|
سفر التكوين قراءة عقلانية مختصرة
أودين الآب
الحوار المتمدن-العدد: 6703 - 2020 / 10 / 14 - 13:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تحياتي احبائي إن سبب اختياري سفر التكوين لقراءته بعقلانية مهم جدا في نظري ، وذلك لأن كل مؤمن بدين يدعي أن معبوده هو خالق الكون ، و افضل طريقة لإثبات عكس ذلك و إثبات عدم وجود دين مْنزل هو إظهار الأخطاء في وصف الكون في الكتب المقدسة. يقول آباء الكنيسة عن سفر التكوين " أما ما دونه سفر التكوين فهو يعبر عن أصل القصة الصحيح الذي وصل لموسى عن طريق التقليد، كما أن روح الله القدوس عصمه من أدنى خطأ ممكن، ولذلك فالحدث التوراتي تجده نقيا يطابق الحقيقة تماما، " . اما الحقيقة هي أن من يقرأ سفر التكوين و عنده خلفية علمية بسيطة و عقل متفتح لابد و أن يجزم بأن هذا الكتاب ليس له علاقة بخالق الكون على (افتراض وجوده) و انه مليء بالأخطاء و مجرد سرد لأساطير زمانه . نبدأ قراءة الإصحاح الأول. يقول مؤلف الكتاب المقدس
1 :1 في البدء خلق الله السموات و الأرض
1 :2 و كانت الأرض خربة و خالية و على وجه الغمر ظلمة و روح الله يرف على وجه المياه
1 :3 و قال الله ليكن نور فكان نور
1 :4 و راى الله النور انه حسن و فصل الله بين النور و الظلمة
1 :5 و دعا الله النور نهارا و الظلمة دعاها ليلا و كان مساء و كان صباح يوما واحدا
1 :6 و قال الله ليكن جلد في وسط المياه و ليكن فاصلا بين مياه و مياه
1 :7 فعمل الله الجلد و فصل بين المياه التي تحت الجلد و المياه التي فوق الجلد و كان كذلك
1 :8 و دعا الله الجلد سماء و كان مساء و كان صباح يوما ثانيا
1 :9 و قال الله لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد و لتظهر اليابسة و كان كذلك
1 :10 و دعا الله اليابسة ارضا و مجتمع المياه دعاه بحارا و راى الله ذلك انه حسن
1 :11 و قال الله لتنبت الأرض عشبا و بقلا يبزر بزرا و شجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الأرض و كان كذلك
1 :12 فاخرجت الأرض عشبا و بقلا يبزر بزرا كجنسه و شجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه و راى الله ذلك انه حسن
1 :13 و كان مساء و كان صباح يوما ثالثا
1 :14 و قال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار و الليل و تكون لايات و اوقات و أيام و سنين
1 :15 و تكون انوارا في جلد السماء لتنير على الأرض و كان كذلك
1 :16 فعمل الله النورين العظيمين النور الأكبر لحكم النهار و النور الاصغر لحكم الليل و النجوم
1 :17 و جعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض
1 :18 و لتحكم على النهار و الليل و لتفصل بين النور و الظلمة و راى الله ذلك انه حسن
1 :19 و كان مساء و كان صباح يوما رابعا
1 :20 و قال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية و ليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء
1 :21 فخلق الله التنانين العظام و كل ذوات الانفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كاجناسها و كل طائر ذي جناح كجنسه و راى الله ذلك انه حسن
1 :22 و باركها الله قائلا اثمري و اكثري و املاي المياه في البحار و ليكثر الطير على الأرض
1 :23 و كان مساء و كان صباح يوما خامسا
1 :24 و قال الله لتخرج الأرض ذوات انفس حية كجنسها بهائم و دبابات و وحوش ارض كاجناسها و كان كذلك
1 :25 فعمل الله وحوش الأرض كاجناسها و البهائم كاجناسها و جميع دبابات الأرض كاجناسها و راى الله ذلك انه حسن
1 :26 و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الأرض و على جميع الدبابات التي تدب على الأرض
1 :27 فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم
1 :28 و باركهم الله و قال لهم اثمروا و اكثروا و املاوا الأرض و اخضعوها و تسلطوا على سمك البحر و على طير السماء و على كل حيوان يدب على الأرض
1 :29 و قال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الأرض و كل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا لكم يكون طعاما
1 :30 و لكل حيوان الأرض و كل طير السماء و كل دبابة على الأرض فيها نفس حية اعطيت كل عشب اخضر طعاما و كان كذلك
1 :31 و راى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا و كان مساء و كان صباح يوما سادسا
بدأ مؤلف السفر كلامه بخطأ كبير حيث قال في العدد1:1 أنه خلق الأرض قبل أن يخلق المواد الغازية و السديمية التي كونت الأرض و قبل أن توجد النجوم و المجرات و هذا معادي للعلم و المنطق.
ثم يقول في العدد 4:1 بعد أن يزعم أن ربه خلق نور و بأن معبوده فصل بين النور و الظلام و هذا خطأ علمي آخر و هو يظهر أن قائل هذا الكلام يتوهم بأن الظلام شيء قائم بذاته و ليس مجرد انعدام للضوء. لأن معنى فصل هو تفريق بين شيئين و المعروف أن الظلمة ليست شيء و ليس لها قيام بذاتها هي مجرد وصف لإنعدام الضوء. و في العدد 5:1 يقول ثم كان صباح و مساء و الشمس لم توجد بعد فعلى اي أساس حدد الصباح من المساء ؟؟؟؟ ثم في الأعداد 6 و7و 8 يتكلم عن جلد فصل ماء عن ماء و هذا الجلد هو السماء ، إن عدد الأخطاء في هذه الأعداد كبير لكن سوف أركز على خطأ واحد فاضح و هو انه لا يوجد سماء (بمعنى جلد اي جسم صلب) تفصل بين ماء الأرض و ماء فوقه في الفضاء و هذا مثبت بالقاطع، هناك الأرض و عليها مياه و فوق الأرض هناك الغلاف الجوي و فوقه هناك الفضاء الذي يستحيل احتوائه على مياه . ثم في الأعداد 10و 11 و 12 يتكلم عن ظهور النباتات قبل وجود الشمس و هذا من الموبقات علمياً و يثبت أن هذا الكلام من مخيلة راعي عبراني و ليس له علاقة بحقائق وجود الكون و مراحل تكون الأرض و ظهور النباتات عليها. اما في العدد 14 إلى 18 فيتكلم عن إيجاد الشمس و القمر و أيضأٌ وقع في أخطاء كبيرة اهمها انه زعم أن الشمس وجدت بعد فتره من وجود الأرض و هذا أيضأ كارثة لأنه يدعي وجود كوكب سيار قبل وجود النجم الذي يدور حوله و هذا مستحيل ثم في العدد ذكر أن القمر نور و هذا خطأ فاضح و دليل جهل بحقيقة شيء ينبغي أن يكون هو الذي صنعه . ثم قرن وقت وجود الشمس بوقت وجود القمر في وقت لاحق لوجود الأرض و هذا كفر علمي و يدل على أن المتكلم يعتقد بمركزية الأرض. ثم من العدد 20 إلى 25 يتكلم عن(ايجاد) الحيوانات بما في ذلك التنانين!!!؟؟؟ (أنصح القراء بقراءت اسطورة لوثيان التنين في المثولوجيا اليهومسيحية و ما قبلها من الأديان متعددة الآلهة ) أخيرا أود التعليق على العدد:
1 :26 و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الأرض و على جميع الدبابات التي تدب على الأرض اول ما يسترعي الإنتباه في هذا الكلام أن قائله يعتقد أن الإله هو إنسان ضخم الحجم يعيش في السماء . ثانياً هذا الكلام يتناقض مع القواعد الفلسفية للاهوت حيث يخرج الإله عن كونه مطلق و يجعله صاحب صورة و المعروف في فلسفة الإلهيات أن كل صاحب صورة يحتاج إلى من خصه بتلك الصورة دون غيرها من الصور و أن من شابه شيء جاز عليه ما يجوز على من شابهه. و الله في هذا العدد يقول انه يشبهنا و ذلك يؤدي إلى انه يجوز عليه ما يجوز علينا من التجزء و الانقسام و الفناء و الموت . مع محبتي
#أودين_الآب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإختبار الإلهي المخاتلة الفاسدة
-
أزلية المادة و استحالة الأزلية على ألله برؤية فلسفية جديدة
-
التجليات البشرية في الذات الإلهية (في الكتاب المقدس)
-
العقلانية في تفنيد حجة الضبط الدقيق عبر الثوابت الكونية (الغ
...
-
تفنيد الحجة الأخلاقية و إثبات الأخلاق الإلحادية
-
سواطع البيان في إثبات بشرية الأديان الجزء ٢
-
تبيان موقف أينشتاين من الدين و الإله - رسالة الرب لألبرت أين
...
-
سواطع البيان في إثبات بشرية الأديان الجزء ١
-
إثبات استحالة وجود الرُسل
-
تفنيد اسطورة التوحيد و شبهة التمانع
-
نظرة عقلانية على إدعاء حفظ القرآن
-
تفنيد اسطورة البعث و أدلة على عدم وجود الروح
-
القرد الإله
-
نظرة منطقية عقلانية على البشارة و الميلاد العذري
-
خربشة قلم ٢
-
أعظم مناظرة في تاريخ الإسلام
-
خربشة قلم
-
قرأة عقلانية مختصرة لقانون الإيمان
-
قراءتي للمسيحية
-
صفات ألله المخفية الجزء الأول (المُضل)
المزيد.....
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|