى كان في مقدّمته الحزب الشيوعي الصيني .
و إليكم مقتطفات من عملنا إيّاه و على وجه الضبط من الفصل المخصّص لعرض الموقف الماوي إنطلاقا من " حول مسألة ستالين " الذى أضحى مرجعا عالميّا للموقف الماركسي – اللينيني السليم و القويم من ستالين :
1- " لقد أصر الحزب الشيوعي الصيني دائما على إجراء تحليل شامل موضوعي علمي لمآثر ستالين و أخطائه بأسلوب المادية التاريخية و على عرض التاريخ كما حدث فعلا ، و عارض إنكار ستالين هذا الإنكار الذاتي الفضّ تماما الذى حدث نتيجة إستخدام أسلوب المثالية التاريخية و تشويه التاريخ و تعديله عن عمد.
لقد رأى الحزب الشيوعي الصيني دائما أن ستالين قد إرتكب أخطاء كانت لها جذورها الإيديولوجية والإجتماعية والتاريخية. و من الضروري أن تُنتقد الأخطاء التى إرتكبها ستالين فعلا لا الأخطاء التى عُزيت اليه بلا أساس ، بشرط أن يكون هذا النقد من موقف صحيح و بالأساليب الصحيحة . و لكننا عارضنا دائما نقد ستالين نقدا غير ملائم و صادرا عن موقف خاطئ و بأساليب خاطئة " (ص4 من " حول مسألة ستالين " ، بالعربيّة ، دار النشر باللغات الأجنبيّة ، بيكين )
2- و عن مآثر ستالين نقرأ بالصفحين 4 و 5 :
" عندما كان لينين على قيد الحياة حارب ستالين القيصرية و بث الماركسية، و بعد أن أصبح عضوا فى اللجنة المركزية للحزب البلشفى برئاسة لينين ، ساهم فى النضال لتمهيد الطريق لثورة عام 1917 و بعد ثورة أكتوبر ، كافح للدفاع عن ثمار الثورة البروليتارية .
و بعد وفاة لينين ، قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي فى النضال الحازم ضد الأعداء الداخليين و الخارجيين ولصيانة و تعزيز أول دولة إشتراكية فى العالم .
و قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي فى التمسك بخط التصنيع الإشتراكي و الجماعية الزراعية و فى إحراز نجاحات عظيمة فى التحول و البناء الإشتراكيين . و قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي و الجيش السوفياتي فى شن نضال مرير شاق حتى إحراز النصر العظيم فى الحرب ضد الفاشية.
و دافع ستالين عن الماركسية - اللينينية و طورها فى الكفاح ضد مختلف أنواع الإنتهازية و ضد أعداء اللينينية – التروتسكيين و الزينوفيافيّين و البوخارينيّين و غيرهم من عملاء البرجوازية .
لقد قدّم ستالين مساهمة لا تنسى للحركة الشيوعية العالمية فى عدد من مؤلفاته النظرية التى هي مؤلفات ماركسية –لينينية خالدة.
لقد قاد ستالين الحزب السوفياتي والحكومة السوفياتية فى إتباع سياسة خارجية كانت تتفق بصورة عامة مع الأممية البروليتارية و قدم مساعدة عظيمة للنضالات الثورية لدى الشعوب قاطبة بما فيها الشعب الصيني.
لقد وقف ستالين فى مقدمة مد التاريخ موجها للنضال و كان عدوا لا يصالح للمستعمرين و الرجعيين بأسرهم.
لقد كانت نشاطات ستالين مرتبطة إرتباطا وثيقا بنضالات الحزب الشيوعي السوفياتي العظيم و الشعب السوفياتي العظيم و لا تنفصل عن النضالات الثورية لشعوب العالم قاطبة.
و كانت حياة ستالين حياة ماركسي لينيني عظيم و ثوري بروليتاري عظيم " .
3- و عن أخطاء ستالين نقرأ بالصفحين 5 و 6 :
" و حقيقة أن ستالين ، هذا الماركسي- اللينيني العظيم و الثوري البروليتاري العظيم ، إرتكب أخطاء معينة بينما كان يقدم مآثره للشعب السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية . كانت بعض هذه الأخطاء أخطاء مبدئية و بعضها حدث أثناء النشاط العملى ، كما كان بعضها ممكنا تجنبه و كان عسيرا تجنب بعضها الآخر فى وقت لم تكن فيه لدكتاتورية البروليتاريا أي سابقة تقتدى بها.
و حاد ستالين بإتّباع طريقة تفكيره عن المادية الديالكتيكية ووقع تحت رحمة المثالية و النزعة الذاتية فيما يتعلق بقضايا معينة ، و هكذا إبتعد أحيانا عن الواقع و عن الجماهير. و فى النضال داخل الحزب و خارجه خلط كذلك فى مناسبات معينة و حول مسائل معينة بين نوعين من التناقضات مختلفين فى طبيعتهما هما التناقضات بين أنفسنا و العدو و التناقضات بين الشعب ، كما خلط بين الأساليب المختلفة المطلوبة لمعالجة هذه التناقضات. و أثناء قيادة ستالين لقمع الثورة المعادية نال عدد كبير من المعادين للثورة ما إستحقه من عقاب ، و لكن فى الوقت نفسه عوقب عدد من الأبرياء بصورة خاطئة. و فى عامي 1937 و 1938 تعدى نطاق قمع المعادين للثورة حدوده و كان خطأ. و فيما يتعلق بتنظيم الحزب و الحكومة لم يطبق ستالين بصورة كافية المركزية الديمقراطية البروليتارية ، بل خرقها إلى حد ما. كما إرتكب بعض الأخطاء فى معالجة العلاقات بين الأحزاب و الأقطار الشقيقة ، و كذلك أخطأ النصح أحيانا فى الحركة الشيوعية العالمية .و نجم عن هذه الأخطاء بعض الخسائر التى لحقت بالاتحاد السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية."
4- و بالصفحة 17 ، نطالع التالى عن إعتراف ستالين نفسه ببعض أخطائه :
" و لقد كان ستالين قادرا على نقد نفسه عندما كان يرتكب خطأ ما. فمثلا ، أخطأ النصح في ما يتعلق بالثورة الصينية . و بعد إنتصار الثورة الصينية ، إعترف بخطئه . كما إعترف ستالين أيضا ببعض أخطائه فى عمل تطهير صفوف الحزب، فى تقريره للمؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي السوفياتي (البلشفيك)عام 1939 " .
5- و بعد نقد مطوّل و صارم للغاية لموقف التحريفيين السوفيات و غيرهم ، خُتم " حول مسألة ستالين " ب :
" بوسع خروشوف أن يستخدم مركزه الممتاز هذا ليحرف الماركسية - اللينينية بهذه الطريقة أو تلك ، و لكن مهما حاول فلن ينجح أبدا فى أن يطيح بالماركسية- اللينينية التى دافع عنها ستالين و يدافع عنها الماركسيون-اللينينيون فى العالم أجمع.
إنّنا نودّ أن نقدّم للرفيق خروشوف نصيحة مخلصة : إنّنا نرجو منك أن تدرك أخطاءك و ترجع عن طريقك الخاطئة الى طريق الماركسية - اللينينية .
عاشت تعاليم ماركس و انجلز و لينين و ستالين الثورية العظيمة ! " ( الصفحة 26-27)
و مرّة أخرى ، أليس باطلا و محض إفتراء زعم الناطق الرسمي باسم حزب العمّال التونسي بأنّ القادة الماويّين الصينيّين إستمرّوا في " الدفاع عن ستالين – و لكن دون حماس ..." ( ص 30 ) ؟ و هل ثمّة أكثر من ذلك حماس ؟ !!!
و كي لا نثقل على القرّاء ، لن ندخل هنا في نقاش مستفيض لزعم الخوجي التونسي بأنّ " الثورة الثقافيّة " إنقلبت " إلى شكل من أشكال الإرهاب الفكري " ( ص 32) ، بل نحيلكم على جدالنا لهكذا خزعبلات خوجيّة في العدد 4/ أوت 2011 من " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! " الذى أفردناه للردّ على الترّهات الخوجيّة المفضوحة ( لحزب العمّال التونسي) و المتستّرة ( لأصحاب " هل يمكن إعتبار ماو تسى تونع ماركسيّا – لينينيّا ؟ " ) وهذا العدد أيضا متوفّر بالطبع على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن و بمكتبته . و بالمناسبة ، تجدر الإشارة بصفة عابرة إلى أنّ هذا التوصيف للثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى التي هي قمّة ما بلغته الإنسانيّة في تقدّمها صوب الشيوعيّة على أنّها " شكل من أشكال الإرهاب الفكري" لم يأت بجديد فالسيّد الخوجي التونسي لا يفعل غير ما يفعله الببّغاء أي يردّد رأي الرجعيّة العالمية و التحريفيّة السوفياتية منذ ستّينات القرن الماضي و هو نفس رأي التحريفية الصينية و على رأسها دنك سياو بينغ . و موقع ، مثلا ، جريدة " النيويورك تايمز " و ما نشرته من مقالات و قدّمته من كتب في هذا الإتّجاه في " النيويورك تايمز ريفيو " ، و كتاب التحريفيين السوفيات " نقد المفاهيم النظرية لماو تسى تونغ " و كتابات دنك سياو بينغ المقيّمة للثورة الثقافيّة تثبت جميعها بلا ريب ذلك .
و نأتى إلى ختام هذه النقطة المحوريّة بأمرين إثنين ، أولهما دعوة الباحثين عن مزيد الحقائق بصدد موقف ماو تسى تونغ من مسألة ستالين إلى دراسة بحوثنا في الغرض ، و ثانيهما تقديم هديّة لمشوّهى الماويّة من الدغمائيّين التحريفيين الخوجيين تتمثّل في مقتطف من رسالة للحزب الشيوعي الألباني وريث حزب العمل الألباني مؤرّخة في 10 مارس 1997 ، وجهها رئيس الحزب حسنى ميلوشي إلى لودو مارتيناز زعيم حزب العمل البلجيكي بشأن ندوة بروكسال للذكرى 80 لثورة أكتوبر التي كان يشرف على تنظيمها حزب صاحب كتاب " ستالين نظرة أخرى " ( لودو مارتيناز ) و الذى يعلى راية الموقف الماوي الماركسي – اللينيني من ستالين :
Letter sent to comrade Ludo Martens
concerning the Brussels Seminar
"80th anniversary of the October revolution"
Hysni Milloshi
Tirana, the 10th of March, 1997.
Chairman Mao Zedong was a great revolutionary leader for the liberation of China, the legendary chief of the army, the founder of the People s Republic of China. Chairman Mao Zedong did a great deal for the Chinese people and he was also a friend of the Albanian people.
و ترجمتها " رسالة الى الرفيق ليدو مارتنز بصدد ندوة بروكسال حول " الذكرى الثمانون لثورة أكتوبر" . حسنى ميلوشى
تيرانا ، 10 مارس1997
" كان الرئيس ماو تسي تونغ ثوريا عظيما قاد تحرير الصين و قائدا أسطوريا للجيش و مؤسسا لجمهورية الصين الشعبية وقام بأعمال عظيمة لفائدة الشعب الصيني و كان كذلك صديقا للشعب الألباني ."
---------------------------------------------------------------------------------