|
عار و استحمار في دولة الاستعمار
ماهر الزعق
الحوار المتمدن-العدد: 6745 - 2020 / 11 / 27 - 15:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عــــــــــار و استِحمار في دولة الاستعمار حـكــم النفــايــات توريد 120 ألف طنّ من النفايات المنزلية يُعتبر انتهاك للكرامة أكثر منه اعتداء على البيئة ، النفايات المنزلية ليست هي الأخطر ففي ربوع أخرى يُمكن رسكلتها وتثمينها والاستفادة منها ، أخطر النفايات هي الفساد الذي ينخر مفاصل الدولة،هو الفاسدين الذين سمحوا بدخول هذه السموم . عشرات المصانع التي تنفث سمومها لتقتل الشجر والزيتون وتدمّر التربة وتلوّث المائدة المائية و تسبب الأمراض السرطانية والتشويهات الخلقية ، الأخطر هو مهادنة الدولة لأصحاب هذه المشاريع،بل ومنحها إياهم الامتيازات و التشجيعات والإعفاءات الضريبية عشرات الخليجيين ينتهكون صحارينا ويبيدون كل عام حيوانات نادرة دون رحمة ولا حياء ، الأخطر هو تواطؤ الدولة وتشجيعها لهؤلاء المجرمين الجهلة ،تحذيرات متعدّدة وأخبار متواترة حول وجود مقابر للنفايات النووية في عمق الصحراء التونسية ، الأخطر هو صمت السلطة والصمت علامة الرضا . الأخطر على الإطلاق هو الإبادة الاقتصادية التي تتعرّض لها البلاد نتيجة الوقوع في فخ المديونية ،فديون تونس هي في الأصل ديون كريهة و متعفّنة أكثر من النفايات المنزلية ،تورّط فيها الشعب التونسي نتيجة حكم وكلاء لاستعمار فأضحت وسيلة للنهب المكشوف و للتفقير الممنهج ولانتهاك سيادة البلاد ولرهن الأجيال القادمة . دروس الكــامــور *تطاوين تستحق الأفضل،فمطالب تنسيقية الكامور لا تتطرّق إلى جوهر الأمور،بل هي مطالب من النمط الشعبوي،لن تساهم في النهوض بالجهة ولا في تحسين أوضاع المواطنين ولا في رفع وعي الجماهير،بل سيستفيد من تحقيقها أقلية متنفّذة و ستؤدي إلى تغذية النزعات العشائرية والخلافات الشخصية وهذا أمر طبيعي لأن جلّ الفاعلين في تنسيقية الكامور هم من المشبوهين والمهرّبين وجدوا السلطة ضعيفة ومتواطئة فزادوا من إضعافها واختراقها، استغلوا معاناة الناس فلعبوا على عواطفهم و أجّجوا غضبهم ، وجدوا في حركة النهضة حليفا وفي ائتلاف الكرامة شريكا فحصلوا على دعم سياسي هامّ و إسناد مادي سخي. *تفوح رائحة الصفقة في اتفاق الكامور ، صفقة بين المشيشي وحركة النهضة التي تستثمر الحراك ليس فقط لمزيد ترسيخ أقدامها في هذه الولاية الحدودية ولكن أيضا كورقة للضغط وآلية للمساومة ، كذلك يلوح طيف الأيادي الخارجية الليبية ودورها في حلحلة الأمور،ففتح المعابر سيمنح الحكومة هامش من الحرية لتتنصل من وعودها وفي المقابل ستتغاضى عن التهريب وتتساهل مع الإرهابيين *الفساد في الاتفاق ، فساد الدولة وإهدارها للمال العامّ بلا رأفة ولا اعتدال ، مئات المليارات هو مبلغ الخسائر المباشرة الناجمة عن إيقاف الإنتاج ، إحداث الوظائف الوهمية والتشغيل المزيف سيكلّف دافعي الضرائب عشرات المليارات سنويا ، مبلغ 80 مليار المخصص لدعم التنمية دون وجود مشاريع مدروسة سيكون بمثابة رشوة موصوفة، هذا دون الأخذ بعين الاعتبار احتمال مطالبة الشركات الأجنبية بالتعويض عن خسائرها . *تمسّك الشركات الأجنبية بالبقاء في تونس رغم توقف الإنتاج لمدّة شهور عديدة ليس سوى دليل قاطع على أنّ هذه الشركات تجني أرباحا فاحشة من استغلال الثروات التونسية *مرّة أخرى يتميز القضاء بعدم استقلاليته ،فإطلاق سراح مهرّب برتبة عضو في تنسيقية الكامور هو دليل على رضوخ القضاة لتعليمات السلطة التنفيذية ولتدخل أطراف سياسية وليذهب القانون إلى الجحيم *رضوخ الحكومة للمساومات والابتزاز وإبرامها اتفاق الكامور يُعتبر مجازفة منها لكنّها مجازفة مدروسة ، إذ لا ريب في أنّ الحكومة تتوقع انطلاق تحرّكات في الجهات مشابهة لتحرّك الكامور وأنّها ستكون عرضة للضغط الشعبي وللابتزاز السياسي،غير أنّها ستعمل على توظيف كلّ التحركات و ستواجهها إمّا بالتجاهل والتشويه أو بالقمع والمحاكمات وستجد في وباء الكورونا خير حليف وفي الأحزاب الحاكمة والبيروقراطية النقابية خير نصير *القوى الرجعية والشعبوية تستثمر القضايا العادلة لتشوّهها وتستغل الغضب الشعبي لتطفئه و تُفرغه من محتواه وتوظف التحرّكات لجني المكاسب وتحدّد الأهداف لتزييف الوعي.. أمّا نحن،فإنّنا نعتبر أنّ منظومة الحكم هي المتسبّب في البؤس المُعمّم و أنّ أهالي تطاوين يستحقّون حياة أفضل وأنّ النضال حقّ مشروع ضدّ القهر وضدّ الجوع،نعتبر أن الدولة هي المسؤول الأوّل عن تحقيق التنمية وتوفير الشغل والتوزيع العادل للثروة، نطالب بتفعيل التمييز الإيجابي المقرّر في الدستور ،ينبغي إقرار منحة بطالة للمعطلين عن العمل ، يجب إرغام المؤسسات البترولية على المساهمة في توفير المرافق الأساسية وتطوير البنية التحتية ، يجب تحسين الظروف المادية والمعنوية للعاملين في الشركات البترولية وقبل هذا وذاك لا بديل عن تشكيل ائتلاف سياسي مدني يدعو لتأميم الثروات الوطنية . محكــمة المحاسبــات تؤكد تزوير الانتخـابــات كما هو الحال في 2011 و 2014 كانت انتخابات 2019 مزورة بالحجّة والبرهان وسيمرّ هذا الأمر مرور الكرام ، إعلام مأجور وخارق للقانون ولوبيات المال يوجهون بل يصنعون الرأي العامّ،جهات استعمارية تدعم و تمنح التزكية للوكيل الأضمن والذي يدفع أكثر و يقبل بسلطة وهمية ،قوى إقليمية تُساند من يُحرّض على الإرهاب ومن يحنّ إلى الاستبداد، هيئة الانتخابات وقضاء التعليمات يُؤمِّنان الإفلات من العقاب بالضرورة ستكون النتيجة حكم العصابة ومجلس الرداءة وستكون السلطة بين أيادي وكلاء الاستعمار وزعماء الفساد والمحرضين على الإرهاب والمطبعين مع الدولة الصهيونية ،و الحال على ما هو عليه ستكون التشريعات والسياسات في خدمة من اختار العصابة الحاكمة ،من موّلها ومن ساندها ومن دعّمها ، و طبعا ستكون مُعادية لمصلحة الشعب ، مُعادية لمصلحة من شارك في الانتخابات وكذلك من قاطعها ، و بالضرورة سيتفاقم القرف والإحباط لدى الناس و سيؤدى ذلك إلى العزوف على المشاركة في الانتخابات وعلى الاهتمام بالشأن العام وهو ما سيُعبِّد الطريق أمام عودة الاستبداد رئيـس البـلاد في قـطرائيــل ترك حرمه المصُون و وزير الخارجية وذهب يتباحث مع موزه ،ربّما حول الصراع في ليبيا والإخوان و ربّما حول الصهاينة والإرهاب ،رحّب بالدعوة فهرول إلى قطر آملا أن يعود في صورة البطل،محمّلا بالأموال لإنقاذ الميزانية فعاد مُذعنا للإخوان و متقلّدا منصب رئيس جمعية الأخونـة النــاعمة واتّحاد علمـاء المسلميــن أنشطة هذه الجمعية الإخوانية مستمرّة منذ الثورة بتواطؤ ومباركة أجهزة الدولة ، المقر المركزي للجمعية هي دولة قطر و رئيسها السابق هو القرضاوي، ضمن قيادات هذه الجمعية نجد رموز من حركة النهضة ، وفي إطار أخونة الدولة والمجتمع تعقد هذه الجمعية الإخوانية اتفاقية مع الدولة التونسية لتلقّن الأئمة التونسيين ثوابت السلفية و مبادئ الأصولية و كيفية نشر التطرّف وتبرير الإرهاب.
الفسـاد والإرهـاب في سلك الأمـن والجيـش والقضـاة إذا تخاصم اللصوص ظهرت الغنيمة ،خصومة في العلن بين القاضي المتستر على الاغتيالات السياسة ،على قتلة شكري والبراهمي ،و بين قاض متّهم بالتحيّل و الفساد،أمّا المجلس الأعلى للقضاء فلا يسمع ولا يرى و ردّة فعله جاءت متأخرة وتبدو منحازة ومن قبيل التسويف و رفع العتب إمّا أنّ الإرهاب والفساد في وزارة الداخلية فهذا أمر معلوم ولو أنكره الماكرون، أمّا أن يقرّ وزير الدفاع أن الخيانة وصلت إلى صفوف الجيش الوطني وأنّ عناصر من القوات المسلحة تُسلّح وتُطعم الإرهابيين الذين ذبحوا الجنود والضبّاط التونسيين و أنّها متواطئة مع المهرّبين وتجّار المخدرات فهدا أمر خطير ولا بدّ له من خطبة عصماء من حامي حمى الوطن والدين .
#ماهر_الزعق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة إلى صديق
-
الخداع في سبر الأراء
-
السماوات المفتوحة:قتل الغزالة , انتهاك السيادة وقبض الريح
-
الأليكا : اتفاقية الاستعباد وقطع الأرزاق
-
الأليكا: اتفاقية الاستعباد وقطع الأرزاق
-
منظومة الدعم ,أي إصلاح نريد ؟
-
مجلس نواب الشعب والحصاد المر
المزيد.....
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
-
تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
-
هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه
...
-
حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما
...
-
هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
-
زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|