|
أَما عادَ في الناسِ مَنْ يَعقِلُ هذا الأَدرَصْ ؟!
يحيى علوان
الحوار المتمدن-العدد: 6755 - 2020 / 12 / 8 - 01:14
المحور:
الادب والفن
أحقاً " خُلِيَتْ " ؟!
أما عادَ في الناسِ مَنْ يَعقِلُ هـــذا الأَدْرَصْ ؟!
لا يَشيبُ البعيرُ إنْ تقدَّمَتْ بـه السنون وهَرِمَ ، يُقـالُ لـه عَوْدٌ ... وإذا غـدا عَوْدَاً ، فَقَـدَ أَسنانَهُ تِباعاً ، فلا يعودُ يَقوَى على الرَعْي وأكلِ الكلأ .. عندها يُقالُ لـه أَدْرَصْ ، وليس أَدْرَدْ ( للأنسان ) ! وفـي حـالٍ كهـذه يُصـابُ البعيــر، إيـاه ، بـ" سُعارٍ" وخَبَـلٍ - والعياذُ بالله - فيروحُ يرغي ، يرفِسُ ويركلُ ويحطِّـمُ كـلَّ ما يقـعُ فـي طريقـه .. فلا يَبقـى أمـام أهلـه إلاّ أَحـدَ أمـريْن : إمـا أَنْ يذبحـوه ليفيدوا من لحمه وجلده وَوَبره - براغماتياً ، بلغةِ " العصر"! - ، أو، إذا كانـوا كُـرَماء ، أَنْ يَعقِلـوه (من عِقال !) إِتقـاءاً مـن أذىً قـدْ يُلحِقُه بهـم فـي هَيَجانِه ، فيُقدّمـون لـه ما يقتاتُ عليـه ، " تكريماً !" لخـدماته السَابقة !
* * * هو "صاحبُنا" الذي أَفزَعَ العبادَ ، ولمّا يزَلْ .. هو .. هو ، هو"الأبَدُ الذي لا رادَّ له"! هو إبنُ الظُلمَةِ .. يَئدُ أحلامَ الناسِ ، لا فرقَ عنده بين صغير أو كبير .. إمراةً أو رجُلاً ، مُعافىً أو مريضاً .. يُقَهقِه ساخراً مِنّا .. هو أعتى مُستبدٍّ في الكونْ .. أتراه ، يمارسُ " لعبته " الأثيرة ، منذ أبَدِ الآبدين ، كي يكسرَ دورة الحياة ؟ أم تُراه بــ"لعبته" يخلقُ الفرصَ لتجديدها ؟!
* * *
قُلتُ له : أعترفُ أَنَّكَ أكبر وأقدم دكتاتور مستبدٍّ على وجه البسيطة .. فإنْ كنتَ نبيلاً ، كما تَروي الأساطيرُ عنك ، كنْ فارساً حقاً ..! إنسَ أحقادك عليَّ إذ هَزَمتُكَ وسَخَرتُ منك غير مرة وفي أكثر من موقعٍ وبلَدْ . مَكَرتُكَ إذ أنتحلتُ أسماءً وبطاقاتِ هوية وجوازات سفرٍ متنوعة ..!! إخبرني قَبلَ أنْ تأتي ، ستجدني جاهزاً ، باسماً مَرفوعَ الجبهةِ ، كما كنتُ في هذه الحياة .. سأكونُ قد تَحمّمْتُ ، حَلَقتُ ذقني ، لَبِستُ خيرَ ما عندي .. وتعطَّرتُ بعِطريَ الأثيرِ ، فأني لا أهابكَ .. قد عشتُ حياتي بما إستطعتُ ، وما توفَّرَ لي .. ولستُ في مَعرِضِ النَدَم ..! لَنْ أشرَبَ عصيرَ القُنوط .. ولنْ أُعيدَ بناءَ خرابي ! لنْ أقيسَ العمرَ بحساباتِ الخاسرِ بحثاً عن " الزمن الأَمثل "! أتدري لماذا لا أخافُك ؟! لأنني أنا المُتحوِّلُ ، سأنتقِلُ إلى كينونةٍ أُخرى ، تَجهلُها أنتَ .. مَملَكةُ الحرية المطلقة ! حيثُ أكون مُتحرّراً من أيّ إستبدادٍ أو إملاءٍ حكومي كانَ ، أمْ مؤسساتي .. إداريٍّ أو حزبيٍّ دينيٍّ أو قومي وغيرها من التشكيلات والكيانات ..! مملكةٌ لا تعرِفُ الخيانَةَ والتدليسَ ، وسواهما مما لا أَحفَظُ من مرادفاتٍ .. مملكةٌ خالية من الطمَعِ ، والتزلُّفِ والغَدرِ .. من الكذب والنفاقِ والتنطُّع .. لا وجودَ فيها للغش والنهب أوالنميمة السوداء ، أو التدافعَ بالمناكب من أجلِ السرقة ونيل "الحضوة".. إلخ مملكةٌ لا أفكرُ فيها بمدخولٍ مالي ، ولا أحارُ بدفع الإيجار في نهايةِ كُلِّ شهر أو الإقتراض لتمشية أمور عيشٍ كفيف ..! مملكةٌ تعيشُ وتتطوّر حسب حاجاتِها هي ، بتناغُمٍ تام ، دون حروبٍ أو إِملاء وإكراهٍ ، مملكةٌ لا تعرفُ الحِقدَ ولا التشفّي ، مملكةٌ لا سطوةَ لكَ عليها .. هناك سأنساكَ تماماً !! كُنْ مُطمئناً ، سأتحرَّرُ من مشاعر البشر .. لا عواطفَ ، لا حقدَ ، ولا كراهية .. لا خوف ولا ممالأة أو تزلُّف ، أو حتى مُناكفَةٍ ! .. حينها لن أكونَ بحاجةٍ إلى تحَدّيكَ أو حتى السخرية منكَ ! لنْ تُنغِّصَ عيشي .. يكفيني أنَّ الحَنَقَ سيملأُك وسيفيضُ عنكَ ، فلا تستطيعُ أخذ "الثأر"... ستطُقّ من الغَمِّ !! .................... .................... لذلك كلِّه أريدُ نِزالاً خاطفاً .. فلا طاقَةَ لي ولا رغبةَ في نزالاتٍ وجولاتٍ ، بل أكره الآلام وسَحلَلَةَ العذاب .. إذاً إِنْهِ ما تريده مني بضربةٍ واحدة ، وكفى .. !! .......................
وإنْ لمْ تَرُقْ لكَ هذه الفكرة ! فلديَّ بديلٌ آخر .. أُحبِّذُه شخصياً ! بأعتباركَ " الأبَدَ " الوحيدَ في هذا الكوكب ! هَرِمتَ وصرتَ شيخَ العَجَزَة ! لكنكَ لمْ تَفقِدْ شيئاً من شراهَتِك في قِطافِ أرواحِ الناس .. قد تكون أصبَحتَ أَدرَصاً ، ولا تقوى على النِزال .. في هذه الحال ، ولتسهيلِ مُهمّتكَ ، أنصحُكَ بزيارتي حينَ أكونُ نائماً في سريري ! سترى أنَّ هذه الطريقة ستُوفِّرُ لكلينا إمكانيةَ الإنتهاء من الأمرِ دون ضجيجٍ أو آلامٍ مستدامةٍ لا مُوجبَ لها ... إلاّ إذا كُنتَ ساديّاً بائساً! لكن لا تنسَ ، يا أَنتَ ، أنَّ الساديةَ ليستْ من شِيَمِ الفُرسانْ .. هذا إنْ كنتَ فارساً حقاً !!
#يحيى_علوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إعلان
-
لَوْ (2)
-
خواطر مُبعثرة
-
ومضاتٌ شَقِيَّة 3
-
ومضاتٌ شَقِيَّة 2
-
ومضاتٌ شَقِيَّة
-
تداعياتُ يــومٍ ماطـــر
-
لَـــوْ...
-
النزولُ من قمة التفاؤل ، قد يكون أنفع !
-
إذا لــم ...على النظــام أن يرحل ويختار شعباً آخــر !!
-
- عُقوق- ؟!
-
رسالة فاتَ أوانها !
-
شذراتٌ متناثرة
-
أينَ ذَهَبَ الغَجَر.. ؟!
-
شمهودة
-
عبد الرزاق الصافي* رحلَ في الزمن الخطأ ...
-
ومضات 2
-
تنويعاتٌ في الحصافة
-
يا الله .. يا بيروت ! مَحلاكِ ، شو حِلوي !!
-
أ-تنظير- أم -خَزمَجة- جديدة ؟!
المزيد.....
-
الإمارات تستحوذ على 30% من إيرادات السينما بالشرق الأوسط
-
رواية -الليالي البيضاء- للكاتب ضياء سعد
-
كيف ألهم عالم الموضة والأزياء الأفلام السينمائية؟
-
عــرض مسلسل حكاية ليلة الحلقة 5 مترجمة قصة عشق وقناة الفجر
-
مغامرات القط والفار 24 ساعة.. تردد قناة توم وجيري TOM and JE
...
-
عمّان.. الشاعر الكتالوني جوان مارغريت مترجما إلى العربية
-
-الرياض تقرأ-.. هيئة الأدب تطلق المعرض الدولي للكتاب وقطر ضي
...
-
-الرياض تقرأ-.. انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 202
...
-
الأردن يرشح -حلوة يا أرضي- للمنافسة على أوسكار أفضل فيلم دول
...
-
على المسرح.. مغنية شهيرة تتعرض لجلطة دماغية
المزيد.....
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
-
هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ
/ آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
-
ظروف استثنائية
/ عبد الباقي يوسف
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل
...
/ رانيا سحنون - بسمة زريق
-
البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان
...
/ زوليخة بساعد - هاجر عبدي
-
التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى
/ نسرين بوشناقة - آمنة خناش
المزيد.....
|