أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - بقلم الدكتور علاء العبادي: قراءة في قصيدة (ولا أخوته ) للشاعر والناقد مقداد مسعود














المزيد.....

بقلم الدكتور علاء العبادي: قراءة في قصيدة (ولا أخوته ) للشاعر والناقد مقداد مسعود


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 6727 - 2020 / 11 / 9 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


بقلم: د. علاء العبادي
يستهل الشاعر مقداد مسعود قصيدته "ولا أخوته" بإنكار معرفته بكنهِ شعور بالغبطة يجتاحه، وهذا ما يؤكده عنوان قصيدته الذي يعترف منذ البدء بالإنكار، وإذ تعوّد القارىء أن يستدلّ بالعنوان على كنه ما سيقرأ في النص، إلّا أن شاعرنا يرمي بنا في دهليز العنوان الذي كنّا نرجوه ثريّا تنير لنا الأرجاء، لكن عنوانه حازم في النكران بإمارة بنائهِ المبهم. وتتضاعف الحيرة في البيت الثاني حيث لا ندري أتجتاحه الغبطة أم تحتاجه، ويؤدي الجناس اللفظي هنا دورا رئيسًا في تعظيم الحيرة التي تصل ذروتها حين نُباغَتُ باعتراف جديد و مخالف وهو أنّه نفسه يحتاج تلك الغبطة.
ينتقل الشاعر بسلاسة بعد ذلك إلى مرحلة جديدة يحاول أن يوضح فيها أسباب تلك الغبطة وخفاياها، إلا أنه يُبقي الإبهام قائما بشأنها، فهو يُنفق وقته بهدوء مُعطّر، وتتماهى روحه مع جمال الطبيعة إذ يقول "أصغي لعشب يتدفق في مراياي" فهو لا يكتفي بالنظر إلى روعة الطبيعة إنما يحيلها لكائن حي يستمع إليه فيُلهمه، ويتدفق الإلهام فيملأ مخيال الشاعر. ونكاد نجزم هنا أن الشاعر يُعبّر عن مَلَكة الشعر التي تتلبسه، والتي تتجلى حين تحتفي حواسّه بالطبيعة. ويظهر ذلك جليّا في الأسطر التالية حيث يُلهِمُ الضحى الشاعرَ فيتجلى شعراً. ولايكتفي الشاعرُ بسحر الطبيعة ملهماً له بل هو يرتشف التناغم "في استكانة شاي على كرويت مقهى"، ولنا هنا جانبان كاشفان لتجليات الشاعر، أولهما أنه يعود إلى حواسّه، كما فَعَلَ في البدء،فإن كان يصغي من قبل إلى العشب فهو الآن يرتشف "التناغم" ولابدّ أنه يشير، بقصدٍ أو بدونه إلى الشعر. الجانب الثاني الذي يكشف أن الشاعر مهووس بالشعر هو انعطافه في لحظات التجلي إلى المحلية والبيئة الملهمة له المتمثلة بالمقهى، ونزول لغة القصيدة العالية نزولًا طوعيا إلى مفردات عامية، لايمكن استبدالها بأية مفردات فصحى، لتُعبّر عن ولعه ببيئته المُلهِمة، أو على الأقل، بمكانه الأثير الذي يحلق به نحو الإلهام، وهو المقهى.
يُمكن لنا بعد ذلك أن نقسم القصيدة قسرًا إلى نصفين، إنتهى أولهما توا وابتدأ الثاني حيث يذهب خيال الشاعر،الذي كان يوسوس في روحه في النصف الأول، إلى المستقبل المبهم، بعد أن كان الحاضر في النصف الأول مضمّخا بشذى الطبيعة ومحدّدا بالمكان الملائم المتمثل بالمقهى. سنلحظ الإبهام الذي يكتنف المستقبل جليّا من خلال تشظي الأبيات في النصف الثاني حيث يكتفي البيت بكلمة واحدة أو بكلمتين، ولا نرى هنا أبيات طويلة كتلك التي غمرت بداية القصيدة غبطةً وعطرا ونسيما، فضلًا عن التناغم والتجلي. وإذا كان المكان محددًا في النصف الأول فإن النصف الثاني غائم في اللامكان و اللازمان، و الأكثر إيلامًا أن الشاعر كان يُصغي في البدءِ إلى همسات العشب المُلهمة، والإصغاء إرادة ورغبة، في حين أن النصف الثاني الذي يتطلّع نحو المستقبل يكاد يعكس حاضر الشاعر الذي لا يسمع فيه غير النباح.

________________________________________



ولا أخوته

لا أفقه ُ كنهًها : غبطة ٌ تجتاحني
هل تجتاحني الغبطة ُ أم تحتاجني
غبطة ٌ أحتاجها؟
هنا أنفقُ ساعتي اليدوية
بين الهدوء المنسّم عطرا ً
أصغي لعشب ٍ يتدفق في مراياي
أو
أطرّزُ أطرافَ الضحى
بما يتجلى
أو
أرتشف التناغم في أستكانة شايٍ
على كرويت مقهى
في سنوات ستجيء
محملة ً
بغموض ٍ شفيفٍ
يسرَح ُ
إلى سِنة ٍ
في
اللا مكان
هنا
لا زمان َ ينبحني
ولا أخوتهُ
في
النباح



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس من الإبل
- برق البزرنكوش
- زكاة البدن
- ولا أخوته
- رأي وامض في( مشهد عاطفي) للشاعر مقداد مسعود .. بقلم الدكتور ...
- مشهد عاطفي
- صمخ الصنوبر
- الأخضر بن يوسف
- رهف الرائحة
- حوارية الرتم
- شجيرات الرتم
- الروائي أحمد علي الزين .. ومعروف الرصافي
- أنشطارات السرد: (غدي الأزرق) للروائية ريما بالي
- قراءة في قصيدة (سيرة قصيدة) للشاعر والناقد مقداد مسعود ... ب ...
- سيرة قصيدة
- صيد الحمام : حياة خرج البيت / الأنشطار الروائي وسرد الشيئية ...
- بين صحوين : القاص والروائي علي جاسم شبيب
- رامة الرتم
- تأملات في (جورج البطل : أنا الشيوعي الوحيد) حاوره : فوّاز ال ...
- أعراض جانبية محتملة


المزيد.....




- الإمارات تستحوذ على 30% من إيرادات السينما بالشرق الأوسط
- كيف ألهم عالم الموضة والأزياء الأفلام السينمائية؟
- عــرض مسلسل حكاية ليلة الحلقة 5 مترجمة قصة عشق وقناة الفجر
- مغامرات القط والفار 24 ساعة.. تردد قناة توم وجيري TOM and JE ...
- عمّان.. الشاعر الكتالوني جوان مارغريت مترجما إلى العربية
- -الرياض تقرأ-.. هيئة الأدب تطلق المعرض الدولي للكتاب وقطر ضي ...
- -الرياض تقرأ-.. انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 202 ...
- الأردن يرشح -حلوة يا أرضي- للمنافسة على أوسكار أفضل فيلم دول ...
- على المسرح.. مغنية شهيرة تتعرض لجلطة دماغية
- “القط والفار 24 ساعة”.. إليك تردد قناة توم وجيري TOM/JERRY 2 ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - بقلم الدكتور علاء العبادي: قراءة في قصيدة (ولا أخوته ) للشاعر والناقد مقداد مسعود