احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 6761 - 2020 / 12 / 15 - 14:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إسحاق يعقوب الشيخ...شيخ المحبة والإنسانية والنضال، ترَجَّل من فوقِ فرس العطاء بعد عمر امتدّ به إلى ما فوق التسعين لم يكفّ خلاله ساعة عن العطاء، بقلمهِ ومشاعره وأفكاره التي صمَد عند ولائه لفكرهِ الذي تبناه ولم يحد عنه...ظلَّ مخلصًا لماركس كما هو يومه الأول...ظلّ محتفظًا بناصية الدرب الذي اختطه بالنضال والكفاح...عاش المنافي وبعد عن الأوطان حقبة من الزمن... حمل في قبله الوطن أينما كان...ثم عاد وسكن الوطن وظلّ يمنح من نبع قلمه دون كلّل حتى رحل...لروحك السلام إيها الصديق الإنسان المناضل أسحاق يعقوب الشيخ...
رحل صديق ورفيق وزميل...كتب عن كلّ رواية أصدرتها...رصد كلّ مؤلف كتبته وها أنا الآن أرثيه وقد سكن الفردوس وترك القلم وحيدًا... من بعدك يا أسحاق يناكف؟ من بعدك يا أسحاق يشاغب...ذكرياتك لسنواتٍ تلاحق مخيلتي وأنت تستفز بالقلم كل ما يعترض فكرك... ذكرياتك تلاحق ذاكرتي وأنت تتصدى لمن يتطاول على ماركس وانجلز ولينين...كنت المدافع عن فكرك والمناضل باسم الماركسية والقائم على تراث الوعي الأيديولوجيالذي كنا يومًا من رواده... ربما تفرقنا وربما تعبنا وربما هجرتنا المحطات التي مررنا بها ولكنك يا إسحاق ظلّلت الحارس الشقي لقلعة الفكر الذي آمنت به وكنت عند أصالتك التي شملتْ كلّ ما حولك... أخلصت ووفيت لنفسك ولفكرك وكنت أصيلاً يا إسحاق...لروحك السلام والسكينة...
أرثيك اليوم يا صديقي وأواسي زوجتك الإنسانة الرائعة التي رافقتك درب الحياة... أرثيك يا صديقي وأواسي كلّ رفاقك وأهلك وأصدقائك وأواسي القلم الذي تركته ورحلت...
أرثيك يا إسحاقالجميل في مرحِك وفي جدك وهزلك وشغفك وأرثي القلم الذي لم ينضب حبره بعد الذي كنت مخلصًا له رغم كل وسائل الكتابة الحديثة...
اتصفح مقالاتك عن رواياتي التي كتبت عنها جميعًا فتترقرق عيناي وأعيدُ استذكار كلماتك الرقيقة الجميلة، فأشعر بالكبرياء...فقد زرعتَ فيّ الأمّل ومنحتني الثقة ودفعت بيّ لمزيد من العطاء...كان لقلمك الدافع بالاستمرار والإبداع وكنت خير دافع للديمومة بالكتابة...
أذكر أول رواية وقفتَ عندها وقلت لي يومها سيكون أمامك محطات رائعة يا احمد... كنت تقول لي: لا تتوقف يا أحمد... وكنت حينها أسرع بالقلم واتباهى بما أكتب أمامك... كانت رواياتي بين يديك بأمانٍ وكنت تبحث فيها عن المغزى وتلهمني بالتعبير...أرثيك يا صديقي يا من كنت رمز النضال والعطاء والإنسانية... أذكرك بهذه الساعة بالذات عندما رثينا معًا الراحل محمد بو نفور... وكنت يومها ترثي الرجل كما أرثيك اليوم... لروحك السلام والسكينة إسحاق يعقوب الشيخ...ستبقى مضيئًا بذاكرتي للأبد يا أعز وأنبل الرفاق والأصدقاء...
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟