أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض عبد الحميد الطائي - معالم الحياة المعاصرة / 1















المزيد.....

معالم الحياة المعاصرة / 1


رياض عبد الحميد الطائي
كاتب

(Riyad A. Al-taii)


الحوار المتمدن-العدد: 6721 - 2020 / 11 / 2 - 21:03
المحور: المجتمع المدني
    


مشروع رؤية معاصرة لاصلاح النظام الاجتماعي
المقدمة :
هدفنا من الرؤية التي نعرضها هو اصلاح اوضاع مجتمعنا العراقي بشكل خاص والمجتمعات العربية بشكل عام وتغييرها نحو الافضل والاحسن بعد ان وصلت هذه الاوضاع الى درجة بالغة من السوء والتردي ، والحقيقة ان الحالة المتردية التي يعيشها مجتمعنا في الوقت الحاضر ليست حالة حديثة العهد ، بل انها قديمة توارثتها الاجيال جيلا بعد جيل ، وهي ناجمة عن وجود خلل او عيوب في النظام الاجتماعي العام السائد ، نعرّف النظام الاجتماعي فنقول : هو منظومة القوانين والاعراف الاجتماعية التي تتحكم في انظمة العمل والاسرة والسكن والتي تنعكس في الثقافة العامة السائدة فتطبع السلوك العام لافراد المجتمع بطابعها سلبا او ايجابا ، هناك علاقة تأثير متبادل بين الثقافة العامة والنظام الاجتماعي ، وان من الطبيعي والمنطقي ان النظام الاجتماعي السائد في اي مجتمع ينعكس على مجمل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في ذلك المجتمع فيطبع البيئة الاجتماعية بطابعه وسماته الثقافية ، نقصد بالبيئة الاجتماعية هو الواقع المادي الملموس في المجتمع والذي يشمل المكونات البشرية ( سكان المجتمع ) ، والمكونات المعمارية ( مساكن ومباني المجتمع ) ، والمكونات الاقتصادية ( مصادر معيشة افراد المجتمع ) ، والمكونات السياسية ( سلطة المجتمع ) .
البيئة الاجتماعية تتأثر ماديا بعاملين مهمين يشكلان نمط البيئة على مدى مئات السنين من عمليات التفاعل والصيرورة فيما بينهما ، وهما : (اولا) عامل اقتصادي ويشمل الوضع الاقتصادي والمعيشي للافراد وبضمنه الوضع السكني لهم ، (ثانيا ) عامل جغرافي ويشمل طبيعة المناخ وتضاريس الارض ( شمس ، حرارة ، رطوبة ، امطار ، اراضي صالحة للزراعة او للصيد ، انهار ، بحار ، ... الخ )، بالنسبة لصناعة السلوك الاجتماعي العام او الثقافة العامة فانها تسير وفق الآلية الاتية : الخصائص الجغرافية تضاريسا ومناخا لأي بيئة طبيعية تطبع ملامحها على طبيعة معيشة البشر الذين يحيون فيها ، ومن ثم على نمط تفكيرهم ، اي ان نمط الافكار والعادات والاعراف نتاج عوامل الجغرافية والاقتصاد ... الجغرافية والاقتصاد ومعهم الاعراف الاجتماعية يسهمون جميعا في تشكيل النظام الاجتماعي لأي مجموعة البشرية.
هناك علاقة تأثير متبادل ومباشر بين الثقافة العامة وبين البيئة الاجتماعية عبر تحكم النظام الاجتماعي ، فالثقافة العامة منتوج فكري ، والبيئة الاجتماعية منتوج مادي ، الواقع المادي ينتج نمط فكري وثقافة عامة وفقا لخصائص وسمات الواقع المادي ، لتنعكس هذه الثقافة على الواقع مرة اخرى من خلال منظومة الاعراف لتكريس وديمومة هذا الواقع في عملية تأثير متبادل مستمر بين الثقافة العامة ونمط البيئة الاجتماعية مشكلا النظام الاجتماعي ، بمعنى ان الخلل في النظام الاجتماعي ناجم عن بيئة اجتماعية غير صالحة ، وهذه البيئة الاجتماعية تكرس وتديم الخلل في النظام الاجتماعي ، وبالرغم من التأثير الكبير للعاملين الماديين ـ الاقتصادي والجغرافي ـ في تشكيل البيئة الاجتماعية والنظام الاجتماعي الا ان للعامل الثقافي تأثيرا أكبر واعمق في رسم ملامح النظام الاجتماعي العام ، فالانحطاط في الثقافة العامة تنعكس سلبا على النظام الاجتماعي وبالتالي تنشأ بيئة اجتماعية غير صالحة ، باحداث التغيير اللازم في البيئة الاجتماعية من خلال نظام اجتماعي صالح يمكن تغيير نمط الثقافة العامة نحو الاحسن ، في الماضي ساهمت البيئة الاجتماعية والثقافة العامة في صياغة النظام الاجتماعي بمعنى ان النظام الاجتماعي كان نتاجا للعلاقات وللثقافة السائدة في البيئة الاجتماعية اما عصرنا الحالي فاننا نسعى للاصلاح بتغيير اتجاه المعادلة اي اننا نسعى لاعادة تشكيل نمط العلاقات والثقافة السائدة في البيئة من خلال تغيير النظام الاجتماعي ، من خلال اعادة تنظيم وصياغة القوانين المتحكمة في الكيان الاجتماعي ، هذا النظام الاجتماعي يصنع بيئة اجتماعية تتوائم مع معطياته ، البيئة الاجتماعية تقوم بصناعة وتشكيل الانماط السلوكية للافراد والتي تسمى الثقافة العامة ، فاذا كانت وسائل معيشة البشر تتغير بشكل دائم مع تطور وسائل الحضارة المادية التي ابدعها العقل الانساني لتنعكس على مظاهر الحياة الاجتماعية ، فان الاعراف والانماط السلوكية والثقافة العامة في المجتمعات يجب ان تخضع هي الاخرى لمنطق التغيير والتحديث باستمرار ، فاذا كان تطور وسائل الحضارة المادية يخضع لمنطق تطور قدرات العقل البشري ، لذا فان الثقافة العامة يجب ان تخضع لنفس منطق التطور ، وان التحكم بهذا التطور يجب ان يخضع لارادة الانسان ، الانسان الحر الذي امتلك ارادة التغيير وتحرر من العبودية لتقاليد الاجداد ، وقد اخذنا بعين الاعتبار هذه الرؤية عند وضعنا لخارطة طريق لنظام اجتماعي صالح وسليم ، وآمنا بانه لن تصلح احوالنا ولن تتحسن اوضاعنا ولن يستقيم مسارنا حتى تتم اعادة تنظيم مجتمعاتنا وفق أسس علمية وعصرية من خلال تأسيس نظام اجتماعي حديث ، من المؤسف ان نقول ان بيئة مجتمعنا بيئة منتجة للمظالم والمفاسد والشرور وبكثافة عالية ، فالمنظومة الثقافية والقيمية لمجتمعنا قد فشلت في تأسيس بيئة اجتماعية صالحة ، وان عملية اصلاح هذه البيئة تتطلب قبل كل شيء بناء نظام اجتماعي صالح ، بيئتنا الاجتماعية تتحكم بها قوانين غير صالحة والتي انتجت كافة انواع المظالم ، هذه المظالم والمفاسد والشرور التي شاعت في مجتمعاتنا جعلت ضحاياها من المظلومين والمحرومين يحيون كغرباء لا وطن لهم ، فقد ماتت الضمائر والاحاسيس الانسانية واصبح مبدأ الصراع من اجل المال هو غاية كل انسان ولتسحق من اجل هذا المال كرامة الانسان في هذا الزمان ، وان سعينا وجهدنا يتركز على تأسيس نظام اجتماعي يشيع ثقافة احترام كرامة الانسان واحترام حقوق الانسان في مجتمعاتنا المنكوبة بثقافة الظلم والكراهية وانتهاك الكرامة الانسانية ، فاذا كان السبب الحقيقي وراء مظاهر الانحطاط في مجتمعاتنا والمتمثلة بتفشي الظلم والقهر والعنف والكراهية والفساد الاخلاقي والمالي والسلب والنهب للمال العام والغش والتزوير وأكل المال بالباطل وفساد السياسة وغيرها من المظاهر السلبية انما هو راجع الى طبيعة النظام الاجتماعي ذاته القائم على أسس غير صحيحة ، فان بقاء النظام الاجتماعي السائد في مجتمعاتنا حاليا دون معالجة للأسس التي يقوم عليها سوف يؤدي الى بقاء مظاهر الانحطاط متفشية في مجتمعاتنا ، وستبقى شعوبنا جيلا بعد جيل تدفع الاثمان الباهضة عن هذه الاخطاء الجسيمة التي تكتنف نظامنا الاجتماعي ، وستظل تعاني من سوء الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ..... يتبع الجزء / 2



#رياض_عبد_الحميد_الطائي (هاشتاغ)       Riyad_A._Al-taii#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقترح استخدام نظام الرقم التصنيفي بدلا من التسمية اللاتينية ...


المزيد.....




- أول وزير خزانة مثلي الجنس.. ماذا نعلم عن الملياردير سكوت بيس ...
- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض عبد الحميد الطائي - معالم الحياة المعاصرة / 1