أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - الاعلام في العراق














المزيد.....

الاعلام في العراق


هشام جمال داوود

الحوار المتمدن-العدد: 6721 - 2020 / 11 / 2 - 02:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإعلامي العراقي
على ما يبدو ان من بين الشروط التي يجب ان يحققها الشخص ليصبح إعلاميا في العراق ان يكون صاحب شخصية هجومية شبه مفترسة امام الكامرة، وبعد ذلك اختيار واحداً من صالونات الحلاقة لإضافة مساحيق التجميل للوجه (التبييض) وإزالة الشعر الزائد من على الوجنتين والحاجبين (التلميع).
ومن بعدها سيصبح نجماً إعلاميا (مبيض وملمع) وهي اولى الخطوات للوصول الى الهدف الأسمى وهو (كرسي البرلمان أو وظيفة رئاسية في احدى الرئاسات).
قبل أيام شاهدت لقاء بين على شاشة احدى الفضائيات بين سياسي معروف بصلافته وتهريجه الذي يجبر المشاهد على الاشمئزاز، وبين أحد الإعلاميين الشقاوات (الملمعين) وفقاً لمعايير هذا الزمن.
وللأمانة لأول مرة اشعر بالحزن والتعاطف مع السياسي هذا، لا حباً به وانما لأنه بدى لي أكثر رقة رغم وحشيته امام هذا الإعلامي.
ولكن قادني هذا البرنامج الى تساؤل مع نفسي.
من يخدم من عبر هذه الحلقة؟
هل الإعلامي يحاول إعطاء صورة للجمهور بأن صاحبي لا زال بطلاً فانتخبوه؟
ام السياسي يقول هذا الشقاوة الملمع ظاهرة جديدة ويليق وجهه بمكيفات هواء البرلمان فاجتذبوه؟
هل صار هذا الموضوع مثل السلم الوظيفي؟ مراسل، مذيع، مقدم برامج، ومن ثم نائب .... وهكذا؟
لا بأس لو ان الإعلامي مهني وفقاً للمعايير الصحيحة للمهنة ان يكون ما يكون، فعلى سبيل المثال محمد حسنين هيكل اهلته كفاءته في مهنته ان يكون وزيراً في احدى حكومات جمال عبد الناصر واعتقد لا حاجة لتكملة وتكرار الكلام عن اعلاميي العراق.
اما الاعلاميات، فقبل كل شيء اود ان أوضح نقطة واحدة، من جملة الاعلاميات الشهيرات في العالم العربي و لنأخذ ثلاثة نماذج وهن :
اللبنانيتان جيزيل خوري، والمرحومة نجوى قاسم والثالثة هي العراقية ليلى الشيخلي.
هؤلاء الثلاثة عرفتهن سنة ٢٠٠٢ تقريبا، والى يومنا هذا في كل مرة أتذكر واحدة منهن فلا تحضرني الا صورة واحدة عن اشكالهن وهي نفس الصورة التي شاهدت فيها أي واحدة منهن لأول مرة في حياتي والتي لازالت نفسها الى اليوم، لا تتغير، فهن مهنيات بمعنى الكلمة والتغيير الذي يطرأ على احداهن او جميعهن يكون تغيير نحو الافضل في مجال العمل، وليس تغيير الشكل.
ولكن اعلاميات العراق فشغلهن الشاغل هو الشكل والظهور، بحيث ان نفس الإعلامية تراها كل يوم بمظهر جديد مختلف ومغاير عن آخر ظهور سوى ان الأداء والكفاءة واحدة بلا تغيير، فيصعب عليك ان تصفها لشخص لا يعرفها كونها لا تمتلك شكل ثابت.
فشل الاعلاميون العراقيون ان يقدموا نموذجا للاعلامي الفذ الذي يكون مثلاً يحتذى به مثل ما فعل اللبنانيون او المصريون، فكل دورهم هو استضافة السياسيين اما بشكل مباشر في الاستوديو او عبر الهواء ولنقضي الوقت نستمع الى هذيان السياسيين وكلامهم الفارغ عن وضع العراق، او ان ينزلوا الى الشارع ويكلموا فقراء الناس وفي النهاية يضعوا قبله على رأس كبار السن تعبيراً عن حبهم.
هل يوجد شيء آخر؟
والاعلاميات اما نفس سلوك الإعلاميين في الاستوديو وعلى الهواء مع السياسيين، او هناك بعض البرامج الصباحية عن العراق والتي كل فحواها هي الاماني بالخير للعراق والادعية ان يتغير حالنا نحو الأفضل والجملة الشهيرة (يا رب يعم الخير على العراق)، على صعيد منفرد لا توجد بين الاعلاميات العراقيات نموذج للإعلامية العالمية، وبشكل مجتمع لم يعملوا سوية لإعداد برنامج مثل (كلام نواعم) على سبيل المثال ينال صدى واسع في كل الوطن العربي وله متابعيه من كلا الجنسين.
يقول هيغل (كل امر واقع هو امر مقبول، والعكس كل امر مقبول هو امر واقع)
ولكن كان لفريدريك انجلز رأي آخر مخالف لرأي هيغل يناقضه من كلام هيغل نفسه، هو ان الامر متروك لعامل الزمن فهو من يحدد ذلك، فليس كل ما هو مقبول في الامس يكون لزاما علينا ان نقبله اليوم.
مثال علي ذلك السياسات الحكومية تكون واقعا كونها امرا مقبولا، ولكنها تزول مع زوال تلك الحكومة فلا يمكن لها ان تكون امرا مقبول وهي في الأساس لم تعد امراً واقعاً.
لكن مشكلتنا نحن في العراق لا تنحصر بين الواقع والمقبول، انما مشكلتنا هي (واقعنا غير مقبول) اساساً.
فالمؤسسة الدينية تتدخل في المؤسسة السياسية بشقيها المدني والعسكري، وكلاهما يتدخلان في المؤسسة الإعلامية والتعليمية، وكلهم يتدخلون ويأثرون على المنظومة الاجتماعية الى ان أنهكوها.
لذلك غابت الثوابت والمعايير والمقاييس التي ينبغي اجتيازها كي يكون هذا الشخص مؤهلا لذلك المكان ولم تسلم من هذا الوضع البائس حتى الدراسات العليا.
وما الإعلاميين سوى عينة واحدة من هذا الوضع.
فكم سيطول بقائنا حتى نتحول للواقع المقبول وفقاً لفلسفة هيغل بواسطة عامل الزمن كما أشار انجلز؟
وأخيرا فإن اللوم كل اللوم يقع على من تسبب بإلغاء وزارة الاعلام وفقا لتعليمات بول بريمر ، هذا القرار الذي بسببه تدهور الاعلام العراقي وفقد الثوابت والمعايير المهنية.



#هشام_جمال_داوود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أذربيجان و أرمينيا
- نحتاج لداهية مثل المأمون.. لا لطاغية مثل أبو مسلم الخراساني.
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء السادس
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الثالث
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الخامس
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الرابع
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الأول
- لماذا الزعيم عبد الكريم قاسم...الجزء الثاني


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام جمال داوود - الاعلام في العراق