كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 6721 - 2020 / 11 / 2 - 08:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية يوم السبت 1/ 11/ 2020 ان إسرائيل عرضت تقديم مساعدات لتركيا عقب الزلزال الذي ضرب منطقة مدينة أزمير يوم الجمعة 31/ 10/ 2020 والذي قدرت قوته بسبع درجات على مقياس ريختر، وأدى إلى مقتل 60 وإصابة 940 شخصا، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إنه أصدر تعليمات للجيش بالاستعداد لتقديم مساعدات إغاثية طارئة، وقام الملحق العسكري الإسرائيلي في أنقرة بإحالة الاقتراح إلى السلطات التركية، لكن الحكومة التركية رفضت العرض الإٌسرائيلي بتقديم المساعدة والمشاركة بجهود الإنقاذ؛ وأمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنشر 6000 عامل إنقاذ في المنطقة، وقال في أزمير ان الدولة حاضرة بكل امكانياتها، وان الأبنية المنهارة سيعاد تشييدها على نفقة الدولة وفي أسرع وقت ممكن.
تركيا دولة صناعية منتجة قوية تعتمد على نفسها في حل الأزمات والكوارث الطبيعية التي تتعرض لها، تمكنت من بناء صناعات متطورة وجيش حديث قوي قادر على حماية حدودها وشعبها ولا تستجدي الحماية الأمريكية والأجنبية كما تفعل بعض الدول العربية، لها مكانتها وتأثيرها الإقليمي والدولي، وتربطها علاقات جغرافية واقتصادية ودينية وثقافية مع معظم الدول العربية؛ لكن مصر والسعودية وبعض الدول الخليجية والعربية تنتقد سياساتها وتدخلها في المنطقة وتعتبرها عدوة في الوقت الذي تتجاهل فيه التدخلات العربية والأجنبية الأخرى.
الشعوب العربية ترفض التدخل التركي في شؤون أوطانها، لكنها تتساءل في نفس الوقت من الذي دمر العراق وسوريا واليمن وليبيا تركيا أم بعض الأنظمة العربية الخانعة للإرادة الأمريكية والإسرائيلية؟ ولماذا يقبل الحكام العرب وجود قواعد عسكرية أمريكية في جميع دولهم ويرفضون تدخل دول إسلامية كتركيا وإيران؟ وهل التدخل التركي والإيراني في الشأن العربي أكثر خطورة على أمتنا من التدخل الأمريكي الإسرائيلي كما يزعم بعض الحكام العرب؟ ولماذا يتجاهل الحكام العرب موقف أردوغان وحكومته الرافض للاحتلال الإسرائيلي؟
تركيا اعترفت بإسرائيل عام 1949، وأقامت معها علاقات دبلوماسية وتجارية جيدة منذ عام 1950، أي قبل 53 عاما من وصول رجب طيب أردوغان إلى السلطة في 2003؛ وعلى الرغم من أن العلاقات التركية الإسرائيلية ما زالت قائمه، إلا أن الحقيقة التي لا يمكن انكارها هي ان موقف الرئيس التركي الداعم للقضية الفلسطينية، والمعادي لدولة الاحتلال والرافض لتهويد القدس " وصفقة القرن " وللهرولة العربية الذليلة لتل أبيب، لا يمكن مقارنته بموقف الانهزاميين العرب المتسابقين في التطبيع والاستسلام للإرادة الصهيونية، واللاهثين والمنصاعين للهيمنة والابتزاز الأمريكي! إننا نقدر موقف أردوغان الداعم للقضية الفلسطينية وقضايا الدول الإسلامية، ونشد على يديه في رفضه للمساعدات الإسرائيلية.
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟