أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الاستئناف التحولي وهزيمة الغزو الامريكي/17/ملحق2















المزيد.....

الاستئناف التحولي وهزيمة الغزو الامريكي/17/ملحق2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6763 - 2020 / 12 / 17 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاستئناف التحولي وهزيمة الغزوالأمريكي/17/ ملحق 2
عبدالاميرالركابي
يحدد نوع المعركة صنف الأسلحة، ونوع الوسائل المناسبة لها والمتفقه مع طبيعتها،وهذا ينطبق بلا شك على المعركة الجارية على ارض العراق اليوم، ومنذ الغزو الأمريكي وتداعياته وماقد ترتب عليه، وهو تاريخ صار يتعدى الثلاثة عقود من الزمن الانتقالي بين قرنين وطورين على مستوى المعمورة، مختلفين ومتباينين، انتهى معهما آخر تجل من تجليات الغرب بحالته الازدواجيه القطبيه، تبعه طور تفردي امريكي، انتهى هو الآخر، لتحل على المعمورة لحظة انتقال استئنافي مفتوحة على بدء آخر، لاحق على الصعود الغربي، مفتوح على عتبة انتهاء صيغة مجتمعية استنفدت اجلها وتاريخ صلاحيتها.
ابان فترة الاستعادة، وطغيان ممكنات السائد والمتغلب كمفاهيم برغم فواتها، كانت قد ظهرت أشكال من ردة الفعل طابعها جزئي لايرقى لمستوى التعبير الوطني، بغض النظر عن محركاتها، بعضها مسلح، وآخر ينتمي لمحاولة إيجاد خيارات وصيغ بديله لتلك التي اعتمدها الغزو،مكرسا المحاصصة الطائفية المليشياوية ضمن اطار، وبالاعتماد على قوى مادون، وماقبل دولة، عمودها الفقري الوحيد والاوحد، الريع النفطي، الركيزة التي من غيرها كان يستحيل استمرار الوحدة الكيانيه، او أي شكل من اشكال مايعرف بالدولة الذي ارسي في حينه، باعتباره هيكليه الحد الأدنى الضروري لاداء وظيفة الاعاله المجتمعية اللامنتجة ـ التي كان يمارسها النظام السابق ضمن اشتراطات مختلفه ـ وبمقدمها تامين رواتب موظفي الدولة ومتقاعديها، من دون اية وظائف، او مشاريع أخرى إنمائية، او خدميه من أي نوع كان، بجانب توفير حصه مسروقة في الدخل الوطني الريعي، مخصصة للمليشيات والقوى الحزبية، تتقاسمها الهياكل والتكوينات السائدة،داخل الحكم وخارجه، تقتطع من دون اعلان، ممايعرف بالميزانيه العامه.
وضع من هذا القبيل على المستويين العالمي والذاتي، اطاره والايقاع الذي يشمله، لاعلاقة له بالتصورات المتعارف عليها، والسائدة او المقرة. في حين كانت هذه تلعب دور الايهام والرجوع بالعقل وبالمقاربة العامة، نحو مايفاقم المسافة بين الواقع وتبلوراته، والوعي به، ناهيك عن النطق المتطابق مع مقتضياته الحية، الامر الذي كان يحفز نوعا من الضرورة الاستثنائية داخل موقع وكيانيه تاريخيه، اول لوازم وقوفها على عتبه الاهلية الضرورية للحضور الذاتي، استعادتها الصعبة وشبه المستحيلة، لذاتيتها التي هي بالاصل حالة مستعصية على العقل، وطنيا وعلى مستوى الطاقة العقلية المتوفرة والمتاحة على مستوى العقل البشري، وعلاقته بالظاهرة المجتمعية، مع خاصية اختلاف مستجدة عن عموم التاريخ الرافديني باطوارة ودوراته الثلاث الأطول من بين تواريخ المجتمعات البشرية، صار من المستحيل عندها ومعها استمرار الحياة والوجود، من دون شرط وعي الذاتيه المغفلة والمطموسة، المؤجلة على مدى يزيد على السبعة الاف عام.
لم يعد العراق بعد اليوم قابلا للاستمرار بغياب وعي مجتمعي متطابق مع طبيعته، ونوع كينونته، بما يعنى ان حالة العراقيين الذين هم تاريخيا ادنى وعيا قياسا لحقيقتهم ومضمر ذواتهم، ماعادت ممكنه الاستمرار، ومعها مايتعلق بدورهم ومكانتهم في التاريخ، بما هم كيانيه ازدواج مجتمعي بخاصيات تجليها، الأولى: الابراهيمية النبوية/ الإمبراطورية، والثانيه الحالية المنتظره"الابراهيميه العليّة"، اللاحقه على اعلى حالات وممكنات التجلي المجتمعي الأحادي، كما هي متمثلة في المثال الأوربي الغربي النموذجي التفكري.
ومثل هذا النوع من التحدي، موضوع اليوم على جدول الاعمال التاريخي غير القابل للتاجيل، بالاخص تحت طائلة التضاربات الصارخة للتدخليه الافنائية، والاختلال الواقع بسببها على البنية والكينونة. كتب نعومي كلاين يقول : " لن يعاد بناء بلد يضم 25 مليون نسمه كما كان قبل الحرب، بل سيمحى ويختفي. وستظهر مكانه صالة عرض للاقتصاد القائم على عدم التدخل، يوتوبيا لم يسبق للعالم ان شهد مثلها قبلا. وستعتمد كل سياسة من شانها ان تطلق يد الشركات المتعددة الجنسية لتتابع سعيها من اجل الربح، دولة منكمشه، قوة عامله مرنه،حدود مفتوحه، حد ادنى من الضرائب، لاتعرفات، ولاقيود على الملكية. وعلى شعب العراق ان يتحمل، طبعا، معاناة قصيرة الأمد: على الدولة ان تتخلى عن الموجودات التي امتلكتها من قبل، لتوفير فرص جديده للنمو والاستثمار. ويحب فقدان بعض بعض الوظائف، ومن سوء الحظ ان الاعمال المحلية والمزارع العائلية لن تتمكن من منافسة تدفق البضائع الاجنبيه عبر الحدود. غير ان هذه تشكل لواضعي هذا المخطط ثمنا صغيرا يدفع في مقابل الازدهار الاقتصادي الذي سينفجر بالتأكيد مع توافر الظروف المناسبه، وهو ازدهار قوي جدا فيمكن البلاد ان تعيد، عمليا، بناء نفسها بنفسها" (1) وليس بالإمكان تخيل مايمكن ان يفوق مثل هذا التصور خراقه، ولا من حيث الدلالة على التهافت بابسط المقاييس المعرفية، بغض النظر عما اذا كان قابلا للاعتماد، او هو من قبيل الاعتقادات النافذه في الأوساط الامريكيه المؤثرة والمقررة، علما باننا لانجد بين الادبيات المتعلقة بالعراق أمريكيا مايمكن الاعتماد على مقارباته، باعتباره مرتكزا استراتيجيا دالا على نوع منظور ومنظومة تعامل يمكن الركون اليها، الامر الذي لايترك سوى للسلوك العملي الآني، وخليط الدوافع المصلحية، ممتزجه مع امراض الكينونة الامريكيه، من دلاله، بالاخص حين تحتسب بما يناظرها من التدمير الذي ينجم عنها على الصعد المختلفة، من بين تلك التي وقعت على العراق، وتحملها خلال الحربين والحصار الطويل نادر المثال.
ومع ذلك ولاجل تعيين ما للحظة التي يعيشها هذا الموضع من العالم، على خصوصيته من تناقضات ذات طابع اقرب للخرافيه، تغيب ابانها اية مظاهر عقلانية من نوع تلك التي يدعيها الغرب وكانت تنسب له، فالذين ينظرون ل"العراق" اليوم بصفته مجرد النظام الذي جرى سحقه وتدمير الدولة التي هو على راسها، يجهلون كليا ان ماهم بصدده، ينتمي لحالة افنائية قصوى ولدتها الاشتراطات الهيمنية الغربيه الاستعمارية والحديثة، وانها تضمر في العمق مايضادها من اليات تشكل مطموسة، وجرى قطع مسارها في محاولة للاجهاز عليها، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لايعثر في أي من المقاربات السياسية والتحليله المتعلقة بالعراق، على إشارة الى الفراغ السلطوي، و انتفاء البديل، او النخبة القادرة على الحكم، حتى بالقياس لتلك التي اعتمد عليها الاحتلال الإنكليزي عام 1921 مشكلا منها "حكومة من اهل البلاد"، وماقد جرى اعتماده من حثالات خارجه عن التاريخ، بصفتها قوى "معارضة" هي ليست سوى افرازات ميته، انتجتها مسارات الافنائية وغياب اية تعبيرات ذات صلة بالحقيقة التشكلية المطموسة، والجاري تدميرها بنظام الريع النفطي القرابي العقائدي 1968/2003بعد دولة الافناء المرتكزة الى محاولة تغيير شكل ملكية الأرض في "الريف"، كما كان عليه الحال ابان طور الدولة الافنائية الأولى 1921/1958.
كل هذا كان من شانه ان انتج عراقا خارج التوصيف، خارق لاساسيات النظام الدولي السائد، الموروث من الطور الأول الراسمالي المصنعي، ونموذج الدولة التي ارساها على مستوى العالم، الياته التاريخيه الموروثة، عائدة للحياة، وهي مرضوضة، بصفتها ومحركاتها التي تشكل كينونتها الأصل التاريخيه، وقد تجددت وفق ايقاعية ومستجدات، كانها تناظر المتغير النوعي التاريخي على مستوى المعمورة منذ الانتقال الى الالة والمصنع.ومايرافقهما ويواكبهما، فالعراق المحكوم تاريخيا وبيئيا منذ سومر لقانون يقارب "العيش على حافة الفناء"، مع مترتباته في مجال البنية المجتمعية والإنتاجية، عاد ومنذ عام 1980 ليدخل زمنا جديدا من حالة "العيش على حافة الفناء"، تبدا من الحرب الرهيبة مع ايران 1980/1988 كاطول حرب بين دولتين بعد الحرب العالمية الثانيه، ثم الى الغزو الأمريكي الأول 1991، الى الحصار، ومن ثم الغزو الكوني الثاني، وماتبعه من كوارث واحتراب متعدد المصادر والاشكال، اختلطت فيه مقاومة الاحتلال، بالاحتراب الطائفي أعوام 2006/2008 ،بحرب متفجرات ضحاياها ضحايا حرب بين دولتين، اعدادها تفوق ماعرفته الكرة الأرضية من انفجارات خلال نصف قرن، الى حرب "داعش"، مع الغياب شبه الشامل لاي مظهر من مظاهر "الدولة"، باعتبارها نصابا اجتماعيا، والى التردي الكلي في الخدمات والبنى التحتية.
كل هذا وما يؤول اليه و "العقل العراقي" غائب كليا، اكثر مظاهره جلبا للاحتقار، تلك التي تستمر في لوك أفكار وقراءات الاستعارة، ومعزوفات "الإصلاح"، و "الديمقراطية"، والمجتمع المدني، والحزبويات المقيتة،مكرسة الانغلاق الكلي، وخدمة القائم باصطناع أنواع من المخارج الكاذبة البالية، المندثرة، البعيدة بسنين ضوئية عما هو واقع بلاد وبشر يعيشون وسط جهنم منذ اكثر من نصف قرن، تاريخهم وخاصيات وجودهم، هي عبء وجود وامتحان دائم، فيه وعليه تتوقف احتمالية، واية امكانيه يمكن ان تؤول الى تغيير واقع الانسان، لافي العراق، بل على مستوى المعمورة، ومن يعيشون عليها من جنس بشري.
الفناء الكلي والإحباط الوجودي للتجربة المعروفة بالبشرية، وتاريخها، هي التحدي الواقع اليوم على البشرككل، وعلى العراقيين قبل غيرهم، يتحملون مسؤوليته بحكم وجودهم، واختيار الغائية العليا لهم، ولنوع كيانيتهم، والبنيه الازدواجية التحولية المطابقة للغاية المودعة في الكائن الحي، والمحكوم بالسير اليها، وصولا للحظة مغادرة السكن الأرضي، والانتقال الى الاكوان العليا.
ـ يتبع ـ ملحق رقم 3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) "محو العراق: خطة متكامله لمحو العراق وزرع آخر"/ تاليف مايكل اوترمان، ريتشارد هيل، بول ولسون/ ترجمة أنطوان باسيل/ شركة المطبوعات للتوزيع ـ بيروت/ الطبعة الأولى / ص ص 21 ـ 22



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستئناف التحولي وهزيمة الغزو الامريكي/16/ ملحق1
- عراق ثورة الاستئناف الناطق ب؟/15
- عراق ثورة الإسئناف الناطق أ؟/14
- عراق الكائن البشري الاقل-انسايوانيه-؟/13
- عراق الوطن/ كونيه والماركسوابراهيميه ب؟/12
- عراق الوطن/كونيه والماركسوابراهيميه أ؟/11
- عراق بلا -وطنيه- والاستعمار الافنائي ب؟/10
- عراق بلا -وطنيه- والاستعمار الافنائي؟/9
- عراق بلا -وطنيه- واكذوبة الغرب؟/8
- عراق بلا -وطنيه- وعراق -التحوليّه-؟/7
- عراق-اللاوطنيه-والثورة -التشروكورونيه-؟/6
- وعراق الوطنية النافية للوطنيه؟/5
- عراق بلا -وطنيه- ولاعقل فعّال؟/4
- عراق بلا -وطنيه- ولا عقل فعّال؟/3
- عراق بلا -وطنيه- ولاعقل فعّال؟/2
- عراق بلا -وطنيه- ولا عقل فعال؟/1
- النبوة وفهاهة المتنطعين؟/3
- النبوة وفهاهة المتنطعين؟/2
- النبوه وفهاهة المتنطعين؟/1
- -الكتاب الرابع- واختفاء الانهار والصحراء*؟/9


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الاستئناف التحولي وهزيمة الغزو الامريكي/17/ملحق2