أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - علمانية بلا علمانية!!!














المزيد.....

علمانية بلا علمانية!!!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 6717 - 2020 / 10 / 28 - 00:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صوت الروائيين والشعراء والكتاب والنقاد العرب أين هو؟؟!!
ولا صوت عربي علماني، حتى الآن كسر طوق الخوف وغرَّد خارج السرب فيما يتعلق بعلمانيةِ فرنسا!! هذا الصمت والاستحياء لا علاقة له بازدراء الأديان، فحرية الأديان مكفولة وهي جزءٌ من منظومةِ التفكير الحر...لكن أن يغرد الجميع باتجاه ازدراء العلمانية ولا صوت يشذّ ويخترق المسكوت عنه ويرى العقل والمنطق فيما جرى بأرض فرنسا التي شهدت مذبحة همجية لأستاذ، منبر معرفة مهمته تخريج أجيال واعية، يُذبح بيدٍ باردة، هذه ذروة المفارقة بالوعي العربي الذي تغطى برداء الإسلام السياسي... إذا كان الاستحياء نفاق فهو علامة على استمرار التخندق وراء الموروث الذي لا يجرؤ من يهرب منه... كنت ولا أزال مقتنع بأن الوعي موجود في مكانٍ ما من العقل وحتى يُنبَش ويُعثر عليه بحاجةٍ لمائتي سنة أخرى من المعاناة...
لمن لا يعرف تاريخ فرنسا الحضاري بعلاقتها بالتفكير العقلاني، ولمن لا يعرف طبيعة البنية العقلية الفرنسية التي واكبت الثورة الأولى على العقل، ولمن لا يعرف فرنسا جان بول سارتر والبير كامو... ولمن م يعرف رمزية تمثال الحرية الذي أهدته فرنسا للشعب الأمريكي... ولمن لا يفهم نسيج المجتمع الفرنسي وتركيبته العلمانية الشرسة، قد تخونه الأحكام المُتسرعة ويسقط في قائمة العصبيات والتشنجات ودعوات المقاطعة بأي اتجاه كانت وقد خبرناها منذ عقود، هذه الدعوات ليست سوى طفرات عاطفية تلازم كلّ موقف غوغائي يجرنا لمزيد من العصبية...لتنذكر قبل أن نتصارع ونصارع، بأن ذبح إنسان بحد السكين يتناقض مع كلّ الشرائع، ولنتذكر بالوقت نفسه إن فرنسا بالذات من بين العواصم الأوروبية، تعتبر هي الأكثر علمانية، إذا يعود تاريخ البلاد في الحريات إلى عدة قرون، وفي القاموس الدولي هي مدينة النور والثقافات والفنون والتعبير، ردة الفعل الفرنسية على جريمة ذبح المدرس كانت ردة فعل صاعقة هزت المجتمع الفرنسي برمته ولم يكن أمام الرئيس الفرنسي ماكرون إلا أن يظهر بتلك الصورة الغاضبة للتعبير عن ردة فعل الفرنسين...وبعيدًا عن المزايدات العاطفية والعصبيات هنا وهناك لابد من ذكر حقيقتين تمثلان واقعين لا يمكن تجاوزهما...
أولا لنعترف، تتحمل فرنسا وعدد من الدول الأوروبية كبريطانيا وبلجيكا مسئولية كبيرة بفتح الباب على مصراعه للتنظيمات المتطرفة وغض الطرف عنها، وقد أصبحت العواصم الأوروبية مرتع للمتطرفين وسبق أن عانت فرنسا ذاتها من مواقف هذه الجماعات، هي تملك معلومات وملفات كاملة عن هذه الجماعات وقد سمحت لها بالحركة ضمن اعتقاد بحرية التعبير، ولم تدرك أنها هي ذاتها ستدفع الثمن من أجل حرية تعبير لمتطرفين...
الأمر الآخر لننتبه بأن المواقف المتطرفة التي سنتخذها من خارج فرنسا كعرب ومسلمين ضد فرنسا ستضر بالملايين من العرب والمسلمين المتواجدين على الأرض الفرنسية وستزيد معاناتهم بل وشقائهم بسبب مواقفنا المتطرفة بالخارج...ولا يجب أن نندفع كالأحمقأردوغان الذي يتاجر بكلِّ قضايا المسلمين وهو أكبر تاجر حقيبة بتاريخ الرؤساء في العالم... لننظر بواقعية وموضوعية إلى ثورة وغضب الفرنسيين النابع من صدمتهم تجاه جريمة بشعة صدمتهم بالعمق وهزت بلدهم وهذه ردة فعل من بلد طالما كانت مدينة النور في التاريخ وبالتالي ليست دعوة المقاطعة والتصعيد لصالح المقيمين في فرنسا‘ إذ ستضيق عليهم أكثر...هذا هو حالنا دائما مع الانفعال والتشنج والتسرع الذي لم يجلب لنا سوى الشقاء في وقت يزرع فيه العالم السلام بأرجاء المعمورة.وتشهد المنطقة لأول مرة انعطافًا نحو التهدئة وبناء الثقة بين الشعوب والأديان والثقافات، إذن لا يجب ترك العصبيات والتشنج يقود عواطفنا وكفى متاجرة بالدين.
عودة للبدء...صوت العلمانية... يبتزه الغوغائيون ويدعون بأنها كفر ويتناسون بأن الكفر هو القتل والذبح وهي جريمة لم أجد لها وسط موجة العصبيات إدانة...بل تبرير من قبل البعض...يا للهول لقد فقدنا العقل والإنسانية.



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو العلاء المعري وخليلهُ المتعري في رواية القرنفل التبريزي. ...
- يسرا البريطانية (22) الأخيرة
- خريف الأخبار الغامضة!!
- يسرا البريطانية (21)
- يسرا البريطانية (20)
- يسرا البريطانية (19)
- يسرا البريطانية (18)
- كعبة الشمس البرتقالية...!
- يسرا البريطانية (17)
- أنا والله وتغاني ...
- يسرا البريطانية (16)
- يسرا البريطانية (15)
- أي نحس ثقافي؟!
- يسرا البريطانية (14)
- رؤيتي المغايرة لأيلول الأصفر....!!
- يسرا البريطانية (13)
- يسرا البريطانية (12)
- يسرا البريطانية (11)
- يسرا البريطانية (10)
- نيويورك تايمز كذبت ضد صدام حسين...


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - علمانية بلا علمانية!!!